أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - الجماعات الدينية : عزف هاديء علي أوتار ملغومة -2-















المزيد.....

الجماعات الدينية : عزف هاديء علي أوتار ملغومة -2-


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 18:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


8
في ظل هذه الأجواء أصبح شاغراً لجميع الجماعات الدينية علي السواء , والتي حولت المساجد إلي مقار حزبية , تنطلق منها الندوات والمؤتمرات , والإعلان عن مرشحي الرئاسة , وكأن من يعمل بالسياسة من هذه الجماعات الدينية سوف يحكمنا من السماء , وليس من الأرض , خاصة وأن الأحزاب السياسية أصبحت غثاءاً غثاء السيل , لاتسمن بنضالات سياسية , ولاتغني عن مستقبل محفوف بالمخاطر والصراعات الإجتماعية والسياسية بخلفيات دينية , كلها تعتمد نصوص من القرآن والسنة , لتجد شرعية دينية مقدسة في ميدان السياسة والمجتمع , وكأن قيادات هذه الجماعات الدينية , اصبحوا وكلاء حصريين عن الله رب العالمين في وجوب طاعتهم , لأنها حسب مفهومهم , مستمدة من طاعة الله سبحانه وتعالي , وهنا مكمن الخطورة , لأن غالبية الجماعات الدينية ستدعي أنها صاحبة العصمة من الخطأ والزلل , وانها هي والفرقة الناجية سواء بسواء , وبقية الجماعات الدينية في النار , وكلهم بذلك يصيروا ممثلين للفرقة الناجية بجدارة وامتياز , وكلهم يصيروا كذلك بجدارة وامتياز ممثلين للفرقة الكافرة , وتبدأ مسلسلات التنابز , والتراشق بالكفر والفسوق , والخروج عن طاعة الله , ومحاددة الله ورسوله , وهذا ليس بين هذه الجماعات والمجتمع , ولكن بين هذه الجماعات وبعضها البعض , والذين هم في النهاية أعضاء في هذا المجتمع , لننتظر الكوارث والمصائب , ويصبح الصراع ويصير محتوماً , ولكن ليس من أجل المشتركات الإنسانية الحياتية , وتحسين ظروف وأحوال ومعيشة الإنسان , ولكن ليكون من أجل هويات مجانية صادمة لكل من هو غير منتمي لهوية الآخر , ويكون الصراع بزعمهم من أجل رضاء السماء , وليس من أجل سعادة الإنسان الذي هو خلق الله رب الأرض ورب السماء !!

9
من حق كل إنسان أن يتساءل عن الحاضر المعاش , وعن تأزماته , وعن المستقبل الذي يبدو محفوفاً بالمخاطر الحقيقية , في ظل غياب متعمد لمنظومة الأمن , وفي ظل تقاعس يبدو وكأنه مقصود من أجل الحفاظ علي تلك المنظومة التي من واجباتها الأساسية أن تحفظ الأمن , وتعمل علي إستعادته , وعلي السعي قدماً في طريق وضع الأسس العصرية لبناء الدولة , علي اساس من منظومة الحقوق والواجبات , وتوسيع دوائر المشاركات السياسية لصناعة مستقبل نود ونطمح أن يكون باهراً بتطلاعاتنا إلي دولة مدنية تسع الجميع , في ظل إطار عام يحترم الإنسان , ويعمل علي الحفاظ علي المباديء العامة للأديان التي جاءت من السماء للإرض من أجل خدمة الإنسان , والعمل علي سعادته , ورفاهيته , والحفاظ علي كرامته , وصون حريته , بما لايتعارض مع حريات الآخرين , وصولاً إلي التوافق عملياً علي كل مايؤدي إلي إعلاء من شأن المشتركات الإنسانية العامة التي تؤدي إلي تحقيق هذه الأهداف المنشودة , مع الإحتفاظ بالهويات في إطار الدستور والقانون ..

10
فهل قامت الثورة المصرية , لتتيح الفرصة لمناخات من الحرية أن تكون علي هذا النحو الإقصائي , المبني علي الترعيب والتخويف بالتكفير والتفسيق , والتخويف تحت دعاوي محاربة الله ورسوله , ومحاربة الإسلام , والعمل علي تعطيل أحكامه وتطبيق شريعته , وليس هذه الإدعاءات علي ما أعتقد , ولكنها من أجل صراعات سياسية تنطوي عليها مفاهيم دينية مزعومة ويوظفون لها بعض الآيات من القرآن , وأحاديث السنة , حتي لايستطيع أي فريق سياسي آخر من إستعمال حقه في النقد والنقض لبعض الرؤي والتصورات والمفاهيم التي تبسط سيطرتها تلك الجماعات الدينية .
11
أري ان هناك من هم خارج الإطار الوطني المصري ممن هم أصحاب المصلحة في هزيمة الثورة المصرية , والإرتداد بها إلي مرحلة ماقبل 25 يناير 2011 , لتكون هذه الدول التي تخشي الثورة المصرية في مأمن من عدوي الثورات وخاصة المصرية , وعلي الرأس منها المملكة العربية السعودية , والكويت , ولاننسي أحدث الفتاوي التي أفتي بها الشيخ صالح بن محمد اللحيدان , عضو هيئة كبار علماء المسلمين بالممكلة العربية السعودية, والذي أفتي بضلالة "الاشتراكيين " "والحوثيين "و "الاخوان المسلمين " في اليمن، وحرّم عليهم تولي مقاليد الحكم في اليمن

