أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - الى الشيخ حارث الضاري وآخرين لا تعلمونهم !















المزيد.....

الى الشيخ حارث الضاري وآخرين لا تعلمونهم !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1014 - 2004 / 11 / 11 - 08:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم تكن مدينة الفلوجة العراقية التي تعز باهلها على نفس كل عراقي هي المدينة العراقية الوحيدة التي دخلها جند العراق ، مع جند بوش ، ملاحقين فيها رجالا يعيشون الحاضر معنا باجسادهم ، ويرحلون عنا الى الماضي بعقولهم ، ولكنها كانت الوحيدة التي ذرفتها دموع تماسيح ، وتعالى من أجلها نواح زيف ، وتصاعد في حبها نعيق غربان ، فعلام خُصت الفلوجة بكل ذلك دون سواها من مدن عراقية قد تطهرت من دنس الارهابيين المتخلفين ؟
هذا هو السؤال الذي يتصاعد في سماء العراق اليوم ، ويتردد على اكثر من لسان ، بحثا عن جواب غير عصي على لب متابع للاحداث التي يمر بها العراق الساعة هذه 0
أقوى ردود الفعل السلبي من داخل العراق على عملية الفلوجة العسكرية التي طارت بها الفرقة السادسة والثلاثون من قوات الحرس الوطني العراقي ، وبالتعاون مع قوات الحلفاء ، فلول صدام من مجرمي أجهزة مخابراته وجيشه ، والارهابيين العرب الذين ضاقت بهم الارض ، جاءت من الحزب الأسلامي ( اخوان مسلمين ) الذي قرر الانسحاب من الحكومة العراقية المؤقتة بشخص وزير الصناعة ، حاجم مهدي الحسني فيها ، ولكن قراره هذا قد جوبه برفض الوزير نفسه الذي جاء رد مثقلا بشعور عال من المسؤولية الوطنية حين قال : جئت أنا لاخدم وطني ، وليس لأخدم حزب !
ويبدو أن الحزب الاسلامي في موقفه هذا اراد أن يكون منسجما مع مرجعيته في مصر ، وذلك حين طالب الاخوان المسلمون في مصر ارهابيي الفلوجة بالصمود بوجه القوات العراقية وقوات الحلفاء ، في الوقت الذي نجد فيه أن هؤلاء المراجع لم يعترضوا ابدا على قيام علاقات حميمة بين مصر من جهة ، وبين امريكا واسرائيل من جهة أخرى ، بل انهم لم يعترضوا على الرئيس حسني مبارك ، رئيس جمهورية مصر العربية ، حين أعلن تأييده الواضح لتلك العملية ، ومن خلال مكالمة تلفونية أجراها معه الرئيس الامريكي جورج بوش ، وذلك حين عبر مبارك له عن تمنياته بانهاء العملية ( أي العملية العسكرية في الفلوجة ) بأقرب وقت، فعلام لا يعترض اخوان مصر على الرئيس حسني مبارك في تاييده هذا ، بينما يعترض اخوان العراق على رئيس الحكومة أياد علاوي في موقفه من العملية نفسها ؟
ومع هذا فإن خروج الحزب الاسلامي من الحكومة العراقية المؤقتة ليس له كبير أثر يذكر ، ما دام أنه لم يؤثر على وزيره الذي رفض الاستقاله من وزارة اياد علاوي ، مفضلا الوطن على الحزب الذي يستمع لاناس من خارج العراق لا حول لهم ولا قوة امام الجبروت الامريكي حتى في بلادهم هم 0
أما رد الفعل القوي الآخر فقد جاء من هيئة رجال الدين التي يترأسها الشيخ حارث الضاري ، وذلك حين قررت الامتناع عن المشاركة في الانتخابات المزمع اجراؤها في مطلع السنة الميلادية القادمة في العراق 0
والمعروف للعراقيين جميعا أن تلك الهيئة لاتملك نفوذا في الشارع العراقي بقدر ما يملك الحزب الاسلامي من نفوذ على صغره فيه ، فتاريخ الاخوان ليس بالقصير في العراق ، ولكنهم مع هذا ليس لهم تأثير كبير حتى في أوساط الطائفة السنية ، في حين أن الشيخ حارث الضاري ورجال هيئته قد ظهروا بعد ظهور الدبابات الامريكية في شوراع بغداد في الحرب الاخيرة بفترة وجيزة ، وذلك لأنهم كانوا قبل هذا التاريخ من سدى ولحمة نظام صدام الساقط ، يثنون عليه باعلى اصواتهم ، ويطلبون من الله الحفظ والسلامة لمهيوب العرب ، صدام ، في خطب الجمعة ، ولهذا السبب بالذات لن تلقى دعوتهم لمقاطعة الانتخابات أية استجابة تذكر من لدن العراقيين المتطلعين نحو مستقبل زاهر لوطنهم العراق العظيم 0
