أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم الزيني - ثقافة عربية أم نازية..؟!














المزيد.....


ثقافة عربية أم نازية..؟!


إبراهيم الزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3403 - 2011 / 6 / 22 - 00:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الثقافة مجموعة من العادات والتقاليد والعرف والتاريخ والصفات، بالإضافة لما يقوم به أفراد المجتمع في حياتهم اليومية واحتفالاتهم وطريقة تناولهم الطعام والملابس والأفراح والاحزان، بالإضافة الي مخزونهم الثقافي من نتاجهم الحضاري من نواحي الأدب والعلوم والنظرية وما يتصل بذلك. وغذا نحن عرفنا الثقافة بهذا المفهوم الذي عرفه به كل رجال الفكر في كل العصور. فهل ينطبق ذلك علي الدين..؟.
إن الدين لا يأتي بكل هذا المفهوم للثقافة، ولا يحتوي عليها ولكنه يدخل ضمن أطرها .. فثقافة الهنود تحتوي علي الوعاء الديني لدياناتهم المختلفة، وكذلك ثقافة الصينيين، وكذلك العرب. فإذا جاء الدين بمفهوم جديد كضرورة ختان الذكور، وضرورة الطهارة بعد المعاشرة الزوجية والأعياد الدينية، فإن هذه الشعوب تحتوي علي الأطر الدينية داخل ثقافتها وتغير من أسلوبها في التعامل مع هذه الأشياء، فرأينا القبائل الأفريقية التي كان بعضها لا يسمح بالإستحمام فترات طويلة من الزمن تحرص علي الإستحمام تمشياً مع تعاليم الدين..
ورأينا الشعوب الإسلامية تحتفل بالأعياد الدينية، كعيد الفطر والأضحي وشهر رمضان، والمواسم الدينية مثل رحلة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان وعاشوراء، وتضيف هذه المناسبات لمخزونها الثقافي، لأن الشعوب تختلف في ثقافاتها عن بعضها البعض، لذلك رأيناهم يدخلون هذه الأطر الدينية الجديدة في ثقافتهم الخاصة بهم، فرأينا الأفارقة يحتفلون برمضان بطريقة مختلفة عن احتفال الأندونيسيين أو الباكستانيين أو العرب.
ولقد رأيت بعيني كيف أن أهل " غينيا " يغنون القرآن مع الموسيقي قبل صلاة العشاء، ورغم أن هذا مخالف للقواعد الدينية إلا أن أهل " غينيا " و" غرب أفريقيا " عموماً يفعلون ذلك من خلال الأطر الثقافية التي يملكونها، ورأينا الطعام الذي يتناوله العرب في هذه المناسبات يختلف عما يتناوله السودانيون أو المصريون أو اللبنانيون رغم توافر أصناف الطعام المشترك في كل هذه البلاد.
من هنا وجب التفرقة بين الدين وبين الثقافة .. فالدين الإسلامي لم يأت بثقافة إسلامية، ولكنه جاء بكتاب مرسل من عند الله سبحانه وتعالي وأتي بسنة صحيحة من رسوله الكريم قامت عليها علوم إسلامية للشرح والتفصيل مثل الفقة وأصول الدين والأحكام الشرعية من طلاق وميراث وغيرها.. وهذه العلوم لا يمكن أن نسميها ثقافة إسلامية، ذلك أن مفهوم الثقافة يختلف عن مفهوم العلم. إن تسمية هذه العلوم بالثقافة الإسلامية تسمية خاطئة خلطت الأوضاع، وقلبت الموازين وجعلت الناس تعتقد بضرورة الالتزام بكل ما كتبه السلف علي أنه ثقافة إسلامية - وهذا غير صحيح.
وبعـــــد..فإننا نخلص من هذا كله الي أن الإسلام عندما دخل أقطاراً جديدة غير الجزيرة العربية، فإنه لم يدخل هذه الأقطار كدين قرآن وسنة وعلوم إسلامية، وإنما دخل هذه الأقطار وهو يحمل معه ثقافة الشعوب العربية داخل الجزيرة العربية، وعاداتها وتقاليدها وفنها وتاريخها أو بمعني آخر. ثقافة شعوب الجزيرة العرب التي كان سكانها من البدو. سواء كانوا بدواً مقيمين في خيام، او بيوت بدائية من الطين. ولا يمكن لنا هنا أن نفرق بين الأعراب والعرب، فلم نعرف في الجزيرة العربية حرفه غير الرعي بكل أشكاله، رعي الماعز والأغنام والأبقار والإبل.
