|
دعاة الارهاب
نهاد شامايا
الحوار المتمدن-العدد: 1013 - 2004 / 11 / 10 - 11:12
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
يطل علينا بدو الجزيرة العربية بخطاب مفتوح الى الشعب العراقي، و يالبئسها من اطلالة ويالبئسه من خطاب.ست وعشرون لحية من اشد لحى السعودية عفونة" وقبحا" تفتي وامام انظار العالم اجمع بفتوة تجيز الارهاب،استشهادا" بسورة الحج(39){اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا(بالهمزة) وان الله على نصرهم لقدير}،وتحث كل مسلمي العراق على نصرةالارهابيين وحمايتهم. يعتبر صدورالخطاب بهذه الصيغة واجماع هذا العدد من الدعاة وعلماء الدين ، تصعيدا" خطيرا" باتجاه تأزيم الاوضاع اكثر وسنشهد آثار ذلك في الايام القليلة القادمة . الخطاب مليئ بالتناقضات ويدل دلالة واضحة على غرابة تفكير هؤلاء العلماء!!! الغارقين في جهلهم وانعزالهم عن كل ما يدور في العالم من تغيير حول ضرورة حصول كل انسان على فرصة حياة كريمة عبر ضمان حريته وحقه في اختيار طريقة تفكيره ونشاطه الانساني وتفاعله مع الآخر المختلف بطريقة ايجابية وحضارية بعيدة عن العنف والكراهية. يستشهد الخطاب كما ذكرت بسورة الحج ويظهر من يسميهم بالمقاومة على انهم مظلومون،واذا افترضنا جدلا" ان ذلك صحيحا"فأين كان هؤلاء الشيوخ عندما كان جل الشعب العراقي مظلوما" ومهانا" ومضطهدا"من قبل صدام حسين وزمرته وحزبه الفاشي مدة خمس وثلاثون سنة؟ واين كانت فتاواهم وشرعهم وضميرهم الانساني اذا كانوا فعلا" من جنس البشر.ويلمح الخطاب بكل غباء الى وجود ايادي خفية تحاول ايقاد نار الفتنة وتمزيق العراق الى طوائف. اليس ما يقومون به هو الفتنة بعينها وهو تكريس للطائفية المقيتة التي يلفظها الشعب العراقي بمعظمه.الشعب الذي عانى من بطش رجال الدولة وظلم واستغلال رجال الدين سنين طويلة ،وهاهو الآن يتطلع الى حياة هادئة،آمنة ضمن عراق موحد ومستقر ،يضم ابنائه بكل اطيافهم وانتماءاتهم. لقد تزامن صدور الخطاب مع اقتراب موعد الانتخابات مطلع السنة المقبلة ،والتي ستنقل العراق نقلة نوعية بأتجاه الديمقراطية وترسيخ الأمن.حيث من البديهي ان يفوز البرنامج الانتخابي الذي يعد بضمان أمن المواطن بالدرجة الاولى والعمل على تشكيل سلطة قضائية مستقلة ونزيهة ،وببناء مؤسسات الدولة على اساس الديمقراطية وحقوق الانسان. وهذا البرنامج لا يمكن تحقيقه دون القضاء تماما" على فلول البعث ورجالات امن الطاغية ومخابراته وفدائييه الذين لا يريدون الانخراط في الحياة الجديدة التي ينتظرها الشعب العراقي. وكسب ثقة المواطن البسيط وخصوصا"من ابناء الطائفة السنية الذي يحس وكأن البساط قد سحب من تحت قدميه بعد 1365 سنة من حكم رموزه ابتداء"بمعاوية بن ابي سفيان وانتهاء" بصدام حسين. ان سبب تقبل الناس البسطاء للعنف واللجوء اليه هو الخوف والاحساس بعدم الامان وذلك ما يحاول اقزام الدكتاتورية ومافيا الدين زرعه في نفوسهم،فلذلك لزاما" على الحكومة ان تضع الحلول المناسبة لهذه المسألة جنبا" الى جنب مع الحل العسكري بل ان توليها اهتماما" اكبر لتفادي الآثار الجانبية للحلول العسكرية وحقن دماء المغرر بهم من ابناء شعبنا . يتطلب البرنامج الانتخابي ايضا" التعامل بشدة مع الفيروسات الخبيثة الوافدة من الخارج والتي تنخر بفاعلية في الجسد العراقي المنهك ،خصوصا" وان خطاب دعاة السعودية فيه تحريض واضح للارهابيين للقدوم الى العراق، حيث يتضمن دعوة خاصة ل(الجمعيات الخيرية الاسلامية)!!!للقيام بدورها (الانساني)!!!في العراق. اذن التعويل الاهم للعراقيين والعالم الديمقراطي هو على اجراء الانتخابات في حينها ودعمها بكل السبل الممكنة لأن مجرد قيامها وتسلم حكومة وطنية منتخبة الحكم يعتبر نجاح كبير لمشروع الديمقراطية في العراق ،وفشلها يعني سيادة الهمجية واستمرار التدمير المنظم للكيان العراقي برمته. لقد رأى دعاة الارهاب ان الحكومة العراقية ماضية بجد في تهيئة الاجواء للانتخابات المقبلة والهجوم المرتقب على الفلوجة الذي يندرج في نفس الاطار اصبح شبه حتمي، حيث يتمترس فيها اكثر من الف وخمسمئة ارهابي ،ومحاصرتها والهجوم عليها يعني القضاء عليهم وذلك سيكون ضربة موجعة للارهاب الدولي اذا تمت السيطرة في نفس الوقت على ردود الافعال في الرمادي المحاصرة ايضا" والموصل التي يتوقع ان يرتفع فيها مستوى العنف والفوضى لدرجة خطيرة،لأنها ستصبح الملاذ الاكبر للارهابيين الذين بدأوا بالفعل بعمليات اغتيال واعتداء وبفرض شريعتهم المقيتة على المسيحيين ابناء الموصل الاصليين وبمحاولات التهجير القسري للأقليات الدينية والقومية، وفي الخطاب حث ضمني على هذه الاعمال البربرية حيث يذكر ان "قتال المحتلين واجب شرعي مع حفظ دماء واموال واعراض المسلمين بأعتبار انها من مقررات الشريعة الثابتة والمستقرة". ان دعم الانتخابات مهمة مصيرية بالنسبة للعراقيين بالدرجة الاولى ثم للعالم الحر لأن آثار فشلها ستشمل العالم بأسره، ودعم الانتخابات يعني محاربة الارهاب ومموليه ومصدريه ومشرعيه وتفعيل القوانين الدولية الخاصة به ومن اهمها"البيان الأممي ضد الارهاب" الذي اصدرته نخبة خيرة من ابناء المنطقة ،ليبرهن العراقيون ان حبهم للحياة امضى من حب هؤلاء الحمقى للموت.
#نهاد_شامايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اياد علاوي...قصر نظر سياسي أم تبعية مطلقة
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|