مالفرق بين الانسان والهه ؟

محمد صادق

الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 19:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

باعتقادي ليس هناك اي فرق بين تصرفات الانسان وتصرفات الاله وانما هو توزيع ادوار بينهما والاثنين يكملان نواقص الانسان ويعملان جاهدين لتنفيذ رغبات الذكرمن القوة موطن الضعف فيه.
فالانسان الذي لايستطيع ان يفعل وينفذ كل رغباته في الارض وهي خارج نطاق قوته قد استطاع ان يوكل كل هذه المتطلبات والاحتياجات والتمنيات بالخلود الى هلامية اسطورية وشخصية مجهولة صعبة المنال والتحقق والتحليل وهو الاله المجهول المفقود الحاضر الغائب دوما والذي ليس له عنوان , والاثنان تراهما متعطشان للحروب و للدماء والتعذيب بالنار وتواقان لهوس الجنس الخيالي واللامعقول .
وكما افلام الكارتون تومي وجيري هو منتوج انساني صرف فانني اعتقد ان فكرة الالهة منتوج انساني ايضا ومن يدري بعد الف عام فربما يتحول جيري الشخصية الكارتونية الحالية الى اله او نبي او ربما الى صيغة تحكم العالم.
فالقوة التي لا تتوفر في جيري تجدها جاهزة عند تومي والحيلة والمكر اللذان لايتوفران في تومي يتفنن بهما جيري , فالصراع مستمر بين الضعف والقوة وبين الخير والشر كلعبة جيري وتومي, بين الحيلة التي يمتلكها الضعيف جيري وبين القوة التي يمتلكها تومي , وبين الاقل مكرا وادهى الماكرين.
ولما كانت فكرة الاله هو منتوج انساني ضعيف كما اعتقد كما فلم كارتون تومي وجيري هو انتاج نفس عقل الانسان الذي لايزال يواجه الضعف امام قوة الطبيعة و الابتكارات والابداعات ونظريات العلم , استمر الانسان والاله بتقمص دور احتياجات الاخر كتومي وجيري .
هتلر كان الاها انسانا وصدام كان يمثل دور الاله كانسان على ارض العراق فكما دوما للاله طبالين ومزمرين ومعابد كان لصدام طبالين ومزمرين ومؤيدين ومناصرين ومنظمات حزبية للعبادة فالطرفان المؤيدان للالهين كانا يمارسان احتياجاتهما لتقمص القوة المفقودة وللتغطية على ضعف انسان الطرفين.
لكل من الاله وهتلر وصدام وكل المتقمصين لدور الالهة وسيلتين لا ثالث لهما يجتذبون المؤيديين بواستطهما وهي اما ان تكون معي وتنفذ اوامري وتعبدني فالجنة والخلاص الابدي لك واما ان تكفر بي فنسلمك الى الذين كلفناهم بمتابعتك ومتابعة غيرك من المؤمنين والقصاص منك وماءواك بئس جهنم والنار .
انا اشفق على الرؤساء والملوك العرب الان لقد اعتبروا انفسهم الهة واصناما لا يجوز الاقتراب منهم,
مالفرق بين اله يدعوا الى عبادته لانه هو السبب في وجودهم وبين دكتاتور يدعوا الى تقديسه لانه يوفر لهم البطاقة التموينية؟
مالفرق بين اله يخوفنا بمديرية الامن ووزارة جهنم وبجيش من الملائكة المخبرين المعشعشين على اكتافنا يكتبون التقارير اللحظية عن تصرفاتنا ويدونون في كنيتنا صباحا مساء جملة هرب ومن ثم عاد او عاد الى الصف الوطني وما ان يرتكب خطيئة يبلغون بهربه والتحاقه بصفوف المعارضين او الملحدين وبين رئيس او حتى رب عائلة ودكتاتور يمتلك ويخترع فنون التعذيب ويتفنن في استحداث انواع دوائر الامن بمختلف التسميات؟
مالفرق بين اله يدعوا الناس له خمس مرات في اليوم الواحد الله اكبر وبين رئيس او ملك ينتعش عند سماعه ربما اكثر من خمس مرات في اليوم عاش القائد المبجل ؟
مالفرق بين اله يقر لمعبوديه الاستمتاع بما ملكت يمينهم ويسارهم وبين رئيس او ملك له عشرات الخليلات يمنة ويسرة؟
ما الفرق بين اله يشجع على القتل وما اكثر ايات القتال وبين رئيس وملك يمارس القتل يوميا لمعارضيه وما اكثر الشعارات الثورية؟
مالفرق بين اله يكافئ عبيده بالاحلام والحواري ويتعهد احراره بالنار وجهنم وبين رئيس او ملك يكافؤ ازلامه بالحياة السعيدة ويلعن مخالفيه ومعارضيه بالعذاب ؟
مالفرق بين اله يستفرد بالسلطة الابديه دون الهة اخرى وبين دكتاتور يرث العرش لابناءه؟
مالفرق بين هوائيات ولاقطات منارات المعابد ونواقيسها وبين هوائيات ولاقطات اذاعات الحكومات الرسمية؟
مالفرق بين اله يستجوب الاموات في قبورهم ويكلف ملكين من الشرطة السرية مفتولين العضلات اسودين من دائرة امن ملائكته وبين استجواب اجهزة امن الرئيس والملك؟ كلاهما يستجوبان الاموات.
كلها مفاهيم للاستئثار والحفاظ على السلطة مدى الحياة وبعد الموت فالاله لايموت والدكتاتور يهديها الى اولاده بعد الممات.
تومي يريد السيطرة الابدية بقوته , وجيري يحاول الحفاظ بجلده بحيلته ومكره وكل الماءسي التي يواجها الانسان هو من انتاجه الردئ قبل اكتشاف الكهرباء ومن ناتج ضعفه وهدفه بالخلود.
لا فرق بينهما ..... فالانسان يمارس حيوانيته الشرسة المفقودة من خلال تقديس شراسة وعظمة الالهة والملوك .........

#محمد_صادق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات