أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات المحسن - الغالبي رحيم وداعا














المزيد.....

الغالبي رحيم وداعا


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3403 - 2011 / 6 / 21 - 12:42
المحور: الادب والفن
    



اجيتك ارد بالوحشه...مهر
كالولك نهر يمشي عكس ممشاه
جي ضيّع مصبه وما بعد يلكاه
اكول الهم :
نهر ... من يرجع بشوكه
يغمك بالعشك مجراه
بحلم باجر يبوسك ،
يدفه باللذه...
تطيح الوحشه كلها اوياه

مثلما كان يبحث بين دروب المحبة عن طير غريد أفتقده لسنين طوال، دار في مغتربه القسري بين أزقة الشطرة والناصرية متلفعا بطيبته بحثا عن مرتجى دس ملامحه بين ضلوعه وكتمها خوفا من أوباش، وها هو يراه بعد ضنى وعذاب قطرات ندى تتساقط أمامه فيفرح بها فرح رجل وجد لعبته التي خبئها يوم كان طفلا، ولكن الفرح تسرب سريعا ليُصرع هو في لجة نار التهمت جسده وأدمت قلوبنا.
وجد أصحابه ووجد راياتهم تتسابق فتعثرت خطاه بالفرح الغامر وهو يطلق صوته مرمما ما أنهد في الروح، شحذ فرشاته بألوان قوس قزح ليطش رذاذه تحت أقدام رفاقه وأبناء وطنه.
إن من يروم معرفة حياة رحيم الغالبي سوف يجدها رحلة سفر حفرت في صخر صلد ولكن روحه المثابرة كانت تفتت المصاعب وتهشم الصخر لذا بقي صامد طوال زمن هو الأصعب والأوجع في تاريخ العراق.
هكذا كان الغالبي يحكي لنا جروح وطن، مبعد ما يحمله جسده من طعون وجراح. أنينه من وجع الناس ويبقى هو المتوجع الأخير.
لقد نبشت معه بعد إن وجدني في الشبكة العنكبوتية كل ماله علاقة بتلك الأيام التي كنت أجده فيها قبالتي على تخت الدراسة، ثلاثون خلن لم أسمع منه صوتا أو أرى وجهه النحيل المكدود ولكننا وجدنا أنفسنا أخيرا وبلذة ما بعدها لذة نشطب كل تلك السنين العجاف لتكون رسائلنا مفتاح عهد أخر لأحلام متجددة. مثلما فرحي به كان غامرا كان فرحه طفوليا يحمل قدسية وعذوبة وبراءة وحسجة أهل ذي قار. سلسة ودودة مغناة كانت كلماته، حينما ينتشي تنساب روحه فيض طيبة وكلمات متقاطعة تفور وتغلي فتروح رسائلنا تتراقص مودة. السنة الماضية داعبته، زعلت عليه وهددته بالمقاطعة فما كان منه غير تهديدي بأنه سوف ينتحر كانت ثلاثة أيام من الدعابات وكأنما هي كركرة أطفال وددت بها إن أعيد جلساتنا الرائقة لأعانقه، أطلق معه ضحكاتي ودعاباتي فأجد فيه ردة فعل دافئة صادقة عفوية. قبل شهر من هذا اليوم أرسلت له وللصديق المشترك العزيز غازي صابر صورة ضمتني ورحيم وغازي وتلامذة آخرين في حديقة كلية الآداب قسم اللغات، كان رد غازي مؤلما يحمل طعم الفجيعة ومثله جواب رحيم، صمت وكتمت ألمي بقدر ما حملته تلك الصورة من وخز لوجع بات مكنونا بين الضلوع لا يريد أن يعاف الروح.
اليوم أفقد برحيم أخا ورفيقا ووشوشة لحكايات عذبة ورجل كان قلبه مفعما بحب العراق صادق في كلماته وحبه وفيا لأصحابه طيب مفرط الطيبة.
وداعا رفيقي وزميلي أبا غيث، أذكر خطاك جوار خطاي على عشب الحدائق، أسمع صوتك وهو يعلو منشدا يستدعي بريق وألق شذا البساتين لتحتفل بعيد حزبنا والمستقبل المشرق للوطن، ضحكاتك الطرية وهي تتضمخ برذاذ الطلع حين أمسية بليلة جلسناها عند حافة النهر في أبي نؤاس، جيوبنا خاوية وصدورنا عامرة بالحب وأصوات أغانينا ترتطم بوجه الشط فترتد نشوة وطراوة .
وداعا يا من كانت عودته ومضة عين فلم أكمل بعد حكاياتي معه. وداعا ولتكن استراحتك عند بدعة الخير وتحت ظل جسورك الطينية. أذهب نحو طراوة الغراف وخرير ماء البدعة، تلحف بهما فكلماتك رسمت فيهما ما لا يمحى.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويكيلكيس عراقي
- لغز اختفاء موسى الصدر يكشفه عبد الحسين شعبان
- فتوى سياسية لغلق مقر الحزب الشيوعي
- المالكي في ملكوت الكرسي
- عطايا قليلة تدفع بلايا كثيرة
- ما فضحته مظاهرات 25 شباط
- شلون أو وين ويمته
- البو عزيزي العراقي
- كلمة السر مقر اتحاد الأدباء
- أجندة الأحزاب الدينسياسية
- عجائب وغرائب ساسة العراق
- رحيم الغالبي وجسوره الطينية الملونة
- في انتظار جوده
- السيد جوليان آسانج يشرب نقيع وثائقه
- الارتزاق وأجندة دول الإقليم
- من يربح البرلمان
- جيش محمد العاكَول في البغدادية
- النوارس تشدوا للفرح والسلام
- انتخابات الخارج دعوة مفتوحة للسرقات
- طريقان لا ثالث لهما


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات المحسن - الغالبي رحيم وداعا