قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 08:36
المحور:
حقوق الانسان
ما سنقوله ليس كلام (انشا) أو من عندنا، انما هو نتائج دراسات علمية في علم النفس والصحة النفسية ، وجدت أن أهم سببين للشعور باليأس هما الحروب واللامبالاة بحياة الناس.
وما من شعب في العالم المعاصر تعرض لحرب كارثية استمرت ثلاثة عقود كالشعب العراقي، فقد فيها الناس أحبتهم بين من غادر الدنيا وبين من غادر الوطن.. وكانت الاعداد بالملايين!.
وسقط الطاغية المصاب بجنون اثارة الحروب، وفرح الناس بتخلصهم من كابوس الرعب، وظنّوا انهم تخلصوا نهائيا من الحروب.. وأن اوضاعهم ستتحسن بمجيء حكومة منهم ولهم..واذا بالسبب الثاني لليأس ( اللامبالاة بحياة الناس) يأتي ليتحد مع السبب الأول (الحروب) وتشكلا معا ( ائتلاف جبهة اليأس).. فالبرلمانيون – تولاّهم الله! – غرفوا خير ( التغيير ) لهم فترهفوا وتنعموا فيما ازداد الناس بؤسا وشقاءا.
وكثيرون لا يدركون ان اليأس يؤدي الى شعور الفرد بأنه مغترب عن نفسه وعن الآخرين في مزاج حزين يسوده الغم بشكل غير عادي والتخلي عن مصادر البهجة في الحياة الاجتماعية، والشكوى المتكرره من سوء الحظ وفقدان الشفقة ، وأنه يؤدي الى (تقسية القلب) ويولّد لدى الناس النزعة للهموم والعنف.
وثمة آلية نفسية هنا، أن الانسان اذا انهار أمله.. كره الحياة .. فيتجه لا شعوريا الى هدمها في حالة ثأر لنفسه.. ولن يبالي بهدم حياة انسان آخر أو بتحطيم نفسه، ولقد اشارت منظمة الصحة العالمية (مكتب بغداد – 2007) أن من أكثر الأسباب شيوعا للعنف والكراهية هو ..الشعور باليأس.
أرأيتم لماذا نحّذر من اليأس؟! انها نصيحة لمن يتولى أمور البلاد والعباد قلناها قبل ثلاث سنوات وكررناها في صفحتنا الأسبوعية بجريدة الصباح بأن انتبهوا الى أن الاستمرار في (اللامبالاة بحياة الناس) يفضي الى تعميق الكراهية وتاجيج العنف.. وقد ينهيكم..كما انهى سلفا غير صالح..ويبدو أن حالنا حال من قال :أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي..خاصة اذا كان الذي تناديه (سياسي عراقي!).
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