|
نوح ويؤئيل وصالح
عبد الرضا حمد جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 22:29
المحور:
سيرة ذاتية
ليسوا من مجموعة الأنبياء كما يطلق عليهم ولا من الرسل او الصالحين بالمفهوم الديني. وإنما اطهار اشراف قانعين كرماء اصلاء فقراء في ما يملكون من مال اغنياء عزة نفس وكرامه ونبل وصدق ومواقف كنا قد كتبنا الجزء الأول منها عن يؤئيل وصالح قبل العام الجديد2011 كما سيلاحظ من ذلك حيث سيكون الجزء الثاني في النشر ولم نحاول ان ننشره حتى نتمكن من الكتابة عن نوح وقد وضعنا تسلسل الأسماء حسب قِدَمْ العلاقة معنا نـــــــــــــــــــــــــــــوح: التقيته في الساعة السابعة وعدة دقائق من يوم الأثنين26/04/1976 وهو اليوم الأول لالتحاقي بالوظيفة بعد تخرجي في كلية الزراعة/قسم الصناعات الغذائية والألبان في تموزعام1974 ومن ثم الالتحاق في الخدمة العسكرية الإلزامية حتى29/شباط/1976 (سنعود في جزء أخر منفصل للتسريح من الخدمة العسكرية ومحاولات التعيين وما جرى فيها من مواقف وامور فيها شيء يستحق الذكر ونحن على اعتابه او قاب قوسين او ادنى من توديعها) فضلت ان التحق باليوم الأول للعمل باكراً مع من سبقوني حشرت نفسي في احدى حافلات اسطول نقل العاملين من كل مناطق بغداد في ذلك الزمن الجيد او المقبول نوعما طاردتني الأسئلة هل انت تعيين جديد...في اي شعبة...من اين انت وغيرها....المهم وصلنا الى مقر الشركة في ابو غريب دخلت الشعبة المنسب اليها في المنشأة العامة لمنتوجات الألبان/ابو غريب و معي أمر التعيين والتنسيب لألتقي رجل يكبرني عمراً بما لا يقل عن عشر سنوات كما هو واضح يضع نظاره طبيه كما نظارات الموسيقار محمد عبد الوهاب أديت سلام الصباح فرد بمثله ولم يزيد استفسرت منه عن رئيس الشعبة فقال تفضل بالجلوس(حضرتك الموظف الجديد)قلت نعم. .كانت قد وصلتهم نسخه من امر التعيين. بدأت الحياة تدب في قاعة العمل واكتمل الشباب والشابات وكن كثر وتحركت المكائن بأصواتها القوية كنتيجة لعملها بالهواء المضغوط مرت الساعة الأولى وصاحبي الذي لا اعرف اسمه او موقعه من العمل منكب على الكتابة وتبديل السجلات ولم ينبس ببنت شفه...تخطينا الساعة الثانية واقتربنا من منتصف الثالثة وهو على حاله. حتى اطل علينا المنتظر رئيس الشعبة فقال له صاحبي (الموظف الجديد) فرحب الرجل وقدم نفسه(حميد الماز ذهب الحديثي/ابو محمد)(أنسان كريم محبوب من العاملين وكان يتهيآ لدورة الحدود لمدة ستة اشهر ليحصل على درجة رفيق في حزب البعث وكانت مقرره كما اخبرني في شمال العراق) وعرفني بصاحبي واسمه (نوح) كاتب القسم في هذه الأثناء قدم له نوح رزمة الأوراق التي أعدها للتوقيع عليها ولما فرغ من التوقيع اخذها نوح وانطلق خارجاً .