|
أشهر القصائد التّموزية لروّاد الشعر الحديث في سورية و العراق
فاطمة فائزي
الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 18:56
المحور:
الادب والفن
نقد و تحليل أشهر القصائد التّموزية لروّاد الشعر الحديث في سورية و العراق * بقلم فاطمة فائزي 1. تموز في أشعار بدر شاكر السيّاب : " لا تظهر الأسطورة التموزية بشكل واضح في أغلب قصائد السياب. و لكن الصور والأفكار التي تطالعنا في تلك القصائد تشير إلى مغزى الأسطورة التّموزية و كون الشاعر قد إستوحاها بعد أن أصبحت جزءاً لا يتجزأ من ثقافته الشعرية و مناخه الشعري"[1]. فالقارئ يشعر إذ يرافق الشاعر أن السيّاب يتصوّر أنّه تموز، فالخنزير البري يقتله، فيتدفّق دمه[2]، و خيّل إلى الشاعر بأنّ أحلامه و آماله ستولد من جرحه، فتموز في شعره رمز للخصب و البعث. و لهذا يودّ الشاعر تحقيق الإنتصار على الموت و الجدب و اليأس والجهل و التخلّف. "ينتمي السياب إلى أسرة الشعراء التموزيين[3] "و تنعكس صور الأسطورة التموزية و رموزها المختلفة و تنويعات و موضوعها في قصيدة «جيكور و المدينة» بصورتها الكاملة. ففي هذه القصيدة تبرز معاناة الشاعر لطينية المدينة و ضياعه في دروبها الملتوية، و هو إبن القرية ـ «جيكور» ـ الخضراء حيث تعانق الشمس الحزينة ذوى النخل عند الأصيل. إنّ جيكور قرية مهجورة يخيم عليها الصمت والسكون ـ «جناحا أبي الهول فيها» و تنحبس مياه عيونها في باطن أرضها. ويبدو أنّ الله قد غادرها. و يبدو أنّ الشاعر كان فيمن هجروها إلى المدينة ـ لكنه يعاني آلاماً شديدة من جراء حياته في المدينة و اضطراره لسكانها و كسب رزقه فيها. فالمدينة تغطى عليه و تقتل الحنين الذي يعصف في روحه إلى جيكور. و دروبها كحبال الطين التي تلتفّ حوله و تمضغ قلبه و تحيل جمرته المتوقدة إلى طينه :[4] حبالاً من النار يجلدن عرى الحقول الحزينة و يحرقن جيكور في قاع روحي ويزرعن فيها رماد الضغينة[5] "من المحتمل أن اليأس و خيبة الأمل الذي تغلّب على السياب / تموز، و هذا هو الذي يستحيل عودته إلى جيكور ولهذا السبب يأمل الشاعر أن تبعث جيكور من جديد"[6] و أن تتغلّب ما جرى عليها من مصائب و نكبات و أن تجرى الحياة في عروقها لكي تهدي الأمل و الحرية إلى الشعب الذي يعاني، مرارة الجهل واليأس والضياع. " إنّ «جيكور» رمز لحياة الهناءة والبساطة و الهدوء والصفاء بينما المدينة مقبرة للروح والألوهية و رمز الضمير المعدوم و عبادة المال. لكن جيكور اليوم قد غدت مهجورة الدروب والمقاهي و الدور و إنطفأت شعلة الحب فيها. فمن يعيد إليها الحياة و الفردوس الذي تستعيده في أثناء الليل و من يخصب حياتها من جديد ؟ هل يا ترى تجد من يصغي لها لو أنّها «سبّحت بإسم رب المدينة»؟ و إن هي عبدت النضار فمن يبسط عليها الطلّ في هجيره اللافح ؟ و من الذي تسبب في إغلاق دورها و تحويل الدروب عنها و دفع أبنائها إلى هجرها للمدينة ؟ "[7]. و من المعلوم أنّ الحالة النفسية للشاعر كان دافعاً له لتوظيف أسطورة تموز على هذا النحو فالمدينة تعيش في حالة من الترف و الرخاء الكامل. "و جيكور التي أصابها العقم غدت «شرايين تموز عبر المدينة» لأنّ الأيدي التي كان عليها الإنصراف للعناية بتلك الكروم في جيكور قد إجتذبها المدينة إلى جنتها ـ حجميها"[8]. و أصبحت جيكور الأرض بائسة والمصابة بالعقم و الجدب. فلهذا يمرّ الشاعر هنا بحالة من الكآبة و اليأس بسبب مأساة جيكور فهو لا يتحمل فكرة تحول هذا الفردوس إلى جحيم قافرة و عقيمة فيقول: شرايين في كل دار و سجن و مقهى و سجن و بار و في كل ملهى و في كل مستشفيات المجانين في كل مبغي لعشتار ... يطلعن أزهارهن الهجينة : مصابيح لم يسرج الزيت فيها و تمسسه النار[9] فكأنّ الشاعر هنا يصاب بالدّهشة والذهول من فعل أبناء القرى الذين يتركون مسقط رأسهم والقرى الجميلة والخضراء ليذهبوا إلى المدينة المريبة بظنّهم أنّهم يذهبون إلى الفردوس و لكن ينظر الشاعر فإنّهم و بفعلهم هذا قد اختاروا الهلاك و الجحيم بلا شك. فأبناء القرى يقدّمون أنفسهم قرابين على مذبح المدينة و يهلكون أنفسهم لكي تزهو المدينة[10]. لقوله: دمي ذلك الماء، هل تشربونه؟ و لحمي هو الخبز لو تأكلونه![11] " فالشاعر يصوّر في هذه القصيدة طغيان وطينتها على حياتنا أبدع تصوير. و كأنه يدعو إلى المحافظة على حضارية القرية الزائلة والتمسّك بقيمتها و هدوئها و ببساطتها و صفائها. لكن من يخترق السور القائم حول جيكور و يفتح البوابة و يدخل إلى عالمها من جديد ليستقرّ فيه؟ الأقلام على عمل من هذا النوع يتطلّب تضحيةً و بذلاً من جانبنا و إستعداداً لكفاح و إعادة الحياة إلى جيكور المهجورة. والقارئ عند قراءته لمعظم شعر السيّاب يشعر أن الشاعر يحمل بين جنبيه قلباً يفيض من النوستالجيا (Nestalgia) التي تعتري الانسان المدينة والآلة و الحياة الرتيبة و المكفهرة بالدّخان الأسود و تجعله يلتفت صوب القرية الوادعة ـ الغافية ـ على كتف جيل أو تل أو ضفة النهر والتي لم تمت الروح و القيم في أعماقها"[12]. مما ريب فيه أن هذه التفاصيل تدلّ على أنّ السياب من خلال رموز الخصب و البعث يسعى أن يرتبط بين الخصبة و العراق الشاحبة الحديثة [13]. فهو يرجو أن يعود يوماً إلى جذوره الأصيلة أي القرية الهادئة والمساملة؛ قرية جيكور. ذلك بأن الشاعر بدر شاكر السيّاب كان يستطيع أن يوظّف رموز تموز في رموز و صور عديدة و أن يطابق بين الماضي التاريخي العريق و الحاضر الحديث والموازنة القياسية بينهما[14]. 2. تموز في أشعار خليل حاوي : " لعلّ الشاعر خليل حاوي من أهم الشعراء الذين وظّفوا أسطورة تموز توظيفاً مناسباً في أشعارهم؛ مثل صور الحياة بعد الموت، أو التجدّد الأبدي الذي نجدها كثيراً في قصائده و أشعاره "[15]. و تظهر في أشعار خليل حاوي معاناة الموت و معاناة البعث على إيقاع من الأمل واليأس بصور الخراب والدمار و الجفاف و العقم، و نرى فيها تجربة عظيمة قائمة من تاريخ الأمة العربية، و على قدرة الشاعر تجاوز ذلك الواقع و تخطّيه، و على معاينة ملامح الواقع المرعب الذي يهابه الشاعر و يحذر الشعب العربي من وقعة النكبة التي لم تكسو الوطن العربي بعد. والحقيقة أن خليل حاوي برأيي قد كان أقدر الشعراء العرب على إستيعاب الوهن العربي أي بسبب ما إستعمله من إتحاد تموزي في قصائده وأشعاره. فعلى سبيل المثال يستلهم الشاعر من أسطورة تموز في قصيدة «بعد الجليد» و تتوحّد الأسطورة السابقة مع أسطورة العنقاء. يقول خليل حاوي في مقدمة نثرية مهدّ بها للقصيدة: " في هذه القصيدة التي تعبّر عن معاناة الموت و البعث من حيث هي أزمة و حضارة و ظاهرة كونية، يفيد الشاعر من أسطورة تموز و ما ترمز إليه من غلبة الحياة و الخصب على الموت والجفاف، و يفيد من أسطورة العنقاء التي تموت ثم يلتهب رمادها فتحيا ثانية "[16]. "في هذه القصيدة يستفيد الشاعر من دور الطبيعة ليعبّر عن الإنبعاث الحضاري، و معاناة في عالم يملؤه الموت، وهو يختار تموز والعنقاء بوصفهما أسطوريين لا رمزيين فقط"،[17] كما في قوله: عندما ماتت عروق الأرض في عصر الجليد مات فينا كل عرق يبست أعضاؤنا لحماً قديد عبثاً كنا نصد الريح والليل الحزينا و نداري رعشة مقطوعة الإتقاس فينا[18] لقد حلّ الموت و غمر الأرض في هذا العصر الجليدي، تقطّعت العروق و ماتت، و يبست الأعضاء و تحوّلت إلى لحم قديد، هذا الموت الوجودي يتسربل في عروق العالم و يصل إلى كل شيء، إنه موت حتمي إذ بدأ يدبّ في موجودات الحياة التي راحت ـ بعد فشل محاولاتها لصدّه ـ تستسلم لرعشته و بتحوّلها من الحياة إلى الموت في الحياة. و الأنثى عند الشاعر خليل حاوي هي؛ الأرض والمرأة و الحياة. و من دون الإتحاد بالذكر لا تتم الولادة، و هذا الموت المسيطر لا تدفعه إلا الحياة، لكي تتحقق الحياة يجب أن يتمّ الانبعاث، والشاعر في هذه القصيدة يمثّل الانسان الرائد بحدسه و وعيه، و يطأ الموت توقاً إلى القيامة و معانقة الحياة،[19] كقوله: يا إله الخصب ، يا بعلاً يفضّ التربة العاقر يا شمس الحصيد يا إلهاً ينفضّ القبر ويا فصحاً مجيد، أنت يا تموز، يا شمس الحصيد نجّنا، نجّ عروق الأرض من عقم دهاها و دهانا أدفئ الموتى الحزانى[20] و كما نرى، فإن تموز في هذا المقطع من قصيدة «بعد الجليد»، هو المنقذ الذي يحمل مقوّمات الحياة و هو وحده القادر على فضّ بكارة الأرض و إنهاء العقم و الشاعر حين يلجأ إليه يعي تماماً ما يحمله هذا الإله من خصوبة و قدرة على تذويب الجليد وإعادة الحياة[21]. " و هذا القول في المقطع السابق من القصيدة، حديث أسطوري يعبّر عن معاناة الموت و البعث، و هذا الشعر يتحوّل إلى صلاة رومانسية ترفع الخالدين من الأوائل الذين سطروا في صفحة المجد حكايات البطولة الروية على مرّ الأجيال و أبناء هؤلاء الأوائل وحدهم «يرثون الأرض للدهر الأبيد» والشاعر يؤكد في قصيدته أنّه من الذين ورثوا الأرض، فكان عليه أن يسجلّ في جبين الدهر، شعره المنصهر في عين الزمن، ليبقى راوياً عنه ما ترويه الشعوب في حضارة العالم المتمدن وإذا وقفنا على حقيقة هذا البذار، نتعرّف ما نرى معرفته، مما يفيده الشاعر من أسطورة تموز و ما ترمز إليه من غلبة الحياة والخصب على الموت والجفاف"[22]. "و إذ كان الشاعر قد ركّز على تموز فإننا نجد أن رموزه تتداخل و تتكامل في وحدة الموقف فيتّحد الديني مع الأسطوري، و الإلهي مع الإنساني، ليدفع بكل رموز الإنبعاث لتخلّص البشرية من أزمتها، و قد يكون ركّز على تموز لأنّه إله ولد من الحياة لمجد الشهوة الحيويّة مما أضعف فعل الإنسان الفاعل في الوجود"[23]. و تأسيساً على ما سبق نجد أن خليل حاوي يخلق للشعر الحديث بنية فكرية، نفسية، تاريخية، فنية، و يتميّز شعره بوحدة الرؤيا الخلاقة و إنسجام البنية و تماسك الأسلوب و صفاء الرموز وتوهّجها، و هذه القصيدة توضّح براعة الشاعر في التعبير الفني عن أزمة الحضارة العربية عبر الأسطورة التي تمنح النص طاقة هائلة تفجّر الدلالات الكامنة في الإطار الفني، فتموز و العنقاء يشكّلان محورين رئيسين لبثّ رؤيا الإنبعاث الحضاري المتجلّية في القصيدة[24]. 3. تموز في أشعار أدونيس : " يوظّف أدونيس أسطورة تموز في وصف البطل المنقذ و رسم صورته على شاكلة الشخص التموزي القديم فيجد كل بواكير الحياة و الغد الأحلى مجسّدة في ذلك البطل"[25]. "و يستخدم أدونيس أسطورة تموز للتدليل على إضمحلال الحضاري الذي أصاب وطنه لذلك فهو يصوّر الأطلال الإجتماعية في هذا الوطن ثم يشير بلهجة الأنبياء إلى البطل المنقذ[26] "، "و نجد صدىً للدماء التموزية التي أهرقها الخنزير البري يتردّد في قول الشاعر"[27] ـ "على سبيل المثال في قصيدة «قالت الأرض» يريد الشاعر أن يكون نفسه و أن يحيا وجوده و أمّته و بلاده فمن بلاده أقلع الشراع الحرف و إلى العالم و فيها بني صرح الحضارة القديمة. و يجيل طرفه في تاريخ بلاده فيجده حافلاً بالمآثر العظيمة و معاقل الحضارات التي أوجدت الإغريق والرومان و أوقظت الكون من سباته آنذاك. و يتلفت حوله في طبيعة بلاده و أرضها و شعبها فلا يجد إلا الجمال و الحب و النشوة و الأغاني والفرح والبناء، فيروح مغزى الأسطورة التموزية معتبراً الشهادة طريق الحق و الموت إنتصاراً لحرية الأمم العربية" :[28] لغة الحقّ أن نموت مع الحق إنتصاراً أو أن نموت إنكساراً[29] كما أن الشاعر يتوحّد في هذه القصيدة مع نهضة بلاده و يرى الشعب في كلّ شيء و يتمرأى كلّ ما في بلاده في نفسه و يجري في دمه ـ «كلّها في دمي، و كلّي فيها». و تتوحّد نفسه كذلك مع جيله و مع روح أمّته فيشعر و كأنه قد ذاب في كيانها و يحسّ أنه حقق وحدة صوفية مع جميع أبناء أمته :[30] أنا فيض من أمّتي و عتيقٌ مرّ في كونها العتيق الجديد مطلق في كيانها، فأنا فيها كيان طلقٌ بغير حدود كل فرد فيها أحسّ كأنّ جمّع فيه صدري، وسال وريدي إنّ في الغير بعض نفسي، و في الآخر، شرطاً و منبعاً لوجودي[31] يدعو أدونيس من خلال الأبيات إلى البعث والنشور الجديد و يوظّف تموز على وجه شاحب و على الرغم من جراحه الحاد يطلب منه أن يعيد النشاط والحركة إلى الأرض و يسيطر على أعدائه. و هذا أدونيس يكاد ينصب معظم ديوانه على فكرة العودة أو البعث من الموت[32] ـ فقصيدة «قالت الأرض» تمثّل نموذجاً رائداً للإستعانة