أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كوردة أمين - المشاريع العدوانية لتركيا الطورانية















المزيد.....


المشاريع العدوانية لتركيا الطورانية


كوردة أمين

الحوار المتمدن-العدد: 227 - 2002 / 8 / 22 - 03:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


استنكارا للتهديدات التركية لكوردستان العراق وتصريحات وزير الدفاع التركي بان مدينتي كركوك والموصل تركيتان

          

 

تصاعدت في الاونه الاخيرة نبرة تركيا العدائية ضد الشعب الكوردي وقيادته في كوردستان خاصة وضد العراق عامة . وقد تجلى هذا بوضوح بعد نشر مسودة دستور الحزب الديمقراطي الكوردستاني لعراق المستقبل . وهذا ما حدى بجريدة ( برايه تي Birayeti  ) الصحيفة اليومية للحزب الديمقراطي الكوردستاني ان ترد بقوة في مقال لها نشر باللغة الكوردية يوم 21 اب 2002 على تصريحات وزير الدفاع التركي صباح الدين جقماق اوغلو الذي هاجم بشدة مشروع الدستور على الصحف التركية يوم 19 اب 2002  واطلق تصريحات عدائية تعد تدخلا بالشأن الداخلي العراقي  .

 

ومن الاسباب التي دفعت الوزير التركي الى ان يطلق هذه التهديدات ما تضمنته مسودة الدستور المذكور من تعيين  للحدود الادارية لكوردستان العراق التي تشمل محافظة كركوك- قلب كوردستان- وكذلك المدن الكوردية التابعة الى محافظة الموصل . وقد وصلت تهديدات الوزير التركي حدا لا يمكن السكوت عليها بادعائه بان مدينتي كركوك والموصل هما مدينتان تركيتان لن تتنازل عنهما تركيا وهذا بلا شك يعتبر تهديدا خطيرا ضد السلم والامن الدوليين ومخالف لقواعد القانون الدولي والالتزامات القانونية في الامتناع عن تهديد الجيران بالقوة .

 

ومن الجدير بالذكر هنا بان مساعد وزير الدفاع الامريكي ( بول ولفويتز) واثناء زيارته لتركيا في تموز الماضي للحصول على دعمها في الهجوم على نظام صدام للاطاحة به , طلبت تركيا منه وعلى لسان رئيس اركان جيشها حسين اوغلو ضمان عدم قيام دولة كوردية في اعقاب الهجوم وصرح اوغلو ايضا انه في حالة حصول ذلك فان تركيا لن تقبل بهذا الوضع وسوف تتدخل مباشرة في كوردستان بحجة حماية التركمان في المنطقة وقد ادعى ايضا بان اصوله تركمانية ولذلك فان كركوك والتركمان يحظون باهتمامه البالغ .

 

 هذه الادعاءات باطلة من اساسها  وهي مجرد مزاعم وافتراءات غايتها ايجاد التبريرات للتدخل في الشان العراقي الداخلي واحتلال منابع البترول في كركوك لاسيما وان الكورد وقيادتهم لم يطرحوا فكرة الدولة الكوردية المستقلة في مشروع دستورهم وانما اقترحوا شكل الاتحاد الفيدرالي ضمن دولة فيدرالية عراقية واحدة وقد ايد صيغة الحكم الفيدرالي هذه مختلف الاحزاب والحركات والشخصيات السياسية العراقية الفاعلة مثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية والائتلاف الوطني العراقي والتحالف العسكري والمجلس العسكري والحزب الشيوعي العراقي واعلان شيعة العراق  ومجلس العراق الحر وكثير من الشخصيات الاكاديمية والسياسية العربية  ذلك لان هذه الاطياف كلها وجدت في مسودة دستور الحزب الديمقراطي الكوردستاني ما يصون وحدة وسيادة الدولة العراقية .

 

ان هذه التصريحات والتهديدات تؤكد بان لتركيا اطماعا توسعية تهدف لضم كوردستان العراق اليها والتي مازالت  تسميها بولاية الموصل وتعتبرها جزءا من الدولة العثمانية المقبورة  كما انها ولحد الان تخصص لهذه الولاية مبلغ ليرة واحدة في ميزانيتها السنوية وهذا دليل اخر على النية السيئة لتركيا الطورانية واطماعها الشريرة .

 

ويبدو ان تركيا مصرة على ان تستخدم كل الوسائل المتاحة بما يحقق هذه الاغراض العدوانية ومن ذلك مثلا الحملة الاعلامية الواسعة التي تشنها هذه الايام بمختلف وسائلها ضد الشعب والقيادة الكوردية ومنها الاخبار التي سربتها بعض الدوائر التركية مؤخرا والتي تزعم بان المفاوضات بين الولايات المتحدة وتركيا قد انتهت بموافقة العسكر في تركيا بالمشاركة في الضربة المرتقبة على نظام صدام مقابل ضم كوردستان العراق اليها ومن ثم اعطاء الكورد حكما ذاتيا . ولا شك ان هذه التخرصات هي مجرد اوهام واحلام يقظة ما تزال تعشعش في العقل الطوراني .

 

فالكورد العراقيون لا يمكن ان يسمحوا بان يتحول اطفالهم الى ماسحي احذية في اسطنبول وازمير وانقرة كاخوتهم الكورد في كوردستان تركيا بفعل سياسة الاضطهاد التركي لهم ذلك لان الكورد في العراق اليوم اقوى بكثير من اي وقت مضى وهم يمتلكون ارادتهم المستقلة وتجربتهم النضالية الطويلة  وحركتهم التحررية القومية التي قدمت مئات الالاف من الشهداء على مذبح الحرية .

