أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - لا تمرغوا أسم السيد السيستاني بالتراب أيها الطائفيون؟















المزيد.....

لا تمرغوا أسم السيد السيستاني بالتراب أيها الطائفيون؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1012 - 2004 / 11 / 9 - 11:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم أتعرف على آية الله العظمى السيد على السيستاني ولم أقرأ له الكثير, ولكني تعرفت على نخبة من المرجعيات الدينية الشيعية منذ الأربعينات وقرأت للعديد منهم بعض الكتب والأحاديث واطلعت على اجتهاداتهم في الكثير من القضايا الحياتية المهمة. لم يكن ديدن هذه المرجعيات التدخل في السياسة بقدر ما كان تقديم النصح والمقترح لهذه الحكومة أو تلك في ما تراه في بعض الأمور العامة. وقلة من أولئك الكبار من آيات الله العظمى من تدخل بالسياسة مباشرة, وكلهم كانوا بعيدين عن زج الدين بالسياسة كما تفعلها الأحزاب الإسلامية السياسية, سواء المعتدلة منها أم المتطرفة, كما أن المرجعيات الدينية لدى الشيعة في العراق تختلف كلية عن المرجعيات الدينية الشيعية في إيران في الموقف من ولاية الفقيه المعمول به في إيران والمرفوض العمل به في العراق. وهذا الموقف هو الذي تمارسه الحوزة العلمية في النجف. وهو فارق كبير جداً ويحتل أهمية كبيرة بالنسبة لسكان العراق عموماً والشيعة على نحو خاص.
كانت مشاركات السيد السيستاني خلال الفترة المنصرمة بعيدة عن التدخل المباشر في السياسة اليومية, وكان موقفه واضحاً لا لبس فيه من القضايا الوطنية العامة التي تقترب وتتطابق مع موقف العراقيات والعراقيين عموماً الذي رأى خلاصاً من نظام مستبد في ما جرى في العرق, ولذلك فهو لم يدعو إلى مقاومة المحتل بالقوة, ولكنه كان يدرك بأن الاحتلال ينبغي له أن ينتهي عندما تستقر الأوضاع في البلاد وأن الشعب, كما المرجعية يرفضان الاحتلال. ولم يرفض مشاركة القوى العراقية في مجلس الحكم الانتقالي أو الحكومة الانتقالية الجديدة, ولم يؤيد الطريقة الصبيانية الطائشة التي مارسها السيد الصدر واستخدامه العنف الشرس في علاقته مع الوضع في العراق, وهو الذي ساهم بإيجاد حل إيجابي للوضع في النجف عندما تأزمت الحالة الأمنية هناك وأصبح الوضع قاب قوسين أو أدنى من اجتياح المدينة للقضاء على المقاتلين والإرهابيين فيها. وهو الذي دعا أيضاً إلى وضع جدول زمني لفترة الانتقال ومنها إجراء الانتخابات العامة, ومن ثم البدء بالعمل لإنهاء الاحتلال.
لم يكن في كل ما اقترحه حتى الآن يتميز بالموقف الطائفي أو التمييز بين الطوائف, إذ أنه يدرك تماماً كم هو مقيت وسيء اتخاذ مواقف طائفية تعمق الخلافات في الشارع العراقي ولا تساعد على حل المعضلات بطريقة سليمة. إنه صاحب مذهب في الإسلام هو المذهب الشيعي, كما أن هناك أصحاب مذاهب أخرى. وبقدر ما يحترم الإنسان مذهبه يحترم المذاهب الأخرى ويمنحها بقدر ما يطالب بالحرية لأتباع مذهبه, يطالب بها لأتباع الديانات والمذاهب الأخرى. ولهذا حظي السيد السيستاني باحترام العراقيات والعراقيين, وهو غير طامع لنفسه أو لمقلديه بمواقع متميزة بالحكم أو بالمجتمع, ولا لأتباع المذهب الشيعي, إذ أنه إذا ما طالب بذلك فسيضع نفسه في موقع التمييز, وهي كما أرى, غريبة عنه. يدرك بأن العراقيات والعراقيين من أتباع المذهب الشيعي جزء من هذا الشعب, كما أن هناك أجزاءً أخرى مثل أتباع المذاهب السنية المختلفة, وكذلك أتباع الديانة المسيحية والصابئة المندائية والإيزيدية والكاكائية أو غيرها, الذين يشكلون جزءاً أصيلاً من هذا المجتمع ولهم من الحقوق والواجبات ما لغيرهم من المواطنات والمواطنين من العرب والكرد والقوميات الأخرى.
ومن هنا لا يمكن فهم ولا يمكن القبول بمحاولات بعض القوى والشخصيات السياسية العراقية من أتباع المذهب الشيعي الدعوة إلى تشكيل جبهة للأحزاب الشيعية, وكأن المعركة هي بين الأحزاب الشيعية والأحزاب السنية أو أنها معركة مع الأحزاب والقوى الأخرى من أتباع الديانات الأخرى. كما لا يمكن فهم محاولة زج اسم السيد السيستاني من جانب بعض القوى في هذا المستنقع الطائفي الضحل الذي بالكاد انتهينا منه بسبب ممارسته الوقحة من جانب النظام الصدّامي عملياً, ولكن ليس بالصيغة الرسمية يل عملياً, في حين يسعى أتباع بعض الأحزاب السياسية الشيعية إلى دفع الأمور بالاتجاه الطائفي النتن الذي لا يجوز إغراق العراق به وبكوارثه.
