إحنا موش طبقه ثالثه

محمد مراجع العزومى

الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 20:44
المحور: المجتمع المدني
    

كالعاده ، و أنا بأتصفح المواقع الإلكترونيـــه ، لفت نظرى فيديو مكتوب عليه ـ البدو فى مصر طبقه ثالثه ـ و بما إنى بدوى قولت أدخل و أشوف أنا طبقه ثالثه ليه ، بغض النظر عن محتوى الفيديو ، و اللى كان بيتكلم عن بدو سيناء ، اللى لا يمثلوا حتى 15% من البدو اللى عايشين فى مصر ، لقيت التعليقات اللى على الفيديو ، و اللى بعض منها موجود فى الصوره اللى على النوت ، بتثبت فعلاً إننا طبقه ثالثه ، لا حق لنا فى العيش أو الحياة ، و إن البدو دول فعلاً محتاجين هولوكوست يبيدهم ، زى ما عملت حكومة ألمانيــا النازيه مع اليهود ، لكن ده كله ليـــه ؟!!! لقيت فى التعليقات اللى بيقول يا عم دول تُجار مُخدرات و سلاح ، و كأن المخدرات و السلاح لا يُتاجر فيها إلا البدوى ، مع إن الصعايده فيهم تُجار مُخدرات و سلاح ، و الفلاحين فيهم تُجار مُخدرات و سلاح ، و الإسكندرانيه و أهل القاهرة فيهم تُجار مُخدرات و سلاح ، و الغريب إن محدش سأل نفسه ليه البعض منهم تاجر فى المخدرات و السلاح !!!! أقولكم أنا ، أول ما إتخرجت من الثانويه العامه ، كان نفسى أطلع ظابط شُرطه ، و بالفعل قدمت أوراقى فى أكاديمية مُبارك للأمن ، و دخلت الإختبارات ، إجتزتها كلها ، و جيت عند كشف الهيئه ، شاب مُحترم واقف قدام الرُتب ، قرأ أحدهم إسمى و قالى إنته إسمك محمد مُراجع سعد سعيد ، قولتله أيوه ، قالى إنته مصرى ، قولتله أيوه ، قالى والدك مصرى ، قولتله أيوه ، قالى إنته ساكن فى المكان الفُلانى ، قولتله أيوه ، قالى ليك قرايب بدو ، قولتله يا فندم أنا بدوى أباً عن جد ، قالى طب روح و إنتظر النتيجه لما تتعلق فى الكشوف ، إستغربت فى الأول هو ليه بيسأل الأسئله دى ، مع إن كل حاجه مكتوبه فى الملف اللى قدامه ، روحت و جيت يوم إعلان النتيجه ، مالقيتش إسمى فى الكشوف ، و لما سألت قالولى يبقى ما إتقبلتش ، روحت و قولت لوالدى على النتيجه ، فشك فى إنى أكون عامل مصيبه أو إنى كنت بأضحك عليه ، و إنى ما قدمتش أوراقى لكلية الشُرطه من أصله ، و قعد يسأل و يدور لحد لما عتر فى واحد ظابط صاحبه ، و كان بيدردش معاه ، و فتح معاه الموضوع ، قام الظابط قاله بكل بجاحه ، يا راجل عاوزهم يقبلوا واحد بدوى ، أنسى الموضوع ده ، و مرت السنين ، و مرت معاها نماذج عليـــا ، ضاع مُستقبلهم لكونهم فقط بدو ،، حتى العمل فى الوظائف داخل الشركات مُستحيل تلاقى واحد بدوى شغال هناك إلا لو كانت معاه واسطه ، طب طالما موش عارفين نشتغل يبقى هناكل منين ؟؟!! مع العلم إن اللى شغالين فى المُخدرات و السلاح دول هما اللى فقدوا الأمل فى إنهم يشتغلوا حتى سباكين ، مع إنى أعرف نماذج بدويه من حملة المؤهلات ، شغالين عتاله و جناينيه .قالوا عننا جواسيس ، أعرف واحد أسمه عُمر عبد الله ، بدوى أباً عن جد ، والده عبدالله حموده مسعود أحد شُهداء حرب أكتوبر 73 ، ثم إنى عاوز حد يجيبلى إسم شخص بدوى كان جاسوس فى يوم من الأيام و للأسف عُمر ده كان نفسه يشتغل فى شركة بترول ، لكنهم رفضوه لأنه بدوى ، فهل شخص إبن شهيد ، يُستحق أن يُعامل مثل هذه المعامله فقط لكونه بدوى ؟!!! عايشين طول عمرنا فى الصحراء ، و يمكن أكثر ناس لا تُمثل عبء على الدوله هما البدو ، لأنهم عندهم إكتفاء ذاتى فى كل حاجه ، الأغنام و بنرعاها بناكل منها ، و نسترزق من وراها ، الجيل اللى طالع عاوز يتجوز ، ما بيروحش يقدم طلب فى المحافظه أو الحى ، عشـــان خاطر شقه يتجوز فيها ، يا أما بيتجوز مع أهله فى البيت ، يا أما بيبنى له بيت عباره عن أوضتين و صاله و حمام و مطبخ ، جنب بيت أبوه ، عشان يهدهاله الحى تانى يوم ، لأنه بانى من غير ترخيص ، مع إن الأرض بتاعته و بتاعت أبوه و جده ، و محدش مننا إشتكى ، ده كله ليه ؟!!! قالوا إن ولائنا لليبيا ، لأن اللهجة البدويه أقرب للهجة الليبيه ، عاوز أوضح للكل حاجه بسيطه جداً ، إن أهل ليبيا اللى على الحدود المتاخمه لمصر بيتقال عنهم إن ولائهم لمصر ، فكفاكم إفتراء ، إحنا طول عمرنا مصريين ، إتولدنا هنا و هنموت هنا ، و بنشتغل و بنتعب عشان مصر موش عشان ليبيا ،، فليه كل ده ؟؟!!!عايشين طول عمرنا وسط الألغام اللى ممتده على الخط من برج العرب و الحمام مروراُ بالعلمين و وصولاً لمطروح ، بيموت لنا كل يوم واحد ، و بيتشوه ألف واحد ، محدش سأل نفسه فى لحظه ، أهالى الناس اللى ماتت من الألغام فى رقبة مين ، ولا عشـــان إحنا بدو لا حق لنا فى أن نعيش ،، كونى بدوى ، فده شئ لا يُقلل من شأنى ، أنا شخص أتعلمت لحد لما إتخرجت من كلية الإعلام ، و فى كل مرحله هويتى البدويه لم تكن تفارقنى ، و لن تفارقنى حتى أتكأ فى اللحد ، فأنا أفخر بكونى بدوى

#محمد_مراجع_العزومى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات