عمر الفاتحي
الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 05:12
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
من بين الاصلاحات الواردة في مسودة مشروع الدستور الجديد ، أن رئيس الحكومة
يعين تلقائيا من طرف الملك ، حينما يحصل حزب هذا الرئيس ، على الأغلبية في الاستحقاقات التشريعية ن والسؤال المطروح ، أنه بعد الاستفتاء على الدستور والعمل به
وحل الحكومة والبرلمان بغرفتيه الأولى والثانية ، ما هي الضمانات التي نص عليها هذا الدستور ، فيما يتعلق بنزاهة الانتخابات ، خاصة وأنه خلال الانتخابات التشريعية السابقة
كان هناك نوعا من التسامح من طرف السلطات المغربية ، فيما يتعلق بالخروقات ، التي شهدتها الانتخابات السابقة بشقيها التشريعي والجماعية : شراء الاصوات بالمال الحرام ، تدخل السلطات المحلية في الداعية للمرشحين ، بما فيها حتى أجهزة المخابرات بكل فروعها على المستوى المحلي والجهوي ، لتزكية هذا المرشح أو ذاك .عدم تفعيل العقوبات
الواردة في قانون الانتخابات ، وتعديلها وإعطائها طابعا جنائيا ، يستوجب العقوبة ، سيفرز
نفس النخب التي هي محل محاسبة من طرف الحركات الاحتجاجية و التي تعود الشارع المغربي ، على رؤيتها ولمدة أكثر من ثلاثين سنة في البرلمان ومجلس المستشارين والحكومة والجماعات المحلية والقروية .
ثمة حقيقة تشكل قناعة مشتركة ، لدى كل شباب حركة 20فبراير ، رغم إختراقها من طرف عناصر موالية للأحزاب المشاركة في الحكومة ، أنه إذا ما تقدمت نفس النخب
السياسية للأنتخابات المقبلة ، فإنه سيتم معاقبتها من خلال صناديق الاقتراع والحيلولة
دون تصدرها للمشهد النيابي والحكومي مجددا ، علىإعتبار أن المغرب ، في حاجة إلى نخب جديدة ، تقطع والى غير رجعة مع الممارسات الحزبية ، التي اضرت بالشأن العام المغربي .
المكتسبات التي وردت في مشروع الدستور الجديد، ستبقى بدون معنى ، في ظل أحزاب مترهلة وضعيفة ، تنخرها الصراعات الداخلية ، وتفتقد الى الديمقراطية الداخلية ، في تجديد هياكلها ، وكذلك عجزها في تأطير الجماهير للمشاركة في تدبير الشأن العام .
على مستوى أكثر من تظاهرة ، نظمنها حركات 20فبراير بالمغرب ، بعضها فئوي
وبعضها وطني عام ، تم ترديد ، شعار الملكية البرلمانية وإسقاط الاستبداد ،وحتى
إلغاء الفصل 19من الدستور الحالي ، ولكن ماذا عن تخليق العمل السياسي في المغرب
وعلاقته بتدني نسبة المشاركة في الاستحقاقات السابقة ، بسبب عزوف الشباب عن المشاركة في العمل السياسي .
هذه الهواجس ، ليست من باب المزايدة ، بل تجد تفسيرها ، في كون شباب حركة 20فبراير ، أصبحوا ينظمون إحتجاجاتهم بالأحياء الشعبية الفرعية وليس بالشوارع
الرئيسية ، كرسالة موجهة للدولة ، بضرورة القطع مع الممارسات السابقة ، التي جعلت
نفس النخب السياسية ، تتداول على تدبير الشأن العام منذ منتصف السبعينات .وتتحمل المسؤولية الآن ، فيما آل إليه الوضع الآن من تدهور للوضع الاقتصادي والاجتماعي
لعموم الشعب المغربي .
#عمر_الفاتحي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