إن الانتخابات القادمة يفترض أن يتم خوضها على أسس وطنية وديمقراطية ووفق برنامج لإعادة الاستقرار والطمأنينة لنفوس كل العراقيات والعراقيين وإعادة بناء العراق وتطوير التنمية الاقتصادية والبشرية .. الخ, وبعيداً عن زج أتباع المذاهب المختلفة في معركة من هذا النوع, إنها الطامة الكبرى حقاً إن بذلت بعض أحزاب الإسلام السياسي الشيعية جهودها لزج العراق بهذا الوحل الذي لن يخرج منه أحداً سالماً معافى, وهذا ما تسعى إليه الجماعات الإيرانية المتشددة والمتميز بالطائفية المقيتة. هذا هو أحد أشكال التدخل الإيراني في الوضع العرقي الإيراني, ومن هنا تنهال الأموال على بعض قوى الشيعة لتشكيل مثل هذه الجبهة الشيعية البائسة. وهذا هو ما تسعى إليه الجماعات الوهابية المتطرفة في العراق مسنودة بالقوى الوهابية المتعصبة والمتطرفة في السعودية التي أصدرت فتوى الجهاد في العراق, وهي التي تسعى أيضاً تشديد الأجواء الطائفية في العراق وتصب في طاحونة القوى الإرهابية المجرمة.
إن كان البعض يريد أن يكون طائفياً, وهو يختلف عن مفهوم المذهب, فهذا خياره البائس الذي يرفضه الإنسان الواعي والمدرك لمصلحة شعبه ووطنه, ولكن عليه أن لا يزج اسم السيد السيستاني بهذا المعمعان غير اللائق, عليه أن يبعد من محاولة تمريغ اسم السيد السيستاني بالتراب والوحل.
إن حياة العراقيات والعراقيين المشتركة تنبع من كونهم مواطنات ومواطنين في جمهورية واحدة يتمتعون بحقوق وواجبات المواطنة المتساوية ولا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى, ولا فرق بين أتباع القوميات والأديان والمذاهب المختلفة إلا بقدر ما يقدمون للمجتمع من خدمات.
أتمنى على أتباع ومقلدي السيد السيستاني في العراق وخارجه من العراقيات والعراقيين أن يحتجوا على ذلك وأن يطالبوا برفض هذا النهج الفكري والسياسي غير العقلاني, وأن يفكروا بأن من حق أتباع المذهب الشيعي أن يكونوا أحراراً في مواقفهم الفكرية والسياسية وأن لا يوضعوا في قالب التمايز والتمييز الطائفي الذي رفضوه عندما مارسه النظام المخلوع, ورفضه العراقيون عندما مورس من جانب الدولتين الفارسية والعثمانية في القرون السالفة. وهو مرفوض منهم اليوم أيضاً حين يحاول البعض تكريسه في الحياة السياسية العراقية. فالعراقيات والعراقيين يسعون اليوم إلى إقامة نظام ديمقراطي فيدرالي حر يحترم جميع القوميات والأديان والمذاهب ولا يتدخل في شؤونها ويرفض الإساءة إليها أو التدخل في شئونها, كما يحترم بقية أصحاب الأفكار والآراء السياسية, ويصر على احترام وممارسة المبادئ الواردة في لائحة حقوق الإنسان.
برلين في 7/11/2004 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !بوش الابن والأوضاع السياسية في الشرق الأوسط
- هل من مخاطر محدقة بانتقال الإرهاب في العراق إلى دول منطقة ال ...
- ما هي الأسباب وراء لاختراقات الراهنة من قبل فلول النظام المخ ...
- إلى أنظار المجلس الوطني ومجلس الوزراء المؤقتين كيف يمكن فهم ...
- هل بعض قوى اليسار العربي واعية لما يجري في العراق؟ وهل يراد ...
- هل التربية الإسلامية للدول الإسلامية تكمن وراء العمليات الإر ...
- ما الهدف الرئيسي وراء الدعوة إلى محاكمة الطاغية صدام حسين ور ...
- الولايات المتحدة, العالم والعراق
- هل لوزارة الثقافة معايير في النظر إلى الثقافة والمثقفين؟
- إعلان عبر الإنترنيت إلى دور الطباعة والنشر العربية
- هل أمسك الدكتور ميثم الجنابي في تعقيبه بجوهر ملاحظاتي أم تفا ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خير الدين حسيب التي عرضها ف ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خير الدين حسيب التي عرضها ف ...
- فكر وسياسات الدولة السعودية والحوار المتمدن! غربال السعودية ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خير الدين حسيب التي عرضها ف ...
- من المسئول عن سقوط القتلى والجرحى يومياً في العراق؟ رسالة مف ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خيري الدين حسيب التي عرضها ...
- ما هي المشكلات والقوى التي تساهم في تعقيد الوضع الراهن في ال ...
- !إحذروا جواسيس فلول البعث الصدّامي والإرهاب في الخارج
- حوار مع الدكتور ميثم الجنابي حول مقاله عن الهوية الوطنية وال ...


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - لا تمرغوا أسم السيد السيستاني بالتراب أيها الطائفيون؟