|
الحزب الشيوعي العراقي والاقليات ... رد على رد
وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 11:13
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
في مقالتي المعنونة (الحزب الشيوعي العراقي والاقليات)، تداخل معي الاخ ناصر عجمايا مبيناً ان الكلدان والاثوريون يمثلون شعب العراق منذ قديم الزمان. وللرد على الاخ عجمايا فانا لا اختلف معه في ان الكلدان والاثوريون هم اصلاء في بلاد وادي الرافدين ولكن اختلف معه في جملة مفاهيم: 1.مصطلح كلدو-آشور سريان فانا ضد هذا المصطلح وبينت المسببات التي تجعلني ارفض هذه التسمية التي جاءت مع المشروع الامبريالي الامريكي (اكرر ثانية كتاب المرئي واللامرئي في الادب والسياسة للمفكر هادي العلوي الموضوع الاخير عن الماسونية بقلم علاء اللامي والمصدر الثاني هو كتاب اخطر اسرار الاستراتيجية الامريكية في العراق والشرق الاوسط تأليف سليم مطر وهو متوفر في مكتبات بغداد وعلى شبكة النت ) . 2.انا ضد فكرة خلق جذور لحمية عنصرية تجعل الكلدان والاثوريون الحاليين من سلالة ونسب شعب اشور وكلدو القدماء وهذا لا وجود له في الواقع انه نفس فكرة شعب اسرائيل، شعب الله المختار وانسابها التي هي قائمة على الاسطورة وليس على الواقع والتاريخ. ان الاخ عجمايا ينكر التزاوج بين الاقوام المختلفة وظروف العراق السياسية في العراق القديم التي تجبر الناس على الهجرة وظروف الفيضانات المدمرة والطاردة للسكان بالمقابل هناك دورة مقابلة في مجئ جماعات سكانية من خارج الحدود كمحتلين وغزاة او كمتوطنين. كذلك فان تبدل الظروف المناخية والسياسية يتيح لمن رحل من السكان امكانية عودتهم لمدنهم الاصلية. ان ما طرحه الاخ عجمايا وما تطرحه الاحزاب السياسية المسيحية ( القومية )هو فكري عنصري بلا شك نفس شبيه بالفكر الصهيوني الذي قامت عليه دولة اسرائيل الحديثة (راجع كتاب اسرائيل شاحاك)الديانة اليهودية وتاريخ اليهود تقديم ادوارد سعيد وهو موجود على النت) وهو نفس فكرة الزرع المقدس الذي خرج بنا اليهود من خلال كتابهم التوراة. 3.الاحزاب (القومية) المسيحية تبنت لاجندات اقليمية ودولية في تجزئة المجزأ اصلاً وفي انشاء كانتونات اثنية/طائفية. ان مصطلح (القومية) لا وجود له في قاموس اللغة العربية انه مصطلح مترجم من الفكر والثقافة الالمانية . اما مصطلح (قوم) القرآني فلا علاقة له بالقومية. 4.انا ضد ابحاث الاستشراق والتي تفرغ بلادنا من سكانها الاصليين لغرض ربطنا بالعنصر الآري والاستشراق بصورة عامة فكري تغريبي . 5. كما ارفض الاعتماد على المصدر الاحادي في كتاباتي. 6 .اشكك في صحة الكثير مما نشر في حقبة البعث المقبور (1968-2003) . ولكني سأعتمد في هذا الموضوع على مصدر احادي لغرض مناقشة الفكرة والفكرة المقابلة وعدم تحجر الفكر ولإثارة الجدل الفكري وذلك استناداً الى كتاب (حكمة الكلدانيين) نضج الحضارة وفكرها القسم اثاني دراسة وتحليل د.حسن فاضل جواد مراجعة وتقديم الاب الدكتور يوسف حبي، اصدار بيت الحكمة، بغداد،ط1 2001. وهو يعتمد بحدود 100 مصدر ومرجع وانا لا اشكك في كبار العلماء الذين يرد ذكرهم في هذا الكتاب وارائهم ولكني لا استطيع التأكد منها لأن ذلك يتطلب الوصول الى مؤلفاتهم الاصلية وهذا متعذر بالنسبة لي حالياً. يكتب أ. د يوسف حبي في تقديمه للكتاب: (لستُ ضد الاصول والجذور. والاصالة والتأصيل، انما لا احب ان ابني الانسان والمجتمع والحضارة على الانتماءات، ولا سيما العرقية او المذهبية. لن يعني هذا انسيابية المرجعية، ولا خلط الاوراق، ولا انفرادية الشخصية، بل الهدف من