أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد تركي - جا متردلي!!














المزيد.....


جا متردلي!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 12:50
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بمعجزة من معجزات نظامنا التعليمي، نَجح لطيف (أو لطيّف كما يناديه أقرانه) في الوصول إلى الامتحانات الوزارية للصف السادس الابتدائي مكملاً بدرسين. المعجزة ليست في كونه (دجة دبل) فقط، بل لكون عائلته أيقنت ـ منذ زمن بعيد ـ أن التحصيل الدراسي ليس أكثر من ترف وسنوات ضائعة بلا فائدة. بمعجزة ـ أيضاً ـ نال الابتدائية متفوقاً على كثيرين من أقرانه المجتهدين، برغم أنه بالكاد يستطيع أن يتهجى اسمه!!
لم يكن عليه أن يقرأ أو يستذكر شيئاً مما علق في الذاكرة من شرح معلم لمادة دراسية، لم يكن عليه أن يستعيد جواب سؤال وجّه لزميل.. لم يكن عليه أن يلجأ إلى (البراشيم) لأنه ببساطة شديدة لن يتمكن من معرفة الجواب المختبئ في الأوراق الصغيرة.. كل ما عليه فعله أن يجلس في قاعة الامتحان وينتظر.. ينتظر خروج الطلبة تباعاً.. ينتظر أن يبقى وحيداً إلا من المعلم المسؤول عن القاعة الامتحانية، فهو يعرف بالفطرة ـ والخبرة أيضاً ـ أن المعلم يريد أن ينهي هذا اليوم من الامتحان ليباشر تصحيح الدفاتر أو يعود إلى بيته.. يعرف أن المعلم المسؤول سيتقدم إليه مذكراً بقرب انتهاء الوقت المخصص، فيفاجئه بجملة يشحنها بكل براءته وظرفه وتوسله (جا متردلي).. يعرف سحر الكلمة ووقعها اللطيف الذي ـ غالباً ـ يثير في المعلم الضحك والإشفاق والرغبة في مساعدة ولد (شاطر) يعرف كيف يصل إلى القلوب!!
نحتفل ـ غالباً ـ بكل من نطلق عليه (شاطر، سبع، لوتي)، نعينه ونساعده في الوصول إلى أهدافه مهما خرق نظماً وقوانين، ونتجاوز مسؤولياتنا وواجبنا وأخلاقيات مهنة لإحساسنا بالمرح الممزوج بالإشفاق، بحيث يصبح من الواجب أن نمدّ يد العون والمساعدة من دون أن نستشعر تأنيباً لضمير.. ضمير يفقد راحته إن طبق قانوناً أو أوقف متجاوزاً عن تجاوزه.. نساعد لصاً على الهرب لأنه (خطية).. ونمكن فاسداً من الإفلات لأنه (سبع).. ونتغاضى عن مسيء لأن الإساءة لن تتوقف به!!
لطيّف تجاوز الابتدائية، ومن المرجح أنه سيصل إلى الجامعة، وقد ينال الدكتوراه.. لطيّف عرف كيف يجد له مكاناً بين المتفوقين والمجتهدين.. عرف أن عبارته (جا متردلي) فتحت وستفتح له مغاليق أبواب كان يقال له أنها لن تفتح إلا بالكد والسهر والعرق.. لطيف يأمل ويحلم أنه سيصبح مسؤولاً كبيراً ذات يوم.. من يدري، لعل من سبقوه ليسوا أفضل حالاً منه.
كنت أؤنب أبنائي إن تكاسلوا وفرطوا بالجهد والوقت.. أنصحهم ـ دوماً ـ بما كان والدي يردده مراراً ( من جد وجد) و(اتعب تلعب)، وأن يتخذوا المتفوقين والمجتهدين أسوة وأصدقاء لهم.. اليوم سأنصحهم أن يصيروا (شطار وسباع) مثل لطّيف، فإن لم يتملكوا مواهبه فلا بأس أن يتخذوه رفيقاً وخليلاً وصديقاً، فقد يشفع لهم وينفعهم يوماً حين يصبح وزيراً!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمر حلال!!
- حنين!!
- بكى لوريا!!
- بين برلمانين
- خسارتهم ربح!!
- بركات السجون!!
- افتضحوا.. وتبرأنا!!
- أسرع.. أسرع!!
- لن يأتوا اليوم.. سيأتون غداً!
- مزوّرو الشهادات.. يتظاهرون!!
- أقوال.. وأقوال فقط !!
- لنلغ هيئة النزاهة
- المهنية والمصداقية والإعلام الموجه
- وطن أوسع من الأحلام
- الدم الملوث!
- آسف.. نحن لا نعتذر!!
- أعيدوا شبابي!
- ثورة قد تفضي إلى ظلام!!
- الإصغاء.. فن!!
- صگر فويلح!!


المزيد.....




- -جزيرة إنستغرام-.. أكثر من 200 زلزال يضرب سانتوريني في اليون ...
- -لم أتوقف عن البكاء-.. رصاصة تخترق جدار منزل وتصيب طفلًا نائ ...
- تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا ...
- -9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش ...
- الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي ...
- الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
- كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
- ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
- نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك ...
- دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد تركي - جا متردلي!!