أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد حدادة - هل تستطيع -حكومة- إنقاذ ما أفسدهدهر النظام















المزيد.....

هل تستطيع -حكومة- إنقاذ ما أفسدهدهر النظام


خالد حدادة

الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 10:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في اشارة سابقة، وفي العديد من المناسبات، اشرنا الى أن الشعب اللبناني وصل في نظرته لنظامه ولدولته، الى درجة لا يفرق معها بين وجود حكومة في البلد أو غيابها... بل واحياناً تصل المغالاة في الحكم والتفكير الى حد الاستنتاج بأن غياب الحكومة، ربما في نواحٍ محددة، يكون أفضل للمواطن من حضورها الذي لا يشعر فيه إلاّ إذا أراد إجراء معاملة تحتاج لتوقيع إداري، والمسؤوليات الإدارية العليا، معطلة وشاغرة وبالتالي لا بد من حكومة لإجراء التعيينات..

وحتى في هذه الحدود، لم تعد الحكومة ضرورة، ذلك أن شغور الوظائف في الفئة الأولى وغيرها قضية قديمة لم تستطع الحكومات المتعاقبة حلها، نتيجة إخضاعها الدائم لمنطق المحاصصة والزبائنية، وبالتالي الخلاف وعدم ملء الشواغر الضرورية، حيث يكاد اسم الوظيفة أن يقرن دائماً بصفة الوكالة..

والقضية الثانية التي تدفع احياناً الى التفكير بضرورة وجود الحكومة، هي القضية الأمنية التي يأمل المواطن احياناً بأن التوترات الأمنية المتنقلة في البلد، التي حطت رحالها مؤخراً في طرابلس والشمال (لأسباب إقليمية وأهداف إقليمية)، والفلتان الأمني على المستوى الفردي في كل البلد. وحتى هذه القضية بدأ المواطن يفقد بعض هذا الأمل بمعالجتها، كيف لا وهو قد تابع على شاشات التلفزة تمرد الأجهزة الأمنية والإدارية على قرارات الوزراء وعلى ما هو محدد لها في الدستور... حتى اتى مؤخراً استهداف المؤسسة العسكرية التي لا زالت تتمتع بقدسية لدى الناس ورأى المواطنون استهداف صدقيتها من خلال التصريحات الأخيرة لبعض النواب على خلفية احداث الشمال..

وبعض القضايا والهموم "الصغيرة" للمواطن التي لا يرى المواطن فرقاً في طرق معالجتها، ما بين غياب الحكومة او وجود حكومة، لا تأخذ بعين الإعتبار هذه "الهموم" إلاّ من باب دورها في المحاصصة وفي تكريس تبعية "الرعايا" للزعيم .. "فالهموم الصغيرة" هذه من قضايا التربية والصحة والإقتصاد والبيئة والمحروقات والماء والكهرباء هي "صغيرة" عندما تتعلق بمصالح الناس وتصبح مصيرية في حال دخولها في باب تقسيم المصالح والمنافع والخدمات..

***********

وما يضاعف خطورة هذه اللامبالاة الكارثية، ملاحظة الفرق بين الحالتين في "القضايا الكبرى" ونضع مزدوجين حول القضايا الكبرى والصغرى لعدم توافقنا طبعاً مع التصنيفات الرائجة لهذه القضايا في سلم المفاهيم اللبنانية (والعربية) السائدة، او لأنها، برأينا تصنيفات لا تتخذ معياراً موحداً ودقيقاً..

فالحكومات اللبنانية المتعاقبة لم تعودنا يوماً أنها المعنية الأولى بالدفاع عن الوطن، بل احياناً هي في موقع عرقلة الدفاع عنه والذي يتصدى وتصدى له دائماً بعد شعبي غير حكومي يتمثل بحركة المقاومة الشعبية للإحتلال وللإعتداء المستمر منذ عشرات السنين سواء إجازتها البيانات الوزارية أن لم تجزها، وكذلك التآمر على هذه المقاومة المستمر، لم يكن ينتظر بياناً وزارياً..

