أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عباس موسى الكعبي - جزار بغداد وجزار التاجي














المزيد.....

جزار بغداد وجزار التاجي


عباس موسى الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 14:58
المحور: حقوق الانسان
    



نهضت صباح يوم الجمعة الموافق 10 حزيران، وتوجهت الى ساحة التحرير لغرض التظاهر ضد البطالة ونقص الخدمات والمطالبة بالحريات العامة.
وصلت الى ساحة الطيران حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا وسرت خطوات باتجاه ساحة التحرير حيث الطوق او الاطواق الامنية المكثفة التي تحيط بالساحة. اوقفتني مجموعة من رجال الحرس الوطني لتفتيشي، كان التفتيش هذه المرة شكليا. تذكرت حينها كامرتي الشخصية التي تركتها في البيت خوفا من مصادرتها لان الحرس قد صادرها مني في احدى التظاهرات السابقة. بعد ان تم تفتيشي اسرعت الخطى باتجاه الساحة بفرح غامر للوصول اليها والوقوف بجانب باقي زملائي. وانا اسرع الخطى رأيت من مسافة ليست ببعيدة سرادق ضخمة تتوسط الساحة التي اتظاهر فيها ورأيت مجموعة من الناس ترتدي اللباس العربي الرث العقال والغترة والدشداشة ومظهرهم يوحي بالفقر والحرمان. اقتربت من مجموعة كانت تجلس على كراسي داخل احد السرادق ونظرت اليهم وتأملت الوجوه المتعبة الجالسة، فنظر الي بعض منهم بعيون تملؤها الشرر والحقد وتطلعت الي بريبة وكأنهم يتفحصون هذا القادم الغريب الذي يرتدي قبعة وبنظرون جينز. كنت اظن في البداية انهم انما جاءوا من اطراف بغداد او من باقي المحافظات لنصرتنا بعد انتهاء المئة اليوم التي وعد بها نوري المالكي ولم يحقق شيئا. لكن حينما رأيتهم عن قرب لم يتطلب الامر مني سوى لحظات معدودة لادراك غايتهم الحقيقية من هذا التواجد المريب. وهذه المرة لم أرى الشريط الذي اعتادوا وضعه لتطويقنا كل جمعة والذي يحمل تحذيرا (لاتقترب، مسرح الجريمة)!!
وبعد فترة قصيرة تجمع شباب ساحة التحرير، ورأيت من بينهم الناشطين الاربعة الذين اعتقلوا الاسبوع الماضي من ساحة التحرير وهم كل من مؤيد الطيب وعلي الجاف وجهاد جليل واحمد البغدادي، هرعت نحوهم وتوسطت الجمع المناهض للمفسدين والفاسدين. وبدأ الجمع يردد ما تعودناه من افواه مؤيد الطيب وعلى الجاف من كلمات اصبحت انشودة لطلاب الحرية والحياة الكريمة.
كان الطرف الاخر المؤيدين لنوري المالكي يهتفون بحياته ويصفوه بالبطل والمنقذ و (كل الشعب وياك يانوري .. وعلى الرأس نوري...). كان واضحا ان هؤلاء مدعومين من الحكومة، فلاول مرة نجد قناني المياه متوفرة بعد ان كانت محرمة علينا سابقا، فهناك احدى المركبات العسكرية متوقفة وتحمل مئات الصناديق من المياه والطعام والمرطبات...
وفجأة تحركت مجموعة من الشقاوات والعبيد والمأجورين باتجاهنا وشق صفوفنا وهم يهتفون (بعثية بعثية بعثية)، ففي الحال هتفنا نحن (لا بعثية ولا تكفير احنا انطالب بالتغيير)، لكنهم بدأوا بدفعنا بقوة وبعضهم كان متوترا ومسعورا واخذوا بضربنا بقوة بقبضات الايادي والعصي والمسامير والسكاكين والعقال العربي الرث... وكاتب هذه السطور تلقى عقالا من العيار الثقيل على كتفيه وصدره...
حاولنا قدر الامكان التهدئة وهتفنا (سلمية سلمية سلمية...) لكن لم يردعهم ذلك، فتسلقت مجموعة منهم دوار النفق الذي لايتجاوز متر ونصف باتجاه الشباب الذي يهتفون واضطروهم للتراجع ومن ثم فضلنا الانسحاب لتجنب الفتنة والاشتباك كون الموقف لا يسمح لنا باي اشتباك فالكفة لصالح هؤلاء المسعورين العبيد ذوي الرائحة الكريهة بسبب العدد والدعم الحكومي الواضح فضلا عن ان شباب شباط جلهم من الواعين والمتعلمين على عكس هؤلاء العبيد المأجورين. كان الصراع يتجلى بين كتلة من المتنورين المتعلمين والمثقفين وبين مجموعة من الاميين المرتزقة المسعورين حيث الجهل والفقر والعنف يتجلى بوضوح في سيماهم وملابسهم وتصرفاتهم...
كان هؤلاء العبيد يتصارخون ويهتفون بشدة (بروح المالكي) وهم يحملون لافتات كتب عليها المطالبة باعدام فراس الجبوري جزار التاجي وحث الاخرين للوقوف الى جانب طلبهم. ومع ذلك شرعنا بالهتاف معهم ضد تلك الجريمة البشعة، لكنني رأيت اناسا يتراقصون طربا وفرحا بدلا من ذرف الدموع في مناسبة يفترض ان تكون حزينة ومؤلمة. وسرعان ما تحولت التظاهرة الى هتافات بحياة المالكي وانجازاته.
وبعد صولات وجولات عبيد المالكي المأجورين واحتلالهم لساحة التحرير بالقوة وهتافهم بالموت لشباب العراق ومتنوريه، قاموا برفع بيارق النصر التي تحمل اسماء العشائر ورفعها للسماء وتحريكها على طريقة العشائر. ان الذي ادهشني هو حمل ريات تحمل (يالثارات الحسين)، كانت كثيرة وبعدة الوان، وتسائلت ما دخل هذه الريات بالتظاهر... لابد ان يكون هناك امرا ما...
واذا كان المالكي يتفاخر بان هؤلاء يمثلون حزب الدعوة فهنيئا له بهؤلاء الاوباش. وهنيئا لنا بحلمنا وصبرنا، فالصورة اكتملت لدى العالم المتحضر عن هويتنا واخلاقنا وسلميتنا. والى مشهد اخر قريب.



#عباس_موسى_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسامعين الصوت الجياع عملاء!!
- ثقافة الاعتذار من المنظور العربي


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عباس موسى الكعبي - جزار بغداد وجزار التاجي