|
ليبيا...صناعة الكذب والتدمير -2-
موسي سوف الجين
الحوار المتمدن-العدد: 3396 - 2011 / 6 / 14 - 21:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد من الممكن للقذافي احتكار صفة المهرج او المجنون.فلقد ظهر منافسون جدد-قدماء مثل حامل اللقب الفخم "الامين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا" المدعو محمد سعيد بخيتان الذي قال بالنص "عندما سأل متظاهر عن سبب مشاركته في المظاهرة وبيده سندويشة فلافل وقنينة بقين.اجاب: انا هنا من اجل هدول!.بالاضافة الي مشاركة الكثيرين من المغرر بهم!! ولكن هذا لايعني ان جميعهم هكذا فقد تم القبض علي بعضهم ومعهم حبوب مخدرة ومهلوسة وبودرة وهذا كله موثق لدينا!!"(نشره موقع كلنا شركاء.14.6.2011) من تفوه بهذه القذارة لازال البعض يحسبه علي "بني عقل" ويدافع عنه بوصفه منتميا لحزب يحكم دولة "الممانعة!!" والقلعة الاخيرة "للصمود والتصدي!!" (الماغوط يخرج لسانه من قبره هازئا)..يريدنا اعلام غوبلز ان نصدق كل مايقول وان نقتات كالدواب علي ماتختاره لنا (حسب الارادة السامية لهذا الملك او الامير والشيخ الجاهل او ذاك) غرفة التحرير في هذه القناة والصحيفة او تلك.. وحده القذافي من ألبس قميص المجانين..وحده من اصبح "شمبانزي" الميديا الذي تلقي عليه الجماهير قشور الفول السوداني وفضلات فرجتها المجانية علي فيلم هوليودي سمج (لاننكر ان الرجل ساهم -كما قلنا سابقا- في تشويه صورته بخطاباته الهاذية وتصرفاته "الغروتسكية" ومازوشيته الفادحة).بات القذافي ينقل من مخبأ الي اخر في رحلة "سياحية" لاتنتهي يتغير مسارها كل مرة وفق رغبات غوبلز واعلامه الكاذب.نقطة الانطلاق كانت ماسمي "انفاق" باب العزيزية التي تقود القذافي الي مستشفيات "الولادة!" (لماذا الولادة تحديدا..أليس في الامر دسا رخيصا؟) تارة والي الكنائس تارة اخري (الكنائس مخبأ جديد اخترعه العقيد طيار "المنشق" منصور صالح العبيدي في حديثه لبوق الامير سلمان واولاده "الشرق الاوسط" بتاريخ 14.6.2011 دون ان يقدم دليلا واحدا كالعادة) واخيرا (ولن يكون اخرا طبعا!!) زعمت صحيفة "صنداي ستار" ان العقيد "يختبئ في متاهة ضخمة من انفاق المياه في الصحراء يصل عمقها الي نحو 182 مترا تحت الارض!!" واضافت "الانفاق هي جزء من مشروع النهر الصناعي وتربط بين مقر القذافي -باب العزيزية- في طرابلس وبين مدينتي بنغازي وسرت!!" والاكثر شرا وكذبا وبذاءة هو قول الصحيفة "ان النظام الليبي استخدم تلك الانفاق كمعسكرات لقواته او لتخزين المركبات والمعدات الحربية وحتي كمستودعات للغاز السام"..مانستنتجه من كذب الصحيفة هو التحريض علنا علي المزيد من التدمير والخراب المستمر.."اسطورة" مخابئ القذافي المختلفة لم تكن ابدا وليدة الصدفة او بناء علي "معلومات اجهزتنا" كما قالت الحكومة البريطانية بل تصاعد دخانها الاسود عقب فترة وجيزة من تصريحات رئيس اركان الجيش البريطاني "يفيد ريتشاردز" التي طالب فيها حلف الناتو (العصابة الدولية للجريمة المنظمة) بتوسيع نطاق غاراته الجوية لتشمل البنية التحتية الليبية وذلك لزيادة الضغط علي القذافي (السفير اللبنانية.15.5.2011) وهو ماحدث بالفعل حيث تم استهداف وتدمير مصنع "الاكسجين الصناعي" بمنطقة الجفارة وجمعية لخدمة الايتام وقاعة للمؤتمرات في العاصمة طرابلس وهذا غيض من فيض ماتم كشفه من الجرائم التي ترتكب بأسم "حماية المدنيين!!" والمفارقة ان "قانون الحماية" لايسري الا علي من هم في المناطق الشرقية ومصراتة وبعض الجيوب في الغرب فيما تعاقب مدينة كاملة (طرابلس) وتصب فوق رؤوس ساكنيها حمم التوماهوك والكروز وغيرها من اسلحة "التحرير الشامل" ويورانيوم "الديمقراطية".(سيدفع الشعب الليبي مستقبلا الثمن البيئي والصحي غاليا.. فالدراسات اثبتت ان مجرمي الناتو واذيالهم العرب يستخدمون اليورانيوم المنضب او المستنفذ ضد ليبيا.