نقيب المحامين ام محامي البعثيين؟؟!

رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1012 - 2004 / 11 / 9 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بصراحة ابن عبود
نقيب المحامين، ام محامي البعثيين؟؟!

مظاهرات ضد الحرب، احتجاجات ضد ألأرهاب، عرائض، ومذكرات، ومطالبات، واجتماعات، وتحشدات، ومناشدات لأشراك عراقي المهجر بالعمليه ألأنتخابيه في العراق للمساهمه في بناء الوطن. بعد نضالات طويله ضد النظام الديكتاتوري، ومن اجل الديمقرطيه. النضال الذي ادى بهم مغتربين في الخارج. وفي كل بقاع ألأرض. زيارات الى الداخل، اتصالات، وندوات لتحديد طريقة المساهمه في اعادة اعمار الوطن. تبرعات، ادويه، وملابس، واموال، وجمعيات، ومنظمات لمساعدة ألأهل في العراق. سنوات طويله من الغربه، والعذاب، والتشرد، وحرمان الهويه، وضياع الوطن، والفرقه عن الأهل، وألأحبه، والأبتعاد عن مرابع الطفوله. معاناة لا حد لها، من الشعور، بالضياع، والغربه، والتشرد، والمطارده، والمحاربه، والمضايقه، والقلق، والخوف، وألأنقطاع. ثم ياتي شخص نكره، وبجرة قلم، وفي جريدة يمتلكها شخص عاش في الخارج، ويحمل جنسيه بلد اللجوء. ليحرم هؤلاء من امتداد، اعتزوا به، وانتماء دافعوا عنه، ووطن، تفاخروا به، وقدموا الغالي، والرخيص لأجله.

اسقط سيده صدام حسين الجنسيه عن العراقيين الحقيقيين، ومنحها لشذاذ ألأفاق، والقتله من امثال عفلق وغيره. اي علم بالقانون يدعيه هذا الرجل . وفي اي بلد اسقطت الجنسيه عن المعارضين السياسيين. وباي حق، وباي عرف شرعي. وهل العراقيون اول الخلق على الخليقه، ممن يحملون جنسية اخرى، أضطروا لأكتسابها، للعيش، كبشر، وممارسة حقهم الأنساني في السفر، والتنقل، والسكن، والعمل في البلد الذي يرغبون. لقد تغربوا، وتشردوا من اجل الوطن . الولاء الوحيد، الذي عرفوه، كان للوطن، وتربته، وتاريخه، وقيمه، وسيادته التي لم يبق النظام منها شيئآ. نعم كان،ولائهم، وسيظل للعراق وحده، وليس لظالم طاغيه، فاجر، قاصر، سافل.

لكن "القايد" اختصر الوطن ب"خيمة الثورة"، والولاء للتربه الطاهره بالولاء للقائد الفار. تهجير اناس خدموا الوطن، والعلم، وضحوا، ومات اهلهم في سبيل العراق. بجرة قلم من شخص لم يؤد الخدمة الألزاميه في الجيش العراقي، الذي حمل اعلى رتبة فيه، بل في العالم العسكري كله. انتزعهم من ارضهم ووطنهم، واهلهم، ووظائفهم، واعمالهم، وتاريخهم، وزوجاتهم/أزواجهم، وبيوتهم، ومحلات عاشوا فيها، وشوارع، لعبوا عليها. ثم ياتي معتوه اخر لينزع منهم، وطنيتهم، ويشكك بعراقيتهم، وولائهم للوطن الذي احبوه. أهو دفاع جديد، ومتأخر ياسيادة النقيب عن جرائم الرئيس؟ ام استمرار في سلب الناس اهم ما يملكوه؟ ألأنتماء للوطن الذي احبوه، وتغربوا في سبيله.

من يعادي الوطن ياسيادة النقيب؟ من يحارب الجار، والشقيق، ويحطم ويخرب كل شئ؟ من يسمح بموت ألأطفال لأستدرار عطف الغرب؟ من سحق شعبا بأكمله، وجوعه طوال سنوات الحصار، واذله، وحوله الى ملايين من طالبي اللجوء، وألأمان في دول الجوار،والهجره؟ من زرع شوارع ألأردن، واليمن الفقيره ببائعي ألأرصفه من نساء، ورجال شعبنا؟ من لوث، ووسخ، وانزل الى الحضيض سمعة "الماجدات" العراقيات؟ من سرق حليهن، وباع تحف العراق، وتاريخه، ونسائه في سوق النخاسه؟ ام هذا الذي يطالب بحقه، واجبه بممارسة المهمات الوطنيه في انتخاب ممثليه في البرلمان القادم. ليعيدوا بناء ماهدمه القتله؟ ام ان مقاييسكم ستظل مقلوبه؟