بالأسطورة التّموزية للتعبير عن بعث و إنهاض أمة عن طريق إستشهاد فرد و مقتل بطل والشاعر ينظر إلى شهيده و كأنّه المنقذ الذي سيخرج بشعبه من الظلمة إلى النور و يعيد إلى بلاده سالف مجدها و سابق عهدها. و إستعماله للرمز التموزي يعود في الدرجة الأولى إلى حصول الإستشهاد في شهر تموز، و هو الشهر الذي سميّ بعد تموز الأسطورة ـ لكنّه إكتسب مدلولاً ثانياً لدى الشاعر إذ هو يعتبر أنّ كلاً منهما قد لقي مصير نفسه و مات شهيداً مقتولاً. فبينما يعتبر موت تموز الأسطوري و بعثه دلالة على جدب الطبيعة و خطبها نجد الشاعر يعتبر موت البطل المنقذ دلالة على عودة الخصب إلى الأرض التي رواها بدمه الزكي و دبيب الحياة في عروق تراب النهضة و جذور شجرة الحضارة و الإنسان. و ما حياة المنقذ التي تستمرّ في النهضة التي بعثها التيّار الفكري الذي أطلقه سوى إشارة إلى تكرار المضمون في أسطورة تموز و مقتله و إصطباغ مياه النهر بدمه كلّ عام في مطلع الربيع و تفتح الشقائق الحمر التي رواها دمه المراق[33]. و يتحدّث الباحث الدكتور إبراهيم محمد منصور عن غرض أدونيس لتوظيف الأسطورة فيقول: "و يبدو أن أدونيس في غياب الحقيقة تحضر الأساطير لتفسّر بها الشعوب ما ينزل بها، و لتنفّس من خلالها تنفّساً بعضه روحي، و بعضه بطولي وبعضه تاريخي و بعضه فنّي"[34]. "كما أنّ قليل من الشعراء قد إستطاعوا الخروج برموز الخصب كتموز إلى أجواء المبتكرة للرموز القديمة بظروفهم السياسية و الإجتماعية و تظلّ الأمثال على الإستخدامات المبتكرة للرموز القديمة عند الشعراء السوريين والعراقيين خاصة و العرب عامة، محدودة و نرى في بعض القصائد أنّ الشاعر يعبّر عن هزيمة العرب في خامس من حزيران 1967م"[35]. "فبعد النكبة في الخمسينات و بداية الستينات ظهر بعض حركات الأمل في النفوس و رغبتها في التحرّر و التقدم، فكان هذا أشبه بهاجس الخصب و البعث والولادة ... و ما يرمز إلى الحياة و انبعاثها و تجددها بعد جدب أو فناء، و هذا ما يفسر في الوقت نفسه إنطلاقة شعر الحداثة العربية بأساطير النماء و الخصب و البعث والولادة (تموز و أدونيس و عشتار) و غيرها من الأساطير"[36]. فقصيدة «قالت الأرض» الطويلة تمثل هذا النزوع التموزي في شعر أدونيس و في وقت مبكر. و أدونيس مثل الكثيرين من الشعراء و الكتّاب إستعان بالرمز التموزي و إستلهم القصة التموزية في قصائده للتعبير عن إستشهاد من كان في نظرهم بطلاً منقذاً و قد صرعته الخنازير البرية و أراقت دمه الزكي على رمال الشاطيء. ولابدّ من الإشارة إلى أنّ النزوع التموزي كان ملازماً و لايزال لأدونيس في شعره و حياته و فكره. فقد إستعاض عن التكنيك الذي استعمله في «قالت الأرض» بأسلوب الشعر الحديث و موسيقاه و بعض صوره و تشابيهه و استعاراته و رموزه، لكن تموز مازال يرمز لديه إلى ذات الإنسان البطل الذي استشهد في سبيل أمته و بلاده و لكي يحيا شعبه[37]. 4. تموز في أشعار جبرا إبراهيم جبرا : قد لا يعثر الباحث في مجموعة جبرا إبراهيم جبرا ـ " تموز في المدينة ـ على أثر للرمز أو الأسطورة التّموزية في جميع قصائدها، و ماعدا يوحي به إليه عنوان المجموعة. لكن ذلك لا يعني أنّ الشاعر لا يستخدم الرمز التموزي مطلقاً. والحق أنه يفترضه إفتراضاً أو يعتبره أمراً بديهياً. و من هنا جاز إنتماؤه إلى الشعراء التموزيين"[38]. كذلك يجب أن لا ننسى أن ديوان جبرا الأول بالعربية عنوانه «تموز في المدينة»، وأن مقدمته تشير إلى إهتمام جبرا بالبحث الدائم عن مصادر الإيناع و الخصب» في مقابل «رموز الفتك و التمزيق والموت» التي لاحظ أن قصائد الديوان تعجّ بها، و هذه الأمور هي من صميم الأسطورة، خاصة أسطورة تموز أو أدونيس[39]. "و قصائد مجموعته الشعرية هي حصاد سنوات الشاعر الأخيرة حين كان جاداً في البحث عن الخلاص و عن منابع الايناع والخصب في حياتنا المعاصرة. و تختلف عنده الصور و الرموز منها عند التموزيين الآخرين و نكاد القول، أن أسلوبه يختلف كلياً. و قد أشار إلى ذلك بشكل عابر في المقدمة إذ أعرب عن إستخدامه للألفاظ المباشرة المعنى و كره للنعوت و مصادر الأفعال و هو يفضلّ ما يدعوه بالألفاظ المجسّدة ما عداها "[40]. "و حين نتمعن في قراءة قصائد المجموعة تطالعنا صور الجدب والضياع والنفي والموت والبعث و الحقد"[41]. على سبيل المثال نجد هذه الصور المتراكمة في قصائده سواء بالتلميح أو بالتصريح وعلى مستويات تتراوح مابين البساطة الشديدة والتعميد الشديد.