أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خلدون جاويد - إحتقار المرأة أم دعوتها للتحرر ؟














المزيد.....


إحتقار المرأة أم دعوتها للتحرر ؟


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 13:44
المحور: المجتمع المدني
    



يطالعنا الشاعر حسين مردان بقصيدة " للطين " في ديوانه " قصائد عارية " مصرحا بأن الطهر والشرف هو من إختلاقات الزمان القديم . وما على المرأة الاّ أن تعمل ماتشاء . إنه بسبب من الرؤية العدمية العبثية للحياة أو لأن الحياة لامعنى لها ! فانه ثار على الأعراف والمقاييس الأخلاقية . إن تحرر المرأة وفق الرؤية المعاصرة الحديثة والتقدمية لايتم عبر دعوتها الى الإستهتار . كما إن عقل المرأة هو المغيّب دائما في الدعوة الى التحرر في أغلب القصائد الثائرة على الواقع ، الكثير يخاطبون جسدها أن يثور لا وعيها ! .
النظرية السامية هي التي تنطلق بالمرأة الى التخلص من أعباء الجهل والعنف المسلطين عليها ، مع ضرورة مشاركتها في أعباء الحياة في التقدم العلمي في الإسهام الثقافي في التظاهر في الإجتماع في الحكم الخ . أما الرؤية الدينية للمجتمع فهي المعروفة بدعوة المرأة الى الإحتشام وطاعة الرجل والى العلم في مديات مختلفة . لقد تحدى حسين مردان الرؤيتين وبذا غدا هدفا للطعن من جهتين مهمتين في الحياة الإجتماعية . إن إعتقال الشاعر مع الديوان له مبرراته وفق العرف الأخلاقي السائد في مجتمعاتنا المحافظة والملتزمة . كما إن النقد الضمني من قبل أوساط تقدمية ملتزمة يتأتى عبر رفض "نظرية كأس الماء" بإعتبار المرأة مشربا لكل عابر سبيل . المرأة كرامة المجتمع وبهاؤه .
هناك بلا شك مدارس أدبية تحررية تعطي حق التعبير لكل كائن في المجتمعات الحرة بأن يقول مايشاء لكن أن تقول ماتشاء في مجتمعاتنا فتلك طامتك الكبرى . لكنك لن تكون وحدك إذا كنت جريئا وهززت الشجرة الأبدية الشكل والمضمون . هناك من يقف معك وينتصر . المنظرون للجديد الفلاسفة المحامون الفنانون الفئآت التي تصطف مع المختلف والغريب ! :

قصيدة " للطين "

ماقيمة القبلات إن لم تنطف ِ
نارٌ من الشهوات تسري في دمي
ماالحب الاّ شهوة فلتبعدي
اُم الزنى فمك المُدنـّـس عن فمي
وتجرّدي لأراك ِ جسما ً ناعما
بلظى الفجور يضج مثل جهنم ِ
وذري أحاديث العفاف لمعشر ٍ
لم يفهموا سر الحياة المُبهَم ِ
ماالطهرماالشرف القديم وما التقى
الاّ اختلاقات الزمان الأقدم ِ

.........
قالت وقد مالت علي ّ بجسمها
ورنت اليّ بذلة المستسلم ِ
ماذا رأت عيناك َ بي من فتنة ٍ
فعشقتني يانور قلبي المظلم ِ
فأجبتها وأصابعي بنهودها
تلهو ونار الوجد تسعر في دمي
لافرق عندي بين خد ٍ ناعم ٍ
حلو الرواء وبين خد ٍ معتم ِ
وإن استطع ْ قسما بكل قبيحة ٍ
لشنقت أهل الحسن دون ترحّم ِ
هم أصل بلوتنا وأصل شقائِنا
لولاهم ُ لم نأت ِ أيّ محرّم ِ
فخذي عصارة خافقي وحُشاشتي
سأصبُها في ثغرك المُتثلـّم ِ

...........

فاستهتري يابنت آدم كلنا
في الأصل للطين المُدنـّـس ننتمي
وتهتكي وهَبي لكل متيّم ِ
مايشتهي من جسمك المتضرم ِ
وتخدري بالموبقات فليس في
هذا الوجود سوى الشقاء المؤلم ِ
مسكينة ٌ خدعتك ِ أطياف المنى
فكفرت ِ باللهب المقدس في دمي .

............

