باسم الخندقجي
الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 00:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اين انا الآن لا اعلم ..
في هذا المبنى المتشابك الطرقات والردهات والسراديب المظلمة والازقة الفارغة المضامين كينونتي وأيْني ..
بِئسَ الوقت وهذا الركن الضيّق الهباء المنثور في وجه الانتظار في هذا المعنى اتوغل مرتجفاً باحثاً عن مرتع اشكاليات الكلام وتجليّات انعاكساته فوق البياض .. حيث اودّ ان اكتب كما هي عادة القلب المترفي في الاحزان العابرة .. في اول نيسان – اكتب من كل عام .. نيساني انا بالرغم من نِكاية المُلح بي وتفتّحهُ ازهاراً باقةً لزفّتي ايامي العصف المأكولة عصفي ..
اين انا الان .. لا اعلم .. ماذا اكتب لا اعلم ..
ارتد الى سابق كلماتي .. أنكرها رأفة بها .. وربما رغبةً مني بالاحتراق المتجدد والعودة الى بداية الفينيق في كل مرّة اعترف فيها من السواد وخربشات الضياع حصتي المتاحة ..
بئس الوقت الحرام في ميادين الكلام العلقم الذي يتلذّذُ بإستساغتي المتعثرة له .. الى ان ثملت منه وثمل مني ..
هنا الان انسى هناك وافاجئني بإبتسامة عندما اكتشف للحظة انّي كأنّي لم اكن في ركن شجرتي التي تحمل خربشات اسمي الطفولي .. لم أركن في حضن امي ومائدة الريعان واخوتي مهلة املي وعيدية ابي وابي في الصباحات البعيدة المكللة بالغيم وعجينة التراب والمطر التي لطالما التهمتها ثياب عيدي ..
هل كنت يوماً ؟ هل سأكون عائدا الى هناك لاقول كنت هنا ؟
نِعْمَة المبنى والله الذي انا فيه اصون واجول بألف لدغة وطعنة وجرح .. هنا أصل الى رحم الكلمة وربما مهدي .. مرتعها واشكاليات تزيّن اطار حدودها المحرمة ولكنني الحُ بالمضمون وابيحُ كل شيء .. واتعرى وتتعرى .. ونرقص في طقس الارهاق وعربدة الدم والدمار والف شمعة تصفق منتحرة في اجواء الهاث والسعار والاهتياج الحار الحار جدا ..
كأنه نيسان يمر بلا كرنفال الذاكرة وزينة الجرح وعطر الايام الغضّة يمر من جانبي .. لا يستفزني .. لا يرميني بكلمة .. بنظرة .. لا يعبر في دمي .. وانا الصامت المتعبد .. اعمى البصيرة حاد البصر .. فارغ من كل شيء حتى الفراغ الاخير انا واستفزه : "so what " لا اجد المرادف في مرتع البدأ متعمداً .. كالمنتحر الذي يتجهز لسهولة الموت السريع ..فيختار الشريان الخطأ الذي يؤكد فيه الحياة واذا كانت مرعبة وخائفة لا تطاق ..
لقد تحرشت بلغةٍ الهية يتوقف نيسان العابر متفاجئاً ما اصابنيس من حطام قائلاً :
" ليس الى هذا الحد .. ثمة فرق ما بين الهزل والجد .. اني اداعبك فقط .. هذا كل ما في الامر .. !"
ثم اين انا الان .. لا اعلم ..
اين نيسان لا يعلم هو ايضا ..
والسلام ختام ..
باسم خندقجي
#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