فلو أخذنا على سبيل المثال قصيدة «المدينة» ، لوجدنا أنها تبلغ من البساطة حداً يجعل القراءة الأسطورية لها تبدو أقرب إلى الفذلكة:[42] نبني شوامخ المدن من طين يتفتت عيون تترمد مات بالأمس مئة واليوم يموت مئة و غدا يموت مئة ليبنوا زقاقاً من عصب العين و جلد القدم[43] لكن لاشك عندنا أن أنضج قصيدة أسطورية عند جبرا (و ربما في الشعر العربي الحديث) هي قصيدة «المدينة»[44]. و يتّخذ الشاعر صورة المدينة كإطار لإبراز هذه الحالات كلها. فهو مشرّد على أرضه و وطنه و بيته الذي بناه من عروقه وضلوعه بعد أن تسللت «زواحف الجدب» والأفاعي و راحت تهدد أمنه و سلامته و تعكّر صفو هناءته. و في وصفه للمدينة تطالعنا أرض خراب ملأى بالسأم و العدم و أشلاء السنين و اليبس والعفن والسقم والدود و القلق والدروب المدهلمة والقشعريرة و الطين والرماد والألم. و كلها تصور لنا الموت والتفتت والعقم و البعث[45]. و في القصيدة التي نحن بصددها الآن تضمّ عناصر الأسطورة الأساسية كلها فهناك عناصر الخراب و الجدب والعقم في المدينة و هناك من الجانب الآخر عناصر الأمل والتفاؤل بالبعث و العودة إلى الحياة اللذان نجدهما عند نفسيّة الشاعر. فهذه القصيدة في الحقيقة صراع بين الخير و الشر و بين الجدب و الخصب و بين الشاعر والمدينة. " فإذا نشير بأن الأسطورة في الأدب هي مبدأ بنيوي، فإننا لن نجد كبير عناء في رؤية بنيوية الأسطورية البسيطة في هذه القصيدة و هي بنية تقوم على فكرة الصراع بين قوتين هما الحياة والموت باستخدام صور تتمثل كلاً منهما "[46]. وسيكون من المفيد أن نذكر بأن هذه القصيدة مستوحاة من قصيدة «اليباب» لإليوت. فهناك في هذا العمل الكبير من أعمال إليوت تعبير عن الخشية من البعث و من المجهول الآتي، و عن الرغبة في إبقاء الأمور على ما هي عليه لأنّ الموت مريح، و لأن البعث يأتي بالعذاب و الألم والمعاناة. فلذلك نجد بناء قصيدة «المدينة» للشاعر جبرا ابراهيم جبرا يشبه بناء قصيدة «اليباب» إلى حد بعيد، و نفسها الشعري ونغمها يذكران بالنفس الإليوتي. و حتى المناخ السائد فيها تهب أكثر نسماته من البحر الإليوتي. والشاعر يستصرخ العواصف التي تهب كي «تدفع عنا أصابع الموت» و «ترفع عسس الألم عن كل باب» و تعيد[47]: صرخة الحياة إلى الحناجر و إلى الطريق تهليلة الراقصين[48] إنه يتصور العاصفة من الأعالي حاملة الفيض والخصب لكي تبدّد العفن و تفتح أبواب المدينة الميتة إلى البحر حتى يقتحمها الموج و يغسل زواياها و أرضها. و يتصوّرها تجرف كل الأقذار التي تملأ عالم الأرض الخراب و تكبّل الحياة ثم تعيد الخصب إلى الأرض التي عمّها البوار و الجدب. و البحر لديه هو مصدر الخصب. ويتابع إستصراخ العواصف راجياً هبوبها:[49] و من أغوار البحر الأزرق إستنبعي الخصب لأرضنا و دمائنا والنوم النقي ليلنا لكي تتفجّر الشمس من ورائك خضرة و زهراً للمدينة و ضحكة لسكانها نسمعها من كل نافذة من كل حجرة من كل دار[50] و من الواضح أن صور الحياة و صور الموت تتكرر في هذه القصيدة[51]. فصورة الخصب تلازم الدماء و صورتا النوم والطمأنينة في الليل يأتيان مع بزوغ الشمس في النهار و ضحكات السكان في المدينة. "و يبدو أن الصراع بين الموت والحياة في هذه القصيدة يعزّز حركة الصور اللطيفة للبعث والخصب و يطوّر فكرة «الأرض الخراب» و يعبّر بتعبير مباشر صريح عن طبيعة العجز المتصل بالعقم الإنساني . الذي هو مثيل للعقم الذي تعاني منه الأرض المنهكة "[52]. " فقصيدة «المدينة» تحتلّ منزلة رفيعة بين قصائد المجموعة الأخرى. فهي بمثابة أرض خراب الشاعر التي يستدرّ لها أمطار الخصب و البعث لكي يتخطى الجدب و البعث. والرمز التموزي لا يبرز مطلقاً في سياق القصيدة، لكن روحه و مغزاه يرفرفان في جوّها و تتردّد بعض أصدائه حين يستصرخ الشاعر العاصفة أن تستنبع الخصب من أعماق البحر"[53]. 