والعلاقات والمواقف الخارجية العربية والدولية لبلدنا، لا تنضبط أبداً في إطار منظومة الدولة، بل هي محكومة بمصالح وسياسة الأطراف والجماعات التي لها اولوية على المصالح العامة.. وحركة السفراء الأجانب وصلاتهم ونوعيتها ومضمونها كلها مضبوطة ايضاً على فهم هذا الخارج لموقع الدولة الضعيف ولطغيان مصالح "المجتمعات" على المصلحة العامة مما يجعل هؤلاء "السفراء" يذهبون مباشرة اليها، دونما حاجة الى ناظم لهذه العلاقة يفترض ان يكون الحكومة...

وأيضاً في المواقف الأخرى المتعلقة بهذه المواضيع والتي تصبح اولويتها رهن بموقف "الجماعة" منها وليس بأولوياتها الوطنية والشعبية، من هنا ومن هذه الالتباسات، يصبح مبرراً ان يضاف الى الأمراض المزمنة، جروحاً جديدة وأمراضاً جديدة ... ويصبح تأليف "الثلث المعطل" له أولوية على تأليف الحكومة، فهذا "الثلث" اصبح التعبير الأبرز عن حالة الهريان في التركيبة والصيغة والنظام، كيف لا وهو المعبر عن مصلحة الجماعة "المذهبية والطائفية" إذا ما تناقضت مع مصلحة "الكل"، و"الكل" هو النائب المقدر والمتعذر وجوده نتيجة جمع "الأقسام" التي لا تشكل "كلاً" في لبنان..

***********

إذن، تشكلت الحكومة، وهي حكومة تعلن عن نفسها بأنها حكومة اللون الواحد، إذن استطاعت تطورات الوضع الإقليمي دفع الأمور باتجاه تشكيل الحكومة العتيدة بعد عدة اشهر من "المعاناة" وطول الأناة..

إن حالة المنطقة في ظل التحركات الشعبية العربية من جهة ومعها المطالب المحقة لهذه الشعوب بالحرية والديمقراطية والعدالة والعيش الكريم، وفي ظل تبلور صيغة الهجوم المضاد الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها من دول واتجاهات سياسية، هذه التطورات والحالة الإنتقالية في المنطقة تضع لبنان في خضم حالة فقدان وزن حقيقية وبالتالي وضعه الأمني والسياسي في مجال التوتر السياسي، واحتمالات الأمني فيه غير قليلة أول غيثها طرابلس وما لحق بها من أجواء، قفزت شعاراتها من الشمال لتعود الى مربع المطالبة بنزع سلاح المقاومة والى مرحلة ما بعد القرار الظني الذي أصبح صدوره متوقعاً على ضوء تطورات الوضع الإقليمي وبشكل خاص سوريا..

هذه الظروف الإقليمية الإستثنائية، كانت تقتضي تشكيل وضعية لبنانية استثنائية في مواجهتها ومنع اخطارها عن لبنان..

فهل جاء تشكيل الحكومة على هذا القدر من التوقعات ومن المسؤولية؟

على مستوى الشكل (وبإنتظار المضمون والممارسة)، لم تحقق هذه الحكومة صدمة ايجابية ملحوظة، رغم الإحترام لأشخاصها او لبعضهم فالموضوع لا علاقة له بالمواصفات الشخصية.. وإذا كان الشكل لم يحقق هذه الصدمة الإيجابية، فيصبح الأمل اقل في ان يكون المضمون والممارسة على قدر الحاجة الوطنية...

إن المطلوب كبير، ربما يكون اكبر من حكومة او حكومات، اولى المهمات المصيرية هي استعادة الوطن وبناء دولته.. استعادة الوطن من فك الغول الطائفي، فلا نعتقد ان حكومة من هذا النوع قادرة أو عازمة على هذه الإستعادة فالبلد بحاجة الى إطار وطني واسع يتخطى التقليد السياسي الطائفي ليلامس الإطار التأسيسي لوطن جديد..