ارتدى رئيس الشعبة صدريه بيضاء وسلمني واحده. نزلنا الشعبة ليعرفني على مراقبي العمل وبعض العاملين والفنيين من مشغلي المكائن ومجموعة الصيانة. وقمنا بجوله في اقسام الشعبة وتعرفنا سريعاً على مراحل الإنتاج والفحوصات الحسيه والكيمياوية السريعة على المواد والمنتوج كان العمل في المصانع على ثلاث وجبات صباحيه حتى الثانية بعد الظهر ومسائية حتى التاسعة ليلاً وليليه حتى الفجر(مفتوحه بعد انتهاء الإنتاج او توقفه) و عند تداخل الوجبة الصباحية مع المسائية التي تحضّر لاستلام العمل من الصباحية قبل خروجها بنصف ساعه حضر الزميل مسؤول الوجبة المسائية قدمه رئيس الشعبة وهو العزيز(قيس ابراهيم الحبيب)(من اهالي الفلوجة) تبين بعد ذلك انه بعثي و لا يعير لهذه الأمور أهميه ولم يلتزم باي شيء حزبي(المهم مسجل بالحزب) وهو انسان كريم صادق واضح كما تبين لاحقاً ونقي جداً وبعد التعارف اقترح رئيس الشعبة ان يكون عملي بعد الغد مساءً لمدة يومين بصحبة الزميل قيس ابراهيم الحبيب وبعدها يومين ليلاً للاطلاع على العمل وتواصله والتسليم والاستلام وغيرها من الأمور. نعود الى نوح الذي هو كاتب الشعبة ومكلف بأمور حضور العاملين وجداول العمل والسحوبات المخزني والجرودات والأمور الإدارية كافه. وتبين انه خريج الدراسة الإعدادية الفرع العلمي ولم يكمل تعليمه الجامعي ويمتلك خط في الكتابة اكثر من رائع وجميل...وهو غير متزوج بهذا العمر يمتلك هدوء غريب وحب السكوت ولن يطلق كلمه بدون الحاجه الوظيفية اليها. .تبين بعد ذلك ان له معدن خاص فهو هادئ جداً ومسالم جداً ومخلص ودقيق في عمله جداً ودماغه مخزون هائل لما يجري حوله وما يسمع وباتجاه واحد هو الدخول فقط. فهو يعرف كل ما يدور بالسمع والنظر والكتابة لكن لن تفلت من لسانه كلمه واحده مما يسمع ولن ينفع معه الترغيب والاستدراج او محاولات الإيقاع وظهر ان لا شأن له بالسياسة ولم يقترب حتى اقتراب من حزب البعث الذي كان وقتها يجبر او يحاول اجبار الجميع على الدخول فيه وبالذات بعد تأميم النفط وانطلاق العراق بالنهضة الصناعية الزراعية و العلمية وقتذاك لا يتبرم من اي عمل يكلف به ولم يسيء لأحد مطلقاً. وكثير ما كان يسأل عن الكنيسة ومراسم الصلاة فيها لأنه من الأخوة المسيحيين الكرام وكان جوابه واحد ومحدد بالكلمات (انا كل يوم أحد هنا في العمل) وبعد استقرار الحال واستلامي لمسؤولية العمل في وجبات العمل وبشكل دوري مع الزملاء. وعندما اكون مسؤولا لوجبة العمل المسائية عند خروجي من دارنا في طريقي الى مكان وصول سيارة النقل اشتري جريدة طريق الشعب/التي يصدرها الحزب الشيوعي العراقي وكانت تصدر بشكل رسمي واضعها في أحد جيوب ما البس حسب الفصل أو الطقس في احد الأيام قلت له(نوح)الجمعة المقبلة انا المكلف بالأشراف على عملية الإدامة والتنظيف والتعقيم والصيانة الأسبوعية والأسبوع الذي يليها سأكون مسؤول الوجبة الصباحية فلماذا لم تأتي معي لدوام الجمعة وأمنحك تعويض عنها يوم الأحد على ان تقوم بكل ما يحتاجه يوم الأحد يوم السبت وبذلك تستطيع حضور الصلاة في الكنيسة. وبخصوص موافقة رئيس الشعبة انا اتكفل بها ...