5. تموز في أشعار يوسف الخال : " يوظّف الشاعر يوسف الخال شخصية تموز في ديوانه الشعري بعنوان «البئر المهجورة» فهو يؤكد من خلال رمز تموز على أن الخصب سيعود يوماً ما إلى الأرض العربية بلا شك و يرضى الشاعر أن يذبح أهمّ قيمة الأساسية للتجدّد و الانبعاث و الوصول إلى أرفع مستويات الإلتحام القائم بين النضال القومي و الصراع الاجتماعي الذي فقدته الأمم العربية، يندرج بعض هذه الأشعار في إطار أدب المقاومة الذي يناهض الاستعمار الأجنبي و الأميركي في العالم العربي المعاصر "[54]. و ديوان البئر المهجورة ما هي إلا صرخة الشاعر لإيقاظ الشعب العربي من جهلهم و غفلتهم تجاه النكبات و الصراعات المختلفة التي تجري في الإمم العربية. أو كما يتحدّث الشاعر جبرا ابراهيم جبرا حول رمز تموز في ديوان البئر المهجورة فيقول: " و ديوان البئر المهجورة بقصائدها كلها، يكاد يكون قصيدة، تتنوع فيها عملية إكتشاف الجدب في النفس والجماعية ] الذات والمجتمع ـ الحضارة[ و إستصراخ البعث "[55]. "يلتفت الشاعر حوله فيجد أن الفلاة قد حلّت في كل شيء"،[56] فيرى الموت والعقم و القحط والجفاف منتشرة في كافة أرجاء هذه الفلاة فيرفع صوته معلناً: أ تبسط السماء وجهها، فلا تمزّق العقبان في الفلاة قوافل الضحايا؟[57] فالشاعر في هذه القصيدة يتساءل لماذا إنتشر الجدب و إختفت الواحة الظليلة و نضب الماء الجاري و شحّ العطاء و بارت المواسم الكبار. لماذا حلّ العقم في الأرض و مازلنا نتعهد الغرس بالعناية و نرقب نموه و نتطلّع إلى موعد الجنة. و ينتابه شعور الضياع والوحدة. فهو ضائع في فلاة الحياة الحاضرة يبحث عن نفسه و مجتمعه و إلهه. إنه إنسان ذو ماض عريق في الحضارة و العمران. لكنّ حاضره كلّه ضياع و وحدة و فراغ. إن حاضره يسأل عنه ولكنّه يتمنى على حاضره ألا يسأل الماضي الغابر بل يلتفت إلى «هاهنا» حيث يباع جسده و عقله و حيث نفسه و روحه تنتظران الخلاص. إن مناخ القبر يخيّم على عالم الحاضر المظلم. و هنا يتذّكر الشاعر أنّه سيموت و إن الفناء أمر محتوم و مصير أكيد ـ فها هو ينتظر مصيره وسط عالم من الفراغ والضياع ـ والشاعر يعلم أنّ التاريخ يمضي قدماً إلى الأمام متطلعاً إلى الغد الأفضل بينما حاضرنا مازال يبحث عنّا في الماضي البائد متجاهلاً واقعنا والفراغ الشامل الذي يملأ حياتنا و ترزح كواهلنا تحت عبئه الثقيل[58]. "والشاعر في هذه القصيدة يمضي في رحلة إكتشاف الجدب و البوار في النفس و الحضارة و في عملية التساؤلات التي تصدر عنه إذ يجد الإنسان الحاضر ضائعاً وحيداً تائهاً في (لم يا ترى). و يجد دارته السوداء مليء بالعظام والرمم وبابها توصده صخرة القبر".[59] "فيوسف الخال و بتساؤلاته عن النفس البشرية والحقيقة والوجود، يعتبر من أكثر الشعراء المعاصرين و لعلّ بتكديس الرموز الأسطورية القديمة و لاسيّما تموز في شعره و إحالتها إلى مقابلات عقلية".[60] " فمثلاً قصيدة الجذور تمثّل هذا البحث عن الأصول و الركائز التي يمكن لحضارة تبغي تخطى الفلاة و إحلال الخصب مكان الجدب إن تتمسّك بها. إنها جذور شجرة الحضارة و الإنسان التائه في الأرض"[61]. و تشهد عودته إلى التساؤل مصدرها الجذور: في الصيف تسأل الجذور عن مصيرها و النهر لا يجيب فمن يجيب هذه الجذور عن مصيرها، يحضنها في زمن الخريف يردّ عنها قسوة الشتاء يا ترى؟[62] " والشاعر لا يلبث هنا أن يطلع علينا بتأكيده أن السرّ يمكن في الجذور، فالماضي مختزن فيها والحاضر موجود فيها بالقوة و قد تسقط أوراق شجرة الحضارة والإنسان في الخريف لكن إذ كانت الجذور ممتدة في باطن الأرض فلا بدّ من تفتح جديد و أوراق جديدة و ثمر جديد".