أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الياس المدني - السيدة الاولى ام سهى عرفات















المزيد.....


السيدة الاولى ام سهى عرفات


الياس المدني

الحوار المتمدن-العدد: 1013 - 2004 / 11 / 10 - 11:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني من محنة صعبة يمر بها، خاصة بعد تضارب الانباء عن صحة الرئيس ياسر عرفات، تطالعنا سهى عرفات بنداء غريب كل الغربة عن التقاليد السياسية والدبلوماسية المتعارف عليها في العالم. ففي النداء الذي وجهته عبر قناة الجزيرة الى ابناء الشعب الفلسطيني اعتبرت سهى عرفات ان اعضاء وفد القيادة الفلسطينية الذي ينوي التوجه الى باريس للاطلاع على صحة عرفات "يحيكون مؤامرة ضد زوجها المريض وانهم حفنة من المستورثين يريدون دفن الرئيس ياسر عرفات حيا".
في واقع الامر تبدو هذه المسألة غريبة جدا على ولكن عند التأمل الجاد يمكن ان نفهم سر هذا الهلع الذي الم بسهى عرفات من زيارة المسؤولين الفلسطينيين.
فسهى عرفات وحسب القوانين الفرنسية تعبر الانسانة الاقرب الى ياسر عرفات، لهذا فهي المخولة عن الاعلان عن حالته الصحية. وتقوم فعلا باعطاء المعلومات او حجبها حتى عن اقرب مساعدي عرفات او حتى اقربائه، ولم يستطع أي من المسؤولين المرافقين لعرفات في باريس مثل محمد دحلان او فاروق القدومي ابو اللطف او حتى اقربائه مثل ناصر القدوة ممثل منظمة التحرير في الامم المتحدة (ابن اخته) من الاقتراب من سرير عرفات او معرفة اية تفاصيل عن حالته الصحية.
كما اعتبرت سهى عرفات ان المسألة مسالة عائلية وانها الوحيدة التي يمكنها ان تتحكم بكل المعلومات عن صحة الرئيس الفلسطيني والتزمت سريره لتبدو وكأنها الزوجة الوفية المخلصة التي تقف الى جانب زوجها في السراء والضراء او كما يقال في قسم الزواج الكاثوليكي "لن افارقك حتى الموت". ولكن هل هذه هي الحقيقة؟