 

فمن المعروف للجميع الوضع المأساوي الذي يعيشه الكورد في تركيا الذين يتعرضون الى سياسة الصهر القومي والغاء  الهوية  والوجود , والحرمان من الحقوق المدنية والسياسية والثقافية الاساسية اذ ان سجل تركيا في انتهاكات حقوق الانسان سيئ للغاية وما اعترافها في الاونه الاخيرة بجزء من الحقوق الثقافية للكورد الا محاولة منها لتبييض هذه الصفحة السوداء امام الضغوطات الخارجية والداخلية لغرض قبولهاعضوا في الاتحاد الاوربي . وهنا نتسأل هل ان الاتحاد الاوربي غافل عن اطماع تركيا التوسعية وتصريحاتها الخطيرة التي تهدد الامن والسلم في المنطقة ؟ الا تتعارض سياسة تركيا غير المشروعة هذه مع محاولاتها المحمومة لتنصيع صفحتها السوداء في مجال حقوق الانسان  لغرض الامساك بذيل الاتحاد الاوربي  ؟  ثم كيف يمكن لدول الاتحاد الاوربي ان تقبل في صفوفها دولة تطلق هكذا تصريحات استفزازية تذكرنا بالعقلية الاستعمارية العثمانية التي أكل الدهر عليها وشرب ؟

 

ان النفاق التركي الطوراني يبدو واضحا بجلاء عندما تتباكى تركيا على حقوق بضعة الاف من الاتراك الموجودين في قبرص وكوسوفا ومثلهم الموجودين في كوردستان العراق في حين ان اكثر من 17 مليون كوردي يعيشون في كوردستان تركيا في اسوء وضع انساني عرفته البشرية .

 

ان من الاجدى لتركيا ان تاخذ بنصيحة الحزب الديمقراطي الكوردستاني والمنشورة في صحيفة  (برايه تي ) يوم 21 اب 2002 وتدركها جيدا في التحلي بالحكمة والعقلانية وان تتذكر التاريخ جيدا لكي تتعظ منه وتفهم بان لغة التهديد في زمننا هذا قد ولى مع اندحار الاحتلال العثماني البغيض , وان عليها ايضا ان لا تغفل العامل الدولي والاقليمي واهميتهما في الوقوف الى جانب القضية الكوردية العادلة وصيانة وحدة العراق وسلامة اراضيه , مع الكف عن سياستها الاعلامية العدائية التي تنضح منها سموما طورانية مرفوضة من جميع العراقيين عربا وكوردا واقليات متاخية .

 

اما محاولات تركيا في اعادة تفعيل اللجنة الثلاثية التي تجمع ايران وسوريا وتركيا للتدخل في الشأن العراقي والوقوف امام الطموحات المشروعة للشعب الكوردي , فانها لن تجد اذانا صاغية لها ,  فليس من مصلحة هاتين الدولتين ( سوريا وايران ) حشر نفسيهما في الشأن  العراقي - الكوردي في مثل هذه الظروف لاسيما وان امريكا تراقب عن كثب تحركاتهما وتعتبرهما ضمن الدول الراعية للارهاب.

 

 لذلك كله فعلى تركيا ان تختار بين سياستها في التدخل بشؤون كوردستان العراق خاصة والعراق عامة وما ستلاقيه من عواقب وخيمة جراء ذلك , وبين انضمامها الى عضوية الاتحاد الاوربي بعد اظهارها لشهادة حسن السيرة والسلوك ! وهذ الشهادة لايمكن الحصول عليها من خلال الاعتراف ببعض الحقوق الثقافية للكورد في كوردستان تركيا فقط وانما من خلال جملة من الخطوات الحضارية في السلوك والممارسة وبالامتناع عن التهديدات النارية والاستفزازية الصادرة عن المسؤولين العسكريين في الحكم والتي تهدد استقرار المنطقة .

 

واخيرا... فان على تركيا ان  تقدر بان الشعب الكوردي هو اليوم من القوة بحيث يستطيع افشال جميع مخططاتها وانه ملتف بكل محبة وتقدير حول قيادته الحكيمة وان الشعب العربي في العراق سيقف الى جانب اخوته الكورد ولن يسمح بأن تدنس أقدام الغزاة أي شبر من كوردستان واذا ما فكرت تركيا الطورانية بذلك بمساعدة طابورها الخامس من التركمان المنتمين الى الجبهة التركمانية , فستتحول أرض كوردستان كلها بجبالها الشماء وسهولها الخضراء ووديانها العميقة الى مقبرة للغزاة الطامعين   من احفاد هولاكو وتيمورلنك وسيهب العراقيون جميعا عربا وكوردا وأشوريين وتركمان شرفاء للذود عن تراب الوطن الغالى وسيادته واستقلاله . 



#كوردة_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ومشكلاته ...تداعيات الواقع وافاق المستقبل
- هل من المفروض ان نصفق الان....؟
- تطهير عرقي على الورق
- و ماذا بعد المؤتمر العسكري ... !
- مشاهد من قانون دراكون وتطبيقاته …على ارض الحضارات ! المشهد ا ...
- الاناء ينضح بما فيه ..رد على السيد علاء اللامي
- مشاهد من قانون دراكون* وتطبيقاته … على ارض الحضارات !
- جواب مشروع على تساؤلات غير مشروعة !
- لن يجدي الغريق التمسك بقشة ..!
- الجاهل عدو نفسه...والمتجاهل عدو الجميع .!


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كوردة أمين - المشاريع العدوانية لتركيا الطورانية