[63] و يعبّر الشاعر عن كل ذلك حين يقول: الورق الذي يهز جسد والسرّ في الجذور و في الجذور أمسنا و في الجذور غدنا[64] "و يبدو أنّ الشاعر يوسف الخال و بتوظيفه المباشر أو غير المباشر لشخصية تموز في قصائده، يعزز القيم والمبادئ العربية الأصلية و يؤثره على الحياة المادية المعاصرة الهشة. و تموز في شعر يوسف الخال هو في الحقيقة أمله بأن عشتار ستعود بحبيبها من العالم السفلي"،[65] و تموز في شعره رمز للنهوض من الخيبة والاستسلام و تحقيق الانتصار والسلام. كما أنّ مجموعة قصائد البئر المهجورة تعدّ من القصائد الفريدة و المتنوّعة التعبير عن تجربة الجدب والبوار فنجد الشاعرـ كما قال جبرا إبراهيم جبرا- في نقد هذه القصيدة يقول: "يتوغّل في مفازة المدن المدينة بحثاً عن حياة الانسان والنبات، موحّداً الإثنين على الطريقة السامية القديمة مستمداً من تجربة الانسان الأولى، صورة لتجربة الانسان المعاصر في عريه و ضياعه و وحدته...".[66] و هنا جدير بالإشارة بأنّ الشاعر يوسف الخال شاعر يوظّف عنصر تموز للتعبير عن أفكاره و خلجات نفسه و كذلك يتحدّث الشاعر بواسطة هذا الرمز التموزي في شعره عن واقع العالم العربي و القضايا المعاصرة. و لهذا يعرف بشاعر القوميّة العربيّة.
المصادر و المآخذ: [1] رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 63-64. [2] أنظر: نيازي، شهريار و حسيني، عبد الله؛ أسطورة تموز عند روّاد الشعر الحديث في سورية و العراق، مجلة الجمعيّة العلميّة الإيرانية للغة العربية و آدابها، العدد 7، ص 47.[3] رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 63.[4] أنظر: م.س ، ص 66-67.[5] السياب، بدر شاكر؛ المجموعة الشعرية الكاملة، ج 1، ص 187.[6] نيازي، شهريار و حسيني، عبد الله؛ أسطورة تموز عند روّاد الشعر الحديث في سورية والعراق، مجلة الجمعيّة العلميّة الإيرانية للغة العربية و آدابها، العدد 7، ص 48.[7] رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 67، بتصرف.[8] م. ن، ص 67. [9] السياب، بدر شاكر؛ المجموعة الشعرية الكاملة، ج 1، ص 189.[10] أنظر: رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 67 ـ 68. [11] السياب، بدر شاكر؛ المجموعة الشعرية الكاملة، ج 1، ص 189.[12] رزوق، أسعد، الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 68-69،بتصرف.[13] أنظر: نيازي، شهريار و حسيني، عبد الله، أسطورة تموز عند روّاد الشعر الحديث في سورية والعراق، مجلة الجمعيّة العلميّة الإيرانية للغة العربية و آدابها، العدد 7، ص 49.[14] أنظر: م. ن، ص 49. [15] البيطار، يعقوب و ميّا، فاخر و العبدو، زكوان؛ الموت والانبعاث في قصيدة «بعد الجليد» للشاعر خليل حاوي، مجلة جامعة تشرين للدراسات و البحوث العلمية، العدد 1، ص 55.[16] حاوي، خليل؛ ديوان خليل الحاوي، ص 115. [17] العظمة، نذير؛ مدخل إلى الشعر العربي الحديث، ص 250.[18] الحاوي، خليل؛ الديوان، ص 117. [19] أنظر: بيطار، يعقوب و ميّا، فاخر والعبدو، زكوان؛ الموت والانبعاث في قصيدة «بعد الجليد» للشاعر خليل حاوي، مجله جامعة تشرين للدراسات والبحوث العلميّة، العدد ا، ص 56.[20] الحاوي، خليل؛ الديوان، ص 119-120.[21] أنظر: بيطار، يعقوب و ميّا، فاخر و العبدو، زكوان؛ الموت و الانبعاث في قصيدة «بعد الجليد» للشاعر خليل حاوي، مجلة جامعة تشرين للدراسات و البحوث العلميّة، العدد ا، ص 56.[22] نيازي، شهريار و حسيني عبد الله؛ أسطورة تموز عند روّاد الشعر الحديث في سورية و العراق، مجلة الجمعيّة العلميّة الايرانية للغة العربية وآدابها، العدد 7، ص 52، بتصرف.[23] حاوي، إيليا؛ خليل حاوي في سطور من سيرته و شعره، ص 127. [24] بيطار، يعقوب و ميّا، فاخر و العبدو، زكوان؛ الموت والانبعاث في قصيدة «بعد الجليد» للشاعر خليل حاوي، مجلة جامعة تشرين للدراسات والبحوث العلميّة، العدد1، ص 62.[25] رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 46.[26]: الطهماسبي، عدنان؛ دراسة افكار و آثار أدونيس «رسالة الدكتراه»، ص 40.[27] رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 46.[28] م.س، ص 48، بتصرف.[29] أدونيس، الأعمال الشعرية الكاملة، ج 1، ص 17.[30] أنظر: رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 48.[31] أدونيس، الأعمال الشعرية الكاملة، ج 1، ص 27 ـ 28.[32] أنظر: نيازي، شهريار و حسيني، عبد الله؛ أسطورة تموز عند روّاد الشعر الحديث في سورية والعراق، مجلة الجمعية العلميّة الايرانية للغة العربية و آدابها، العدد 7، ص 56.[33] أنظر: رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعرالمعاصر» ، ص 48 ، 49.[34] منصور، إبراهيم محمد؛ الشعر و التّصوف، ص 48.[35] نيازي، شهريار و حسيني، عبد الله، أسطورة تموز عند روّاد الشعر الحديث في سورية والعراق، الجمعيّ العلميّة الايرانية للغة العربية و آدابها، العدد 7، ص 57.[36] م. ن، ص 58، بتصرف.[37] أنظر: رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 49.[38] م. ن، ص 71.[39] أنظر : صالح، فخري، دراسات نقدية في أعمال السيّاب. حاوي. دنقل. جبرا «الحلقة النقدية في مهرجان الرابع عشر»؛ تأليف: الغانمي، سعيد ... ]و آخرون[، ص 713.[40] رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعرالمعاصر»، ص 71. [41] م.ن، ص 71.[42] أنظر : صالح، فخري، دراسات نقدية في أعمال السياب. حاوي. دنقل. جبرا «الحلقة النقدية في مهرجان جرش الرابع عشر»؛ تأليف: الغانمي، سعيد ... ]و آخرون[، ص 173.[43] إبراهيم جبرا، جبرا، المجموعات الشعرية، ص 27.[44] أنظر : صالح، فخري، دراسات نقدية في أعمال السياب. حاوي. دنقل. جبرا «الحلقة النقدية في مهرجان جرش الرابع عشر» ؛ تأليف: الغانمي، سعيد ... ] و آخرون[، ص 177. [45] أنظر: رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر الحديث»، ص 71-72.[46] صالح، فخري، دراسات نقدية في أعمال السياب. حاوي . دنقل، جبرا«الحلقة النقدية في مهرجان جرش الرابع عشر»؛ تأليف: الغانمي، سعيد ... ] و آخرون[، ص 175.[47] أنظر: رزوق، أسعد؛ الشعراء اللتموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 72.[48] إبراهيم جبرا، جبرا، المجموعات الشعرية، ص 30.[49] أنظر: رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 72. [50] ابراهيم جبرا، جبرا، المجموعات الشعرية، ص 31.[51] أنظر: صالح، فخري، دراسات نقدية في أعمال السياب. حاوي. دنقل. جبرا «الحلقة النقدية في مهرجان جرش الرابع عشر»، تأليف: الغانمي، سعيد ... ]و آخرون[، ص 176.[52] م. ن ، ص 180. [53] رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 73، بتصرف. [54] نيازي، شهريار و حسيني، عبد الله؛ أسطورة تموز عند روّاد الشعر الحديث في سورية والعراق، مجلة الجمعية العلميّة الايرانية للغة العربية و آدابها، العدد 7، ص 55، بتصرف.[55] إبراهيم جبرا، جبرا؛ رموز الموت و الانبعاث في قصيدة «البئر المهجورة» للشاعر يوسف الخال، مجلة شعر، العدد 8، ص 58.[56] رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 35.[57] الخال، يوسف؛ الأعمال الشعرية الكاملة، ص 204.[58] أنظر: رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 35 ، 36.[59] م.س ، ص 36، بتصرف.[60] أنظر: إسماعيل، عزّ الدين؛ الشعر العربي المعاصر قضاياه و ظواهره الفنية والمعنوية، ص 213.[61] أنظر: رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 37، بتصرف.[62] الخال، يوسف؛ الأعمال الشعرية الكاملة، ص 207.[63] رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر، ص 37.[64] الخال، يوسف؛ الأعمال الشعرية الكاملة، ص 207. [65] نيازي، شهريار و حسيني، عبد الله؛ أسطورة تموز عند روّاد الشعر الحديث في سورية والعراق، مجلة الجمعيّة العلميّة الإيرانية للغة العربية وآدابها، العدد 7، ص 55.[66] رزوق، أسعد؛ الشعراء التموزيون «الأسطورة في الشعر المعاصر»، ص 36.
• فاطمة فائزي ماجستير اللغة العربية طهران Email: [email protected]
صورتي أرفقها لكم مع المقال تقبلوا فائق الاحترام
#فاطمة_فائزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
«المسيح بعد الصلب » للشاعر بدر شاكر السيّاب
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|