فرح كثيراً. فكان له ما أراد واستمر الحال الى ان افترقنا(طبعاً الا ما كان تواجده يوم الأحد ضروري وهذا ليس بالكثير). نوح يعرف كل ما يدور كلاماً او همساً والكل يعرف نوح امين لمقامات الكلام جداً مع انهم يعرفون انه ان نقل عنهم اي كلام لا يؤثر فيهم لكونهم بعثيين بدرجات حزبيه مؤثره ويعرفون ان نوح لن ولم تطفر من لسانه او شفتيه كلمه واحده مما يسمع منهم في أحد الأيام حيث دارت دورة العمل لنلتقي في الوجبة الصباحية مع (نوح) حيث واجباته الكتابية تستوجب ان يكون دوام عمله صباحاً بشكل شبه دائم وبعد اعداده للشاي الطيب مثل طيبته قال ولأول مره يبادر بالكلام: أستاذ اريد ان اتكلم معك...قلت تفضل نوح. أطلب وكنت اتوقع انه محتاج مساعد في أجازه او تعويض أخر....قال بوضوح(بعد لا تجلب معك جريدة. هم يعرفونك. لكنهم يريدون ان يعرفوا هل تعطيها لأحد أخر ومن هو) وصمت يرتشف الشاي. لم أجيب بكلمه لأنني أعرف انه قال ما يريد ولن يزيد مهما حاولت ولن اتمكن من استدراجه وربما ان حاولت سيؤثر ذلك على علاقتي به...ولو حاولت الاستيضاح سيكون جوابه الخروج من الغرفة...فتحججت بالعمل وتركت الغرفة لبعض الوقت ثم عدت لنتكلم عن انتظام حضوره الصلاة أيام الأحاد أستمر الحال. ونفذت كلامه... بعدها تغيرت الأحوال في عام 1978ـ1979في العراق وحدث ما حدث ولم يتغير شيء في نوح. وبعدها تعرفت على من اصبحت زوجتي في الربع الأخير من عام1980 وهي مهندسه كيمياوية التحقت بالعمل جديداً بعد منتصف عام1980 اي بعد تخرجها من كلية الهندسة جامعة بغداد/هندسه كيمياوية عام1980 عاد نوح وبعد تلكم الصعبات من الأيام والظروف وتغير الأوضاع السياسية ليهمس في أذني قائلاً: خطيبتك مثلك. وليست منهم.....وكان جوابي السكوت لا خوفاً منه وإنما هو لا يريد الجواب ولن يضيف عليه شيء وهي رساله لي بأنه سمع ذلك منهم التحقت بخدمة الاحتياط من منتصف عام1981 حتى نهاية أب1984(خلال الحرب العراقية الإيرانية) لأعود الى نفس مكان عملي وكان نوح كما كان في كل شيء وتفرغ اكثر لشعبه اخرى مكتبها ملاصق لمكتب الشعبة التي اعمل فيها في أحد الأيام كان عملي في الوجبة المسائية. التحقت كما العادة وبعد عدة دقائق لاحظت شيء غريب على نوح يحاول الانفراد معي وانا لم انتبه لأنه ليس من عادته ذلك. كرر التحية والسلام عدة مرات. غادر العاملين في الوجبة الصباحية ونوح لا يزال يروح ويغدو. نوح ليس على ما يرام...قال له احدهم....نوح لقد تحركت سيارات العاملين قال عندي عمل يجب ا، انجزه مساءً مكان العمل في ابو غريب في اقصى غرب بغداد وسكن نوح في جنوب شرق بغداد وفي تلك الظروف عليه ان يغير واسطة النقل ثلاثة مرات في الأقل ويستغرق وصوله اكثر من ساعتين كنا في اعوام الثمانينات انتقلنا للمعامل الجديدة في نفس المنشأة فيها غرف الإدارة في الطابق الثاني وهناك ممشى معزول بالزجاج يقف فيه من يريد ان يشرف على قاعة الإنتاج من فوق لم انتبه ان نوح هناك وانا في وسط القاعة. واذا بأحد العاملين أخبرني أن نوح فوق يريد ان أنظر له ادرت راسي لأراه يؤشر لي بما يوحي انني مطلوب على هاتف الشعبة فصعت السلال قفزاً لأنه قد يكون الاتصال من المدير العام(وهو انسان خطير بالمفهوم الانساني كان نائب برزان التكريتي مدير جهاز المخابرات العامة العراقية للشؤون العلمية واسمه غسان أبراهيم حسين وهو من الذين يطلق عليهم ثوار تموز حيث ساهم في انقلاب17تموز1968 وقد ابعد عن مركزه السابق بعد ابعاد برزان وكان زوج اخت احد الوزراء المهمين في السلطة هو عبد السلام محمد سعيد وزير الصحة) او زائر من خارج المنشأة او مسؤول او أمر طاري وانا اقفز السلالم صعوداً قابلني نوح مرتبك قائلا: أستاذ أهرب(بالعامية العراقية قال أشرد)..