هذه الحقيقة يدركها اعضاء تلك الهيئة أنفسهم ، ولكنهم ، كما يظهر ، لا زالوا واقعين تحت نفوذ البعثيين ، أرباب نعمتهم للامس القريب ، متصورين عن وهم كبير ، وخطل في التفكير فضيع أن زمرة مدحورة من فلول البعث ، وفلول الارهابيين الوهابيين ، معزولة عن الشعب العراقي تماما ، متخذة من مدينة الفلوجة مركزا لتوزيع الموت على هذا الشعب قبل أن توزعه على الامريكيين ، هي التي ستعيد العراق الى الوضع الذي كان عليه ابان حكم هؤلاء القتلة من البعثيين المجرمين زمن صدام الساقط 0
ومن ردود الفعل العربي السلبي هو ما طالب به الامين العام لجامعة الدول العربية ، عمرو موسى ، من انهاء فوري للهجوم على مدينة الفلوجة ، وكان دافعه في ذلك ليس حبه للعراق ، واهل الفلوجة ، فهو أبعد ما يكون عن ذلك أبدا ، وإنما كان ذلك ينطلق من موقف شخصي بالدرجة الأولى ، وهو أن حكومة الولايات المتحدة الامريكية قد سبق لها أن طردته من هيئة الامم المتحدة كممثل لمصر فيها ، ثم لاحقته حين صار وزيرا لخارجية مصر ، فعزلته عن منصبه هذا كذلك ، لكونه لا يحسن التعامل في العلاقات الدولية ، ودليل ذلك أن العقيد معمر القذافي قد تحدى الحكام العرب مرة قاطبة ، ومن على شاشة التلفزيون الليبي ، أن يعين أحدهم وزير خارجية لدولته من دون أن يأخذ موافقة الحكومة الامريكية مسبقا على ذلك التعين ، ولكن عمرو موسى ، مع هذا ، والحق يقال ! قد لجأ هذه المرة في مسألة الفلوجة ، مثلما لجأ غيره من وزراء خارجية العرب الى حكومة عمر حسن البشير السودانية المثقلة بهموم اقليم دارفور، والغارقة منذ سنوات في حرب الجنوب ، والمهددة بالجوع من قبل أمريكا الآن ، ولهذا فقد ناشد السودان !! على ذمة بعض الوكالات الاخبارية الدول الموجودة فى العراق ، وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكيه بتجنب ضرب مدينة الفلوجة وتدميرها واتاحة الفرصة للجهود المبذولة ، سواء كانت عربية اوغيرها للوصول الى حل سلمى يجنب هذه المدينة الدمار ، وقال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية فى تصريحات للصحفيين انه تلقى اتصالات عديدة من عدد من وزراء الخارجية العرب ، وكان اخر اتصال فى هذا الصدد من عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربيه، واضاف اننا نكاد نرى ماسى حقيقيه للمدنيين فى الفلوجه فى حال ضربها !!! ولذلك نتجاوب مع اتصالات الامين العام لجامعة الدول العربية بان تقوم جهات محددة بمساعى حميدة تجنب هذه المدينة المزيد من الدمار والقتل والتشريد 0 هذا في الوقت الذي صرح فيه الرئيس الحالي لمجلس الأمن ، السفير الامريكي ، جون دانفورت ، مهددا السودان بالجوع ، قائلا : إن المساعدات الدولية للسودان لن تستمر الى الأبد ، إذا لم توقع الحكومة السودانية ومعارضوها في جنوب السودان على معاهدة تنهي أطول حرب أهلية شهدتها القارة الافريقية 0
لجوء العرب الى السودان في محنة الفلوجة هذه يذكرني بذلك البدوي العراقي الذي ألجأ العرب كذلك لها ، وذلك حين شد انتباه الجميع ، ونحن جلوس في باحة فندق من فنادق مدينة الناصرية في جنوب العراق ، حيث أدلى بتصريح أخذنا بلهفة اليه ، وكان هذا قد حدث في زمن الحرب مابين العرب واسرائيل ، وفي اليوم السادس من شهر حزيران سنة 1967م ، وبعد أن تأكدت هزيمة العرب فيها ، قائلا وبصوت عال : إن العرب قد خطوا خطة جديدة ، ناجحة ، يواصلون فيها خوض تلك الحرب ، وهي أنهم سيرسلون جنودا من السودان عراة الى اسرائيل ليلا !