ومنها الدراسة المنشورة في الحوار المتمدن العدد3395.بتاريخ 13.6.2011 تحت عنوان "العراق والبلقان وليبيا..التغيير بعبق اليورانيوم المنضب" للسيد عبد الكريم صالح المحسن.بالاضافة لمقال الدكتور عبد الكاظم العبودي بعنوان "لنوقف الكارثة الاشعاعية المحتملة في ليبيا".نشره مركز صقر للدراسات الاستراتيجية بتاريخ 2.4.2011..وثمة ايضا عشرات الدراسات والابحاث بلغات اخري تشير الي الكارثة القادمة التي يتجاهلها ثوار الناتو ومجلس المهرجين الانتقالي.ربما يعولون علي قدرات اله ال سعود الليكودي!!!).اعلام غوبلز يركز علي شخص القذافي بوصفه "ام القضايا" (علي وزن ام المعارك الصدامية!) ويقفز بوقاحة علي حقيقة ان المسألة لم تعد متعلقة بالعقيد ونظامه بل انتقلت الي طور جديد كليا وشديد الخطورة وهو مستقبل الوطن الليبي ذاته الذي يعيش اليوم حالة تقسيم جغرافي فعلية علي ارض الواقع لاترسم خطوطها علي الرمال فحسب بل تحفر شروخا واخاديد عميقة في الوجدان النفسي والذهني لدي الشعب الليبي.فكيف ستندمل تلك الجروح التي انتجها الذبح المتبادل بين ابناء الشعب الواحد؟ وكيف سنتجاوز تلك الهوة السحيقة التي سببتها استعانة جزء من الليبيين بالغرب ومجرميه بغرض قتل ليبيين اخرين وتدمير مستقبلهم؟ كيف سيتواصل الليبيين اجتماعيا مثلا بعد مايسميه ثوار الناتو "التحرير!!" والدم مازال يتدفق انهارا حمراء؟ كيف ستنفذ "احلام" (كوابيس) ثوار الناتو بالديمقراطية والمجتمع المدني بعد كل هذا التذرير والتشظي القبلي الذي برز مؤخرا بشكل حاد وسافر وسافل ايضا؟ لايصدع عباقرة تلفزيون "ليبيا الاحرار" (صبيان الدوحة) ادمغتهم الفارغة ولا يرهقونها بأسئلة مشابهة لما سبق.فقبلة نقاشاتهم البيزنطية (والدينية جدا..جدا) والساذجة تتجه نحو العقيد وكعبته "الحرام" باب العزيزية!! ظنا منهم وهم الراسخون والعالقون في فضاء البلاهة المطلقة ان مغادرة القذافي او موته كفيل بحل اعقد المشكلات.المعلوم ان دروب هذه الطريقة في التفكير لايسلكها سوي السحرة والمشعوذين الذين دفنوا "عقلانيتهم" تحت ركام من قمامة سماوية تعج بالملائكة والنصوص المقدسة والمعجزات المضحكة.لم يناقش صبيان الدوحة حتي الان موضوعا جديا واحدا يمكن البناء علي اساسه بأمل. محاور ثرثرتهم لاتتغير تسيل دون رادع او سد تبنيه "ثورة الشك" (بالاذن من العظيمة ام كلثوم).بل يجترونها حد السأم القاتل.دون ان ينسوا شيطنة القذافي مايشير الي كونها طقسا مقدسا او فعل صلاة في محراب الكذب تشاركهم فيها ابواق الليبروهابية وصحفها الصفراء.فمراسل بوق الامير سلمان بن عبد العزيز واولاده "الشرق الاوسط" في القاهرة (لاحظ انه ليس في طرابلس ولايرسل تقاريره منها.ربما لقدراته المذهلة في مجال الاستشعار عن بعد.او لكونه حفيد زرقاء اليمامة!!) يكتب تقريرا بعنوان "القذافي يلعب الشطرنج ويرقي وزير دفاعه الي رتبة فريق اول" اورد في سياقه مايلي "يشار الي ان مجينوف -رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج- الذي استقبله القذافي (......) سبق ان زعم قبل عامين انه تعرض للاختطاف لبعض الوقت من كائنات فضائية (....) بغرض اخذ عينات منه"!! (الشرق الاوسط..14.6.2011)...اولا.اتحدي ان يحتفظ مراسل البوق الليبروهابي بنفس الاكاذيب التي نسجها عن "مجينوف" في حال استقبل الاخير من عاهل مملكة القهر الوهابي.ثانيا.يريدنا المراسل "الذكي!" ان نفهم ان القذافي "المجنون" لايستقبل الا ضيوفا "مجانين" علي شاكلته! فقد نال القذافي لقبا جديدا (بخلاف تلك الالقاب السخيفة التي اختارها لنفسه بفضل الرشي والدفعات المالية) فلم يعد كافيا اتهامه بالجنون والغرابة بل بات واجبا الحاقه بسلالة الملك الاسطوري ميداس ولعنته المشهورة (رغم ان العقيد سعيد جدا بلقب ملك ملوك افريقيا والبلاد التي تركب الافيال.