أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - أبو مازن والارتباك الذي حوله من بائع أوهام الى حاوي ....















المزيد.....

أبو مازن والارتباك الذي حوله من بائع أوهام الى حاوي ....


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 3404 - 2011 / 6 / 22 - 16:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


في لقاء متلفز على احدى الفضائيات اللبنانية بتاريخ 20 حزيران 2011 خرج الرئيس محمود عباس بمجموعة من المواقف في قضايا متعددة سياسية وتنظيمية وقانونية وقد كنت مهتما لان استمع كاملا وباصغاء لهذا الرجل الذي يمضى اخر ايامه في الحكم حسب ادعاءاته المتكررة في اكثر من مناسبة.

رغم ان سياسات الرئيس عباس الاخيرة تبدو في غاية الارتباك والضبابية وكانه رجلا يسير في الظلام يتلمس خطواته وينتظر هاديا لسبيله، او اية مبادرة سياسية قد تكسبه مزيدا من الوقت ويتشبت بها للتراجع عن ذهابه الى الامم المتحدة الذي يعرف نتائجه المسبقة بعد ان اوحى لشعبه بان هذا الخيار سيكون له نتائج عظيمة تفضى الى قيام دولة مستقلة ذات سيادة بعد اعتراف دولي بها وان الشعب سينال الحرية والاستقلال بعد سبتمبر وستنهى رحلة العذاب المرة التي يخوضها في مواجهة الاحتلال، وان اوباما رجلا طيبا وبكل تاكيد احد ابرز سماته هي الوفاء ولهذا فانه لن يستخدم الفيتو في مواجهة هذا الذهاب الاممي وستحذو اوروبا حذو اوباما ولن تقف حجر عثرة في محطة سبتمبر القادم لان اوروبا قد ضاقت ذرعا بالموقف الاسرئيلي والامريكي ولهذا فانها ستخرج من تحت عبائتهما ليقدما معا بعد لحظة ندم للشعب الفلسطيني دولة فلسطينية !!!

ما سبق هو الوهم الذي قاده ونظر له ابو مازن بعد فشل تجربة المفاوضات الطويلة وبعد الفشل في مواجهة الاستيطان وتهويد القدس وارغام اسرائيل على تنفيذ حتى ما اتفق عليه معها، وبعد ان اجهض اية فعل شعبي مقاوم ومكلف للاحتلال الاسرائيلي وعملياته العدائية المتواصلة المتمثلة في نهب الارض وفرض الوقائع التي تستحيل معها عمليا وجود دولة فلسطينية متصلة جغرافيا وسكانيا، وهو وهم امتد منذ اتفاق اوسلو وسيستمر حتى سبتمبر 2011 او بعد هذا التاريخ على اعتبار ان التواريخ غير مقدسة في السياسية الفلسطينية وان التراجع عن خيار سبتمبر وارد اذا سال اللعاب على مبادرة فرنسية او اوروبية قد تحدث قبل هذا التاريخ وربما ضغطا امريكيا ماليا او سياسيا يحاكي جيوب الناس عبر وزارة المالية الفلسطينية ويؤدي الى الغاء هذا التاريخ من رزنامة الرئيس عباس.

لقد قال ابو مازن ان خيار سبتمبر اذا فشل فانه سيقوم باتخاذ خطوات لن تخطر على "بال احد" ليضع الشعب الفلسطيني امام تسؤلات كثيرة حول ما سيقوم به ابو مازن وما هي الخيارات التي لن تخطر على بال احد ؟ لتبدأ عمليات الاجتهاد السياسي على اعتبار ان "لكل مجتهد نصيب" وان من اخطا قد تكون له حسنة وما اكثر حسنات المجتهدين الفلسطينيين الذين عودونا على كثرة الاجتهادات والرسائل السياسية المختلفة والمتناقضة التي يصعب على المجتمع الدولي في كثير من الاحيان فهمها وايضا يصعب فهمها فلسطينيا والبناء عليها كسياسات او استراتيجيات لاكثر من يوم او لحظة.

مرة لا مفاوضات في ظل الاستيطان ونذهب بعدها للقاء نتياهو في البيت الابيض، ومرة لا مفاوضات في ظل الاستيطان مع ابداء الاستعداد للمباشرة بها اذا طلبت امريكا ذلك، ومرة سنتوجه الى الامم المتحدة ويسقط هذا الخيار اذا ما ابدت اسرائيل مرونة في مواقفها وجمدت عمليات الاستيطان لفترة زمنية محددة، ثم يعيد الكرة مرة اخرى ويقبل بالمبادرة الفرنسية ثم يتمسك بالذهاب للامم المتحدة ويطلب من امريكا ان تدعوه للعودة للمفاوضات مع اسرائيل، هذه المواقف المرتبكة والمتناقضة والتي يهدف منها اصلا العودة الى مربع التفاوض المباشر مع اسرائيل رغم ان الاخيرة لم يتغير في موقفها شيء بل تزداد صلفا وتنكرا لحقوق الشعب الفلسطيني وتزداد تاثير على موقف الرئيس اوباما الذي يحترمه كثيرا الرئيس عباس ويعول على موقفه.