بعد ذلك ، وفي ردود الفعل العالمية ، يأتي رد الامين العام للامم المتحدة ، كوفي عنان ، والذي عبر فيه عن مخاوفه من أن تؤثر تلك العملية على اجراء الانتخابات في العراق ، وهو رد يتوافق مع هوى في نفس اوربا القديمة ، وبالضد من تطلعات واماني أمريكا العالمية ، والتي تعمل منذ الآن على أن يكون الامين العام المقبل للامم المتحدة هو الرئيس الديمقراطي الامريكي السابق ، بيل كلنتون ، اما ردود الفعل الاخرى في المجال الدولي فلا تخرج كلها عن المساوات السياسية التي درجت عليها العادة بين الدول على تقاسم المصالح ، ولا شيء عدا ذلك 0
فالى اي من هؤلاء الذين لا يملكون حولا ولا قوة حيال الجبروت الامريكي، أو هؤلاء الذين يركضون بهمة وراء مصالح دولهم ، ولا فرق في ذلك بين عرب وعجم ، يوجه اعضاء هيئة رجال الدين العراقيين نداءاتهم لانقاذ الفلوجة ! معلنين في الوقت نفسه مقاطعة الانتخابات العراقية المقبلة ؟
وإزاء هذه الحقيقة الساطعة ليعلم اعضاء هيئة الشيخ حارث الضاري أن المجرمين من البعثيين لن يعود لحكم العراق ثانية ، وأن القتلة من جماعة الزرقاوي وابن لادن لن تقوم لهم قائمة بعد اليوم ، وليتأكدوا تماما أن هؤلاء كانوا للامس القريب عملاء لامريكا ، وحين حاولوا التمرد عليها أنزلت بهم هي الموت والهلاك ، وطاردتهم دون هوادة في قريب من المكان وبعيده ، وليعلموا كذلك أن حربا طائفية لن تقع في العراق حتى لو افتوا هم أو غيرهم بذلك ، فها هم يرون باعينهم كيف يقاتل ابناء العراق على مختلف قومياتهم وديانتهم ومذاهبهم الارهابيين والبعثيين القتلة في مدينة الفلوجة ، وكيف يجرون بالاحياء منهم من أرجلهم جر الخرفان ، دون أن يلقوا بأذن صاغية لفتوى الشيخ حارث الضاري التي حرمت عليهم قتال الارهابيين المجرمين في المدينة تلك ، وعليه فلم يبق أمام اعضاء تلك الهيئة الا العودة الى الشعب العراقي الذي لن يرضى على احتلال أبدا ، هذا إذا كانوا يريدون ازالة احتلال ، والى صناديق الاقتراع التي ستشرع ابوابها في العراق عن قريب ، هذا إذا كانوا طلاب عدل في الحكم ، ورحم الله شاعرنا العربي حين يقول :
أمامك فانظر أي نهجيك تنهجُ --- طريقان شتى مستقيم وأعو



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلوجة كانت ستكون عاصمة الدولة الطائفية !
- حججكم واهية يا ذيول صدام !
- بوش الى الأبيض ثانية !!
- العراق بين كيري وبوش !
- ظرف الشعراء ( 28 ) : قيس بن الملوح العامري
- المصالحة الوطنية مصالحة بعث لبعث !
- معهم في الكويت ضدهم في العراق !
- الجنوب المذبوح أبدا !
- ظرف الشعراء ( 27 ) : العكوك
- التفاوض والقتل !
- الترويع !
- عين على الارهاب وعين على السلطة !
- فاجرة يتعشقها الجميع !
- ظرف الشعراء ( 26 ) : أبو العلاء المعري
- شعب العراق الأول !
- العراقيون ينهضون ضد الارهاب !
- الارهابيون يتدحرجون الى الهاوية !
- جمهورية الارهاب والكباب !
- ظرف الشعراء ( 25 ) : جميل بثينة
- مقايضة الارهابيين !


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - الى الشيخ حارث الضاري وآخرين لا تعلمونهم !