كما يقول الاخوة المصريون).. عندما فكر الكثيرون من ابناء الشعب الليبي في التحضير "لثورة" (كانت ثورة قبل ان تغدر.وقبل ان نصرخ مع مطفر النواب..الثورة يزني فيها) تطيح بالقذافي وطغيانه وتكنسه نهائيا.ذكرت الاخبار ان القذافي قرر "المشاركة" في التظاهرات ضد "نظامه!" مرتكزا علي زعمه السمج بأنه ليس "حاكما" وبالتالي فمن حقه الاحتجاج بوجه ذلك المستبد المجهول-المعلوم.سرت هذه النكتة كالنار في الهشيم واشتكي الناس من ميكروب الضحك "دون توقف" الذي اصابهم عقب "الفلتة" القذافية الجديدة والتي ادرجت كفصل منقح ومزيد في موسوعة "اضحك مع القذافي" بطبعاتها الشعبية والفيسبوكية..لم يكن القذافي وحده (كما يشاع دائما وابدا) هو من احتكر تلك السلعة ولكن غوبلز لايري في سوق التفاهة و الهذيان سواه رغم وجود مئات الاشباه..فالكاتب العبقري (جدا...جدا) فهد الخيطان يكتب مقالا بتمامه -وبنفاق مفزع- نشرته صحيفة "العرب اليوم" الاردنية عنوانه "ثورة يقودها الملك"!!!! نعم "ثورة " يقودها ملك البلاي ستيشن (الذي قذفه شعبه بالحجارة والزجاجات الفارغة في مدينة الطفيلة جنوب البلاد) ضد حكومته -فقط الحكومة- المتهمة بنهب وافقار الشعب.فالكاتب لايجرؤ علي المساس بالعرش الهزلي "البرئ طبعا!!" من تهمة التنكيل بالشعبين الاردني والفلسطيني والذي لم يشارك "طبعا!" في قمع ثورة الشعب البحريني المظلوم.ولم يشارك ايضا في ذبح الشعب الافغاني ولم يرسل الطائرات لقصف الشعب الليبي.ذلك العرش الذي لم يكن استمراره ممكنا حتي اليوم لولا الدعم الصهيوني-الغربي..فالكاتب "فهد الخيطان" يستثني العرش الذي تركه الاستعمار خلفه قبل ان يرحل (مع عروش وكروش اخري لن تقوم للعرب قائمة بوجودها) والذي توارثت الجلوس عليه اسرة تنتمي الي "سلالة الرسول!" عميلا بعد عميل.نظرة واحدة لتلك الصور التي يظهر فيها ملك البلاي ستيشن مرتديا بزة الجنرال المثقلة بأوسمة الهزيمة ونياشين الخيانة تكفي لاثارة موجة من الضحك علي ذلك المهرج (يصر ابناء الاسر الحاكمة وطغاتها في الوطن العربي علي ارتداء البزات العسكرية الثمينة والتي فصلت لتناسب جنون عظمتهم وجهلهم..فالمهرج خالد بن سلطان لايحلو له التصوير الا بكامل عدته "الجنرالية" الفخمة رغم ان فلوله نالت هزيمة مستحقة امام الحفاة و العراة اتباع الحوثي الذين لاحقوها حتي داخل حدود مملكة القهر الوهابي!) الذي يتقاسم مع القذافي ذات "الهموم" الابداعية ويكتب مثله "النصوص غير المسبوقة" ولكن مع اختلاف بسيط.فالقذافي لم يوجه "خربشاته" الكتابية لارضاء الرجل الابيض كما يفعل ملك البلاي ستيشن المشغول بتحبير الكتب التي تتحدث عن "افضال السلام" مع العدو الصهيوني.فكتابه الاخير "فرصتنا الاخيرة...السعي نحو السلام في الزمن الخطر" ليس الا انعكاسا وتطويرا لترهات المجرم شيمون بيريز في كتابه عن "الشرق الاوسط الجديد"..يتبع
#موسي_سوف_الجين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليبيا...صناعة الكذب والتدمير
-
ليبيا.....المهرجون الجدد
المزيد.....
-
ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا
...
-
السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا
...
-
-صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ
...
-
بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا
...
-
مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع
...
-
إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا
...
-
مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا
...
-
من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
-
غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ
...
-
طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|