أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - وفاء سلطان,كل عام وأنت بخير














المزيد.....

وفاء سلطان,كل عام وأنت بخير


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 20:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كان يقول (غاندي ) عن نفسه بأنني سياسي يسعى لأن يكون قديسا, وقال عنه أصحابه بأنه قديس يحاول أن يكون سياسيا, وهذا لا يختلف عن بعضه البعض وهو مثل صاحبتنا الدكتورة وفاء التي يراها كل معجب بها قديسة تسعى لأن تكون سيدة سياسية أو سيدة مجتمع مدني بحق وحقيقي كرّست حياتها من أجل التنوير ومن أجل أن تخوض في قضايا فكرية لم يستطع أن يخوضها أقوى المفكرين العرب من أدباء وسياسيين وعلماء دين وأكادُ أيضا أن أقول عنها بأنها (ملائكة تمشي على الأرض) أو (ملائكة تسعى لأن تكون بشرا عاديا), ولا أخفي عليكم قصة إعجابي فأنا لم اُعجب بحياتي إلا بسيدتين وتكاد أن تكون وفاء سلطان السيدة رقم واحد لما أكنه لها من مشاعر ود وصدق واحترام وإعجاب بامرأة من أصل عربي وإسلامي استطاعت أن تتجاوز الموروث الديني والاجتماعي بكل صدقِ وبكل شجاعة , وأريد أن أقول لها هذا اليوم بمناسبة عيد ميلادها (كل عام وأنت بخير) ولطالما قلتها أكثر من مرة لها في قلبي وفي سري ولكن هذا اليوم سيخرج سري من صدري إلى صدوركم وآذانكم.
وحتى وإن باعدت بيننا المسافات والقارات والسنون والأيام فهذا لا يعني أنني لن أستطيع أن أحتفل بعيد ميلادك, فكل عام ووفاء سلطان بخير مثل زنبقة وردية على ماء نبعِ شامية, وكل عام وأنت كما أنت , كل عام..وكل فصل صيف وكل فصل شتاء... وكل شهر...وكل نصف شهر...وكل أسبوع..وكل يوم..وكل ليلة..وكل ساعة..وكل نصف ساعة..وكل ربع ساعة..وكل عشر دقائق..وكل خمس دقائق..وكل دقيقة..وكل ثانيه..وكل لحظه..وكل رمشة عين وأنت يا ست وفاء بخير وأمن وسلامه.

وكل عام وأنت تحلقين بعيدا دون أن تعودي إلى الأرض, فأنت الإنسانة الوحيدة التي تُحلق وتطير بعيدا دون أن تعود إلى الأرض, أنت ترفضين العودة إلى الأرض, وأنت ترفضي أن تكوني إنسانة عادية مثل أي إنسانة شرقية, فأن تكوني إنسانة عادية فهذا معناه أنك لن تكوني أبدا وفاء سلطان.

أنا لا أجامل الناس, ولا أجامل أحد, والذي على لساني أقوله مهما كان الثمن, وبعض الناس امتدحتهم بحياتي مرة واحدة وندمت على ذلك ندما شديدا إلا أنت يا ست وفاء فحتى اليوم لم أندم على مدحي وإطرائي لك وحتى اليوم لم أندم على معرفتك, فبعض الناس نندم على معرفتهم وعلى اليوم الذي عرفناهم به إلا أنت كل يوم أقول لنفسي )كيف لم أعرف هذه السيدة من ذي قبل) أنت درة التاج الشامي وأنت ريحانة السريانيين وأنت قمة المخلصين للقضايا الثقافية بوجه عام فكل عام ووفاء سلطان كما هي وفاء سلطان, وكل عام ووفاء سلطان بخير, وأتمنى أن ألقاك في العام القادم كما أنت وفاء سلطان التي عرفتها والتي أعرفها والتي أحبها فأنا لا أريد منك أن تزدادي أو تنقصي أو تطولي أو تقصري, فأنا أريدك كما أنت بريئة جدا ونقية من أجل النقاء وبريئة من أجل البراءة , وأتمنى أن لا تتغيري أبدا وأتمنى أن لا تغيرك الليالي والسنون وأتمنى أن تبقي كما أنت, لا أريد أن أكرر عبارات مستهلكة, أريد أن اجعل من هذه البطاقة قطعة أدبية تعيش لأجيال وأجيالٍ وأجيال, أريد من وفاء سلطان أن لا تتطور بل أريدها أن تبقى كما هي فيكفينا تطورات ويكفينا طفرات ويكفينا تنقلات وتباعد وأسفار ومسافات ما بيننا كثيرة, لا أريد منك أن تتطوري أكثر أريدك كما أنت وفاء التي عرفتها الإنسانة التي تشعر بوخز الضمير والتي تشعر بآلامنا كعرب وكمسلمين نعيش في بيئة تضطهدنا دينيا واجتماعيا وسياسيا وعسكريا, أريدك أن تبقي كما أنت في نفس الشارع وفي نفس البيت وفي نفس المدينة وفي نفس الشقة, أريد من وفاء سلطان أن تبقى هكذا تذكرني بقيمتي الأدبية والثقافية فهي أول إنسانة التقيت بها في حياتي لقاء يختلف عن لقائي بكل الستات والنساء أللواتي عرفتهن في حياتي, فأنا واجهت امرأة لا ترقص ولا تغني ولكنها تجعلني أطرب من غير أن ترقص ومن غير أن تغني, وهذا نادرا ما يحدث ليس على الصعيد العربي بل على الصعيد العالمي, فكل نساء العالم اللواتي يجعلن الناس يطربون أو يرقصون يكُنّ على الغالب إما مطربات أو راقصات أو عارضات أزياء, إلا وفاء سلطان فهي امرأة تجعل الناس تطرب من غير أن تغني لهم وتجعل الناس يرقصون من غير أن ترقص لهم, وتجعل الناس يقومون من أمكنتهم ليقتربوا منها أكثر من غير أن تكون عارضة أزياء, إنها وفاء سلطان التي نحتفل هذا اليوم بعيد ميلادها وأكاد أن أعتبر نفسي أول رجل في العالم يحتفل بعيد ميلاد الغائب.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقيدة,القبيلة,الضرائب
- ما هي الرومانسية؟
- كلمات لم يستعملها العرب
- أفلام قديمه ومحروقه
- الاسلام على حقيقته
- ليس لدي منصب أستقيل منه
- ادارة الأزمات
- اقتراح توفيق الحكيم
- أفكار سخيفة
- عزيزي القارئ من فضلك أقلب الصفحة
- البحث عن السعادة
- أنا من عالم آخر
- صحابة شربوا الخمر
- كلابنا
- اعتصام الأطباء الأردنيين
- هل تستطيع تقييم الآخرين؟
- على قيد الطفولة, لجواهر الرفايعه
- حزّر فزّر
- الدورة مرة أخرى
- البحث عن مشكلة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - وفاء سلطان,كل عام وأنت بخير