أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - محبة الاعداء














المزيد.....


محبة الاعداء


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 13:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال يسوع بحسب ( متى 5 / 43 – 45 )
" سمعتم انه قيل : أحب قريبك و ابغض عدوك . أما أنا فأقول لكم : أحبوا أعداءكم ، و صلوا لأجل الذين يضطهدونكم ، فتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات . فهو يطلع شمسه على الأشرار والصالحين ، ويمطر على الأبرار والظالمين ."
وقول يسوع هذا يشبه قول الحكيم الصيني كونفوشيوس
( لاتبغضوا أعدائكم ) ولكي نستطيع فهم كلام يسوع بالكامل علينا الرجوع إلى فلسفة التاو الصينية . تقوم فلسفة التاو وهي فلسفة طبيعية و ليست دينا إلى النظر إلى الكون كوحدة متكاملة وعلى انه نتاج حركة قوتين ساريتين في كل مظاهر الوجود . نستطيع أن نرمز لهما بالسالب و الموجب . هاتان القوتان على تعارضهما ، فهما غير منفصلتان و هما متعاونتان و لا قيام لإحداهما على الأخرى فهما أشبه بالقطب السالب و الموجب في قضيب مغناطيسي . و هما ليستا قوتان مفارقتان و منفصلتان مثل الله و الشيطان أو الله و الإنسان . و نستطيع تخيل هاتان القوتان تدوران في تلاصق في دائرة مغلقة ففي لحظة يصل السالب إلى أعلى نقطة له يبدأ بعده بالنزول ليصعد بدلا عنه الموجب . فالتاو هو القوة الفاعلة والمحركة في الكون من داخله لا من خارجه . على هذا الأساس نفهم حكمة الصيني التاوي لاو – تسو :
الصالحون من الناس أعاملهم كصالحين
و الطالحون منهم أعاملهم كصالحين أيضا
و بذلك اعمل على تعميم الصلاح
إن الحكيم التاوي يتجاوز ثنائية الخير و الشر كمفهومين متعارضين و منفصلين و لذا فانه لا يرى في الشر باعتباره صفة دائمة ، بل باعتباره حالة مؤقتة يمكن أن تؤول إلى عكسها . من هنا فانه يعامل الصالح من الناس على انه صالح ، و يعامل الطالح منهم على انه صالح أيضا . و بذلك يعمل على تعميم الصلاح . الحكيم يساعد كل فرد على اكتشاف طبيعته الأصلية الخيرة . و هو ما يقصده يسوع
( أحبوا أعدائكم ) فالعداوة حالة مؤقتة و إذا تعاملت مع العدو كصديق ممكن أن تكسبه كصديق . و كفكرة التاو السارية في الكون يشبه يسوع الله و هو الصلاح و الخير المطلق بالشمس التي تشرق على الصالحين و الطالحين . إن عدم الصلاح هو حالة مؤقتة و هو مثل دائرة التاو المتحركة يمكن أن يتبادل الصالح و الطالح الأدوار فيما بينهما و لكن يبقى الصلاح هو الأصل .
في هذا النص الذي هو جزء من الموعظة على الجبل يتحدث يسوع عن محبة الأعداء ، كعلاقة شخصية بين الإنسان المسيحي و الآخرين من البشر أيا كانت دياناتهم و مذاهبهم و أفكارهم و أجناسهم و أعراقهم و لغاتهم . و لا يتحدث عن محبة الأعداء كموقف سياسي و طبقي وكموقف من الحكام والدول . يرجى مراجعة المواضيع المنشورة سابقا في الحوار المتمدن ( إبليس ... اله اليهود و أعداء يسوع ) ، ( العلاقة الجدلية بين شيوعية الأحرار و التصوف ) ، ( موقف المسيحية من السلطة ) ، ( لاهوت التحرير و الشيوعية ).
العلاقة بين يسوع و أتباعه و العلاقة بين المسيحيين و غيرهم من البشر هي علاقة تقوم على الحب اللامشروط ، أي أن أقدم حبا غير مشروطا ، بدون مقابل ، و بدون ثمن ، بغض النظر عن الشخص الآخر المقابل و ردود أفعاله . محبة الأعداء لا تعني ان احب أعدائي عاطفيا ، بل أعاملهم على أساس الاحترام و المحبة وفق القاعدة الذهبية ليسوع ( عاملوا الآخرين مثلما تريدون أن يعاملوكم . هذه هي خلاصة الشريعة و تعاليم الأنبياء ) متى 7 / 12
- نصوص حكمة التاو وبعض الاقباسات مأخوذة من كتاب التاو للحكيم لاوتسه اعداد وشرح المفكر والباحث فراس السواح .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي والاقليات ... رد على رد
- محسن علي عزيز .. ذلك الشيوعي الطيب
- لاهوت التحرير والشيوعية
- نداء الى المفكر والباحث فراس السواح
- اكذوبة استحالة الخبز والشراب الى جسد ودم المسيح جوهرياً
- بشار وصدام وجهان لعملة واحدة
- موقف المسيحية من السلطة
- العلاقة الجدلية بين شيوعية الاحرار والتصوف
- ابليس .... اله اليهود وأعداء يسوع
- بين شيوعية الاحرار وشيوعية العبيد
- كشكول شيوعي
- المسيح ولد في الجليل لا في اليهودية
- الحزب الشيوعي العراقي والاقليات
- العلاقة الجدلية بين اوثان الشيوعيين واوثان المتدينيين
- هل كتب داود المزامير ؟
- جذور تحريم لحم الخنزير لدى العبرانيين وشعوب الشرق القديم
- أوثان الشيوعيين
- الحزب الشيوعي العراقي الى اين ؟!


المزيد.....




- مسجد سول المركزي منارة الإسلام في كوريا الجنوبية
- الفاتيكان يصدر بيانا بشأن آخر تطورات صحة البابا فرانسيس
- ملك البحرين: نستجيبُ اليوم لنداءِ شيخ الأزهر التاريخي مؤتمرِ ...
- وفد من يهود سوريا يزور دمشق بعد عقود في المنفى
- “اسعد طفلك الصغير” أغاني وأناشيد على تردد قناة طيور الجنة عل ...
- موقع سوري يستذكر أملاك اليهود في دمشق بعد بدء عودتهم للبلاد ...
- فرنسا تناقش حظر الرموز الدينية في المسابقات الرياضية
- شيخ الأزهر يطلق صرخة من البحرين عن حال العرب والمسلمين
- ملك البحرين يشيد بجهود شيخ الأزهر في ترسيخ مفاهيم التسامح وا ...
- احدث تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUR EL-JANAH TV على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - محبة الاعداء