فقلت له ماذا هناك قال سيأتون اليوم فقلت له نوح انهم يعرفون عنواني وسكن عائلتي واهلي...استفسرت منه وهو لأول مرة في مثل تلك الحالة. والموضوع فيه خطورة فقال لي: اليوم صباحاً ارسلت بريد الى ضابط امن المنشأة وهو(السيد أسود حسن(أبو خوله)/عضو قيادة فرقه في حزب البعث من اهالي ابو غريب) ورأيت اشخاص غرباء عنده وكان الكلام عليك وعلموا ان وقت عملك مساء وقالوا سناتي عصراً...قلت له وهذا الذي دفعك للبقاء ولم تغادر العمل حتى هذه الساعة...قال اهرب...قلت له اطمئن واشكرك...ثم تركني وانا متوقع انه سيغادر المنشأة الى مسكنه لكنه بعد حين عاد وقال لقد وصلوا وهم الأن في مقر النقابة(نقابة العمال) فقلت له من معهم من النقابة فقال ابو بكر(رئيس اللجنة النقابية واسمه علي طالب)انسان كريم صادق نبيل مخلص محب. كنا ندخل في نقاشات سياسيه ورغم اختلاف وجهات نظرنا كان يتقبل برحابة صدر وكان عمالي نقي. وجود ابا بكر اشاع نوع من الطمأنينة عندي ولو انني أعرف أنه أن كان الموضوع صعب لن يتمكن من شيء ولكنه سيحاول ولن يتردد. بعد عدة دقائق وصل الشعبة الغالي ابا بكر(توفي بعد ذلك بسنتين بأزمه قلبيه حاده وهو لم يدخل عتبة الخمسين من العمر) وقال بكلام سريع ما يلي: هناك لجنه تفتيش من الأمن ستأتي الأن ..لا تنطق بأي كلمه امامهم إلا ان أقول لك وأسألك ولا ترافقنا في الجولة ولا تسأل أحد نهائياً ونحن كذلك دخل الأربعة مرتدين الزي العسكري(زيتوني) وحاملين مسدساتهم في أحزمتهم على طريقة صدام. وبعد التحية العادية دخلوا الى المخازن المبردة وكانت ممتلئة بالإنتاج وكان الإنتاج مرتب حسب تاريخ يوم الإنتاج وانا في القاعة ونوح يقف قلقاً في الأعلى يراقب من خلف الزجاج ما يجري وهو لا يعلم شيء مرت لحظات ثقيلات صعبات تزاحمت خلالها صور كثيره في الرأس أصعبها أن تعتقل وانت في موقع العمل وامام العاملين او تستدعى لمقر النقابة او مكتب أمن المنشأة ومن هناك الى المجهول. وتزاحمت ردود يجب ان اجهزها لما سيفعلون فقد يكون في تصرفهم اهانه او اذلال امام المنتسبين مر الوقت ثقيلاً.... لتكسره ضحكاتهم.... هل هي قهقهات انتصار ام فشل مهمه او خيبة أمل أو تأكد من براءة أحد...ونوح لا يزال متسمراً فوق مروا أمامي قائلين كلمة شكراً...مع قول للعزيز أبا بكر (سأوصل الرفاق للبوابة الخارجية وسأعود لنشرب الشاي معاً) رفعت راسي الى الأعلى لم أجد نوح...هرعت قافزاً السلالم لأجده في الغرفة راميً نظارته جانباً ورأسه على المنضدة وقد شبك يديه على رأسه. شعر بوجودي فرفع راسه وهو يمسح بعض القطرات من الدموع التي أحمرت لها عينيه المتعبتين وقفت على رأسه وانحنيت لأقبل راسه وبصمت ..