أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - حذار من تكرار خدعة بن العاص في الفلوجة















المزيد.....

حذار من تكرار خدعة بن العاص في الفلوجة


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1015 - 2004 / 11 / 12 - 07:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


طيبو القلب ينخدعون. وكما تقول الحكمة: (الطريق إلى جهنم معبد بالنوايا الحسنة). وهذه نقطة ضعف الأخيار التي يستغلها فيهم الأشرار الخبثاء فيخدعونهم وقد نجحوا في لعبتهم هذه طوال التاريخ. قبل ما يزيد على أربعة عشر قرناً، تمرد بنو أمية على خليفة المسلمين الإمام علي بحجة الثأر لمقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وكان الغرض من التمرد هو الاستيلاء على السلطة ليس غير. فكانت معركة الجمل أولاً والتي كانت أول حرب يتقاتل فيها المسلمون فيما بينهم وراح ضحيتها أكثر من عشرين ألف مسلم ولم تنتهي المعركة إلا بقتل الجمل الذي كانت عائشة على ظهره تحرض على مواصلة القتال. ثم تكررت المعركة في موقع صفين الذي لا يبعد كثيراً عن الفلوجة!! ولما تأكد الأمويون من هزيمتهم، وكان النصر قاب قوسين أو أدنى من معسكر الإمام، تفتقت عبقرية عمرو بن العاص بفكرة خبيثة يدعو فيها اللجوء إلى التحكيم. فرفعوا المصاحف على أسنة الحراب صارخين (لا حكم إلا لله).
ونجحت الخدعة وحصل شرخ كبير في معسكر الإمام علي حيث طالبه قسم كبير من أنصاره بوقف القتال والتحكيم بالقرآن رغم تحذيراته لهم من أنها خدعة وأنها قول حق أريد به باطل. ونجحت اللعبة وخسر الإمام إلى آخر الرواية التي باتت معروفة. واليوم تتكرر نفس المأساة. فهاهو معسكر بني أمية من السلفيين الوافدين من خارج الحدود الحاقدين على الشعب العراقي، من الشام والسعودية والسودان وأفغانستان وإيران والباكستان... وغيرها، يقومون بنفس الدور ونفس التكتيك والخدعة.
فبعد تحرير العراق مباشرة صارت الفلوجة بؤرة لتجمع الإرهابيين الذين يقومون بقتل العراقيين والمقاولين الأجانب، هدفهم الأول والأخير إعادة حكم البعث الفاشي. ولما توجهت قوات التحالف لإخماد الفتنة في أوائل العام الحالي، تعالت الأصوات والنداءات والضغوط الدولية من كل حدب وصوب وحتى من مجلس الحكم العراقي الانتقالي آنذاك، مطالبين بإيقاف القتال واللجوء إلى الحل السياسي. فاستجابت القيادة الأمريكية لذلك على مضض وأوقفت القتال وكانت الهدنة في شهر نيسان/أبريل الماضي. بل راحت قيادة قوات التحالف إلى أبعد من ذلك، فشكلت لواءً كاملاً من قوات النظام السابق (الحرس الجمهوري) وبرواتب مغرية سمي بلواء الفلوجة. ولكن في نهاية المطاف انتمى هذا اللواء العتيد إلى المتمردين. وقد أثبتت هذه التجربة المرة خطأ الرأي القائل أنه كان على الأمريكان عدم حل الجيش السابق. فلو بقي الجيش المذكور على حاله لعمل بالضبط ما عمله لواء الفلوجة.

وقد شجعت هدنة نيسان/أبريل الماضي الإرهابيين في الفلوجة وغيرها ، فتمادوا في غيهم واعتبروا الهدنة نصراً لهم وفرصة ذهبية للملمة فلولهم ورص صفوفهم والحصول على المزيد من الأسلحة من إيران وسوريا وما نهبوه من مخازن الأسلحة في العراق، وبالتالي مضاعفة أعمالهم الإرهابية في قتل الشرطة العراقية والمدنيين بالعشرات يومياً. إن تركيزهم على قتل رجال قوات الأمن العراقية والحرس الوطني لدليل قاطع على أنهم يعملون على إشاعة الفوضى في العراق وعدم السماح لنجاح الحكومة في تحقيق الأمن وفرض حكم القانون وإعمار العراق.

وهاهي الفلوجة تصبح مرة أخرى بؤرة للإرهابيين تتلقى الدعم المعنوي من فقهاء الموت في إصدار الفتاوى بإباحة قتل العراقيين والدعم المالي من أمراء وأثرياء العرب بدوافع طائفية كريهة. وكان آخر فتوى تلك التي وقعها 26 من رجال الدين السعوديين يحرضون فيها الشباب المسلم بالتوجه إلى العراق «لينضم إلى اخواننا المجاهدين في العراق». إن هؤلاء المفتين يحفرون قبورهم بأيديهم، فقد حرضوا سابقاً الشباب المسلم للتوجه إلى أفغانستان، ولما عادوا إلى بلدانهم تمردوا على حكوماتهم وشعوبهم ونشروا القتل في بلادهم كما حصل في الجزائر ومصر والسعودية. فماذا يتوقع فقهاء الموت والدجل من هؤلاء القتلة في العراق اليوم بعد أن يعودوا إلى بلدانهم وقد أدمنوا على مهنة القتل وسفك الدماء ولن يجيدوا ما يفعلوه غير الإرهاب وتحويل بلادهم إلى فلوجة ثانية؟
أنا لن أستغرب من فقهاء الموت أن يصدروا تلك الفتاوى الجهنمية لذبح العراقيين، فهؤلاء جهلة "والجهل شيء كالعمى" ولكن عجبي من بعض السياسيين العراقيين الذين رفعوا عقيرتهم مرة أخرى مطالبين بوقف القتال في الفلوجة والدعوة إلى المفاوضات. مفاوضات مع من؟ مع القتلة؟ وكما ذكرنا أعلاه، إنها نفس لعبة عمرو بن العاص في حرب صفين، فما أن بات النصر قاب قوسين أو أدنى من معسكر الإمام حتى رفعوا المصاحف وطالبوا بالتحكيم. ولولا تلك الخدعة لكان التاريخ الإسلامي على غير ما هو عليه الآن. فجميع المآسي والانحرافات التي حصلت فيما بعد كانت نتيجة لتمرير تلك الخدعة وانتصار معاوية. وبنفس المنطق، فلو واصل الأمريكان في ضرب فلول المتمردين في الفلوجة ورفضوا الهدنة في نيسان، لكان الوضع أفضل الآن بكثير.

لذا فإننا نحذر «أصحاب النوايا الحسنة» من السياسيين العراقيين وغيرهم المطالبين بوقف القتال في الفلوجة والعودة إلى المفاوضات أن يكفوا عن مطالبتهم هذه. لقد لجأت الحكومة إلى الحل السياسي والمفاوضات لأكثر من عام وكل المحاولات باءت بالفشل الذريع لأن هدف الإرهابيين هو عودة النظام الفاشي الصدامي، رغم نكرانهم لهذه الحقيقة في تصريحاتهم التي تأتي على لسان ما يسمى ب"هيئة علماء المسلمين"ً.
إن إدعاء هؤلاء بأن القتال في الفلوجة يؤدي إلى تعميق الصراع بين مكونات الشعب العراقي، إدعاء خاطئ وقول حق يراد به باطل، لأن هذا الشرخ هو موجود الآن وهو السبب الأساسي وراء تمرد الإرهابيين من أعوان صدام حسين وحلفائهم من الإرهابيين الزرقاويين. فقد اعترف الزرقاوي مراراً أن منظمته كانت وراء قتل السيد محمد باقر الحكيم ومعظم الانفجارات في النجف وكربلاء وهم الذين يقتلون زوار الحسين ومشيعي الجنائز عند مرورهم قرب اللطيفية وما يسمى بمثلث الموت بدوافع طائفية قذرة. فما علاقة زوار الحسين بالاحتلال؟ فلماذا لا يطالب دعاة الحل السياسي هؤلاء القتلة بالإمتناع عن قتل الأبرياء؟ ولماذا لا يقومون هم بالتفاهم مع القتلة عسى ولعل أن ينجحوا إن كان هناك جدوى من مفاوضة الإرهابيين كما يعتقدون؟ إنهم فقط يطالبون الضحايا بعدم الرد على المجرمين.
لذلك نطالب حكومة الدكتور علاوي وقيادة قوات متعددة الجنسيات بعدم الإصغاء لنصائح تلامذة عمرو بن العاص بل الاستمرار في الحملة العسكرية حتى النصر النهائي المؤزر وحتى إخماد آخر نفس لآخر إرهابي بغيض. والعاقل لا يلدغ من جحر مرتين.
10/11/2004



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني فوز بوش للولاية الثانية؟
- لماذا نداء المجتمع المدني ضد التدخل الفرنسي في الشأن العراقي ...
- المثقفون الأحرار في مواجهة فقهاء الإرهاب
- متى تتوقف المجازر في العراق؟
- دور الأردن في تخريب العراق
- حول(عقلية التدمير) والدقة العلمية..!!
- هل مازال صدام يحكم العراق؟
- ازدواجية الموقف العربي من الإرهاب
- الأمن في العراق ضحية الطوباوية والمزايدات السياسية
- تعقيباً على ردود العرب وعقلية التدمير
- العرب وعقلية التدمير
- حجب الفكر عن الشعب دليل على الإفلاس الفكري
- لماذا التحالف ضد الانتخابات في العراق؟
- يفتون بالإرهاب ويتبرّأون من عواقبه!
- موقف كوفي أنان من القضية العراقية
- من أمن العقاب مارس الإرهاب
- : قراءة تأملية في كتاب: صعود وسقوط الشمبانزي الثالث
- دور رجال الدين المسلمين في الإرهاب
- القرضاوي داعية للإرهاب
- الإرهاب في العراق والنفاق العربي-الفرنسي


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - حذار من تكرار خدعة بن العاص في الفلوجة