حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3404 - 2011 / 6 / 22 - 10:55
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
النظام السوري اليوم يمر في أزمة تجاوزت بكثير تلك الأزمة التي مر فيها في ثمانينيات القرن الماضي . والتي ذهب ضحيتها ما يقارب الثلاثة والثلاثين ألف ضحية أو شهيد . السيناريو هو هو . الشعب السوري يريد التغيير , ورأس النظام متمسك بالسلطة . الحاكم يختبئ وراء أخيه شاهرا كل أسلحته بوجه الشعب السوري . إن فشلت الثورة فسوف يضحي رأس النظام بأخيه مدعيا إن الجلاد ليس رأس النظام بل إن أخيه هو من قمع الثورة . كما انه سيكافئ أخيه بمنحه كل ما تمتلكه سوريا من عملات صعبة مع جواز سفر دبلوماسي له ولزبانيته من المجرمين ومن ثم لجوء سياسي في دولة أوربية . نحن عايشنا ذلك الحدث عن قرب يوم كنا نعمل في صفوف المعارضة العراقية وباركته قيادات المعارضة العراقية آنذاك .
حافظ الأسد وبشار الأسد كانا بالتأكيد أكثر دموية من بشار وماهر الأسد . مدن بأكملها أزيلت وبنيت على أنقاضها مدن أخرى . وأعني بذلك مدينة حماة بالذات وحمص , وأسر بكل أفرادها هدت منازلهم فوق رؤوسهم . صديقي حسن رمضان فحلة هو الناجي الوحيد من أسرته التي يتجاوز عددها الثلاثة عشر فردا , وذلك بسبب غيابه عن أرض الوطن مدرسا في المعهد الإسلامي في مدينة سيدي عقبة في ولاية بسكرة الجزائرية . زوجته بقرت بطنها في حربة بندقية النظام وذبح الباقي من أسرته بالسكين . المعارضة العراقية آنذاك اصطفت بكل رموزها إلى جانب النظام الدكتاتوري . بل تجاوزت ذلك الاصطفاف بان قدمت المنافسين من رفاقها إلى آتون حرب النظام على أنهم معادين للنظام السوري ولحافظ الأسد بالذات حيث لاقى رفاق الدرب نفس مصير إخوانهم السوريين من تعذيب وتصفيات . الشواهد كثيرة ولا أريد أن أثير حفيظة أحد . كان الشعب السوري يئن من سطوة النظام الدكتاتوري وشعراء ومثقفي وساسة المعارضة العراقية يطبلون ويتغنون بوطنية حافظ الأسد وتقدميته . ما قاله خيرة شعراء العراق بحافظ الأسد ما لم يقله (( دعبل الخزاعي بأهل بيت النبي )) مع فارق بأن دعبل كان يحمل مشنقته على كتفيه وشعرائنا يتبادلون نخب الانتصار في قصور الروضة في دمشق . من اجل هذا كان الشعب السوري لا يطمئن للعراقيين ويعتبرهم ضيف ثقيل عليه . ولا يتعامل معهم إلا على أنهم عملاء للنظام الحاكم في دمشق . الإخوة الكرد في سوريا لا قو الأمرين من إخوانهم كرد العراق , مع أن أكراد العراق قد حققوا الكثير من الانجازات في سبعينيات القرن الماضي وأن الكرد السوريون كانوا يعيشون0( أسرى في وطنهم )
ألم يكن من واجب الحكومة العراقية الحالية دعم ثورة الشعب السوري حتى تمحي العار الذي لحق بها جراء دعمها لحكومة الدكتاتور حافظ الأسد يوم كانت تنعم في خيرات دمشق على حساب دماء وشقاء الشعب السوري .
أم إنها تترقب فشل ثورة الشعب السوري لا سامح الله لتعود ثانية إلى أحضان العقيد صلاح صغيبي والعميد أبو عمر وعلي دوبا وغيرهم من العتاة .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