ذلك تعميق البنية الشخصانية للانسان، والمجتمع، والوطن، والعالم. والا فان الانتماءات المفردة تنشيء بؤراً، وجزراً، وتكتلات، وفرقاً، قل ان تجمع وتوحد، وغالباً ما تفرق وتبعثر. فنكون حيال اناس ومجتمعات ودول ومذاهب يصعب ان تتلاقى وتتحاور معاً بتفاهم واخوة وتضامن وتتكامل. ويقول في موضع اخر (اما ان يدعى ايا كان بأنه منحدر حتماً، ومنذ مئات بل الاف السنين، من قوم لم تصبه اختلاطات وامتزاجات، فهو ادعاء اقرب الى الوهم منه الى الحقيقة). انتهى الاقتباس من الاب الدكتور يوسف حبي . يرجى من الاخوة القراء والمشاركين في موقع الحوار المتمدن العودة الى المقال المعنون ( منتهى الصراحة مع تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا من الكلدان والسريان والاشوريين) للكاتب حبيب تومي منشور على الحوار المتمدن في محور مواضيع وابحاث سياسية في الرقم 3379-2011/5/28 ورغم اختلافي الكبير معه في كثير من المواضيع الا اني اتفق منه في امور اخرى مثل رفضه لمصطلح (كلدو آشور-سريان) سيء الصيت وستجد الصراع على اشده بين الاحزاب القومية الكدانية و( الاشورية ) وبين الكنيسة الكلدانية والكنيسة الاثورية.
حول اصل الكلدانيين سأنقل في هذا المقال بتصرف عن كتاب حكمة الكلدانيين للدكتور حسن فاضل جواد يقول: (لقد عد قسم من الباحثين (الكلدانيين) من القبائل الجزرية التي كانت تسكن في شبه الجزيرة العربية. فتجد مثلاً سترابون يذهب الى ان الكلدانيين تحدروا من مدينة (الجرعاء-الجرها (Gerrh)، التي تقع في اطراف الخليج العربي: حيث عرف عن هذه المدينة صلتها التجارية بأهل بابل. وربما عن هذا الطريق نزح القوم الى الشمال. اذ يؤكد (سترابون) في موضع اخر ان ثمت قبيلة (كلدية) كانت تسكن في رقعة من بابل متاخمة لعرب البادية والخليج العربي. وهذا يعني ان الكلدانيين سكنوا، حال نزوحهم من الجزيرة العربية، مناطق البوادي غرب الفرات فالخليج العربي، وهو الامر الذي اختلف عليه اكثر من باحث. فقد ذهب الدكتور سامي سعيد الاحمد الى ان اليمن كانت المؤل الاول للكدانيين. بينما نجد الدكتور جواد علي يذهب الى ان عمان هي المكان الاول الذي انطلق فيه الكلدانيون ليتجهوا شرقاً نحو سواحل الخليج العربي، ومنه نزحوا الى الشمال ليستقروا في بلاد ما بين النهرين. وقد نقل هؤلاء معهم خطهم القديم، الذين يقول الدكتور جواد علي، ان حروفه تشبه حروف اللغة العربية القديمة، ولكن الكلدانيين تركوا هذا الخط بعد ما استقروا في العراق القديم . ولعل هذا ما جعل الباحثة حياة ابراهيم محمد ترى ان الكلدانيين هم من القبائل العربية (وانا وليد يوسف عطو اتحفظ على هذه التسمية باعتبارها نتاج الفكري القومي البعثي العنصري) التي نزحت من جنوبي الجزيرة العربية وانتشرت على ساحل الخليج العربي، والاقسام الجنوبية من بلاد الرافدين. واستقرت اخيراً في المنطقة الممتدة ما بين ساحل الخليج العربي، والجزء الاسفل من وادي دجلة والفرات وصولاً الى بابل، وذلك في بداية الالف الاول قبل الميلاد. وقد اورد الدكتور احمد سوسة انه يرجح علماء الاثار وطن الكلدانيين الاصلي انما هو شواطئ الخليج العربي في جنوبي العراق منذ القرن الثامن عشر قبل الميلاد او ربما قبل ذلك... ويرى الاستاذ (ديلابورت) ايضاً ان الكلدانيين هم من القبائل الارامية التي نزحت من الجزيرة العربية، واستوطنت الاقسام الجنوبية من العراق، وقد عرفت هذه القبيلة بأسم (كلدو) او (كشدو). كما يرى الدكتور فوزي رشيد ان الكلدانيين هم فرع من الاراميين. تمكن من الوصول الى وادي نهر الفرات، واستقر في الاجزاء التي تقع الى