السيدة الاولى والسيدة سهى عرفات

من المتعارف عليه ان زوجة رئيس الدولة تحمل لقب السيدة الاولى. ولكن هذا اللقب يطلق عادة على زوجات الرؤساء اللواتي يلتزمن مكانهن الى جانب ازواجهن ليساندوهن وليقدمن كل العون. من هنا جاءت شعبية الملكة اليزابيث الام، التي لم تغادر لندن اثناء القصف النازي للمدينة وبقيت الى جانب زوجها وشعبها تتفقد انقاض لندن وتساند شعبه وتحضه على الصبر والمقاومة. من هنا ايضا جاءت شعبية هيلاري كلينتون التي رغم كل ما اصاب كرامتها اثناء فضيحة ليوينسكي بقيت الى جانب زوجها ورفضت الهرب من المعركة. لهذا استحقتا مكانهما في قلب شعبيهما. وبقيت الملكة الام تتمتع باحترام الجميع حتى بعد ان فقدت الاسرة الملكية في بريطانيا احترام مواطنيها، وتمت مكافئة هيلاري بمساندة طموحها السياسي بالوصول الى الكونغرس. وهناك آلاف الامثلة التي لا مجال لذكرها هنا عن السيدات الاوائل اللواتي قمن بواجبهن اتجاه شعبهن. من هنا كان لا بد من توضيح حقائق محددة من حياة سهى الطويل التي اصبحت فيما بعد سهى عرفات واعطت لنفسها حق الوصاية على الشعب الفلسطيني لتتحكم في مسألة من اهم ما يمكن ان يمر به الشعب الفلسطيني على طريق نضاله الطويل.
سهى عرفات مسؤولة العلاقات العامة في منظمة التحرير في تونس ومن ثم المستشار الاقتصادي لرئيس عرفات هي ابنة الصحفية الفلسطينية المعروفة ريموندا الطويل، التي تربطها علاقات عميقة ومعقدة جدا مع ياسر عرفات. بعد زواج سهى (بظروف غامضة جدا) من رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واقامتها القصيرة معه توجهت مع بداية الانتفاضة الفلسطينية لتعيش في باريس برفقة ابنتها زهوة حيث درست سابقا في جامعة السوربون. غير ان سهى عرفات لم ترضى بهبوط مستوى حياتها الى الدرجة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الحصار وامام فوهات الدبابات الاسرائيلية. بل انها لم تتنازل للعيش في المستوى الذي وصل اليه زوجها عرفات، بل اصرت على حياة الترف التي لا تمت بصلة حتى الى اكثر ابناء الشعب الفلسطيني ثراءا. وليس سرا ان السلطات الفرنسية فتحت سابقا تحقيقا للبحث عن مصادر الاموال التي تم تحويلها الى الحسابات الخاصة لسهى عرفات في البنوك الفرنسية. والسلطات الفرنسية لا تحقق في مصادر اموال الا اذا كان هناك شك في حقيقة هذه المصادر، كما ان هذه المصادر لم تكن من اسرة الطويل الثرية، ولا من استثماراتها الخاصة.
سهى عرفات التي قطعت كل علاقاتها بالشعب الفلسطيني ومعركته اليومية وابتعدت عن الساحة التي من المفروض ان تكون مكان اقامتها الى جانب زوجها وشعبها، بل انها في احدى تصريحاتها استهزأت من الهدايا الثورية التي يقدمها لها زوجها، وضعت نفسها في موقع مخالف لموقع الشعب الفلسطيني ولم تستطع ان تفرض نفسها كسيدة فلسطين الاولى، بل انها فقدت بتصريحاتها الاخيرة ما يمكن ان يكنه الانسان لزوجة الرئيس عرفات. فقد اثبت عن جدارة انها احمق من يمكن ان يصبح السيدة الاولى.
لكن السؤال هو عن الدافع الحقيقي الذي يقف وراء رفض سهى عرفات اعطاء اية تفاصيل عن صحة الرئيس عرفات.
اولا ومما لا شك فيه ان سهى عرفات البعيدة كل البعد عن السياسة والديبلوماسية وكذلك عن هموم والام الشعب الفلسطيني ليست قادرة على فهم القيمة الحقيقية لهذه المعلومات ليس فقط بالنسبة للقيادة الفلسطينية ومستقبل النضال الوطني الفلسطيني، بل ايضا للمواطن العادي البسيط الذي يعتبر عرفات تمثيلا حقيقيا لاحلامه الوطنية.
كما انها اعتبرت على الطريقة العرفاتية ان هذه السلطة عبارة عن ادارة لحظيرة يملكها عرفات، وليس من حق احدا الا الوريث الشرعي الوحيد التحكم بكل المسائل المتعلقة بادارة هذه الحظيرة. وان كل من يحاول السؤال عن حقيقة صحة عرفات يريد ان يسرق هذا الميراث المقدر بمئات الملايين من الدولارات التي توجد في البنوك الدولية باسم عرفات. لهذا ترد سهى ان تقاتل حتى اخر لحظة لبقاء عرفات على قيد الحياة، ليس حبا به، ولكن ليوقع لها على تفويض التصرف بالحسابات البنكية الموجودة باسمه.
وقد تزامن "نداء" سهى الطويل الى الشعب الفلسطيني بخبر لم تعره وسائل الاعلام اهمية كبيرة يوم الاحد اذا طالب عضوان من المجلس التشريعي هما صالح عبد الجواد الوزير السابق وحسن خريشة باستجواب محمد رشيد وسهى عرفات لتقصي مصير مبالغ مالية ضخمة ملك للشعب الفلسطيني تم استثمارها في شركات مختلفة وفي عقارات بمعرفة الرئيس عرفات وزوجته سهى. فهل يكون هذا هو السبب الحقيقي وراء نداء سهى عرفات؟
الا ان هذه المرأة الحمقاء حفاظا على مصالحها الشخصية نسيت ان نداءا مثل هذا قد يؤدي الى اقتتال فلسطيني دموي بين من يظنون انها فعلا تدافع عن مصالح عرفات، وبين من يدركون حقيقة كتمها الاخبار عن صحة عرفات.
يقال انه وراء كل رجل عظيم امرأة، واقول انه لو كان للحماقة جناحين لطارت سهى عرفات افضل من كل الطيور. فقد تناست سهى عرفات ان زوجها ليس ملكا لها وتناست ان القرار الفلسطيني لا يمكن ان يكون يتوقف على حياة او موت عرفات، وارادت بهذا العمل الاحمق ان تقلب موازين الوحدة الوطنية التي بدأت تبدو على الساحة منذ انتقال عرفات الى باريس. وهنا لابد من التذكير بالرفض الفلسطيني العام لما ورد في هذا النداء المشؤوم الذي ان دل على شيء فهو يدل على صلابة الوحدة الوطنية الفلسطينية وقدرة الشعب الفلسطيني على الاستمرار سواء بحياة عرفات او حتى بعد غيابه.
لقد فتح التاريخ ابوابه واعطى الفرصة لسهى الطويل كي تكون السيدة الاولى في فلسطين، ولكنها فشلت في الاستفادة من هذه الصفة، وبدل ان تصبح للشعب الفلسطيني بمقام الملكة اليزابيث الام اصبحت بمقام زوجة الدكتاتور الفليبيني السابق ماركوس.



#الياس_المدني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آن للفارس ان يترجل
- البعث الديمقراطي: متى يحمل الشيوعيون السوريون الشماسي؟
- نـــــداء من الفالوجة
- تمنع القوافي - الى سعدي يوسف
- العراق منكم براء والاديان منكم براء وحضارتكم منكم براء
- نص مداخلةبعنوان الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني
- البيروسترويكا السورية
- حرية الاعلام السوري بلا حرية التعبير
- الفصل الثاني من الحلقة الثانية من كتاب: الحرب على العراق: ال ...
- الفرق اللغوي بين سعدي يوسف والمدعو جورج المصري
- صحافة حزبية ام جماهيرية - وقفة نقدية لصحافة المعارضة العربية
- المقاومة العراقية: ارهاب ام مقاومة شرعية؟
- حوار حول مسؤولية المعارضة عن الوطن والمواطن - النظر الى المس ...
- الحلقة الثانية من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية ل ...
- قائمة الممنوعات - الى الحوار المتمدن بمناسبة حجبه في السعودي ...
- من الاستبداد الى الديمقراطية
- الحلقة الاولى من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية لل ...
- كانت لهم اسماء - قصة قصيرة


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الياس المدني - السيدة الاولى ام سهى عرفات