أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - بسم الاب..والابن..ووليد المعلم..














المزيد.....

بسم الاب..والابن..ووليد المعلم..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 20:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نشفق ونتألم ..ونتعاطف.. ونشعر بالاسى الصادق على ذلك المواطن الاوربي الحائر المرتعب المصدوم من منظر الصحراء القاحلة الممتدة امام شرفته الصباحية والمسطحة تجاه افق مفتوح لا ينتهي الا بازرقاق نحيف متقطع لبقايا ما كان يعرف بالبحر الابيض المتوسط وبعض الاخضرار الذي تبقى من الارض التي فقدت ملامحها بعد ان اشاح عنها الوريث بصره ونساها ومحاها من الخارطة واسكنها لعنته الابدية بالقحط والجدب والخراب الذي تنعق فيه الغربان على صدى خطواته المبتعدة والمتجهة جنوبا وشرقا تاركة العالم القديم يلاقي مصيره المحتوم ويعاني من وطأة الدرس البليغ الذي وعدهم اياه جزاءً وفاقاً لتدخل اوربا فيما لا يعنيها ولا ينتظر ان يأتيها منه الا ما لا ترضى..
لم يتأخر الرئيس السوري بشار الاسد في الوفاء بوعده بان يلقن العالم الدروس الثقال حول ما يعنيه بالاصلاح..ولم يجد الرئيس خير من "المعلم" لكي يكون من يوصل هذه الدروس ويزقها زقا في اذهان الغرب الفقير لما منّ الله على القائد من علوم الاولين والمتأخرين..
دروس وعبر استلها الرئيس من خزين علمه الذي ورثه من الاب الذي كان يتلقى كلمات الحكم من السماء وخص بها المعلم الذي تشربها وتمنطقها وتجلد على ثقل المعاني العظيمة التي تحملها وظهر مبشرا بها وبنوع جديد من الديمقراطية لم يألفها العالم ولم يستطع مقاربة ثناياها ولا تلمس اطرافها..ديمقراطية لم يفصح لنا عن مضمونها ولم تأذن حركة الكواكب والافلاك والنجوم بالكشف عن ما استتر منها..ولكن "المعلم" المح بان لا مكان تحت ظلها الظليل الوارف ولا حظ فيها لكل من تلمز وتهمز وتآمر على الرئيس وتدخل بشؤونه الداخلية وشؤون تركته التي ورثها عن اسلافه العظام غاصب عن غاصب بغضا وحسدا لما قمصه الله من الحكم والحكمة ..
نعم..فالناس على اموالهم مسلطون..وما ورثه الرئيس من فيء الوالد لا يحق لاحد ان يتدخل فيه..خصوصا وانها كانت تركة خالصة ومبرأة من الخصوم والشركاء وكاملة ارضا وشعبا ونواب وقوات امن وهتيفة ومصفقين وشبيحة وعناصر ونتجت عن عصامية الاب الذي بذل فيها الجهد الجهيد من العمل الشاق الخالص لوجه الاستبداد وسفح فيها من القمع البواح وتصفية الشركاء ورفاق السلاح ما احل له الاستفراد في الحكم والتموضع على الرقاب الرئيس الواحد الاحد الذي لا شريك له في الحكم ولا منازع..وكل هذا اتى لطبيب العيون الشاب على وقع تصفيق نواب الشعب الكرام دامعي العين من التأثر ورافعي الاكف بالدعاء للسلطان الذي ساق الله ارسانهم الى يده القوية الفتية بعد ان تهدهدت لعقود في يد الوالد الطيب الراحل..
ليس لاحد ان يتدخل فيما بين المرء وما ملكت يمناه..وما بين الوريث وتراثه العظيم الذي شرعته له السماء وما تخابئ بين سطور الكتب القديمة..فالوريث وما ملك..وله ان يعط او يمسك..وله ان يهب او يمنع..وله ان يقتل من الشعب مثنى وثلاث واربع وحتى عشرون مليونا..فلا رحمة ولا حسن مآب لمن صبأ بدين الوريث..ولا صوت لمن يفرق بين المرء وما اتخذه متاعا..
ليس للغرب ان يتدخل..وليس لاوربا ان تنتظر ان يعفو عنها الوريث..كما ان للمعلم ان يقول ويتقول بما يشاء..وله ان يملأ الارض زعيقا كما ملأها سيده ظلما وجورا..ولكن للشعب ايضا ان ينظر ويعي ويكتب ويمهل..وله ايضا ان يقول ويفعل..ولن يضيره ان يشيح عنه الوريث ويتجه لما شاء من الجهات..ولن يمنعه خذلان وتخاذل الجميع عن ان يدق ابواب الحرية..فكما ان في بعض الموت حياة..فانه لكل اجل كتاب..وما الصبح ببعيد عن اعين الشعوب الحرة الثائرة..وللوريث ومعلمه ان يترقبوا كلمة الحق التي ستأتي بها الايام..فان العصا لا بد لها ان تسقط من يد الجلاد..ولا بد ان يمل الناس يوما من السوط.. وكما قالت الحكماء..فليس كل الذنوب هي مما يمكن ان تعتذر عنها..او تكتفي بالتوبة منها..بل هناك الكثير الذي يجب ان تدفع ثمنها..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اربع شهور من الدم والدموع والابتسامات البلهاء..
- لا حياد في حرمة الدم السوري الطهور.
- الدستور المغربي الجديد..خطوة صغيرة ولكن باتجاه صحيح..
- الاخ قائد الثورة..بين قلاع الرئيس المخلوع وافيال الرئيس المق ...
- عن اي اصلاح تتكلم يا اردوغان..
- توبة نصوح تحت وقع السياط..
- كل الطرق تؤدي الى السبعين..
- لمصلحة من اغتيل الرئيس علي عبد الله صالح ؟؟..
- سلامتك من الآه..سيدي الرئيس السابق المخلوع..
- ارحلوا ..فلا مكان لكم تحت شمس الحرية الحمراء..
- بصمة بالدم على مبادرة نصف محترقة..
- ثاني اثنين في جدة..
- ملاحظات خجولة امام اعتاب قانون الجواري العظيم..
- اشتراطات مسبقة..قبل الشروط المسبقة..
- الحوار في البحرين..دعوة على هدير محركات الفورمولا واحد..
- التوسع السعودي..مشروع قيادة ام استمرار التمترس خلف الآخر..
- المرأة السعودية والسيارة..جدلية السلاح الابيض والضرب بالعقال ...
- لا تهنوا ولا تحزنوا..فشرعية الثورة هي الاعلى..
- صبر..وقات ممضوغ..وحرب اهلية..
- الدين لله..والقانون فوق الجميع..


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - بسم الاب..والابن..ووليد المعلم..