أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل عبد الأمير الربيعي - يهود العراق بين قسوة التهجير وحنان العودة للوطن















المزيد.....

يهود العراق بين قسوة التهجير وحنان العودة للوطن


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3400 - 2011 / 6 / 18 - 13:02
المحور: حقوق الانسان
    



( إن العدو بنظر الأنظمة الدكتاتورية وأنظمة الإنقلابات العسكرية هو المواطن ليس الخارج على إرادة السلطة وحسب , بل أيضاً المختلف معها في الرأي... ومن ثم فهو خاضع الى رقابة الأجهزة البوليسية وإستجوابها.) الكاتب حسن العلوي
( إن النهج الفاشي لسلطة الإستبداد قائم على سياسة الشك في ولاء الجميع .. لإرغامهم على إبداء الولاء أو غرس الخوف في نفوسهم.) الكاتب صاحب الربيعي
يعد يهود العراق من أقدم الطوائف اليهودية في العالم , ويرجع تأريخ وجودهم إلى عهد الإمبراطورية الآشورية الأخيرة911-612ق.م ,كما إن الآشوريين قاموا بحملات عدة على فلسطين ونقلوا اليهود منها إلى أماكن جبلية نائية شمال العراق . ولما قضي الكلدانيون البابليون على الآشوريين وأسسوا دولتهم في بابل عام612-359ق.م كان من أهم أعمالهم حسب ألمرويات القضاء على مملكة يهوذا في فلسطين, وسبي اليهود إلى بابل على يد نَبوخذ نُصر الثاني الذي حكم فيما بين 605-562ق.م .
وبعد2500 عام من العيش على ضفاف دجلة والفرات , و قد ساعدوا العرب الفاتحين في إحتلال فارس وإسقاط عرش كسرى الساساني في العراق حتى كانت حرب فلسطين عام 1948 ,صمد اليهود هذه المره,فانتقمت الحكومة العراقية من اليهود, وحدث ما حدث, من حادثة الفرهود عام1941 وكانت الحادثة ارتباط حكومة رشيد عالي الكيلاني الإنقلابية بالنظام النازي ومستشارها مفتي القدس الحاج أمين الحسيني , والدور الذي اضطلعت بهِ إذاعة برلين الناطقة بالعربية في التحريض على اليهود العراقيين, ويذكر كاتب المذكرات (ذكريات يهودي عراقي)شموئيل مورية(سامي) تغيير تعامل العراقيين من جيران وأصدقاء مع العوائل اليهودية في منطقة البتاوين والنظرات الغريبة لأبناء الحي ومناطق بغداد ,فقد ألقت القنابل في أماكن تواجد اليهود العراقيين ببغداد, والتحريض والتعرض لليهود وإضطهادهم ونعرضهم للقتل واغتصاب النساء وفي كلام لأحد اليهود الطلبة اصدقاء سامي قد قتل أبوه واغتصبت أمه وإخته وسرق أحد المفرهدين سوار أحد مصوغات الأطفال اليهود بقطع رجله.فما أن قامت دولة إسرائيل وتفاقمت موجة الاضطهاد والطرد من الوظائف , ضاق المقام بهم والطاقة على الصبر الجميل ورحلوا عن العراق. بقي منهم حوالي عشرة آلاف من أمثال أنور شاؤول ومير بصري وغيرهم ممن عرضت عليهم كنوز الدنيا ,لما باعوا ذرة من تراب العراق.
فقد انتقمت الحكومة العراقية من اليهود, بقوانين لم يحلم بها لا فرعون ولا هامان ولا نمرود ,قوانين أطارت صواب كل من شملهم قانون تسقيط الجنسية العراقية,ثم تلاها في عام 1950 قانون تجميد أموالهم المنقولة وغير المنقولة, وقبلها كان لرئيس الوزراء نوري السعيد الدور في تأجير الطائرات لحمل اليهود العراقيين المسلوب الصبر والإرادة والقلب والمال إلى إسرائيل , ثم سرقة أموالهم وبيوتهم بما يسمى عام الفرهود عام 1941ومن الغرابة لهذا الشعب فقد مزقت مستمسكاتهم في مطار بغداد بالرغم من ختم وزارة الداخلية بعد ممانعة اصطحابها وحددت حتى كمية الملابس لهم, ثم أستقبلوا في مطار بن غوري برش المبيدات على أجسامهم حين وصولهم بمادة( د ي دي تي )كونهم أتوا من العراق البلاد العربية وخوفاً من الأمراض.
