أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - توبة نصوح تحت وقع السياط..














المزيد.....

توبة نصوح تحت وقع السياط..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3396 - 2011 / 6 / 14 - 22:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"أشكر ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين على التوجيه بإخراجي من التوقيف، وهذا من عطفه المعروف بأبنائه وبناته من مواطني هذا البلد الكريم.وأما موضوع قيادة المرأة للسيارة فسوف أترك تقريره لولي الأمر الذي سيكون أعرف مني بتقدير مصالحه ومفاسده، وهو الذي سيراعي الظروف التي تجعله محققاً للمصالح ودافعاً للمفاسد، مرضياً لله تعالى، موافقاً لشريعته" ..
بهذه الكلمات الاقرب الى اسلوب الاعترافات المتلفزة المستلة عن طريق التعذيب والارهاب..القت الناشطة السعودية السيدة منال الشريف عصاها واعلنت توبتها من خطيئة التجاوز على ما رسمه لها العلماء واولو الامر من خطوط ودوائر وسواتر ومحددات وما غلفوها به من اغطية واستار ودثارات متراكمة من الفتاوى والاقوال المستلة من اعتق الكتب واتربها واشدها اصفرارا..
توبة السيدة منال كانت منتظرة بعد ان وجدت نفسها وحيدة دون من يقف مجاهرا بتأييده لها او على الاقل باعتراضه على سوء المعاملة التي تلقتها..وحيدة وسط الخرس الذي اصاب حتى المؤيدين الوجلين المتوافقين على اولية السلامة التي يوفرها الجلوس على التل..تاركين الساحة للاصوات المعارضة بشقيها المقتنع او المتزلف لما يبدو انه سيبقى الصوت الاعلى والركن المكين لسنوات اخرى قادمة..وحيدة وسط مجتمع لا يترفع عن سوق النساء الى السجون لمجرد تجرؤهن على اختبار الجلوس على المقعد الايسر للسيارة ويطالب بعضهم فيه بجلدهن في الساحات العامة لانهن تمردن على ما لا اصل له ولا سند في مجمل التراث الفقهي الاسلامي منذ عصر الرسالة وحتى الان..
ليس هناك من اصل لما يراد له ان يكون من ثوابت المجتمع السعودي ومن علاماته الفارقة..ولا صحة ولا دليل لكل ما يقال عن وجود اسطر ما في احد الكتب العتيقة يقول بما يجهر به بعضهم على انه من اكمال الدين واتمام النعمة..وكل ما سيق من مبررات ومسوغات لتحريم قيادة المرأة للسيارة التي منها "الخلوة المحرمة بالمرأة، ومنها: السفور، ومنها: الاختلاط بالرجال بدون حذر، ومنها: ارتكاب المحظور الذي من أجله حرمت هذه الأمور"وجعله من الامور والاسباب "المؤدية إلى الرذيلة بما في ذلك رمي المحصنات الغافلات بالفاحشة"..كل هذا لم يكن الا وسيلة للتعمية على الهدف الاصلي المتماهي مع المناخ السياسي العام وقتها و" حالة الرعب و الخوف والمستقبل المجهول وبداية الانفتاح الفضائي وقد تكالب علينا البعيد والقريب"و" تجمهر الآلاف، الغالبية العظمى منهم ممن يسمى بـ (المطاوعة) مساءً أمام دار الإفتاء في حين كان مجموعة من طلبة العلم و كبار العلماء مجتمعين في دار الإفتاء برئاسة سماحة الوالد رحمة الله"وليس الا وسيلة للتغطية على ان" من مخاض تلك الأبعاد السياسية و الاجتماعية والأمنية ولدت الفتوى بتحريم قيادة المرأة السيارة"..