فهو عاد الى عادته وانا التزمت الحذر من الاستفسار عن اي شيء منه لأن جوابه السكوت او ترك المكان مرت دقائق من الصمت تخلله شريط امتد من الساعة بعد السابعة من صباح يوم 26/نيسان/1976 الى منتصف شباط عام1985الساعه بعد الرابعة مساءً أي منذ اللقاء الأول مع نوح حتى هذه اللحظات العصيبات... كسر الصمت علينا العزيز ابا بكر مستغرباً وجود نوح وعرف انه يروم المغادرة قال له انتظر سآخذك معي في طريقي لأنني ذاهب الى النقابة العامة وسأوصلك الى الباب الشرقي(أي قلب بغداد)(أي يعوضه عن صعود سيارات النقل العام مرتين ويوفر له من الوقت الكثير) وطلب منه تحضير الشاي الطيب كما طيبة نوح. تركنا نوح كما العادة عندما يحضر أحد يغادر و لا يحشر نفسه...تعمدت ان لا أسأل أبا بكر(علي طالب) وتركته هو ان اراد يتكلم ...فربما في الموضوع اسرار تخصه او تخص من جاء معه ولا اريد ان يعتذر عن الجواب او يضطر لقول غير الحقيقة مجاملة لي. فقال. لم تسأل عن الزيارة فقلت له تركت لك ذلك فربما في سؤالي ما يضعك في حرج. قال هذه من أنقذتك ووضع أمامي مجموعة مذكرات رسميه سنعود اليها لاحقاً. قال ان مدير المصانع المركزية(أسمه علي عبد اللطيف/أبو سالي) وهو من سكنة منطقة كمب الأعظمية في بغداد قد ارسل الى دائرة أمن أبو غريب تقرير يفيد أنك تعرقل الإنتاج وتتعمد ايقاف المكائن عن العمل ولا تنفذ الأوامر بخصوص زيادة الإنتاج وقد حضر ممثل ألأمن للتحقيق بنفسه بعد ان اتصل بضابط الأمن وبالنقابة ومعه مجموعته(فعلاً عند دخولهم قاعة الإنتاج وجدوا المكائن متوقفة والعاملين يقومون بتنظيف وتعقيم المكائن والخطوط ولم يسأل أحد منهم عن أسباب ذلك)وأضاف مدير المصانع في تقريره من أن ذلك يعرقل امكانياتنا من تزويد قطعات الجيش والحرس الجمهوري باحتياجاتهم من المنتجات ونحن في حالة حرب مع العدو (الفارسي كما كان يقول اعلام الدولة)(يعني فيها خطورة كبيره وانا في وضعي ومن اسمي) وللتوضيح أن القصة بدأت عندما التحق السيد المدير بعمله منسباً من قبل الوزارة(وزارة الصناعة والمعادن) لمعالجة المشاكل التي كانت حسب رأي الوزارة تشل حركة الانتاج بعد ان نجح في أعادة تشغيل معمل عرق السوس/في الصويرة او قريب منها وقد باشر عمله فوراً بأسلوب بوليسي حيث باشر وهو يرتدي الملابس العسكرية الخاصة بالبعثيين(الزيتوني) وأخذ بأسلوب العقوبات حتى لأسباب لا تبرر العقوبة منطلقاً من أن التعامل بشده في اليوم الأول يجعل المنتسبين يفكرون الف مره قبل ممارسة اي مخالفه وان ذلك سيردع كل العاملين. وكان المسكين ينطلق في ذلك من فهم خاطئ او معلومات مغلوطه قدمت له او اسناد من الوزارة لدعم مسيرته لم يفكر انه في معامل تتعامل مع ماده حيوية قلقه حساسة عمر المواد الأولية محدد بزمن قصير جداً لا يتعدى اليومين وعمر تصنيعها وخزنها وتسويقا قصير جداً وهي ماده حساسة من حيث كونها ان تلفت تكون مصدر خطر على الصحة العامة ويمكن ان تتسب بأمراض كثيره او تكون واسطه لنقل امراض كثيره وان عيوبها او اسباب تلفها كثيره منها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية ولا يمكن مقارنتها بعرق السوس الذي يلقى بالأكوام في العراء لفتره قد تكون غير محدودة وان التعامل معه يمكن ان يتم بعد فتره طويله وكان سوء حظه ان التحق في بداية العام اي في موسم الشتاء حيث يقل الطلب على المنتوجات ..