إن قصيدة مثل هذه تعتبر من البديهيات التي لاتثير غرابة بالنسبة لمعظم فتيات اوروبا ؟ لسان حالهن يقول ماالخطب ؟ ولم الإستهتار ؟ هل ممارستنا لحريتنا لحق الإختيار هو مايجب أن نـُدفع اليه دفعا ؟ ونحرّض عليه تحريضا ً ؟ أو أنه يعتبر إستهتارا خلقيا !!! إن أجسادنا وحقنا في إختيار إسلوب حياتنا الجنسي والعاطفي حالة نتحكم بها نحن وهي تعبر عن فرحنا بالحياة التي لانتجاوز عليها ولا على مجتمعاتنا بالتهتك ! .
أماعندنا فتكفي أن تؤدي هذه القصيدة ، لو وجدت في حقيبة فتاة أو تحت وسادتها ، الى قتلها .

*******
24/6/2011
توق ٌ أخير
ـ كتب الشاعر الكبير حسين مردان مقدمة إستفزازية لقصيدته أعلاه : "لن اُحب الاّ المرأة التي تحتقر كل ّ الرجال وتسجد تحت قدمي وحدي " ولا أعتقد أن الشاعر يعني ما يقول بل يعني الإستفزاز وإطلاق صعادات الضوء الشِعرية ! . ومع كل هذا فمن حق كل من تمسه أو تمسها هذه الإغاظات أن يحتج قائلا بأن العلاقة ياأيها الشاعر الكبير بين المرأة والرجل هي ليست علاقة سجود ! ولو تفضل من يقول بأن هذا قناع فني مسرحي للتعبير عن مزحة أو عن حالات مرضية موجودة حقا ً وفعلا بين البشر فإن هناك أيضا ً من يتصدى ضد هذه الأمراض بالدعوة للمعالجة وتنزيه العلاقة مابين الرجل والمرأة بل والعمل على ترقية الحياة الإنسانية لتغدو حبا واحتراما متبادلا لاطبقات فيها ولافوقانية وفرعونية وجبروت ضد أجمل وأروع مخلوق هو الاُم والاُخت والزوجة والبنت والحبيبة والصديقة وحتى المرأة الغريبة . إن الدفاع في المحكمة الخاصة بقضية حسين مردان قد صرح بأن الشاعر أراد أن يقول ذلك من أجل أن يحشدنا ضد الرذيلة ومن أجل الإنتصار للفضيلة في تعليقاتنا وردودنا المضادة ! ، وبذا جرت تبرئته والإفراج عن ديوانه !. في مقالة لاحقة سنقوّس أهم حيثيّات المحاكمة الشهيرة والمثيرة للإعجاب والجدل .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - سلوا قلبي غداة َ سلا وثابا - ...
- شاعر يشتهي الرضاعة من ثدي اُمه ِ !!! ...
- يوميّاتي 2 ...
- التغزل بجدار قديم ...
- صورة - سيدتي الجميلة - ...
- إهدأ يا اُستاذ ! ...
- رحيم الغالبي وعجالة الرحيل المفجع !!! ...
- قصيدة غزلية لم اُمزقها ! ...
- منحة لراحة وإستجمام العراقيين !!! ...
- مدخل ومخرج الى أدونيس والأدنَسة ...
- قصيدة مهداة الى الشاعرة البحرينية السجينة ...
- قصيدة الى شاعرة البحرين السجينة...
- بساطة أم تعقيد ، إستعلاء أم تقبُّل ؟
- - المستشار هو الذي شرب الطِلا - ...
- يوميّاتي 1 ...
- عشقتك يا أبا ذرّ الغفاري ...
- - خوطوا ولوطوا - السوناتا السابعة !!!
- - لستُ أنساكَ وقد أغريتني - ...
- قصيدة هزيمة النسر لكاظم جهاد ...
- عودة ترينتي الى مدن التيْ أنتيْ !


المزيد.....




- -الأغذية العالمي- يعلن تعليق المساعدات لأكثر من مليون شخص في ...
- عودة شبح المجاعة بقطاع غزة مع استمرار إغلاق المعابر ومنع الم ...
- منظمة ايرانية تمنح جائزة لمقررة الأمم المتحدة لحقوق الانسان ...
- شبح المجاعة يهدد غزة وإغلاق المعابر يمنع المياه عن 90% من ال ...
- غزة: مؤشرات على عودة شبح المجاعة مع استمرار إغلاق المعابر وم ...
- الاحتلال: اعتقال أكثر من 100 فلسطيني خلال الأسبوع الماضي بال ...
- لازاريني: انهيار الأونروا سيحرم جيلا كاملا من الأطفال الفلسط ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتقال أكثر من 100 مطلوب في الضفة الغربية ...
- اليونيسف: 90% من سكان غزة لا يحصلون على المياه
- برنامج الأغذية العالمي: باكستان تواصل عرقلة دخول شاحنات المس ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خلدون جاويد - إحتقار المرأة أم دعوتها للتحرر ؟