لم يكن منع المرأة من قيادة السيارة فتوى ولا اجتهاد..بل نفحة من لدن الشيخ لتهدئة خواطر المطوعة الذين استفزوا من منظر ناقصات العقل والدين وهم يزاحمونهم فيما يرونه حقا لهم دون النصف الآخر المغيب من المجتمع الذي لا يجب النظر اليه خارج احاديث العورة والوطء والنكاح..وجزء من ممارسة قديمة في اضفاء الغطاء الديني على ما هو جزء من العادات والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع وتساهل وتبسط وتهاون فيما يخص مسالة الحريات الاساسية للافراد..
لم يكن حظ السيدة منال باحسن من حظ اخوات لها قبل عشرين عاما من الزمان قاموا بما قامت به ولم يشفع لسبع واربعين منهن حجابهن اونقابهن من ان يقدن التحقيق ويرمون في "غرفة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 12مترا" حتى الفجر التالي ولم يفلحن بالخروج من هذه المحنة الا من خلال كتابة تعهد بعدم قيادة السيارة أو الركوب في سيارة تقودها امرأة.. تعهد اعقبته حملة من "السعار التكفيري للسائقات وأقاربهن ومن يؤيدهن، بل لكل من لا يجرمهن، حتى كاد لا يبقى مسجد في الرياض وغيرها من مدن المملكة إلا وقد اكتظ بالمطبوعات وأشرطة الكاسيت والخطب التي تكفر أولئك النساء وتخوض في شرفهن وعفتهن زورا وبهتانا، بل وتستعدي الآخرين عليهن وتهدر دمهن ودم أقاربهن الذكور"فيما يعف عنه اللسان ويترفع عن ذكره القلم ومما يعد علامة فارقة للمتأسلمين تزداد حدته وتشتد وضاعته اضطرادا مع طول اللحى وقصر الجلاليب..
انتهت قضية منال الشريف بتوبتها..ولن يطول الوقت حتى تتلاشى من الفضاء الاعلامي وتختفي عن اذهان المتابعين..ولكن المجتمع لن يعدم من ينفخ جذوة الروح فيما طمر تحت رماد الزيف والتضليل..ولن يخل ممن يدق على الابواب المغلقة على الحقوق الاساسية التي اقرها الله والمجتمع للمرأة الحرة الواعية..ولن تقوى كل التبريرات على ازالة علامات الاستفهام الكثيرة حول لماذا تساق النساء الى السجون في الامر الذي تمارسه جميع بنات جنسها في كل دول العالم الاسلامي ودون ان يؤدي ذلك الى المفاسد التي اشار لها فضيلة الشيخ..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل الطرق تؤدي الى السبعين..
- لمصلحة من اغتيل الرئيس علي عبد الله صالح ؟؟..
- سلامتك من الآه..سيدي الرئيس السابق المخلوع..
- ارحلوا ..فلا مكان لكم تحت شمس الحرية الحمراء..
- بصمة بالدم على مبادرة نصف محترقة..
- ثاني اثنين في جدة..
- ملاحظات خجولة امام اعتاب قانون الجواري العظيم..
- اشتراطات مسبقة..قبل الشروط المسبقة..
- الحوار في البحرين..دعوة على هدير محركات الفورمولا واحد..
- التوسع السعودي..مشروع قيادة ام استمرار التمترس خلف الآخر..
- المرأة السعودية والسيارة..جدلية السلاح الابيض والضرب بالعقال ...
- لا تهنوا ولا تحزنوا..فشرعية الثورة هي الاعلى..
- صبر..وقات ممضوغ..وحرب اهلية..
- الدين لله..والقانون فوق الجميع..
- قمة الدول العربية الديمقراطية..في بغداد..
- خطاب الرئيس اوباما..نهاية الرهان الرسمي على الغرب ..
- المبادرة الخليجية..فشل جديد..
- هواء كلينتون الضائع..في شبك الاسد..
- دماء كراتشي..تسفك في اسلام آباد..
- توافق عربي..ام تخوف من الانتخاب؟؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - توبة نصوح تحت وقع السياط..