في كل هذه المواقف ابو مازن يتصرف منفردا وبدون مرجعيات فلسطينية ترسم السياسات والاستراتيجيات وقد يعتمد على بعض المستشارين الذين لا نعرف الا القليل منهم ويتعاطى الموقف معهم في ظل تجاهل شبه كامل لمؤسسات المنظمة والسلطة التي يفترض ان تكون شريكا في صناعة السياسات وفي توحيد الرؤية ووضع الخطط المناسبة لتنفيذها، وايضا يتصرف منفردا وكانه لا يرى ما يحدث في البلدان العربية التي شكلت حاضنة للسياسة الفلسطينية وداعما لها في العديد من المحطات ان لم يكن جميعها، ويتصرف وكانه لا يعرف ان الحالة الفلسطينية في اقصى حالات التشتت مع واقع انقسام مرير وشرذمة التيار الوطني بكل مكوناته وفي المقدمة منه حركة فتح التي يتزعمها ولا يشاركها الا موسميا في بعض الاحداث الداخلية ويستخدمها كورقة لتصفية حساباته الشخصية .

ان الرئيس الذي الذي لديه برنامج سياسي جاد وحقيقي لا يتسبدله باحجيات غير مفهومة بل هو بحاجة الى مؤسسة تصنع وتشارك في وضع السياسات وتضع السيناريوهات المختلفة في ظل مرحلة بالغة الحساسية والخطر سقطت على اعتباها معظم البرامج السياسية التي قادها بدءا من اوسلوا وانتهاءا بالفشل المحتمل امام الجمعية العامة للامم المتحدة، هو بحاجة الى بدائل سياسية يستمر من خلالها الشعب في مواصلة مشروعه التحرري ويستنهض كل طاقاته في الدفاع عن هذا المشروع ويعزز من مقومات صموده وقدرته على التصدي لبطش الاحتلال والنفاق الدولي.

الغريب العجيب انه وفي كل مرة يختم او يبدا قوله بعدم نيته للترشح لمنصب الرئاسة وكانه يقول للشعب ستغرقون من بعدي فاخرجوا "زرافات زرافات" لترجوني ان ابقى في الحكم، وانقضوا على كل من يطالبني بالرحيل في اية تظاهرة قادمة لانه سيجعلكم تواصلون الغرق فانا انسان خارق لا ولم ينجب الشعب افضل مني من قبل ومن بعد، وتمسكوا بي حتى اخر محطة مفاوضات ولحظة قراري بالرحيل ساترك لكم مؤسسة هشة لن تصمد امام اي ازمة رواتب وسيفترس الفقر بيوتكم ولهذا فانا من يتخذ قرار تشكيل الحكومة ومن يضع سياساتها وبرنامجها هو برنامجي ولن تعرض على ممثليكم في المجلس التشريعي ولن اشرك حلفائي في منظمة التحرير في اختيارها ولا حتى زملائي في حركة فتح ولن اتنازل مع خصومي في حركة حماس ولن اسمح لكم بمحاسبتي عن اكثر من 400 مليون دولار اختفت من صندوق الاستثمار ولا بمحاسبتي عن مسلسل اخفاقات مستمر ولن يتوقف حتى بعد رحيلي لاني ساترك خلفي كومة محطمة من بقايا ما كان يعرف بالتيار الوطني .

تصرفات الرئيس اصبحت خطرة جدا على المجتمع والمؤسسة والقانون وهي تتطلب جهدا وطنيا رادعا في محاولات انقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان ويقنعه ان اجهزة الامن لن تكون قادرة باستمرار على ردع اية تظاهرة تطالبه بالرحيل او تدعوا الى محاسبته او تطلب بوقف مسلسل الدمار الذي يقوده وهو يتحدى ان يخرج عشرة اشخاص او اكثر لمطالبته بالرحيل ونسي ان قادة ساهموا في صناعة مجد لبلادهم قد ذهبوا الى السجون في محطات انحرافهم سياسيا او قانونيا وينسى ان الشعوب عندما تقرر ستفعل وستوقف مسلسل الوهم والاحجيات.

[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلوك غريب وصمت مريب !!!
- أبو مازن في خدمة السياسة الامريكية
- ابو مازن قبل الرحيل
- انتبهوا ... محاولات جديدة لشراء الذمم وبيع الوهم !!!
- التجربة الديمقراطية في حركة فتح بين الارث القديم ومحاولات ال ...
- الى قادة الانقسام وشهاد الزور ...... من منكم يستطيع ان يجيب ...
- في الاول من ايار ....عن دور اجهزة الامن من جديد ؟؟؟
- عاجل، حتى لا نلدغ من نفس الجرح مرتين،،، استعدوا لما هو قادم ...
- حل السلطة والعودة إلى الانتفاضة الكبرى
- ماذا نعني بإنهاء الانقسام ؟؟؟
- أسباب ثورتنا في 15 آذار لإنهاء الانقسام
- ما بعد جريمة مطعم حرب ........ ؟؟؟
- هوارة غزة
- من اجل تحالف وطني يدافع عن الحقوق
- 2007 الفلسطيني عام الخسائر والفتن
- غزة ترفض حكم العصابات
- حتى لا تغرق غزة في الظلام....!!!
- نحو الخروج من دائرة النفاق
- في غزة تتشابه المعاني وتختلط المفردات ...
- في الأول من أيار... نحو خطة وطنية لإنقاذ العمال الفلسطينيين


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وقطع ...
- الضفة الغربية.. توسع استيطاني إسرائيلي غير مسبوق
- الرسوم الجمركية.. سلاح ترامب ضد كندا
- إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبي ...
- -البنتاغون- لـCNN: إرسال طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط
- موسكو لواشنطن.. قوات كييف تقصف محطات الطاقة الروسية
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في رفح
- تصعيد روسي في خاركيف: هجمات جديدة تخلّف إصابات ودمارًا واسعً ...
- -صدمة الأربعاء-.. ترقب عالمي لرسوم ترامب الجمركية
- بيليفيلد يطيح بباير ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - أبو مازن والارتباك الذي حوله من بائع أوهام الى حاوي ....