ومره اخرى كان سيء الحظ لأنه لم يعرف التعامل مع منتسبين تجمع بينهم العشائرية وصلات القربى لكون المصانع في منطقه ريفيه والعاملين فيها في اغلبهم من ابناء القبائل والعوائل من المنطقة وان المسؤولين الإداريين في الغالب من المنطقة وهم نفسهم المسؤولين الحزبيين فيها وسوء حظه مره ثالثه ان الحرب ادت الى التحاق الكثير من الكوادر الفنية والتشغيلية في خدمة الاحتياط العسكرية فكان هناك تغيير مستمر بالأيدي العاملة ونقص حاد تم معالجة البعض منه بالاعتماد على الأيدي العاملة العربية الوافدة من الأخوة المصريين والسودانيين وحتى من الهنود والصينيين والكثير منهم غير مؤهلين وكانوا عبئ كبير على العملية الإنتاجية كانت الطاقة المتاحة الإنتاجية في الشعبة التي اشرف عليها حوالي60طن/يوم(لا تقاس الطاقة الانتاجية هكذا وانما طن/ساعه بالنسبة لكل ماكنه لكننا نقدرها على عدد المكائن وملحقات العمل التي تلي انتاج المكائن من طاقات خزن وتبريد وتعطل المكائن وغيرها من الامور) ...لكن الإمكانية التسويقية في موسم الشتاء لسوء في التوزيع هو بحدود20طن..كنا خلال تلك الأيام ننتج بحدود30طن لنترك فائض احتياط للطواري وبالذات للقوات المسلحة او احتما التوقف الطارئ او لأي سبب في أول الأيام طلب مدير المصانع الجديد الإنتاج بالطاقات المتاحة لأثبات وجوده امام الوزارة شرحنا له مخاطر ذلك واحتمال التعرض الى نكسات قد تؤثر عليه وطلبنا منه التحرك باتجاه الزيادة بالتدريج ليكون هناك تصور صحيح امام الوزارة عن جهوده وان يحتفظ بهامش من الحماية له ولعمله وللإنتاج أجبر على الاقتناع بشكل نصفي ان صح القول فطلب القفز الى 40طن..لم تنفع معه النصائح وحتى الرفض لما يريد وعند إصراره طلبنا منه ان نتعامل بالمذكرات الرسمية ليثبت بها ما يريد ونثبت بها نحن المعلومات عن الانتاج اليومي وكمية الصادر للتسويق والباقي مدور ليكون الجميع بالصورة وحتى يتسنى له التفكير والقرار وان يعيد المذكرة المثبتة عليها ملاحظاتنا بعد ان يوقعها ويكتب ما يشاء من توجيهات عليها وان تكون نسخه من هذه المذكرة موجهه الى النقابة التي كانت تطلب يومياً تقارير عن الانتاج لترفعها الى المقر العام كما ترفع تقارير الدائرة الى الوزارة (وبالذات في المرحلة التي اطلق عليها النظام او اسماها مرحلة زيادة الانتاجية وكان الأعلام والدولة تركز اهتمامها على ذلك لأن صدام اطلق تلك الحملة...