والتاريخ العربي لا نجد فية أية صنعه للعرب غير الرعي والتجارة المرتبطة بها. حتي صناعة السيوف كان يقوم بها قوم آخرون يعيشون داخل الجزيرة العربية ولما كان الربط جذرياً بين العرب كجنس، وبين حرفتهم، وهي الرعي يحدد لنا نوع الثقافة التي نشأت في أحضان هذه البيئة. ونستطيع أن نسميها ثقافة حزام الرعي، أو ثقافة البدو ونحن لا نجد اختلافاً كبيراً بين ثقافة العرب في الجزيرة العربية، وثقافة حزام الرعي في العالم كله.
فإذا نحن ألقينا نظرة علي خريطة العالم، وحددنا خطوط العرض سوف نجد أن حزام الرعي في العالم كله يبدأ تقريباً من 18 الي 35 شمالاً، ويشمل بذلك عالمنا الإسلامي شمال أفريقيا والجزيرة العربية والشام وتركيا، ثم إيران وأفغانستان وجنوب روسيا مثل طاجاكستان وترككستان وسمرقند وطقشد وباكستان وأجزاء من الهند وغيرها، وسوف نجد أن ان كل هذا القطاع يشتركون في ثقافة عامة واحدة بعيدة عن اللغة، وإذا أنت جلست في أحد مطاعم الرياض في العاصمة السعودية، فسوف نجد المطعم يمتلئ بعينات من هذه الشعوب.
وأول ما يلفت نظرك هو طريقة تناول الطعام، فكلهم يضع يده اليمني علي ركبته اليمني واليد اليسري في حالة استرخاء، وبينما يملأ يده اليمني بخليط من الأرز المخلوط باللحم والسلطة تقوم الأصابع بهرس هذا الخليط واليد ممدودة علي أخرها حتي إذا صار الخليط يابساً ألقاه في فمه.. فإذا قلنا أن الأكل باليد سنة، فما فعله رواد المطعم من تكوير الطعام، ووضع اليد علي ركبة القدم لم يرد في السنة فهذه إذن عادات وثقافة هذه الشعوب في تناول الطعام ولا نستطيع أن نعيب عليهم فذلك شأنهم، وهذه طريقتهم في تناول الطعام ويستوي في ذلك الأفغاني والسعودي والكويتي والتركستاني والباكستاني، ويمكن القول أن كل شعوب حزام الرعي تتفق الي حد كبير في ثقافتها لأن الطقس عندهم متشابه والأرض أيضاً وأسلوب المعيشة وحرفهم التي نشأوا عليها، وإن لم تكن نسخة طبق الأصل، فهناك بعض الخصوصية لكل شعب من الشعوب، لكن السمات العامة مشتركة وثابتة.
ومن هنا نستطيع الجزم بأن تلك الثقافة البدوية التي جاءت مع العرب الفاتحين لمصر والشام والعراق لا يمكن ربطها بالإسلام حتي تسير عليها الشعوب التي خضعت لسيطرة العرب، فمصر علي سبيل المثال ثقافتها زراعية، وكذلك العراق وجزء من الشام وتختلف ثقافات هذه البلدان التي ليست حتي لو حملت معها الدين وبذلك فمن جلباباً أبيض وغطرة وعقال ولسنا مجبرين علي معاملة المرأة وكأنها ماكينة جنسية فقط، كما في ثقافة حزام الرعي. إذن أليس من النازية أن تسيطر الثقافة العربية علي العجم ( مصر- الشام- العراق- والمغرب العربي) بدعوي أنها ثقافة إسلامية ..!!



#إبراهيم_الزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمر بن الخطاب أقام الظلم ليشتهر بالعدل
- دور التيار الدينى فى انهيار الطبقة الوسطى
- هل نحن متخلفون..؟
- محاضرات العوا تشويه للتاريخ


المزيد.....




- انا البرتقالة أنا البرتقالة .. تردد قناة طيور الجنة 2025 الج ...
- بابا الفاتيكان يدعو لرفع العقوبات عن روسيا
- رئيس المؤتمر اليهودي العالمي في لقاء مع الرئيس الفلسطيني: نؤ ...
- أمين عام حزب الله: المشروع الأمريكي خطر على الدول العربية وا ...
- الشيخ نعيم قاسم: الثورة الاسلامية في ايران هي انموذج للحياة ...
- الشيخ نعيم قاسم: المشروع الامريكي خطر على الدول العربية والا ...
- إيهود باراك يحذر نتنياهو من العودة للحرب في قطاع غزة
- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم الزيني - ثقافة عربية أم نازية..؟!