أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود زعرور - خطاب الأسد : غياب الكلمة الفاصلة














المزيد.....


خطاب الأسد : غياب الكلمة الفاصلة


محمود زعرور

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 14:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



لقد تمكنت الثورة السورية في إحداث آثار وتحولات جذرية لدى السوريين، تكثفت في تعاظم إرادتهم لتغيير واقعهم، بفعل التضحيات التي قدمها رجال ونساء سوريا من شهداء وجرحى ومعتقلين ومهجرين، لكن ، وأمام انسداد الآفاق باتجاه حلول مختلفة من طرف النظام السوري، أصبحت البلاد في أمس الحاجة لنقلة نوعية، تكون بمثابة ختام مرحلة سياسية ، بما تتسم به من نهج قمعي واستبدادي، وبداية مرحلة أخرى مغايرة، وجديدة، تتصف بالحرية والانعتاق، وتكون إيذاناً بالبدء ببناء الدولة الديمقراطية، التعددية، المدنية، حيث تكون سوريا دولة لكل مواطنيها، دولة مدنية حديثة قائمة على العدالة والمساواة والمشاركة.
في هذه الأيام الحاسمة، التي تكثفت كلحظة فاصلة، جاء خطاب بشار الأسد، وهو الخطاب الثالث له منذ اندلاع أولى شرارات الانتفاضة الشاملة ، ليس كقول جديد يكون له ما بعده، وهذا ما لم يكن يتوقعه أحد ، بالطبع، ولكن أتى كبيان زخرفي ، لا معنى حقيقي فيه، إلا بمعنى الإحالة السلبية، إي غياب ما كان يجب حضوره في الخطاب، أعني غياب الكلمة الفاصلة في اللحظة الفاصلة، وهي هنا لا تتمثل إلا بأمر واحد وهو الرحيل، ولا شيء آخر يرضي السوريين غير ذلك.
إنه الرحيل التام للنظام، برموزه، ونهجه، وسماته، ومعانيه كلها، نظام قام منذ عقود على إفساد حياة السوريين، وتشويه صورتهم، وإقصائهم عن الحياة العامة بسبل شتى، كي يتسنى له قمعهم، ونهبهم ، وإذلالهم، والتفرد بالحكم بشكل إحادي، فردي متسلط، لا يشبه أنظمة أخرى إلا تلك التي بادت وزالت، أو ما بقي منها كشاهد على التسلط والديكتاتورية.
لم يسمع السوريون جديداً من الأسد، بل مجرد إعادة منسوخة، جوفاء، لمجموعة من الترهات والأضاليل التي عافتها نفوسهم قبل آذانهم ، والتي تمحورت حول
( المؤامرة )، و ( المخربين )، وكذلك الرغبة بشراء الوقت من خلال الكلام عن ( الحوار ) ، أو ( وعود الإصلاح )، كثمن بخس يقدم لهم بهدف إسكاتهم.
كيف يستقيم إذاً إطلاق صفة المتآمرين والمخربين على المتظاهرين مع الدعوة إلى الحوار معهم، بل ومتى سيصفو الحيز للنظام من أجل الحوار والإصلاح؟ هل سيدنو بعد ألف شهيد جديد ونزوح آلاف أخرى من اللاجئين مثلاً؟!
لقد قدم النظام السوري أمثلة متتالية لنهج قديم / جديد ، يتحدد بالقمع الشامل، والممنهج، لكن المرتكز إلى التضليل، عبر الحديث عن عمليات تبرر على نحو زائف ممارساته المعهودة ، وهي تضيف ، كل يوم ، البراهين والأدلة المكينة على تمسك النظام بأدوات ووسائل حكمه السائدة من جهة، وأيضاً ، على عجزه عن السير باتجاه التغيير المنشود من جهة أخرى.
لم يطل الوقت عند ثوار الداخل في الرد على خطاب الأسد، إذ سرعان ما خرجت المظاهرات التي عمت مختلف المدن والقرى السورية، وهي تعبر عن رفضها له، وتعيد التأكيد، من جديد، على الهدف الرئيسي للثورة ، المتمثل بشعار إسقاط النظام.
وكان لبيان ( لجان التنسيق المحلية في سوريا ) الأثر الواضح في بلورة هذا الرفض الشعبي ، وكذلك في الإصرار على متابعة الثورة حتى بلوغ أهدافها.
لقد أشار البيان إلى أن الخطاب ( لم يقترب حتى من كونه خطاب أزمة وطنية تعيشها البلاد ).
كما حدد أسباب ذلك بكون الخطاب ( أصر على التعامي عن حقائق أصبحت جلية لمن يريد أن يرى . أهمها رغبة السوريين وإرادتهم من أجل الانتقال ببلدهم إلى نظام ديمقراطي حر تعددي.).
وفي رفض بيان اللجان لأي حوار مع النظام ( في ظل استمرار عمليات القتل والترويع وحصار المدن والاعتقالات التعسفية ) إشارة واضحة إلى الهدف الوحيد والمقبول شعبياً، وهو ( طي صفحة النظام الحالي بصورة سلمية ، والتحول نحو سورية جديدة ، دولة ديمقراطية حرة ولمواطنيها كافة ).
إنما تمر به البلاد هي بحق، لحظة فاصلة، في تاريخها، وهي للإنصاف العبارة الصحيحة الوحيدة التي نطق بها الأسد، لكنه لم يؤكدها بالكلمة الوحيدة ، الأخرى المناسبة، أقصد الرحيل، رحيل هذا النظام الذي يجاهد في تأخير سقوطه.



#محمود_زعرور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق الأسد
- دماء ودخان .. جوهر الإصلاح السوري
- ردود وأضاع حاسمة في الحدث السوري
- النظام السوري بين بلاغة الإصلاح ومواجهة التغيير
- سوريا وتحديات التغيير
- لبنان وتعزيز خيار الدولة
- لبنان يخاطب العالم موحدا
- اغتيال جبران تويني استهداف لقيم الاستقلال ومعرفةالحقيقة
- نظرة في تقرير ميليس وتداعياته
- اغتيال جورج حاوي استهداف لخيار التغيير
- سورية وسياسة تبديد الفرص ... انسحاب تحت الضغط
- الانتخابات العراقية ومهام بناء عراق ديمقراطي تعددي
- مشروع البرنامج السياسي للحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي ...
- اليوم العالمي لحقوق الإنسان-الاعتصام السلمي في سورية وضرورة ...
- محمود درويش أو المطلق الأزرق متوجآ
- المشروع الفلسطيني بعد غياب عرفات
- نظرة في أزمة الثمانينيات في سورية / بدر الدين شنن وكتاب - ال ...
- أمطار صيفية- قصة
- الديمقراطية وتفكيك التوحيد


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود زعرور - خطاب الأسد : غياب الكلمة الفاصلة