طريف حمدي رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 1015 - 2004 / 11 / 12 - 07:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اثيرت ضجة كبيرة حول المسلسل الرمضاني المسمى "الطريق الى كابول" والذي توقف عرضه وعلى الاغلب بسبب تهديدات القوى الارهابيه المتأسلمة الموالية لمنظمة القاعدة. ومهما كان مستوى المسلسل وتطابق سرده واحداثه للحقيقة , الامر الذي لا يعتبر ,بالضرورة واجب من واجبات المسلسلات الترفيهيه,إلا ان ذلك لايبرر مطلقا التهديدات التي ارسلت.
ان التهديدات تعكس الخوف الشديد الذي اعترى هذه المنظمات التي تعمل بأسم القاعدة او بإديولوجيتها واساليبها والتي تهيئ نفسها للوصول الى السلطة وفرض نفس نمط الادارة الذي فرضته في افغانستان تحت إدارة طاليبان. فما هي الحقائق التي تخشى هذه المنظمات ان تظهر للملآ
عندما إجتاحت حركة طاليبان مجمل افغانستان في الفترة بين 1994 و 1997 عمت الفوضىالبلاد وانتشر قطاع الطرق في مجمل البلاد. غير ان ذلك إنتهى بسرعة والعالم كان بالفعل مبهوتآ من السرعة التي تمكن فيه نظام الملالي ليس من القضاء على هذه الفوضى وحسب ولكن من سحب السلاح من ايد قطاعات واسعة من الشعب ايضـآ. البلاد التي كانت ممتلئة بمختلف انواع السلاح اصبحت خالية منه في فتره وجيزة. مالذي كان وراء نجاحات طاليبان ومنظمة القاعدة في السيطرة على شعب افغانسان المعتز بحريته؟ (يجب ان لاننسى ان القاعدة تقاد من قبل عرب غرباء عن شعب افغانستان وثقافته وتحاول فرض تقاليد دينية وهابية غريبة عن اهل البلاد). إذا عرف السبب بطل العجب.
احد اوائل الصحافيين الذي زاروا قاندهارالواقعة جنوب/شرق افغانستان بعد سقوطها بيد الطاليبان, ذكر انه اندهش عندما إلتقى الكثير ممن فقدوا رجلهم اليمنى ويدهم اليسرى او بالعكس. لقد علم فيما بعد انهم عوقبوا لعدم طاعتهم السلطات الجديدة ,التي اصبحت "ولي الامر", وأن شدة العقوبة مؤسسة على آية "المائدة" الكريمة(37) التي تقول : إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادآ ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع أيديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم قي الاخرة عذاب عظيم, صدق الله العظيم. بعد ان نصبوا انفسهم وكلاء الله على الارض, اصبح من يحاربهم وكأنه يحارب الله ورسوله.
صحفي آخر ذكر بعد زيارته لقندهار انه سمع العشرات يسردون كيف كان الناس يتسابقون لتسليم اسلحتهم, بعد ان اصدر طاليبان امرا الى السكان بتسليم اسلحتهم. ان تعب الناس من الحرب وخوفهم من بطش الطاليبان اللانساني, هو الذي سهل لطاليبان السيطرة على الشعب الافغاني.
مذابح جماعية وإعدامات علنية
في ربيع 1994 بدأ الملا محمد عمر, قائد المجاهدين في ذلك الوقت وخليفة المسلمين فيما بعد, حملت تنظيف وسط اتباعه "المجاهدين"الذين انتشرت بينهم هواية خطف واغتصاب البنات في مدينة قندهار. احد القادة يعتقل ويشنق على ماسورة الدبابة, من قبل الملا عمر من اجل إعطاء الانطباع بأن من يقوم بذلك يصبح خارج الحركة. بعد ذلك بدأت عمليات نشر الخوف والرعب في صفوف الشعب. كان المجاهدين يستعملن الرشاشات لتفريق التجمعات والاعدامات الجماعية باستخدام بتر الرقبة بالسيف, الرجم بالحجارة والشنق لاتفه الاسباب من اجل بث الخوف والرعب وسط السكان وقطع الطريق عليهم للتعبير عن عدم رضاهم. كان المارة تساق بالقوة من اجل رؤية عمليات الشنق والتنكيل. عندما اعتقل نجيب الله واخوه في مبنى الامم المتحدة, ضربوا حتى فقدوا الوعي ثم قطعت خصاويهم وسحلوا في المدينة خلف سيارة جيب عسكرية. بعد ذلك اطلقوا النار على الرئيس السابق في حين خنق الاخ وعلقوا كليهما على عامود الكهرباء بضعة ايام.
