أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - حرية المرأة عند مفتي السعودية














المزيد.....


حرية المرأة عند مفتي السعودية


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 21:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حسب التقاليد الدولية المعروفة لمفهوم الحرية وتعريفها فهي كلٌ لا يتجزء ، أعني هي كلٌ بالنسبة للذكور وبالنسبة للأناث بنفس الدرجة وبنفس الأهمية والقوة والقدرة في العمل وفي الممارسة في العيش وفي الحياة .
لكنا معشر العرب نميز في أصل هذا المبدأ مفسحين له المدى للذكور ومحددين معناه ومفهومه للأناث ، والكارثة فينا إنا جعلنا هذا التمييز منشأه ديني أي إنه من الشريعة أو ما أمر به الله ، وفي ذلك إنما نريد منه منع المرأة من حريتها الطبيعية واللازمة ، وربط ذلك بما يهبه الرجل لها فحريتها منة منه عليها وليس هي حق طبيعي وواجب .
هذه هي الصورة التي يعتقد ويعمل على أساسها رجال دين مسلمين في عصرنا الحديث ، وقولي هذا يأتي في معرض الكلام عن الفتوى الهزيلة التي أصدرها قبيل أيام مفتي الديار السعودية بحق النساء والداعية لمنع النساء في الإختلاط بالرجال في العمل وفي المدرسة وفي المستشفى وفي كل ركن من أركان الحياة ، وطبعاً هذه الفتوى لم تأت من فراغ بل جاءت نتيجة لذلك التراكم من الأخطاء ومن التوظيف القبلي للدين مما أنتج تفسيراً تاريخياً له ولنصوصه ، فمثلاً مفهوم القيمومة فُسر على نحو يجعل من الرجال على طول الخط القائمين بالأمر مجردين المرأة من حقوقها في الأمر والنهي فيما يخص حياتها بحيث تغدو المرأة كائن لا يملك من أمره شيء .
نعم هي حسب التفسير التاريخي والقبلي للدين هي تبع للذكر وهي سلعة بيده و هي متاع للذة والأستمتاع من هنا كثر الكلام عن معنى ومفهوم إنها ريحانة ، وهذا التفسير جرد المرأة من حق المشاركة وحق الشورى وحق الفعل وحق الإنتاج بل تماهى المشرع الديني ليجردها حتى من حقوقها الطبيعية وحاجاتها البايولوجي ، من هنا تأتي فتوى هذا المتخلف من داخل هذه الرؤية ومعها معبرة بصدق عن عن مفهوم دين القبلية ودين التخلف الذي كتبه حفنة من متخلفين وسار على منوالهم متخلفين أمثالهم .
ولأن الأمر مهم بالنسبة لي لأنه يتعلق بفهمي لمعنى الحرية لذلك فقد حاولت تتبع النقاشات والسجالات حول هذا الموضوع داخل البيت السعودي ، وللأمانة إني وجدت إن جمهور المجتمع هناك ضد هذه الفتوى المتخلفة والجاهلة ، ووجدت الرفض لها من قبل الأناث والذكور معتبرين ، وكلهم يقول إن هذه الفتوى خارج إطار التاريخ وخارج إطار التاريخ والحياة وهي خدش وتعدي مقصود على كرامة المرأة وتعطيل لدورها و حركتها في الحياة ، ففي السعودية هناك جيل منفتح وواعي وهو يكافح من غير هواده لأحقاق الحقوق وإنصاف المرأة والرجل ، والخروج من عباءة الدين المتخلف والإيمان بالحياة والإيمان بالمشاركة والتحرر من العقلية القبلية القديمة عقلية الصحراء ، وهذا الجيل يجب علينا دعمه ومساندته والوقوف معه .
نعم هذا التوجه حقيقي لدى هذا الجيل فهو جدي نلمسه في سلسلة المقالات الرافضة للتخلف والداعية للتحرر ، كما نلمسه بنوعية الرجال والنساء الساعين لتحرير المجتمع من سواءات رجال دين من فئة مفتي السعودية ومن مثله وهم كثير ممن أضر بالإسلام وأضر بالمسلمين ، وهنا يلزمنا التنويه إلى خطورة المذهب الوهابي على الإسلام وعلى المسلمين ، وخطورته تكمن في تخلفه وعدم فهمه للدين وتمسكه بالقشور ومناداته بالفرقة والكراهية وتقسيم الناس، وهو مبدء قبلي لايمت للإسلام بصلة ولا يتناسب مع دين محمد وما جاء به ، ولقد قلت في مناسبة سابقة إن تخلف المسلمين كان بسبب هذا النوع من الرجال وهذا النوع من التوابع الذين يصفقون وينعقون ، وهؤلاء هم ممن صنع الإرهاب وزاد في المجتمعات تلك الشبكات السود والزوايا المظلمة التي أنتشرت بين الفئات الجاهلة والمتخلفة .
ونحن في موقعنا هذا ندعوا الحكومة السعودية للخروج من صمتها والإعلان ورفع الغطاء من هذه الفئة التي تضر ولا تنفع وتزيد من عزلة السعودية في أعين مجتمعات العالم ، وفي هذا الصدد نرى من المناسب ان تصدر السعودية إعلاناً عاماً يُفرق مابين الدولة ومابين هذه الفئات ، وفي ذلك يكون فك للأرتباط ويعبر عن عقلية مغايرة ومختلفة ، وفي ذلك تنبيه للجميع على إن المواقف الشخصية شيء وموقف الدولة شيء أخر ، وليكن ذلك تعبير عن معنى البراءة من هذه الفئة السيئة التي تحط من كرامة الإنسان وتلغي دوره في التنمية والبناء ، إن تحرير المجتمع من مهمات الدولة والحكومة وهذا واجب عليها وأولى تلك المهام تحرير المرأة من عقلية وسطوة هذه الفئة من بني البشر ...



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يصح وما لا يصح
- النقد الذاتي
- رد على الشيخ ناصر العمر
- الحكومة يجب أن تُحترم
- الوجود الأمريكي في العراق
- نهاية الإرهاب
- البحرين لا تنقذها الدبابات السعودية بل ينقذها الحوار الوطني ...
- الثورة الليبية في مواجهة الطغيان
- أحذر الحكام العرب
- الشعب يريد إسقاط النظام
- هل أفاق العرب من سباتهم ؟
- الثورة المصرية ... الحلم العربي
- ثورة الشعب المصري
- الحرية والثقافة
- الثورة التونسية في مواجهة التحديات
- لماذا الليبرالية الديمقراطية ؟
- على أبواب عام جديد
- أردوغان والوحدة
- الخمر بين الحلال والحرام والإباحة
- العام الهجري الجديد


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - حرية المرأة عند مفتي السعودية