رسالة جوابية من بوش الابن الى الرئيس علي عقلة عرسان

خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 1015 - 2004 / 11 / 12 - 09:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

سيادة الرئيس علي عقلة عرسان رئيس اتحاد الكتاب العرب

قرات رسالتكم المفتوحة الموجهة لي بصفتي رئيسا للولايات المتحدة الامريكية.

وكما تعلم ياسيادة الرئيس اننا في منصبين متشابهين تقريبا فانا رئيس لولايات متحدة وانت رئيس لاتحاد كتاب اما الفرق ولا ادري ان كان احد نبهك اليه وهو اني رئيس منتخب للولايات المتحدة وانت رئيس معين من جهات من خارج اتحادك ولا شان للكتاب بانتخابك.

وقد اعتدت ياسيادة الرئيس علي انت وكتاب عرب اخرون من اتحادك او حتى خارجه ان توجهون رسائل ( ودائما مفتوحة ربما لانكم تخشون تاويلات الرقيب في بلدانكم للرسائل المغلقة ) الى رئيس الولايات المتحدة الامريكية ( كلما دق الكوز بالجرة كما يقول مثلكم العربي) تتهموننا فيها بعدم ديمقراطيتنا وانحيازنا الصارخ لاسرائيل وتذكروننا بالانتهاكات التي قامت وتقوم بها بلادنا في ارجاء مختلفة من العالم ولن اناقشكم بصحة هذا او عدم صحته كما ولن اناقشكم بان انحيازنا الصارخ لاسرائيل ( عدوكم ) لم يؤد ببلدانكم الا الى مزيد من توطيد العلاقات مع بلادنا ( كي لانقول ارتماء وما شابه من الالفاظ التي تتداولونها انتم ) مما يؤكد ان نهجنا هذا لم ولن يجلب لنا عداوتكم.

كما وذكرتمونا ياسيادة الرئيس بتفشي الجريمة في بلادنا التي انا رئيسها وبالفساد الذي يخيم في اداراتنا كما وذكرنا اخرون بتفشي البطالة في بلادنا بل ان تلفزيون بلدكم يذكر في نشراته الاخبارية في احيان كثيرة خبرا عن ارتفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة الى نسبة كذا حتى كدنا ان نصدقه.

كما وذكرتم انتشار السلاح بايدي الناس هنا في بلادنا ولم يفتكم ان تتآسوا لمصير المشردين في الشوارع.

كما انكم ياسيادة الرئيس لاتتوانون عن تذكيرنا بمعتقلي غوانتناموا واننا بهذا ننتهك مبادئ العدالة الدولية.

واذ اشكر لكم اهتماكم بمصير مشردي بلادنا وعاطليها واذ لا اريد ان ادخل معكم في تفاصيل ما ذكرتم اريد ان اوجه لكم بدوري بعض التساؤلات التي تدور في ذهني كلما وجه احدكم رسالة مفتوحة لي:

- لماذا لم تحتج يا سيادة الرئيس انت واشقائك العرب على اعتقال كتاب (من داخل اتحادك ومن خارجه) من سلطات بلادكم او بلدانكم اذ كلكم تعتقلون الكتاب كما تعلم وكل ما فعلوه (اي الكتاب) انهم قالوا رأيـا لا يقدم ولا يؤخر شيئا وانت اعلم بهذا بينما معتقلوا غوانتنامو هم حملة سلاح وليس قلم كما تعلمون ولعلك تعلم اكثر مني ان من اهداف اتحادك هدف الدفاع عن الكتّاب داخل الاتحاد وخارجه .
- لماذا لم تحتج يا سيادة الرئيس انت واقرانك على انعدام الديمقراطية في بلدكم او بلدانكم بينما تحتجون على التضييقات التي حصلت على الحريات في بلادنا والتي حدثت بعد 11 سبتمبر والذي سببه ارهابيون من بلدانكم كما تعلم التي لم يكن فيها ديمقراطية لا قبل سبتمبر ولا بعد ديسمبر واسالكم الا تعتبر هذه سياسة كيل بمكيالين تلك التي تتهموننا بها ؟؟؟ففي الوقت الذي تحتجون به على التضييق في بلداننا وعلى مواطنينا لم نسمع لكم صوت حينما مات معتقلين في بلدانكم .

- لماذا لم تحتج ياسيادة الرئيس انت واتحادك واقرانك ليس على ارتفاع نسبة البطالة في بلدانكم وانما على كونكم شعبا عاطلا عن العمل في غالبيته سواء عطالة صريحة او مقنعة .

- كما انك ياسيادة الرئيس علي واقرانك تتهموننا بتفشي الفساد في ادارتنا وتذكروننا بانهيار بعض الشركات نتيجه هذا وتتناسون الفساد الذي هو متن وهامش الادارة في بلدانكم وقد حصد الاخضر واليابس على مدى عقود من الزمن وتراكمت الاموال المنهوبة من بلدانكم في بنوك بلادي وبنوك بلدان اخرى ولولا عدم قدرتي على تجاوز السرية المصرفية في بلادي لاوجعتك بالارقام التي اعرفها .
- كما انك يا سيادة الرئيس علي وانت تتحدث عن الديمقراطية والتضييق على الحريات و ومصادرة الراي الاخر والحوار والاقناع كما تقول عليك ان تذكر نفسك واتحادك فانا منتخب ككل رؤساء بلادي ( ولا تحتج باني جأت بحكم محكمة لان هذه كانت للفصل بين مرشحين !!!) وانت معين منذ امد لم اعد اذكره كما ان اتحادك اصبحت وظيفته الاساسية هي الرقابة والمنع والتضييق على الكتاب الذين يخالفونكم الرأي وكتابة تقارير علنية وسرية ضدهم او ضد كتبهم هل تريد ان اذكرك كم كتاب منع اتحادك ؟! هل تريد ان اذكرك ان مطبعة اتحادك ودورياته لا تنشر الا لاولئك الذين يطبلون ويزمرون ( كما تقولون بلغتكم لانها غير موجودة في ثقافتنا اي لغة التطبيل والتزمير) هل تريد ان اذكرك ........واذكرك .

سيادة الرئيس علي انتم اخر من يعطينا دروسا في الديمقراطية وكما تعلمون فانا ربما لن انتخب في الدورة القادمة اما انتم فدمتم رئيسا لاتحادكم مدى الحياة .

#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات