أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - الفلوجة كانت ستكون عاصمة الدولة الطائفية !















المزيد.....

الفلوجة كانت ستكون عاصمة الدولة الطائفية !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1012 - 2004 / 11 / 9 - 08:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم يأت اختيار الارهابيين ، الطائفيين لمدينة الفلوجة العراقية ، كمركز مهم لتواجدهم ، وادارة عملياتهم الارهابية منها ، اعتباطا ، فلقد عمل صدام الساقط ، واتباعه في حزب البعث على أن يصطفوا صطفافا طائفيا ممقوتا ، وقد تجلى هذا الاصطفاف واضحا في قيادات الحزب ، وفي المراكز المهمة من الدولة والجيش ، ومن اجهزة الامن العديدة ، ومع هذا فقد اكتشف صدام ، بعد ذلك ، أن جميع عناصر القوة المرتكزة على اساس طائفي وعشائري لم تنفعه حين هبت جماهير شعبنا في الانتفاضة الميمونة التي التهبت نيرانها من جنوب العراق في شهر اذار سنة 1991 م ، وبعد هزيمة جيشه على يد القوات الامريكية في الكويت ، تلك الهزيمة التي ساعدت على قيام تلك الانتفاضة التي فضحت زيف صدام وحزبه من أن الشعب العراقي يقف معه ، ويذود عن حكمه في وقت الشدة ، مثلما كانت ابواق اعلامه الكاذبة تصور ذلك للناس في داخل العراق وخارجه ، تشد من أوزارها في هذا المضمار ابواق اعلام عربية واجنبية اشتراها صدام في دول عربية واجنبية كثيرة ، وباموال الشعب العراقي المغلوب على أمره 0
وعلى اساس من درس الانتفاضة البليغ ذاك ، حاول صدام أن يزج الطائفة السنية معه في حربه لعموم الشعب العراقي ، وباسلوب البعثيين المعروف عنهم في اللعب على أكثر من حبل ، حين تدعو الحاجة الى ذلك ، فاليوم هم ماركسيون اكثر تمركسا من ماركس نفسه ، وثوريون أكثر ثورية من كاسترو ذاته ، ولكنهم غدا ، وفي حال كحالهم اليوم ، أطول لحى من ملا عمر وابن لادن ، وأقصر ثيابا من الوهابية قاطبة ، وبذا فقد عمد صدام بعد الانتفاضة تلك الى التسربل بسربال الدين ، والتقرب الى التنظيمات الدينية السنية ، عراقية كانت أم عربية واجنبية ، فانعقدت في بغداد مؤتمرات اسلامية شعبية ، وتوثقت صلات بين نظام صدام ، وبين تنظيمات دينية ارهابية مثل منظمتي القاعدة ، وطالبان ، وراح يغدق باموال العراقيين على التنظيمات الدينية الفلسطينية من مثل الجهاد وحماس ، وبهذه الموال المسروقة من جياع العراق صار هو صدام صلاح الدين الايوبي ، وناصر الدنيا والدين ، فهتف باسمه تجار الشعارات ، وارتفعت صوره عالية على الأكف في المظاهرات 0 وفي الوقت نفسه كان صدام يخطط لحفظ نظامه في العراق بطريقة مختلفة تماما هذه المرة ، لا يعتمد فيها على الجيش ، ولا على أجهزته الامنية ، ولا على حزب البعث الذي أكره اغلب اعضائه على الانتماء اليه كرها ، فكل هذه الاسوار التي اشادها هدمها المنتفضون خلال ساعات من قيام الانتفاضة تلك ، ولهذه ا راح صدام بعد تلك الانتفاضة يلوذ بالطائفة السنية ، فاطلق صفة البياض على المحافظات التي يقطنها ابناء السنة من العراقيين ، والتي لم تشارك بانتفاضة آذار ، فصار يسميها ، بمناسبة ودون مناسبة ، بالمحافظات البيضاء ! وفي الوقت الذي صار به يسمي ابناء المحافظات الثائرة على جوره وظلمه بابناء الزنا ! أما المحافضات الكردية ، فقد خصها باسم منذ سنوات وهو الجيب العميل ! اما أهل الاهوار الذين صعدت منهم نيران الانتفاضة الاولى ، فقد تبرع لهم باصل جديد ، وهو أنهم هنود سباهم محمد بن قاسم الثقفي مع جواميسهم في فتواحات الحجاج بن يوسف الثقفي لبلاد الهند والسند !
لقد كان صدام يعتقد قبل أن تشن امريكا حربها الاخيرة عليه ، وتزيله هو ونظامه من على صدر العراق ، أن الخطر الحقيقي الذي يتهدده هو هبة جماهيرية عاصفة على غرار انتفاضة اذار المباركة ، وأن أكبر خطر سينزل به سيأتيه من جنوب العراق ، ومن شماله ، وليس من المحافظات البيضاء ! ولهذا عمد على فعلين اثنين ، مهمين ، يجسدان عتقاده هذا ، الأول قيامه بتكوين جيش جديد من ابناء محافظات العراق جميعها ، باستشناء المحافظات الكردية ، اسماه : ( فدائيو صدام ) ! تتمثل مهمته في قمع أي تحرك جماهيري يحدث لاي ظرف طاريء كان ، وهذا مايؤيده علي حسن المجيد ( علي كيمياوي ) قائد المنطقة الجنوبية قبيل الحرب الاخيرة ، وهو يخاطب افرادا من فدائيي صدام في البصرة بقوله : عليكم أنتم بالغوغاء ، وتركوا لنا الامريكان 0 والغوغاء هو اللفظ الذي اطلقه اعلام النظام على كل عراقي اشترك في انتفاضة آذار المجيدة ، يضاف الى قول علي الكيمياوي هذا ما نقل عن طه ياسين رمضان من سجن ابو غريب القابع به الآن قوله : إن صداما كانت يعتقد أن الامريكان لا يريدون شن حرب عليه ، وكل ما سيفعلونه هو أنهم سيشنون غارات جوية وحسب ، ولهذا فقد كان كل خوفه يأتيه من الشعب العراقي 0
يأتي ، بعد ذلك ، الفعل الثاني الذي يبدو أن صدام قد أحاطه بسرية تامة ، وكتمان شديد ، وهو حفظ كميات هائلة من السلاح والعتاد ، وعلى مختلف صنوفه في مخازن حصينة تحت الارض ، أعدت اعدادا خاصا مسبقا ، وفي حدود مساحة المحافظات البيضاء التي كان يريد لاهلها أن يهبوا لنصرته ، حين تأتيه جموع الشيعة من الجنوب ، والاكراد من الشمال، وعندها سيكون هو من يمتلك ميزة التفوق بالسلاح الفتاك المخزون في باطن الارض ، ومما يؤكد هذا هو العثور المستمر على مخازن هذا السلاح من قبل مفارز الحرس الوطني وجنود الحلفاء ، وفي حدود المساحة التي ذكرتها قبل قليل ، ومثلما فكر صدام في اعداد مخبئا له تحت الارض فقد فكر كذلك بمركز عمليات يقود حربه الطائفية ، المقدسة منها ! ويبدو أن أختياره قد وقع على مدينة الفلوجة ، ولجملة من العوامل من بينها قربها الى بغداد العاصمة ، ووجود اعداد غفيرة من حرسه ، ومن أجهزهته الأمنية من بين أبنائها ، يضاف الى ذلك سهولة الاتصال منها بكل مراكز وبلدات المحافظات البيضاء ، كما عمل صدام الساقط على أن يطبع الفلوجة بطابع ديني ، لتصبح به مدينة المآذن !! وإلا فما معنى أن تشتمل مدينة يُعد سكانها بما يزيد على ربع مليون نسمة بهذا الكم كبير من الجوامع؟
لقد استخدمت تلك الجوامع ، بالاضافة الى وظيفتها الدينية ، كإدارات يتواجد فيها فلول صدام من عناصر مخابراته ، وبعد أن شكلوا مجلس شورى فيها ، زينوه بعبد الله الجنابي كرئيس ، وهو رجل دين عاش في اكناف مخابرات صدام تلك ، وقد قيل أن أحد هذه الجوامع ، وهو جامع الحضرة المحمدية ، ما هو الا الشعبة الخامسة من شُعب جهاز مخابرات صدام الساقط التي كان مقرها السابق يقع في مدينة الكاظمية من بغداد 0
لقد وجدت خطة البعث التي رسمها صدام الساقط في تحويل الحرب بينه وبين عموم الشعب العراقي الى حرب بين الشيعة وسنة في العراق قبولا حارا من لدن تنظيم القاعدة الوهابي الوافد من خارج العراق ، وبقيادة صنيعة صدام الساقط أحمد الخلايلة ( ابو مصعب الزرقاوي ) ، فقاموا وبالتعاون مع فلول البعث المنهار باشعال فتيل تلك الحرب ، وذلك بقتل الكثيرين من افراد الطائفة الشيعية في العراق ، والاعتداء عليهم دون وجه حق في مناسباتهم الدينية - التاريخية ، وتشغيل ماكنة اعلامية كان صدام قد بدأ بتشغيلها من قبل ، وبمسؤولية ابنه المقبور عدي الذي كان يذم الشيعة ويهاجمهم من على صفحات الجرائد التي اصدرها بعد انتفاضة آذار ، فشيعة العراق ، بعرف اعلام عدي ، كفرة ، وابناء زنا ومتعة ، جاءوا الى العراق سبايا من الهند والسند ، وهم بعد ذلك روافض ، لا يجمعهم بالاسلام جامع ، ولا تشدهم اليه وشيجة 0 ولكن صدام والبعثيين في العراق ، وبعد أن شطبوا على شعاراتهم في الوحدة والحرية والاشتراكية، وتحولوا الى جماعة طائفية التقت على ذات الاسس مع جماعة الزرقاوي الطائفية ، وسخروها لخدمة اهداف البعث الطائفي ، لم يستطيوا ، رغم محاولات كثيرة مستمية ، من تحقيق هدفهم في اشعال حرب طائفية في العراق ، ذلك الهدف الشرير الذي تعاطف معه حتى أمين الجامعة العربية الطائفي، عمرو موسى* ، وعرب آخرون غيره ، ويعود السبب في ذلك الى رفض سواد الطائفة السنية في العراق للسير وراء هؤلاء القتلة ، والمجرمين ، وضبط النفس الكبير الذي أظهره الشيعة ، رغم كل عمليات القتل التي طالت العديد من أبنائهم 0
ويبدو لي أن مؤامرة البعث العراقي في جعل مدينة الفلوجة مركزا تُدار من خلال حرب طائفية في العراق ، خطط لها صدام الساقط ، وهو على كرسي الحكم ، هي الآن في سكرات الموت الأخيرة ، فهاهم جنود الحرس الوطني العراقي أول من يدوس عليها باقدامهم ، وأول من سينتزع تلك المدينة من براثن البعثيين والارهابيين الوهابيين والطائفيين 0
================
* جاء في الاخبار أن أمريكا قررت حرمان الامين العام لجامعة الدول العربية ، عمرو موسى من حضور مؤتمر شرم الشيخ الخاص بالعراق ، والمقرر عقده في الثلث الثالث من هذا الشهر ، والاستعاضة عنه بوفد من المملكة المغربية التي ترأس الدورة الحالية لجامعة العربية ، كما جاء في الاخبار أن الامين العام ، كوفي عنان ، رجل اوربا ، سيستعاض عنه بالرئيس الامريكي الديمقراطي السابق ، بيل كلنتون 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حججكم واهية يا ذيول صدام !
- بوش الى الأبيض ثانية !!
- العراق بين كيري وبوش !
- ظرف الشعراء ( 28 ) : قيس بن الملوح العامري
- المصالحة الوطنية مصالحة بعث لبعث !
- معهم في الكويت ضدهم في العراق !
- الجنوب المذبوح أبدا !
- ظرف الشعراء ( 27 ) : العكوك
- التفاوض والقتل !
- الترويع !
- عين على الارهاب وعين على السلطة !
- فاجرة يتعشقها الجميع !
- ظرف الشعراء ( 26 ) : أبو العلاء المعري
- شعب العراق الأول !
- العراقيون ينهضون ضد الارهاب !
- الارهابيون يتدحرجون الى الهاوية !
- جمهورية الارهاب والكباب !
- ظرف الشعراء ( 25 ) : جميل بثينة
- مقايضة الارهابيين !
- حلال عليهم حرام علينا !


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - الفلوجة كانت ستكون عاصمة الدولة الطائفية !