الجنوب من مدينة بابل، وهذا النوع عرف في الكتابات الاشورية بأسم (كلدو).. ويرى الاستاذ (ليو او بنهايم) ان الكلدانيين ظهروا في النصوص بشكل مختلف عن القبائل الارامية التي استوطنت في المناطق المرتفعة من نهر الفرات. ويورد في موضع اخر: ان الاراميين ادعوا دور الابطال البابليين ضد سيادة الاشوريين. مما ادى الى وجود حركة تحررية توجت بظهور السلالة الكلدية تحت حكم (نبوبلاسر) وابنه (نبو خذ نصر) الثاني، اللذين استطاعا احراز النصر لبلاد بابل على كل انحاء الشرق الادنى القديم. والواقع ان الدليل الوثائقي الاول الذي يشير الى وجود الكلدانيين في جنوب بابل (والكلام للدكتور حسن فاضل)، يرد في حوليات الملك الاشوري (اشور ناصر بال الثاني 883-859 ق.م) في منتصف القرن التاسع قبل الميلاد بأسم بلاد (كلدي-Mat Kald). واستناداً الى حوليات الملك الاشوري (شلمنصر الثالث- 858-824 ق.م) يرد ان الكلدانيين او الكلدانيين حسب اللفظ الاشوري) يشكلون عدة مشيخات يطلق على كل واحدة منها لفظة (بيت-Bit). وتسمى بأسم احد كبار افرادها البارزين، والذي يكون بمثابة شيخها او المسؤول عنها...) انتهى الاقتباس من الكتاب. الان اذا عدنا للاخ عجمايا سنجد ان الكلدان وافدين من العراق وليسوا اصليين واذا اضفنا اليهم العرب-المسلمون وهم وافدون ايضاً لم يبقى في بلاد ما بين النهرين أي العراق القديم أي مجموعة سكانية اصلية واصيلة!! وهذا ما يريد ان يوصلنا اليه بالضبط الفكر والابحاث الاستشراقية (مع احترامي للدراسات الاستشراقية الرصينة مثل ابحاث د.لويس ماسينيون رغم اختلافنا معه في بعض الامور) الغربية والتي تتماشى مع المشاريع الامبريالية والصهيونية والماسونية وبالتالي عمد القوميون العرب العنصريون (الناصريون-البعثيون بأجنحتهم المختلفة-والسائرون على نهجهم) الى تأصيل تأريخ مزور واسطوري للعرب وافراغ بلاد العراق القديم ( ما بين النهرين-ميزوبوتاميا) وبلاد سوريا القديمة بلاد كنعان وفينيقيا من سكانها الاصليين لخدمة المشروع الامبريالي-الصهيوني-الماسوني والتهيئة الفكرية لقيام دولة اسرائيل العنصرية وبالتالي نلاحظ التحالف غير المقدس وغير المعلن بين الاستعمار الغربي وحليفيه الصهيونية والماسونية وبين ممثليه المحليين القوميين العرب المحليين اتباع ميشيل عفلق ومن لف لفه وتبعهم اخيراً الاحزاب القومية المسيحية المدعومة من من المشروع القومي الكردي. في هذا المقال المقتبس اردت اثارة وانارة الجدال الفكري حول الموضوع لغرض الاستزادة والهدف كشف الحقيقة الموضوعية لا غير. مأخوذ بتصرف من كتاب (حكمة الكدانيين) القسم الثاني دراسة وتحليل د.حسن فاضل جواد. مراجعة وتقديم أ.د يوسف حبي اصدار بيت الحكمة/ بغداد/ 2001
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محسن علي عزيز .. ذلك الشيوعي الطيب
-
لاهوت التحرير والشيوعية
-
نداء الى المفكر والباحث فراس السواح
-
اكذوبة استحالة الخبز والشراب الى جسد ودم المسيح جوهرياً
-
بشار وصدام وجهان لعملة واحدة
-
موقف المسيحية من السلطة
-
العلاقة الجدلية بين شيوعية الاحرار والتصوف
-
ابليس .... اله اليهود وأعداء يسوع
-
بين شيوعية الاحرار وشيوعية العبيد
-
كشكول شيوعي
-
المسيح ولد في الجليل لا في اليهودية
-
الحزب الشيوعي العراقي والاقليات
-
العلاقة الجدلية بين اوثان الشيوعيين واوثان المتدينيين
-
هل كتب داود المزامير ؟
-
جذور تحريم لحم الخنزير لدى العبرانيين وشعوب الشرق القديم
-
أوثان الشيوعيين
-
الحزب الشيوعي العراقي الى اين ؟!
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|