عندما فقد" المجاهدين" الانضباط في عام 1999 عقب سقوط كابول وبدأو السطو والسلب على المحلات والمساكن اضطر الملا ان يقطع ايديهم وارجلهم ايضا. الايادي والارجل المقطوعة علقت بعد ذلك على الشجر من اجل ان تردع الاخرين وترضي السكان.
كان النساء في وضع مأساوي للغاية. كان "المجاهدين" يغتصبونهم ويقتلونهم حتى لايبقوا اثرا لفعلتهم. كما حرم عليهم العمل وحتى مجرد الخروج من المنزل في الوقت الذي كان الكثير منهم قد فقد معيله خلال الحروب العديدة التي مرت فيها البلاد, الامر الذي كان يعني عمليا الحكم عليهم بالموت جوعا. والاسوأ ان النساء لم يعد يستطيعوا الحصول على الرعاية الطبية بسبب منع الكادر الطبي النسائي من العمل وتحريم معالجتهم من قبل الكادر الرجالي. الامر الذي اجبر الاف من النساء القادرة على السفر الى باكستان للحصول على الرعاية الطبية. كما ان المجاهدين كانوا مهتمين الى درجة مرضية بمعاقبة النساء لاتفه الاسباب من خلال جلدهم على مؤخرتهم. وغالبا تكون الاسباب تافهه مثل انهم يلبسون احذية بيضاء اللون, واللون الابيض هو لون علم طاليبان الامر الذي يبرر ضربهم.
جذور حركة طاليبان
في اللغة الباشتونية تعني طاليبان, طالب العلم تماما كما في العربية, وهي كلمة ذات اصول عربية واضحة. إن جذور حركة طالبان تمتد في تاريخ افغانستان على خلفية عرقية, دينية, سياسية و اجتماعية.
الطاليبان ليسوا فقط حركة سلفية متعصبة بل ايضا حركة قومية عرقية. ان اغلبية بيادق حركة طاليبان تنحدر من قبائل البشتون, المنتشرة في جنوب وشرق افغانستان ويشكلون ,حسب بعض التقديرات, نصف عدد السكان. البشتون نفسهم يدعون انهم من احفاد المبشر العربي قيس وعلى خلفية هذا الادعاء ينقسمون الى عشائر متنازعة تدعي إنحدارها من ابناء هذا القيس.
هذا الادعاء يجعلهم شعب سامي غير انهم على اساس الحقيقة التاريخية ينتمون الى الجنس الهندو~آري. قادة حركة طاليبان تنحدر بشكل رئيسي من عشائر الدوراني, واحدة من العشيرتين الاهم من عشائر البشتون. شيوخ عشائر الدوراني قادوا افغانستان عقودا عديدة الى سقوط الملك زهير شاه عام 1973. القبائل البشتونية مشهورة كقبائل جبلية ذات ماضي قتالي وعسكري. تقاليدهم وعاداتهم واعرافهم كان لها اثر كبير في إستعدادهم وتقبلهم لافكار الوهابية وفي ترجمتهم لنمط الاسلام الذي يطمحون في إقامته وخصوصا مايتعلق بالموقف تجاه إضطهاد المرآة وعقوبة قطع الرأس والاطراف.
التقاليد البشتونية تقوم على تكريم الضيف والحكمة غير انها تطالب بضرورة الثأر عند القتل والعقاب عند الزنى بدون الحاجة لشهود. في حين الاسلام يعلن ان الحر بالحر وان تعفو خيرا لكم, تصبح هذه الدعوة عند البشتون مقتصرة على الحر بالحر وإلا انتهك شرفكم.
العداوة المستمرة والعنف بين مختلف العشائر البشتونية كانت ايضـا سببا في طبع حركة طاليبان بالعنف الذي تميزت فيه. العزة العرقية, القومية والعشائرية في الخلفية الفكرية لقادة طاليبان جعلت الامر صعبآ عليهم ان يتقبلوا تقسيم السلطة مع السكان الغير بشتونيين في وسط وشمال افغانستان. الامر الذي حولهم الى اعداء لطاليبان.
نشؤ حركة طاليبان
في عام 1850 وبعد فشل الثورة الاسلامية في الهند ضد الاستعمار البريطاني ظهرت مجموعة من الحركات الاسلامية الاصلاحية في الهند. هذه الحركات كانت ردآ على الادارة الانكليزية وعلى الثقافة الغربية في محاولة لإعادة الثقة بالنفس للشخصية الاسلامية التي اهتزت بسبب التفوق الغربي. الحركات الاصلاحية حاولت خلق إنسجام بين الديانة الاسلامية والتفكير العلمي التحليلي المستقل المأخوذ من الغرب. إحدى هذه الحركات نشأت في ديوباند وانتشرت في باكستان بعد انقصالها عن الهند عام 1947. بالرغم من ان هذه الحركة الناشئة كانت متعصبة وجامدة إلا انها حاولت تشجيع البحث والتفكير العقلي وحاولت ربط الاسلام بمرحلة فترة الازدهار للخلافة الاسلامية الشئ الذي لايمكن ان يقال عن طاليبان.
