|
انتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 15:25
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
من المُزمَع إجراء إنتخابات مجالس المُحافظات ، في أقليم كردستان العراق ، نهاية هذه السنة .. وكان من المُفترض أن تجري ، منتصف شهر أيلول ، حيث ان الاموال المُخّصصة للعملية ، قد اُطلِقَتْ .. إلا ان المفوضية المستقلة للإنتخابات والتي ستشرُف عليها، طلبتْ مدة كافية لتهيئة المتطلبات الاساسية والضرورية ... فمن المُرّجح ان تجري في تشرين الثاني المُقبِل . على أية حال .. إنتخابات مجالس المُحافظات ، المُقبِلة ، ستكون إمتحاناً حقيقياً لِمدى مِصداقية إدارة أقليم كردستان ، في وعودها بالقيام بتغييرات مُهمة ، تستجيب للمطالب الجماهيرية . إذ ان إحدى المآخذ المهمة على ، الحِزبَين الرئيسيين ، هي تهميش دَور مجالس المُحافظات ، وتقزيم مهامها الى درجة ، بحيث ، تحوّلتْ الى مُجّرد ديكور .. مُضاف الى الديكورات الاخرى ، من قبيل النقابات والمنظمات والجمعيات ، والتي هي في غالبيتها الساحقة ، واجهات ، للحِزبَين ، يتركز عملها ، في مُسايرة الحكومة ، وتلميع شكلها وتبرير أفعالها ! .... ولم تَعُد إدعاءات النشاط " المُفتَرض " والإنجازات الوهمية ، تنطلي على أحد .. فمن يقرأ الصحف المحلية ، او يُتابع الإعلام بصورةٍ عامة ... يعتقد للوهلة الاولى ، ان مجلس المُحافظة منهمك في مهامه الرقابية والتشريعية المحلية ، ويشرف على السلطة التنفيذية ... بينما في الواقع ، ان معظم " نشاط " المجلس ، إعلامي ولا يعدو كونه ، صور ولقطات تُوّثِق للندوات والاجتماعات والمجاملات المتبادلة ، من دون إنتاجٍ حقيقي !. فالدورة الحالية والتي استمرتْ لسنوات ، لم تشهد مسائلة او إستجواب ، المُحافظ على سبيل المِثال ، ولا أي مسؤولٍ آخر ... حول السلبيات الموجودة .. ان الواقع العملي ، أظهرَ ان السلطة التنفيذية ، المتمثلة ، في المحافظ ... أكثر وزناً وأعظم أهميةً ، من مجلس المحافظة . ان إحدى الإشكاليات ، التي تعاني منها إدارة اقليم كردستان ، هي التناقض بين موقف المسؤولين الكُرد ، في بغداد .. والداعي الى المزيد من اللامَركزية ورفع شأن الأقاليم والحُكم المحلي في العراق الجديد ، وتعميم الفيدرالية .. وبين موقفهم في اقليم كردستان نفسه ، وميلهم الى المركزية ، من حيث سيطرة اربيل والوزارات ، على معظم مقاليد الأمور .. وحتى ( الصلاحيات الواسعة ) التي اُعطِيتْ للمُحافظ ، في السنوات الاخيرة ، كان لها جوانب سلبية عديدة ، حيث مُورِستْ هذه السلطات ، بعيداً عن رقابة مجالس المحافظات ، ولا سيما صلاحية صرف الميزانية والاشراف على المشاريع ، من دون إشراف حقيقي ورقابة رصينة ، من قبل المجلس . ان تراكُم ممارسة السُلطة ، مِنْ قِبَل الحِزبَين ، على مدى عشرين سنة متواصلة ، كان من نتائجه السلبية .. هو تحجيم الاحزاب الاخرى بدون إستثناء ، ومحاصرتها تدريجياً ، بحيث تحولتْ من الناحية العملية ، الى أرقام متواضعة مُضافة الى المجموع ، للتجميل ولتسويق القول ، بأن مجلس المحافظة ، او