أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلمان بارودو - التغيير يجتاح الأنظمة المستبدة














المزيد.....

التغيير يجتاح الأنظمة المستبدة


سلمان بارودو

الحوار المتمدن-العدد: 3396 - 2011 / 6 / 14 - 00:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لقد عانت شعوب منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص الشعوب العربية من الاستبداد والظلم، وكل أنواع القمع والاضطهاد التي مورست بحقها من قبل أنظمتها الحاكمة عبر عقود طويلة من الزمن، ولكن رياح التغيير قد بدأ يعصف على المنطقة بشكل دراماتيكي سريع الإيقاع .
لم يعرف صاحب ثورة الياسمين البطل التونسي محمد البوعزيزي حينما قام بإحراق نفسه بأنه سيلهب المنطقة بأسرها، وأنه سوف يشعل رياح التغيير فيها، ويحطم جدار الخوف في نفوس وقلوب الشعوب التي بات الخوف مسيطراً عليها منذ تحررها من نير الاستعمار، فثارت على أنظمتها ضد الظلم والقهر، حتى جعلت الدول الحامية لتلك الأنظمة مجبرة بالتبرؤ منها والمطالبة برحيلها، والتي أدركت أيضاً على وجه السرعة أن مصالحها أصبحت مرتبطة مع مصالح الشعوب وليس ضدها، لأن إرادة الشعوب التي باتت تفرض مطالبها بجدارة هي أقوى من إرادة الأنظمة المستبدة .
ان سياسة الاضطهاد والقمع لم تعد تخيف أو ترهب الشعوب التي تطالب بالحرية والديمقراطية والمساواة، فهي تتمرد على واقعها المرير وعلى أزماتها، ولم يعد الخبز همها الأول والأخير، لقد سئمت من أنظمة جاءت عبر الانقلابات وحولت مواطنيها إلى مجرد أدوات لممارساتها وشعاراتها، لذا بدأت تطالب برحيلها.
لقد انتفضت الشعوب العربية ضد مضطهديها مطالبة بالتحول الجذري في مسار هذه الشعوب ليرفع سقف مطالبها من الحق في الحصول على السكن والعمل والرعاية الصحية والحق في التعليم وحرية الرأي والتعبير إلى رحيل أنظمتها المستبدة.
ولكن الحركات السياسية العربية عبر تاريخها السياسي الطويل تعرضت إلى شتى أنواع التنكيل والقمع ومن ثم السجن والملاحقة والمنع، وهناك بعض الحركات السياسية من تحالفت مع أنظمتها، ووجدت صيغة للمصالح المتبادلة والتعايش وأصبحت مرتبطة بها، وشريكة في جميع قرارات وتدابير االحكم أو مصفقة لها، سواء أكانت إيجابية أم سلبية، وقد أصبحت معظم أطياف المعارضة مجرد هياكل غير مؤثرة، لم تعد تستطع أن تؤثر في الرأي العام الوطني أو العالمي، ولا هي قادرة أن تغير من سياسة أنظمتها الحاكمة قيد أنملة، مما أضعفت ثقة الجماهير بها، وابتعادها عنها، هذا الفراغ دفع جموع الشباب إلى العمل والبحث عن بدائل أخرى، وذلك عبر المواقع الكترونية الفيس بوك واليوتيوب والتويتر... وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي للتنسيق فيما بينهم للتظاهر والاحتجاج ضد الأنظمة المستبدة، ومن ثم قيادة حركة الجماهير من اجل رفع الظلم واسترداد الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية ... وغيرها، لذلك لا توجد حركة سياسية تستطيع أن تقول أنها هي من قادت أو حركت الشارع، إذاً لا بد لها أن تعترف بأخطائها وتجري مراجعة نقديةلمواقفها وأدائها النضالي، وأن تتحرر من النرجسية التي تعيش فيها وتنزل قياداتها من بروجها العاجية إلى وسط الجماهير، وتتفاعل مع همومها ومعاناتها ومشاكلها، وتبتعد عن الشعارات البراقة، فالجماهير التي تطالب وتعبر عن آرائها ومواقفها بشكل سلمي وحضاري لن تنطلي عليها هذه الشعارات، لأنها ليست كالأمس فهي مدركة فيما تحصل من تغييرات وتطورات على الساحتين الإقليمية والعالمية، وهي مثقفة ومتعلمة، وتستطيع أن تميز ما بين الصالح والطالح، وهذه الجماهير تدرك تماماً ماذا تريد، وإذا انتفضت سوف تصبح كالتسونامي تجرف كل من يقف في دربها، وعلى هذه القوى والحركات السياسية أن تغير أسلوب عملها ونضالها اليومي بين الجماهير لكي تعيد ثقة تلك الجماهير بها وتكون أكثر التصاقاً وقرباً وملبية لآمال وطموحات وأماني شعوبها.
ما يحصل الآن في المنطقة العربية من رياح التغيير ومن ثورات شعبية شبابية عارمة فالنسميها ما شئنا، فهي بالتالي ثورة ضد الظلم والاضطهاد السياسي والاجتماعي أنها ثورة يراد منها تغيير الواقع نحو غداً أفضل للأجيال القادمة، ويبدو أن رياح التغيير سوف تجتاح العديد من الدول العربية التي تقف ضد طموحات ومستقبل شعوبها وأن طريق التغيير والتحول الديمقراطي السلمي آت لا محال.



#سلمان_بارودو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرادة الشعوب أقوى من جبروت الأنظمة المستبدة
- لماذا يقتل المكون المسيحي في بلدان الأكثرية الإسلامية... ؟!!
- وستظل ذكراك متقدة في ذاكرتنا ما حيينا...يا أبا شيار!!!
- بيئة الثقافة
- مفهوم التخلف الاقتصادي
- احترام التنوع الثقافي بين الشعوب
- شمولية علم الاقتصاد
- مشكلة التخلف الاقتصادي
- مؤتمر كردي سوري -وجهة نظر الأستاذ فيصل يوسف-
- دعوة للمراجعة
- سلامة قلبك...د.أحمد أبو مطر
- منبر الحوار المتمدن في عامه السابع
- ماذا تخفي السلطة وراء حملة الاعتقالات وجلسات المحاكم؟؟.
- متطلّبات الشراكة ومستقبل العمل المشترك
- هل باستطاعة أحد اجتثاث السياسة من الحياة؟!.
- العمل من أجل ممارسة الديمقراطية قولاً وعملاً
- عبارات دامعة في ذكرى رحيل المبكر لابن عامودا البار-حسن أبو د ...
- ثقافة التسامح وقبول الآخر المختلف
- لماذا الخوف من قول الحقيقة...!!
- تهانينا الحارة للحوار المتمدن


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلمان بارودو - التغيير يجتاح الأنظمة المستبدة