في باكستان قام الشيخ عبد الله المودودي بوضع اسس ايديولوجية الحركة. إنطلاقا من مقولة ان الاسلام هو الكمال, منعت اي امكانية للنقد. المودودي شكل في البداية حركة تبشيرية سرعان ماتحولت إلى حزب سياسي, جامعات العلاما اسلام. نفس الحزب الذي قاد المظاهرات المعادية للامريكان خريف 2001 في باكستان.
جامعات االعلاما اسلام إنتشر منذ وقت مبكر في مناطق البشتون من اراضي باكستان المحاذية لأفغانستان. نفس المناطق التي فر اليها البشتون الافغان اثناء الحرب ضد السوفييت في الثمانينات. اللاجئين قيدوا الى مخيمات حيث جرى تدريبهم على السلاح وتدريسهم الدين تحت قيادة حزب جامعات العلاما اسلام وتمويل مملكة آل سعود. بفضل تزويد آل سعود المدارس بالمطبوعات الوهابية والخبراء الوهابيين وبفضل وقوع المعسكرات في مناطق منعزلة اصبحت الوهابية المنشددة, هي الفكر السائد بالرغم انها تختلف عن فكر جامعات العلما الاصلاحي والفكر الافغاني التقليدي.
في هذه البيئة المتشددة بدأت النقاشات تجري حول كيفية إنقاذ افغانستان من الفوضى الذي عمته بعد خروج القوات السوفيتية عام 1989. عندما استطاعت قوات المجاهدين السيطرة على ولاية غوصت المحاذية لباكستان جنوب كابول اجتمع آلاف اللاجئين من دارسي القرآن ,من معسكرات اللاجئين في باكستان, في ولايتهم المحررة. هذه كانت البداية لحركة البعث الدينية. كان الهدف تطهير الشعب الافغاني من الفساد الاخلاقي, من الرشاوي ومن الانحلال والسقوط إنطلاقا من تفسيراتهم و رؤيتهم الخاصة للاسلام القائمة على العنف والقسوة وعدم التسامح والتي لايوجد مثيل لها في العالم الاسلامي. من اجل التميز عن السياسيين ورجال الدين الاخرين والقادة العسكريين إختاروا لنفسهم لقب طاليبان.
الطريق الى السلطة
من سخريات القدر ان حكومة منتخبة ديمفراطيا هي التي اوصلت طاليبان الى السلطة. إذ بعد الانتخابات البرلمانية في باكستان عام 1993 تشكلت حكومة من حزب الشعب بدعم من حزب صغير هو جماعات العلما اسلام. رئيس الوزراء بينازير بوتو ووزير الداخلية نصر الله بابار كانوا في اشد الحاجة الى حل للمشكلة الافغانية.
جهاز المخابرات الباكستانية ذو السطوة الواسعة كان منذ فترة طويلة الوسيط في نقل الاسلحة والاموال بين المجاهدين و المخابرات الامريكية, التي بفضلها تم طرد السوفييت من افغانستان. عند إنتهاء الحرب ومع سقوط النظام السوفيتي لم تعد الولايات الامريكية تعير افغانستان اي اهتمام وتركت البلاد لمصير مظلم. كانت افغانستان منهارة اقتصاديا والجوع والامراض تجتاح البلاد. المجاهدين حصلوا على دعم من اجل الانتصار على السوفييت ولكنهم لم يكونوا في وضع يسمح لهم بالحفاظ على وحدة البلاد بدون دعم من الخارج. القادة العسكريين المحليين ورؤساء العشائر والشيوخ والملالي واللصوص كانوا يهددون وحدة الاراضي الافغانية.
باكستان لم تكن تستطيع ان تتحمل هذه الفوضى, كانت تخشى ان تنتقل الى اراضيها. كما ان باكستان كانت تخطط لمد انابيب نفط من اسيا الوسطى الى شواطئ باكستان. إضافة لذلك تتطمح باكستان للحصول على جار مسلم في الخطوط الخلفية لدعمها في النزاع مع الهند حول كشمير.
في هذه الظروف يتقدم زعيم حزب جامعات العلما اسلام مولانا فازلور رحمن بالحل. نفس الشخص الذي وضع خريف عام 2001 رهن الاعتقال عدة مرات في منزله من قبل السلطات الباكستانية. في عام 1994 انتخب رحمن رئيسا للجنة الخارجية البرلمانية. من هذا المنصب قدم رحمن حركة طاليبان الى الحكومة الباكستانية والسعودية كحل لمشاكل افغانستان.
وزير الداخلية الباكستاني نصرالله بابار اقتنع تماما كما اقتنع نظام آل سعود. وحتى جهاز المخابرات الباكستانية التي قاومت طويلا إضطرت اخيرا للموافقة.
الحكومة الباكستانية بدأت فورا بمساعدة طاليبان ببناء البنية التحتية في مناطق سيطرتهم. المخابرات الباكستانية زودتهم بالاسلحة والخبرة والتدريب في حين قامت العائلة السعودية ,حسب العادة, بشرف التمويل. جهاز المخابرات الباكستانية استخدم مبالغ كبيرة من اجل شراء ذمم القادة المحليين حتى يتركوا مواقعهم قبل ان تبدأ المعركة. الامر الذي يفسر سرعة انتصار طاليبان وتقدمهم. إضافة الى انهم إستفادوا من تشرزم وتناحر وانعزال القادة العسكريين المحليين الامر الذي ساعد على الانتصار عليهم واحدا اثر واحد. طاليبان ملؤا فراغا سياسيا ولذلك اختيروا من باكستان ليصبحوا اداة في ايد السياسة الباكستانية. بالطبع كانوا يطمحون لانقاذ افغانستان من الفوضى وتخليصها من الفساد واللصوص وتنفيذ الشريعة وسحب الاسلحة من السكان. غير انهم في البدء لم يظهروا اي اهتمام للوصول الى السلطة. جهاز المخابرات الباكستانية هو الذي اوقد اهتمامهم وفتح الطريق لهم الى السلطة.
الاتفاقات القذرة
يقال ان طاليبان قدموا مباشرة من العصور الوسطى, غير انهم ايضا ابناء عصر العولمة. بالرغم انهم لايملكون اي معرفة يعتد بها, عشائريين بدائيين, مصابين بالهلوسه الدينية و الوحشية الهمجية إلا انهم دعموا بشبكة عالمية واسعة من المحاربين الدينيين, مهربي الاسلحة والمخدرات. ليس الايمان المتعصب الاعمى الذي حافظ على نظام طاليبان حتى خريف 2001 وانما الدولار. قسم كبير جاء من صفقات يخزى منها الجبين.
اوائل العمليات التي انجزتها طاليبان ادت الى تحطيم العصابات بين مدينة كويتا الباكستانية ومدينة كاندهار الافغانية. الامر الذي مكن من فتح الطريق لمافيا النقل التي اصبحت فيما بعد من اهم موارد" الضريبة " لطاليبان. هذه المافيا المحلية وصل نفوذها الى حد التأثير على اولويات العمليات الحربية من خلال تنفيذ عمليات غايتها تنظيف معابر طرق جديدة من العصابات بناء على رغبة مافيا النقل الامر الذي يدر ارباحا جديدة للطرفين.
غير ان الدخل الحقيقي جاء من انتاج المخدرات وخصوصا من تصدير الهيرويين. التوقعات تشير الى انه في هذه التجارة استثمرت 3 مليارات دولار فقط عام 1998. الهيرويين الافغاني كان يصل الى كل اوروبا عبر اسيا الوسطى, روسيا, بولونيا. في نظر طاليبان لايجوز استخدام المخدرات من قبل المسلم ولكن ان ينتج من اجل ان يباع للكفرة يعتبر امرا مقبولا, بل وحتى يخدم في إضعاف العدو, وبالطبع يحدث هذا على اساس فتوى تصدر عن كبار ائمتهم.
النقص في المقاتلين المحنكين والمدربين حل عن طريق فتح ابواب البلاد لمختلف المنظمات الاسلامية المسلحة من مختلف القوميات. اسامه بن لادين وفصيلة ال 55 , التي يقال بانها تتألف من مقاتلين مدربين من 12 دولة, تعتبر اهم مجموعة. اسامه بن لادين ايضا ممول كبير لنظام طاليبان. الكثير من المجاهدين الاجانب مطلوبين في العديد من البلدان لاعمال ارهابية قاموا بها. لذلك دعمت العديد من البلدان المحيطة بأفغانستان, عدا باكستان في البداية على الاقل, التحالف المعادي لطاليبان.
بالرغم اسم طاليبان الذي يشير للعلم وبالرغم ان حركة جامعات العلم اسلام كانت تبغي منافسة الغرب بالعلم إلا ان حركة طاليبان ابعد مايكون عن العلم والعقل. ان من يعرف القراءة والكتابة منهم , وهم على الاغلب نخبة الملالي, هم في الحدود الى الامية. يكرهون العلم ويتصرفون كالوحوش البربر. اخذوا علمهم من اساتذة لا تفقه شئ في لكثير من العلوم مثل التاريخ او العلوم الطبيعية.
#طريف_حمدي_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