حتى الحكومة ، تضم ممثلي العديد من الاحزاب ! .. لكن الواقع الفعلي ، هو ان السلطة " الحقيقية " ومراكز صنع القرار ، والسيطرة على مفاصل الاقتصاد ، وتوزيع الثروات .. هي حكرٌ على الحزبَين تحديداً !... وهنا ، يجب ان لا نعفي " الاحزاب الاخرى الصغيرة " من جزءٍ من مسؤولية إنكفاء دورها في السنوات الاخيرة ، وقبولها غير المَنطقي ، بالتهميش وتقّبُل الفُتات من الحزبَين الحاكمَين . في إنتخابات مجالس المحافظات المُرتقبة ... من المفروض أن تضطلع جماهير الشعب ، بدورها في عملية الإصلاح والتغيير المنشود ، وان تتخلى عن " السلبية " المُزمنة التي تعودتْ عليها ، ولا سيما في أربيل ، ودهوك خصوصاً ... فهنالك إحتمالَين ، فأما ان يقوم الناخبون ، بمعاقبة الفاسدين وإختيار العناصر النظيفة ، والمستقلين من ذوي السمعة الحسنة ، إنطلاقاً من معيار المواطنة والنزاهة والاخلاص... ويثبتون بذلك ، وعيهم العالي وشعورهم بالمسؤولية .. وأما ان يعيدوا إنتخاب نفس الوجوه القديمة وأشباهها ، إنسياقاً وراء مقاييس الحِزبية والعشائرية والمناطقية ... فيًثبتون انهم غير مؤهلين لإحداث تغيير حقيقي ، ولا جديرين بمُستقبلٍ أفضَل !. أشهر قليلة فقط ، باقية على موعد إنتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان ، ولا زال الاعلام غائباً عن الحدث ، ولا وجود لحملات توعية بارزة وهادفة ، الى تثقيف المواطن بأهمية هذه الانتخابات ، والدَور الخطير الذي من المفروض ان تلعبه ، مجالس المحافظات ، في المراقبة والاشراف على السلطات التنفيذية .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطالباني والقفز من فوق المخّدة !
-
من ستوكهولم الى أربيل
-
الزَوجات الأربعة
-
الحكومة .. وترقيم النكات !
-
قوى أمنية ومُمارسات قمعية
-
ألسفارة .. رمز السيادة المُنتهَكة
-
بماذا تُفّكِر في هذهِ اللحظة ؟
-
الإنتخابات التركية ..ملاحظات أولية
-
عندما يخطأ الكِبار
-
علاوي والمالكي ينشرونَ الغسيل القَذِر
-
مُظاهرات الجُمعة في العراق
-
- عملية تَجميل - للرئيس اليمني
-
العراق واُفق المُستقبل
-
تقييم المئة يوم
-
الحاج - ش - أفضل من المالكي
-
الرياضة بين الهِواية والإحتراف
-
العجوز المسيحي الذي أصبح مُسلماً
-
سُخرِية
-
شّرُ البَلِيةِ ما يُضحِك
-
مِنْ الحياة اليومية
المزيد.....
-
فيضانات عارمة في جنوب فرنسا تتسبب في أضرار جسيمة وانقطاع للك
...
-
- هو يحيى ليحيا وهم الراحلون-.. هذا ما نشرته الشيخة موزا تزا
...
-
بشار جرار يكتب عن تصفية إسرائيل للسنوار و-اليوم التالي- للحر
...
-
بوتين يدعو الرئيس الفلسطيني لحضور قمة -بريكس- في قازان
-
زيت الزيتون.. -سلاح طبيعي- ضد مرض خطير يصيب كبار السن
-
المغرب.. القضاء يدين -نصابي محيط المحاكم- بالسجن والغرامة
-
ترامب: ما كان على زيلينسكي -أن يدع الحرب تندلع-
-
من هو الخليفة المحتمل ليحيى السنوار؟
-
مع بدء مناورات -ايونيز 2024 -.. إيران تستقبل الأسطولين الروس
...
-
-يا سنوار، بايعناك-
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|