حين وصل القادمون الجدد إلى أرض الميعاد وسكنوا في خيام معسكراتهم المظلمة كما يذكر أستاذ اللغة العربية في الجامعة العبرية شموئيل موريه(سامي) في مذكراته , كادوا يموتون جوعاً وكمداً في أيام الفقر والعوز والبحث عن عمل يكسبون به لقمة العيش لهم ولأولادهم .يتذكر شموئيل موريه طفولته في محلة حنون في بغداد القديمة عام 1936 ومنطقة ألبتاوين سكنه الجديد مقابل بستان ماموا , ومعاناتهم في الوقوف بطوابير لإستلام الماء والخبز واللحم والبيض ودورة المياه والإذلال وأيام بغداد وعزها التي ترنوا عيونهم إليها ليحدث بما فعل العراق,بغداد وأيامها وليالي الجزرة المقمرة, بكوا وشكواّ شاتمين نوري السعيد وبن غوريون,ثم شحنوا بلوريات البهائم إلى معسكر الحجر الصحي في(شاعر هعليا)(بوابة الهجرة) والوقوف طوابير التطعيم الصحي , ثم العمل شبابا وشابات لإعانة آبائهم الكبار والعاجزين عن العمل, لقد استلموا الفؤوس والمسحاة للعمل المؤقت , وأكفهم التي لم تتعود على العمل الشاق.
رويداً رويداً انتقل اليهود العراقيين إلى المدن القريبة من تل أبيب فإمتلأت بهم البنوك ودوائر الضريبة والكمارك والمكوس وإدارة الحسابات وتدقيقها , والإذاعة لمن كان فناناً أو موسيقياً أو ملحناً كصالح الكويتي وأخيه داوود وآخرين, لقد فتحو الأسواق والمقاهي ومحلات المواد الغذائية بأسماء بغدادية , فقد أنشأوا عراقهم الجديد وديوانيتهم وبغدادهم الجديدة , وأصروا على الكتابة بالعربية والتكلم فيما بينهم بالهجة العراقية اليهودية كمأمثال الكاتب الراحل سمير نقاش.
في قصيدة لإبن بغداد سامي شموئيل مورية مهداة الى جميع العراقيين:
أماه كيف أزور العراق؟
أما ترين كيف يٌنحر
عراقنا الحبيب
من الوريد إلى الوريد؟
ويًقتل المسلم أخاه
وكيف بنا ونحن يهود!
خبريني بالله يا أمي!
كيف أعود؟
ولمن أعود!
ونحن يهود؟؟؟
الملفت للنظر هو إغفال الحكومة العراقية في الدستور لليهود العراقيين المهجرين فقد جاء في الفقرة الثانية من المادة(2) ما يلي : (يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي. كما يضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الأفراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية كالمسيحيين والأيزيديين والصابئة المندائيين) ولم يذكر اليهود كطائفة دينية وما لحقهم من غبن وإجحاف ونتمنى من مجلس النواب إلى إعادة النظر بهذه الفقرة وتحقيق العدالة والمساواة بحق الطائفة اليهودية وما أصابهم من إجحاف وحيف ومصادرة لأملاكهم وكونهم من مكونات الطيف العراقي.
كما وتذكر المادة(18) الفقرة ثالثاً (أ):( يحظر إسقاط الجنسية العراقية عن العراقي بالولادة ولأي سبب من الأسباب ويحق لمن أسقطت عنه طلب إستعادتها). فقد لحق بهذه الطائف الغبن قرابة أكثر من نصف قرن فلنحقق العدالة مع كل مكونات الشعب العراقي لا نتحيز لطائفة أو مذهب على حساب أبناء العراق الأصليين فقد قارب معيشتهم في العراق أكثر من 2500 عام ولكن هاجروا وهجروا مرغمين.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤسسة الأمنية ....... وظاهرة اختطاف شباب ساحة التحرير
- المؤسسة الدينية وظاهرة الزواج المبكر
- أهز رأسي ذبحاً ... وتهز رأسك صبراً على نوائب العراق
- أزمة الحكم والصراعات السياسية
- عبد الأمير الحصيري.. شيخ الصعاليك
- بابل تستضيف الاعلامي والشاعر احمد المظفر
- السيد وزير الزراعة العراقي المحترم.. تعسف بحق موظف
- لحركة الاحتجاجية في العراق.............. وثقافة الاستبداد
- حُسين مِردان....... سيّدُ النَدامى
- قراءة في كتاب( كاظم الجاسم ودوره في الحركة الوطنية للباحث مح ...
- القرامطة ...اول حركة اشتراكية في التأريخ الاسلامي
- قانون نقابة المعلمين رقم7 لسنة 1989 ما له وما عليه من مآخذ
- ثورة الزنج والصراع الطبقي في الاسلام
- هل العلمانية هي الحل
- صلاح حسن والجزع البابلي
- بابل تحتفي بالشاعر المغترب صلاح حسن
- بشتاشان جريمة العصر المغيبه
- تاريخ وواقع التعليم المهني في العراق
- سليم كاظم فنان فطري من بلادي.......مدينة الحلة
- مازلت بيننا أيها الفاضل... المربي فاضل ناجي الربيعي


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل عبد الأمير الربيعي - يهود العراق بين قسوة التهجير وحنان العودة للوطن