والمهمات المساعدة في هذا المجال تنطلق من تحديد موقع لبنان الوطني في مواجهة اميركا واسرائيل، وبالتالي الى مضمون وطني للمقاومة.. الى بناء المعيار الوطني للإنتماء كبديل للإنتماءات "دون وطنية" وهنا طيف واسع من المهام على مستوى قوانين الأحزاب والإعلام والتربية والعدالة الإجتماعية واستعادة املاك الوطن والمحاسبة بمفعول رجعي عن سرقة هذه الأملاك، وبالتالي وضع سياسة اقتصادية ومالية جديدة تتضمن المحاسبة على الفساد وتتخطاه الى سياسة تؤمن التوازن بين نمو الإقتصاد المنتج والعدالة الإجتماعية و ما الى ذلك، وبموازاته وبالأولوية قانون جديد للإنتخابات على قاعدة النسبية وخارج القيد الطائفي والدائرة الوطنية وقانون مدني للأحوال الشخصية، يشكلان الى جانب المطالب والقضايا المشار لها سابقاً، المرفق الاساسي لكل من يفتش عن غياب باب للدخول الى وطن حقيقي..

***********

أما شهداؤنا فقد دخلوا من بوابتهم الى الوطن الذي احبوه، الى الوطن الذي استشهدوا من اجل استقلاله وتقدمه وحريته ومن اجل سعادة شعبه..

انهم شهداء الحزب الشيوعي اللبناني، استشهدوا في كل هذه المواقع.. في مقاومة الاحتلال قبل "جمول" ومعها.. في المعركة من اجل رغيف الخبز وحقوق العامل والمزارع ... في المعركة من اجل التعليم الرسمي والجامعة الوطنية... في مواجهة الظلامية والتخلف ودفاعاً عن الثقافة الوطنية الديمقراطية في معارك الدفاع عن قضية فلسطين ومع مقاومتها وشعبها.. في الدفاع عن مفهوم العروبة الوطنية الديمقراطية، ومن اجل حركة وطنية تمتد الى العالم العربي كله..

بدأت ثمار تضحياتهم تنضج في العالم العربي كله.. علينا استكمال المهمة كي تنضج ثمار تضحياتهم وتضحيات عشرات الآلاف من أبناء وطننا... للدخول الى وطن رسمه، في جغرافيته ومضمونه الديمقراطي، شهداء الحزب الشيوعي اللبناني فالتحية لهم ولكل شهداء الوطن.



#خالد_حدادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سايكس بيكو (2) في مواجهة ثورات الشباب العربي
- ليست مفاعيل -الثورة- بل محاولات - الثورة المضادة-
- خالد حدادة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: دور وموقف ...
- هي المعركة الأصعب.... لكنها حتماً الأجمل
- بعد مجزرة الاسكندرية.... نحمي التنوع بالديمقراطية والعلمانية
- لترحل الحكومة
- في الذكرى ال 86 نحو بناء توازن شعبي وطني ديمقراطي قادر على م ...
- السياسة اللبنانية والرقص على صفيح ساخن
- من حماية رغيف الخبز الى حماية المقاومة مشروع واحد لا يمكن تج ...
- السلاح لا يطلق النار بل يطلق به.....
- في زحمة الثنائيات والثلاثيات أين مفهوم الوطن
-  صد العدوان، منع الفتنة، وتغيير النظام السياسي، مهمات ...
- نعم لامست الأمور الخط الأحمر يا -دولة الرئيس-
- وماذا بعد الإنتخابات؟؟
- كلمة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني في الذكرى ال84 لتأس ...
- كلمة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني في احتفال الجامعة ا ...
- من أجل معارضة وطنية ديموقراطية
- المؤتمر الصحفي للأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني بمناسبة ا ...
- الوطن أهم من الصيغة... والزعيم
- على الطريق بين غزة وبيروت.... ادفنوا النظام الرسمي العربي


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد حدادة - هل تستطيع -حكومة- إنقاذ ما أفسدهدهر النظام