ثم ما علاقة "الجنسيه" بمسالة الوطنيه. الجنسيه وثيقه رسميه تثبت ولادة احدهم في وطن ما، وقد يحملها من يخون، او يقتل، او يخرب كما يفعل اليوم ارهابيي صدام، وايتامه. وكما فعلوا من قبل في قمع الشعب،و أنتفاضاته، وتعذيب، وتغييب الناس في السجون، والمقابرألجماعيه. هل من فر بجلده، وهاجر للحفاظ على حياته من قمع النظام، ليس وطنيآ؟ او من هجرهم النظام، والقاهم على حدود الدول المجاوره، وابواب مفوضيات اللاجئين، ومعسكراتها بعد ان اسقط عنهم الجنسيه،ليسوا وطنيين؟ ماذا يعني "اسقاط" الجنسيه، ايها الساقط،، غير انها كانت بحوزة الشخص، وسلبت منه بقرار تعسفي؟ كان عليك حينها، ان تقف ضد ذاك القرار ألجائر، لا ضد احقاق الحق، وأعادته لصاحبه. مارغريت حسن، لها ثلاث "جنسيات"، وتعتبر نفسها عراقيه. الفلسطينيون موزعون في الأرض، ووحدهم اشقائهم العرب،لا يمنحونهم الجنسيه. ولكنهم يوالون فلسطين، ويشاركون في انتخاب سلطاتها، واجهزتها، ومنظماتها. النبي محمد ارسل المسلمين الأوائل الى الحبشه، ولكنهم بقوا مسلمين، وعرب، وقرشيون. المسيح ارسل تلاميذه الى البلدان المعروفه انذاك، ولم ينسوا ولائهم، ولولاهم لما انتشرت المسيحيه في ألأرض. موسى خرج بقومه من مصر، وتاه اربعين سنه في الصحراء، ولم ينسوا انهم يهود. وعبد الرحمن الداخل عبر البحر، وبنى دوله عربيه في الأندلس ولم ينس اصله، ولا دينه. وسماه اعدائه صقر قريش. لقد مات السياب المبدع في الخارج، وهو يصرخ: "يا عراق". واستشهد الجواهري غريبآ، وهو يبكي "دجلة الخير". عراقيوا الخارج لهم فضل في تحرير العراق لهذا انت حاقد عليهم، وبفضلهم تكتب في جريدة تهاجمهم فيها، وتشكك في ولائهم. بدل ان تشكرهم لوطنيتهم. وهذا ديدنكم في الجحود، ونكران الجميل.

ملايين من العراقيين اسقط السافل صدام حسين الجنسيه العراقيه عنهم . اربعة ملايين كردي، واربعة ملايين مهجر، ومهاجر، ومغترب لم يشاركوا في بيعات، واستفتاءات صدام الصوريه . فهل نستمر في ذلك؟ لقد اعتبر صدام كل الشيعه غير عراقيين، وعشائر الجنوب جاءت من الهند . فماذا تعتبرنا ياسيادة النقيب؟ شذاذ افاق ام مشكوكي الولاء؟ القانون العالمي لحقوق ألأنسان، وميثاق ألأمم المتحده تمنحنا هذا الحق، فهل تريد ان تسلبه منا؟ كما سلب منا سيدك،الوطن. واحد سلبنا الوطن، واخر يسلبنا الوطنيه.

وماذا سنربح من المشاركة؟ انت استلمت اموال كثيرة لخدمة النظام السابق، وألأن تستلم لأتهامنا بالخيانه. فكم قبضت.، او ستقبض؟ رغم ان التهمه بحقنا "عدم الولاء" ليست جديده. فكل الشيوعيين، وألأسلاميين، والناصريين، والمستقلين، والديمقراطيين، والبعثيين المختلفين مع الطاغيه. كل ألأكراد، والتركمان خونه وعملاء. لم تأ ت بجديد ياسيادة النقيب، فهذه اسطوانه قديمه، لكنك ستقبض. لأنه في الوضع الجديد، يتحدث الخونه عن الوطنيه. لقد اسقط صدام الجنسيه عن كل عراقي غير بعثي، وعن كل بعثي غير قذر، وما اقلهم. اسقطها عن كل من تزوج من اجنبيه أو اجنبي، وعن كل من درس في الخارج، ورفض ان يكون مخبرا على زملائه، وعن كل من عارض الحرب ضد أيران، أو الكويت. او عارض النظام، او عمل خارج الوطن دون ان يكتب التقارير عن المعارضين لحكمه الشائن.