وكان يتم تقديم ارقام غير حقيقيه في التقارير اليومية والأسبوعية والشهرية أرضاً للقائد) انتجنا40 طن وتم تسويق 18طن فكتبنا له ذلك وحددنا الباقي من المنتج و مساحة المخازن المبردة فطلب ان يكون النتاج لليوم 50طن فتم له ذلك واخبرناه ان الرصيد والمنتج اصبح72طن والصادر الجديد25 طن فالباقي47طن وان الطاقة الاستيعابية للمخازن بحدود60طن قد تكون70 طن او اكثر قليلاً في مثل موسم الشتاء ونحن في نهاية كانون ثاني طلب النزول الى40طن فتم له ذلك وكان التسويق 15طن لأن ضخ اليوم السابق من الانتاج للسوق أثر على اليوم التالي واخبرناه ان المخازن اصبح فيها من الانتاج اكثر من 70طن وهي الطاقة القصوى وبداء الانتاج وبعد مرور اكثر من ثلاثة ايام اذا ما حسبنا يوم الانتاج بالتلف التدريجي غير المسيطر عليه لأن تكدسه يعني عدم توزيع البرودة على الجميع بشكل متساوي علماً ان فترة صلاحيته لا تتجاوز الأسبوع(سبعة ايام من تاريخ الانتاج أخذين بنظر الاعتبار ظروف الخزن في الأسواق وعند المستهلك) طالب باستمرار الانتاج فرفضنا ذلك هذه المرة وبقوه حتى بوجود مذكره رسميه منه وتعهده بتحمل كامل المسؤولية لأن تلك المذكرات والتعهدات كما نعرف قد لا تفيد من دون موقف رافض مثبت رسمياً. وبالذات بعد قيام الادارة بحملة اعدام جماعيه للإنتاج التالف ونقله ليردم في اماكن بعيده وكان تحت انظار البعثيين وكتاب التقارير وهموا كثر مع الأخذ بنظر الاعتبار ان السيد مدير المصنع صنع له ما يمكن ان نسميه اعداء له من خلال عقوباته الكثيرة تلك الأوراق او المذكرات التي قال لي أبا بكر(علي طالب) انها من أنقذتني هي تلك التي دارت بيننا وبين مدير المصانع لكنها لم تكن كافيه حيث بعد ثلاثة أيام أستلمنا أمر نقلنا أنا وزوجتي من أبو غريب الى مصنع البان المقدادية /في قضاء المقدادية(شهربان)التابع لمحافظة ديالى لنبداء حياة جديده مع شريحه اجتماعيه تختلف او لنقول ظروف عمل تختلف عن ظروف أبو غريب المحكومة بأمور كثيره لنلتقي التنوع هناك التنوع القومي والديني والمذهبي والعشائري(هذا أن صح أن يكون تنوع واقصد العشائري)وتنوع جغرافي وتنوع بيئي. نعود الى نوح الأنسان الكريم المسالم النقي البريء الصادق الكابت الصامت...وموقفه ذلك اعادني الى الوراء ما يقارب عشر سنين حيث التقيته أول مره وحيث اقترحت عليه العمل يوم الجمعة ليتفرغ ليوم الأحد وما يريد ان يقوم به فيه .أعرف طيبته ونقاءه وصدقه لكنني لم اتوقع منه كل تلك المشاعر التي كبتها عشر سنوات ليطلقها مره وأحده في ذلك اليوم وهو يعرف أنني مررت بمثل تلك المواقف واعتقد انه يعرف من خلال تواجده وحديث الأخرين أن لي أثنين من أخوتي تبحث عنهم السلطة منذ عام1979 وهم من الشيوعيين الذين غابوا عن أنظارنا وأنظار السلطة وهم من تبين انهم اصبحوا في عداد المضحين بأرواحهم يعرفونهم رفاقهم . نوح هذا الأنسان النقي اتمنى أن يكون اليوم بخير بعد كل تلك الماسي التي مرت على العراق. هذه الأمنية لا تعني انني افرح بسلامته ولا اهتم لمن فقدناهم فهم جميعاً ابرياء ببراءة نوح وطيبين مثل طيبته وبالذات من فقدناهم أبرياءً وبفعل اجرام القتلة المأجورين. سواء كانوا من قوات الاحتلال او عصابات الإرهاب او المسلحين المنفلتين من مليشيات او عصابات سرقه وأجرام واغتيالات أو عصابات البلاك ووتر(أخر ابتكارات وتصنيع القباحة الأمريكية المتجددة في ابتكار تنظيمات القتل وتشكيل هياكل يستفاد منها اصحاب المال وجديدها السجن الذي يعيش به ستروس كاهان مدير صندوق النقد الدولي...