إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1012 - 2004 / 11 / 9 - 08:42
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
في وداع الصديق فرهاد جلبي ...وشقيقيه ...
كلمة :إبراهيم اليوسف
أيّها الجمع المفجوع برحيل الراحلين الثلاثة !!!
حين قدمت لفرهاد العزاء بفقد أخيه منذ سنوات قال لي عنه وهو متأثر بفقد أخيه :weke `ira ku yek were u pif wêke..!!
وأنا الآن ، في حضرة هذه الفاجعة المريرة ، ليس لي إلا أن أقول وعلى طريقته ،تلك : gelo ma kê îro sê `ira bihevre vemirandin?
لكأنّنا لم نلتق البتة .....!
لكأنّنا لم نفترق البتة ....!
لكأنّ هذا البياض لا يحول هذا الصباح دون المصافحة الأخيرة ..!
منذ وقت طويل لم أسمعك ..؟!..
كنت تمضي مهرولاً إلى شؤونك .
تحت إبطك قصيدة – والبوم صور-وخريطة- وبقايا أحاديث أمّ وأخوة تتبوصل من أجلهم ، لم يقبل أن يغادر أحد منكم المحطّة خلف أستار الغياب دون سواه،كأنكم تقرؤون للتوّوصيةألا تفترقوا – كأن أمكم الخنساء ..!-أو الكرديّة الخرساء
تعالوا ألا نفترق أيضاً ..!
تعالوا نتعلّم من الصّلاة الجماعية الكثير...!.
هي ذي أسابيع ، أو أيام- وذكرى مهرجان الشعر يدنو ليغدو على مدى تلويحة...أو أقل ....
المهرجان الذي يحمل بعضاً من رائحة أصابعك ، وكان أن نلت قي أحد أيامه جائزته ، كي توشّي بها الصدر ، في انتظار قصيدة جديدة ...
في انتظار مواعد كثيرة، طالما أجّلناها في أصداء الهواتف المقتضبة منذ أن ذر ذرتنا المدن، و ال....
كي نلتقي هنا على موعد أخير ...أخير....
موعد لم أرده ....
موعد لم يرده أحد منا ..
موعد اقترحته بدكتاتورية شاعر ....!
موعد يهتف إلي فيه كي أنشر فيه خبر نعوتك ؛ وهو ما لم أرغب به، ويذبح الروح ، في معمعان اللّهاث عن أخبار صحفية جميلة ، تعيد الابتسامة إلى- دون جدوى – إلى شفاه أمّهات في انتظار أبنائهن
أطفال في انتظار آباء مضوا ولن يعودوا..!
مدن تصادر فرحتها ذات ربيع بعيد......بعيد ، وتصادت دمعاتها في أربع الجهات
كي آتي
في حشد طالما التقينا في حدائق القصيدة
نقرأ معاً دروس الوطن
نستحضر أسماء الأبطال، والشهداء، والأنبياء ، والشعراء
كي يمضي كلّ إلى عنوانه الذي تخيّره
كي يوازي كلّ منّا اللون الذي يستأثر
والنشيد الذي يستأثر
والمقعد الذي يستأثر؛
في العربة التي يستأثر
بيد أن كل ما بيننا محض خطوط أوهام
أنّى نتجرأ على كسرها – أواه ....أواه
أنّى نركلها ... أواه ... أواه
لئلا يعود أي منّا وحيدا ً
هكذا كان حلمك كما يخيل إليّ – الآن
حلم كلّ طلاب الفرح
لكن، قل لي ..
- ما الذي دعاك مساءئذ أن تمضي ما قبل الأذان الأخير
غياباً أكثر إيلاماً
أكثر استفزازاً
أكثر دهشة ً
محتضناً من تحبّ
محتضناً سورةً وصورةً
تاركاً بيننا ما تبقًى لك من قصائد أمّ تردّدها كما ينبغي
فراتاً لم تنهل منه قبيل الغروب الأخير
بأية تلويحة أودعك يافرهاد !!!
بأية تلويحة ادعوك يافرهاد !!!
أية أسئلة هذه التي لا تنطفىء أيّها الصديق !
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