لقد نسي السيد النقيب مثلما نسى، وقتها "السيد النائب" انه عاش في الخارج، وتعامل مع المخابرات ألأجنبيه. والحرامي يظن كل الناس حراميه. ونسي صاحبنا، ان اغلب من يحكموه ألأن عاشوا في الخارج، ولهم جنسيات اخرى فهل سيحرمهم من حق ألأنتخاب، والترشيح؟ ونسي انه رغم (ولائهم!) للأجنبي، تركوا كل شئ، وحملوا ارواحهم على اكفهم، وعادوا ليخدموا العراق. وقد سقط منهم الكثير، واثبتوا ولائهم لتربته التي احتضنتهم شهداء. ان اتهام عراقي المهجر بعدم الولاء للوطن يعيد ذات الصوره القبيحه عندما يقتلون المعارض، وياخذون ثمن الرصاص من اهله، وهاهو السيد النقيب يبرر فعلة سيده بتهجيرنا، بأن يسلبنا حق المواطنه، فلا يكفيهم ارغامنا على ترك الوطن بل يعاقبوننا مرة اخرى من شرف ألأنتماء اليه. اليس من حقنا ان نسافر/نهاجر، لنحافظ على حياتنا ثم نعود لنخدم الوطن؟ حتى الله منح الصائم في رمضان فرصة الأفطار عند السفر. افلا يحق للعراقيين ان يفطروا في سفرهم؟ حرمتمونا من الوطن والأن تريدون حرماننا من حق، وواجبات المواطنه. هذا هو اختلافنا عنكم. نحن نوالي الوطن وانتم توالون الطغاة!

اهو وطني من احرق الوطن، وقتل النساء، والرجال، وألأطفال، وابعد الملايين . وحتى لو اسقط نظام صدام الجنسيه عن ملايين العراقيين . فهل كان قراره شرعيا، ولا شرعيه، أصلآ، لنظامه؟ وفاقد الشئ لا يعطيه ياحضرة النقيب . يبدوا انك لا زلت تحلم. ولم تصح، بعد من نومك، لتخرج لشوارع بغداد، فترى انها طهرت من صور، وتماثيل صدام النجسه. وان بلادنا طهرت من قوانينه التعسفيه، باسقاط الجنسيه. وان الحكومه المؤقته، وقبلها مجلس الحكم الغى قوانينه، واعاد الجنسيه للعراقيين التي اسقطها صدام، بلا حق عنهم. وان لا عودة في ذلك، رغم مقالك البائس،وحججك البائده. مجلس الحكم، والحكومه المؤقتة لها شرعيه شعبيه، وتمثل الغالبيه العظمى للشعب العراقي، وليس عصابة صداميه سرقت الشعب، والسلطه، والحكم. ان منهج ألأقصاء، وألأبعاد، ومصادرة حقوق الناس ليس جديدآ على النظام وأزلامه. الفرق انهم لم يعودوا قادرين على تنفيذه. وبالمناسبه ياسيادة النقيب، فأن كل الدساتير العراقيه اقرت للعراقيين هذا الحق الذي لم يمارس ابدا، والدستور سيد القوانين ياسيدي القانوني.

كل "التسفيرات"، والتهجير، وألأبعاد، والقتل، والتغييب، واسقاط الجنسيه جرت لأسباب، ودواعي مذهبيه، وطائفيه، وسياسه، وعنصريه، لا علاقه لها بمصلحة الوطن، والولاء له. لذا فهي باطلة، وغير شرعيه، وغير دستورية مهما تعرض الدستور من تشويه على يد صدام، ومحاميه، وقانونييه الذين منهم نقيبهم الحالي. احدى السخافات التي طرحها النقيب، كمبررلأدعائاته، هو ان عراقي الخارج ليس لديهم بطاقة تموينيه. وهل يحتاج لمن سلم من حصار صدام بطاقة تموينيه؟ وهل امتلك موظفي سفارات النظام، وممثلياته، وعملائه، ومخابراته، وجواسيسه في الخارج بطاقات تموينيه؟ وهل نسي، نقيبنا، او تناسى، ان الكثيرين، في العراق من (غير المتعاونين) حرموا من البطاقه التموينيه، وبالمقابل حاز (التمعاونين جدآ) ببطاقات اكثر من حقهم مكافئة لهم بسبب (ولائهم) الزائد للقائد الضروره ضد شعبهم. كما نال عملائه في الخارج كوبونات النفط .

عندما اسقط الطاغيه الجنسيه العراقيه، عن الجواهري الكبير كتب الشاعر عبد الوهاب البياتي من منفاه: "من يسقط الجنسيه عن من"؟؟!!

كم تمنيت، ان يكون البياتي معنا أليوم، ليساهم في اسقاط القناع عن كتبة،ووعاظ،،ومداحي،وصحفيي، وشعراء وقوادي، ومحامي، ونقباء النظام، البائد وسيده الساقط. ليبصق بوجوهه الصلف،وليسألهم بحرقه:

من يحدد ولاء من؟؟!

رزاق عبود
السويد
[email protected]
5/11/2004

#رزاق_عبود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات