ميلاد عبد السلام
الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 02:12
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كل الطرق تؤدي الى ..التغيير
ان المشهد السياسي المتقلب في العراق ينذر باخطار جسيمة محدقة بالعملية السياسية من تكالب محموم لسياسيينا الجدد على المناصب والمغانم بطريقة لا تثير الدهشة فحسب بل تثير الاشمئزاز فسنوات التغيير المقاربة على التسع سنوات لم تحسن من احوال العراقيين المعيشية او الخدمية وباقي مجالات الحياة ..لقد اصبح مراى هؤلاء السياسيين من على شاشات الفضائيات بمنظرهم السوبر مان يستفز مشاعر غالبية ابناء شعبنا المتعطش ليس للقمة الخبز فقط بل الى شيء اهم من هذا بكثير ..انه متعطش لشم عبق الحرية الفواح الذي وصلت اليوم نسائمه من دول العالم العربي وثوراته المباركة ..شعبنا متعطش لاجواء وطنية بحتة تفكر باحواله المزرية وتعمل على اخراجه من عنق الزجاجة التي اجبروا على دخولها بالقوة من قبل صقور السياسة الجدد لكي يتفرجوا على عذابات المواطن ويكشروا عن انيابهم التي ترغب بافتراسه اكثر فاكثر ..لم يشبع هؤلاء بالمغانم التي لم يحلموا يوما ان ينالوا ولو عشر معشارها بل انهم باتوا اليوم العائق الاكبر امام التحول بالعراق الى دولة متحضرة من خلال تمسكهم بعقد الشراكة كما يدعونه ولا اعرف ماهية هذه الشراكة ..هل الشراكة الطائفية ام الحزبية ام ..انها شراهة المنصب ؟!
لقد طفح الكيل بالمواطن البسيط الذي بات يزداد كرها وحنقا عما يحصل نعم لقد اردنا اسقاط النظام السابق وبكل الوسائل المتاحة (ولكن ليس بطريقة الاكشن الامريكية) ولكن ما باليد حيلة وقلنا لا بأس المهم ان يعوضنا "صقورنا الجدد"عما فات وينقلونا الى بر الامان بيد انهم حفروا هوة كبيرة وباتوا يردموننا فيها الى الوقت الذي اختنقت فيه انفاسنا ولم نعد نسمع حتى اهاتنا .. نعم يجب الخروج من تلك القبور الجاهزة .. يجب اسماع صوتنا وباعلى ما يكون.. يجب الانطلاق الى تلك الفضاءات الرحبة ..فضاءات الوطن الغالي وحريته ولكن كيف السبيل الى ذلك أ بالشعارات فقط ؟!لقد سأم شعبنا المظلوم تلك الشعارات الجوفاء الخالية من الحياة .. بيد ان هناك طرق عدة للوصول الى حالة التغيير نحو مستقبل افضل لبلدنا الا وهي:
اولا: التظاهرات نعم انها وسيلة من وسائل التعبير عن الراي والضغط على الحكومة لاجل تلبية مطالب الشعب ..ولكن هيهات ان تدع الحكومة اصحاب الراي المخالف لسياستها ان يتظاهروا بسلاسة بدون عوائق او اشكالات تختلقها الحكومة ابتداءا بالاجراءات الادارية والموافقات الرسمية بحق التظاهر وانتهاء بالاعتقالات وتشويه صورة المتظاهرين ..ولكن هذا لا يعني بان جذوة التغيير لهؤلاء الشباب قد انطفات او خبا نورها اذا ان هذه الجذوة ليست في قلوبهم فحسب بل في وعي وقلب كل من يريد الحياة الافضل لهذا البلد المغلوب على امره.
ثانيا: اذا ما استمرت الحكومة بغالبيتها السياسية في البرلمان باختلاق الحجج والمشاكل والمضايقات غير المبررة لمتظاهري التحرير فيجب اللجوء الى اساليب اخرى قد تكون امضى من التظاهر وباعداد محدودة قد لا تؤدي الى المرجو من احداث التغيير (لقلة الوعي الجمعي وانشغال غالبية الشعب وراء لقمة العيش او خوفا من القمع ) ..ومن تلك الاساليب هي البدء بحملة اعلامية واسعة لشرح اهداف التظاهر والتعريف بمتظاهري ساحة التحرير بكونهم ابناءنا المخلصين الذين لا يطمحون الى منصب او شهرة او اي غرض اخر سوى حث الناس على المطالبة بحقوقهم المشروعة من حيث العيش الكريم والتمتع بالثروات بصورة عادلة بين كافة فئات الشعب وتوفير فرص العمل على حسب الكفاءة وتوفير الخدمات وغيرها ، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى البدء بجمع جميع الدلائل والبراهين لكشف الاساليب القهرية المتبعة من قبل الاجهزة الامنية ضد المتظاهرين وفضح ممارساتهم اللاانسانية امام الرأي العام والعالمي بهدف وضع حد لتلك الممارسات العنفية وغير المبررة لكون الدستور قد كفل حق التظاهرالسلمي لابناء شعبنا.
ثالثا: عمل الندوات وورشات عمل على مستوى واسع تجمع بين فئات المجتمع والطبقة الواعية من مثقفين ومؤسسات مجتمع مدني ومنظمات انسانية وحقوقية لشرح اهمية فهم المواطن العراقي بحقوقه والتمسك بها وعدم اهدارها لان الاخير قد مل من الاملاءات الحكومية المستمرة لواجباته كانه بقرة حلوب يستدر منها الحليب وهو لا يكسب شيئا سوى المذمة .
رابعا :وهذه النقطة اعتبرها من اهم النقاط الا وهي توعية الفرد من داخل اسرته و تثقيفه وهو طفل صغير بالا يسكت عن ضيم او يسمح لكائن من يكون بان يهدر كرامته وهذا بالضرورة لا تستدعي بان تكون العائلة مثقفة جدا للقيام بهذا الدور التربوي بل ان هناك حقيقة مفادها بان الفرد يولد حرا لا عبدا ولذا فان مسالة التوجيه من قبل الاباء ضروري لخلق انسان معتد بشخصيته ويكون صوته مسموعا لا مقموعا وتهابه السلطات ولا يهابها .
واخيرا اننا نامل من كل الجهود الخيرة في هذا البلد ان توحد جهودها للوصول الى نقطة التقاء من اجل عيون العراق الجريح لاخذه الى بر الامان الذي لطالما افتقدناه منذ زمن النظام السابق والى يومنا هذا وان ارض العراق خصبة ثرية بالعقول والارادة الحقة لتحقيق المطالب المشروعة للشعب وكلنا يحدوناالامل بعراق افضل واجمل ان لم يكن اليوم فغدا ..وان الغد لناظره لقريب...
#ميلاد_عبد_السلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