جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 00:25
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
للتقدم - علاقة بالمشي والقدم - لانه خطوة الى الامام - في الزمان و المكان - في مسيرة حضارة الانسان - و لذلك يعتمد كل شيء على التقدم سواء كان التقدم - في التكنولوجيا او العلم - او في مجال آخر ولكن ليست هناك امكانية للتعرف على مدى تقدم الانسان في المستقبل و ماذا يمكن ان نعتبره تقدما في الماضي لاننا اذا تكلمنا عن التقدم في الماضي البعيد يتحول التقدم الى قصة تجريدية خرافية نرويها عوضا عن ذكر الحقائق لاننا لم نعيش في الماضي البعيد بل نروي القصة و كانما ننظر اليها من الاعلى الى الاسفل في خيالنا و لكن الخيال كما نعرف لاينتمي الى الحقيقة دائما بصلة و هنا يشّبه الكاتب البولندي Sławomir Mrożek
http://en.wikipedia.org/wiki/S%C5%82awomir_Mro%C5%BCek
الفرق بين التجريدية و الواقع باننا نتقرب في التجريدية بشكل مخيف الى دور المربي و الراعي الذي يخاطب حيواناته و يقول ( ما اجملك و كم انا سعيد عندما اراك تعملين تقدما بالسمنة لكي اذبحك) لذلك يعتبر مفهوم التقدم في الماضي نوع من الجنون و الاستعلاء و الاحتقار و انك تهين البشر ذا قلت: لقد تقدمت البشرية .
اما الواقع فانه ليس الا خبرة بشرية و وسيطة النقل الوحيد للواقع هو الفرد و لكن الفرد انسان يخضع الى حدود الزمان والمكان لانه لا يستطع احد ان يعيش اكثر من عمره او ان يكون في مكانين في آن واحد و يقول المثل الانجليزي لا تستطيع ان تمتلك الكعكة اذا اكلتها You cannot have your cake and eat it
و يضيف الكاتب البولندي ان الانسان يهدف الى السعادة و لا يعني بذلك الاكل والشرب و النوم او تلبية الحاجات الجسمية و المادية و لكن سلامة و كمال و تضامن شعوره بنفسه و شخصيته كوحدة متجانسة و هذا يتبين بشكل واضح في المجامعة الجنسية بين المرأة و الرجل عندما ينسى الانسان نفسه و يفقد شعوره بنفسه لانه في اللحظة التي يتذكرفيها نفسه يسبب التذكير انفصام و تمزيق في نفسه و شخصيته. و يشعر الانسان بهذه الوحدة في الحياة اليومية عندما يعلم من هو و يعرف ماذا يعمل لان الانسان لا يستطيع الا ان يحس بخطوة واحدة في التقدم فقط.
و لكن التقدم ليس فقط خطوة الى الامام بل ايضا خطوة الى الوراء. انظر الى تأريخ البشر الاسود وزمن الملوك و الدكتاتوريين و الحقيقة يعتبر كلمة (ملك) او (امير) اهانة للانسان لاننا نضع (الملك) و (الامير) بذلك في موقع اعلى من بقية خلق الله. فنحن كالغنم يفرح الملك اذا تقدمنا بالسمنة ليذبحنا.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