فاتن نور
الحوار المتمدن-العدد: 1014 - 2004 / 11 / 11 - 08:41
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
روائح الفتاوى والنداءات المنبعثة من جحور الوسط والغرب في بلاد الرافدين أصابت غدد التعرّق لدينا بالترهّل و الإتساع ، أما من يطلق تلك النداءات بصلافة فبلاشك يشكو من تكلّس بتلك الغدد، وإن كنت لا تستحي فأفعل ما تشاء، طرقَ مسامعي نداءٌ يندى له الجبين ولا أعرف مدى صدق ذاك النداء إلاّ اني اعرف بأن كلّ شي قد أستباح وناح تحتَ رايات كثيرة والهدف هو تحقيق مآرب سياسية بطبيعة الحال.
فمن باب كون الجندي الأمريكي يتمتع بشراسة الأوغاد وبأخلاقيات الفجور والإنحلال لبلاده و خصوصاً قوات المارينز المتعطشة للإقتحام لممارسة كلَّ صنوف الأعتداء والشرور فمن الإعتداء على الممتلكات الخاصة بعدَ إقتحام الجحور الى إعتداءات تتأصل فيها كل أطياف الشذوذ ومنها الجنسيّ بلا ريبة،من هذا الباب جاء النداء ومن هيئة عقيمة فرزتها تصدعات المرحلة الراهنة
بعد سقوط/ تحرير بغداد!، والنداء موجه الى الأباء (وليس الأمهات!) ومفاده مطالبة كل أب بتزويج بناته ممن تجاوزت اعمارهن العشر سنوات للمناضلين المجاهدين الملثمين بوجه السماء ! لحماية أعراضهن من الأنتهاك على يد الأوباش الأمريكان!،
نعم الأنثوية في سوق البغاء المزرق والمصفر ولكن بلا خجل،والسؤال يطرح نفسه بنهم الفضول:لمّ النداء جاء ناقصاً؟ لمَ يكرّم وجه الجندي الأمريكي بأتهامه فقط بالإعتداء على الأناث من الأطفال !؟ أذا كان الشذوذ الجنسي مستفحلاً في بلاد الحجاب والنفاق فكيف لا في بلاد الفسق والفجور!
ليكتمل بنيان النداء و يكون بمطالبة الأباء بتوزيع اطفالهم من الذكور والأناث على حجور المجاهدين لينشط نضالهم بعتاد الذكورة ويشتدّ و طيس الصراع في اللواط ببراءة الأطفال،بلى.. لا غرابة أن يولد نداء كهذا فتلك الهيئة (هيئة علماء المسلمين..) لم تكلف نفسها بأصدار فتوى ضد إختطاف المدنيين في العراق ولا ضد النحر والتفجير وكأنها الغطاء السياسي لكل السلال العفنة التي تنفذ سمومها بين الكنائس والجوامع، على الأرصفة وعند مراكز الشرطة فهي الدرع الواقي لشرذمة الأقلية الملطخة بالدماء للإستحواذ على السلطة و النفوذ بشتى الوسائل ، والإحتراف في صناعة المرتزقة بدهاءٍ و خباثة يشهد لها التاريخ، أقليةٌ سوف لا يتم أجتثاثها بسهولة وكيف و قد تلاقحت مع التيار السلفي الوهابي وأفرزت أنماط من الأحماض الأمينية التي تؤرق العضلات فتراها خامدة في الجحور بأصابعٍ متخبطة على الزناد و عقولٍ تلوثت بضياع الهيبة الصدامية التي أثرتها بالغطرسة على إمتداد عقودٍ من الزمن. في ذاك المثلث الموبوء بالمرتزقة والوصوليين هل يوجد مَن هرعََ ببناته هارباً و مستغيثاً للخلاص من تورم الأفق ومن وضع الأطفال في فوهة الأستبسال المقلوب!
#فاتن_نور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