رزاق عبود
الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 21:41
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
جلال الطالباني كرئيس للجمهورية رفض توقيع احكام اعدام صدام حسين. كيف لا، وهو الذي ابقاه حيا كل هذه السنين، وجعل منه بطلا قوميا. رئيس العراق رفض توقيع احكام الاعدام بحق علي كيمياوي، بطل الانفال، وغيره من مجرمي الحرب. الرئيس يؤخر ويعرقل تنفيذ احكام الاعدام بحق عتاة المجرمين، والارهابيين، وامراء القاعدة في العراق. نفس الرئيس لم يتردد بتصفية خصومه في السليمانية، وغيرها. لم يتردد في حرب الاخوة التي حصدت ارواح الوف الاكراد الابرياء. لم يتردد في مجزرة بشت اشتان وقتل عشرات الاسرى. لم يتردد سابقا في التعاون على اعتقال اوجلان، ومحاكمته في دولة تبيح حكم الاعدام. لم يتردد في المشاركة في تصفية المخابرات الايرانية لقاسملو في فينا! كل هذه الجرائم، ربما، كانت قبل ان يوقع على نداء بتحريم احكام الاعدام. لكنه لم يتردد مؤخرا بالسماح لشرطته، وعساكره باطلاق النار على المتظاهرين المطالبين بالاصلاح في السليمانية، رغم توقيعه على النداء.
يدعي ضخامة الرئيس، انه وقع على نداء لوقف احكام الاعدام في العالم. وهذا الامر لا زال بطرا اوربيا. والنداء غير ملزم له كرئيس لدولة تقر حكم الاعدام. وقعه كمحامي. اما وقد اصبح رئيسا للجمهورية فواجبه يحتم عليه تنفيذ ما تعهد به، واقسم عليه بالحفاظ على مصالح العراق. ومصلحة العراق تقتضي الان ابقاء احكام الاعدام، ولو لفترة مؤقته انتقالية. هو يدعي الاسلام، ومسبحته اطول من مسبحة خامنئي. وفي القرآن مبدا القصاص والسن بالسن. ولكم في القصاص يا اولى الباب! الطالباني شارك في كتابة الدستور، ولم يضع فيتو ضد ابقاء حكم الاعدام ساريا في القوانين الجنائية العراقية. الطالباني دعا الى التصويت على نفس الدستور المتضمن جواز احكام الاعدام، وصوت عليه ايضا. فلماذا ياترى لايوافق على التوقيع على احكام الاعدام الصادرة بحق الارهبيين في العراق؟ لماذا لا يكلف نائبيه بالتوقيع؟ هل مغازلة الاشتراكية الدولية، ومصافحة القاتل باراك اهم من مصلحة العراق، والالتزام بالقسم الذي اداه امام البرلمان والشعب العراقي، في حماية ارض وسماء، ومياه العراق؟ لم يكن في القسم عبارة، او فقرة تقول الحفاظ على ارواح قتلة الشعب العراقي. لكن العميل الايراني السابق، وحليف ايران القوي في حلبچة يعرف جيدا، ان هؤلاء القتلة هم ابناء، وعملاء، وجنود الانظمة، التي وافقت على رئاسته للعراق واولهما ايران، والسعودية. كما ان بينهم الكثير من الرفاق البعثيين، والسوريين ورئيسنا ليس نكارا لنعمة الامس!
اذا كان الرئيس محامي.هو الان ليس محامي. هو رئيس لجمهورية العراق فانه يعرف جيدا ان كل الاجراءات، والقرراات، والتصرفات باطلة اذا تعارضت مع الدستور. وكل اجراءاته، وقراراته، وتصرفاته بهذا المجال مخالفة للدستور. كما يعرف جيدا، وهو المحامي، والصحفي السابق ان الدستور سيد القوانين، وفوق كل شئ. الدستور الذي كتبه بنفسه، وصوت ودعى الشعب الى التصويت عليه يقر احكام الاعدام.
يمكن تنحية الرئيس اذا خالف الدستور. لماذا لا ينحى سفير القاعدة في المنطقة الخضراء؟
مجرد سؤال لدولة القانون؟؟؟؟
رزاق عبود
19/6/2011
#رزاق_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