حيث تفتق العدل الأمريكي ليتمكن من تأجير سجن خمسة نجوم هو من يختار مكانه ومساحته وعوامل الترفيه فيه حسب امكانياته المالية) تحيه الى نوح ساعة التقيته وساعة كلمته وساعة تسببت له بقلق وساعة اوفى قيماً تربى عليها وساعة فارقته وساعة لا اعرف عنه شيء ....لأعرف أين أوجه كلماتي في المرة القادمة أن كان هناك متسع. وهنا أقول أو أتساءل. كم موقف كريم وجميل نحصل عليه من الأخرين لو فسحنا لهم بممارسة ما يريدون. وكم موقف ربما اكبر ولو ان موقف نوح هذا لا يمكن تحديد حجمه او مساحته لأنه نابع من عمق ووجدان وأحاسيس عميقه عمق ايمانه بما يؤمن وأيمانه بحرية ما يريد ان يمارس كم سيكون العالم جميلاً لو تكررت فيه موقف مثل موقف نوح وأسبابه. أنا باقتراحي البسيط ذلك(ان يعمل الجمعة ليتفرغ للكنيسة يوم الأحد) لم اسيء فيه لنفسي او عملي او الدولة ولكنني قلت لنوح ولو باللف والدوران هذا حقك وهو فهم هذا اللف والدوران. لماذا لي الحق ولغيري لا؟!!لماذا مسموح لي وامنعه عن غيري؟ لماذا اتلذذ بعدم تحقيق غيري ما يريد واقبل أن يبتسم غصباً أمامي. لماذا كبيره...حيرت الناس...أنتجت لماذات كثيره منها لماذا التجاوز على القيم النبيلة ولماذا الإساءة للحياة وجمالها متى يتعلم المتقلبون في تصرفاتهم والمزدوجين فكرياً وحسب تغير الساعة انه كما هو حقهم فأن للأخرين حقوق ايضاً ...................................................................................................................لجزء الثاني/يوئيل وصالح
#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التنويري السلفي
-
منغولي في ماليزيا
-
يحكى أن
-
الحوار المتمدن في اليونسكو من جديد
-
الثورات....و غيرها
-
رساله دينيه
-
الى عيد العمال العالمي
-
الشك في اعجاز القرآن
-
الثورات العربيه/ وقفات واخرى
-
الحوار المتمدن في اليونسكو
-
ماذا سيحدث في مصر
-
الى الحزب الشيوعي العراقي/حسبتك
-
رساله الى الأخ بشار الأسد
-
يا ورد قدم ورد للورد
-
عبد و حمد و فهد
-
يمه
-
لن يسقط أو يرحل القذافي/لماذ
-
ثورة البحرين/والأبي الركابي
-
ليس دفاعاً عن المالكي/جمعة الغضب والدكتور قاسم حسين صالح
-
رأيت
المزيد.....
-
برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع
...
-
إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه
...
-
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
-
مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
-
العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال
...
-
اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
-
هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال
...
-
ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
-
مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد
...
-
موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|