وقال في معرض رده على سؤال حول اليمن ، أن هؤلاء ليسوا أهل لأن تكون لهم الولاية في بلد إسلامي لأنهم لايهتمون بالعقيدة ولأنهم ليسوا أهل أن تكون الولاية لهم في البلد الأسلامي اليمن , سائلاً الله أن يعجل بالقضاء على هذه الفتنة في اليمن, وهذه الفتوي بمثابة صك لإعمال التقتيل والتذبيح في الإشتراكيين , والإخوان المسلمين , والحوثيين في اليمن , أو غيرها من البلدان التي يتواجد فيها الإشتراكيين , أو الإخوان المسلمين , والحوثيين , وإلا فما معني الدعاء والتبتل إلي الله بأن يعجل بالقضاء علي هذه الفتنة !! أليست هذه المفاهيم عدائية للثورات سواء كانت ثورة تونس , أو مصر أو اليمن أو الثورة السورية , وبوادر ثورة البحرين , وسلطنة عمان , وفي القريب العاجل ستطول الثورة مملكة آل سعود !!


وأذكر إذ اذكر مافعلته إمارة عجمان من طباعة العلم المصري علي الأحذية التي يتم إستخدامها في المراحيض , في الإعلان عن حالة نفسية عدائية للوطن والمواطن , ولاننسي حجم التمويلات التي من الممكن أن تساعد علي السير في هذا المنحي حتي تكون مصر في زيل الأمم المتخلفة , وتبتعد عن دورها الريادي والحضاري بمناخات الحرية والديمقراطية علي أسس وقواعد الدولة المدنية , المحافظة علي مباديء الهويات الدينية , كلُ حسب دينه ومعتقده ..
وكذلك حسب نظرية المؤامرة التي لاتخلو حدتها علي الدوام في أن مصر دولة محورية ولها خصوصية في المنطقة العربية الإسلامية , ومنطقة الشرق الأوسط , والعالم , وكل القوي المناوئة لمصر تلعب علي نفس الأوتاربمعزوفاتها الهادئة , ولكن علي نفس الأوتار الملغومة ..

12
أري أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة هو مرحلياً صاحب الدور الرئيس حصرياً , في وقف هذا النزف للقوي الإجتماعية , والسياسية , وأنه هو المنوط به الإنتقال بالوطن والمواطنين إلي بر الأمن والأمان , بمشاركات المواطنين , وتفعيل دوره كراع للدستور والقانون , والديمقراطية والحريات , في هذه المرحلة الإنتقالية , أما مايحدث علي الساحة , فإنه يعتبر إخلالاً بواجبات المجلس الأعلي للقوات المسلحة , وهذا ما لانرجوه أن يكون علي الإطلاق , لأنه بمثابة عزف هاديء علي أوتار ملغومة !!
أم أن الجماعات الدينية تحرم كل أنواع المعازف , وتستأثر وحدها بالعزف علي أوتار المحرمات الإجتماعية والسياسية بجسد موسيقي ملغوم , قابل للإنفجار عند إرتفاع نغمات العزف الحماسية !!؟



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماعات الدينية : عزف هاديء علي أوتار ملغومة -1-
- المملكة العربية السعودية : ماذا تريد من المصريين ؟!!
- الثورة السورية : حماس وفتح وقرآن القاهرة !!
- سنية دوجاني : طاعة الحجاب , ومعصية حلق الشعر !!
- تنظيم القاعدة : لماذا الحضور في ليبيا , والغياب في سوريا ؟!!
- عصام شرف .. ومواقف الشرف العقلي
- إلى حسني مبارك : والقضاء موعدنا .. رد على حديث مبارك لقناة ا ...
- حلم الشهيد
- طل الملوحى
- هل هذه ليست ثورة : لماذا الصمت والتباطوء من جانب القوات المس ...
- الإستنجاء السياسي .. وفتوي قتل البرادعي
- العنف الدموي ضد الأقباط : من المسؤل ؟!! - (مجرد رؤية )
- مجزرة كنيسة القديسين ليلة عيد رأس السنة الميلادية : مجتمع ضع ...
- مسؤلية نظام : مجزرة كنيسة القديسين ليلة عيد الميلاد بالأسكند ...
- تحالف الشر : الجماعة الإسلامية والأجهزة الأمنية
- ليس بوذياً !!
- أصحاب الفتاوي المجانية .. إرحلوا لا أثابكم الله ..
- محمود الزهيري في حوار جريء مع المهندس محمد فريد حسنين رجل ال ...
- محمد فريد حسنين .. وسقف السلطة السياسية !!
- محمود الزهيري في حوار جريء مع المهندس محمد فريد حسنين رجل ال ...


المزيد.....




- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - الجماعات الدينية : عزف هاديء علي أوتار ملغومة -2-