|
عرفات زعيم نحبّه .. ولكن ..
خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 1012 - 2004 / 11 / 9 - 09:03
المحور:
القضية الفلسطينية
لا أحد يجادل في عظمة ياسر عرفات .. هذا القائد الذي اكتسب مكانة خاصة في قلوب جميع الناس ليس على الصعيد الوطني وحده بل وعلى كل الصعد العربية والدولية أيضا.. لا أحد ينكر قدراته المتميزة وعبقريته الفذّة ، وهو الذي حمل قضية شعبه لاكثر من أربعين عاما .. كبر بها وكبرت به ، وتحول معها بنضاله وتفانيه -- من إنسان وقائد ثوري إلى رمز لهذا الشعب وعنوان لنضاله التحرري .. وبالتالي لن يكون مستغربا أن تتدفق مشاعر الحزن جياشة لتغمر جميع أبناء الشعب ، بسبب ما أصاب زعيمهم .. إنها لحظات عصيبة يختلط فيها الأسى بالأمل .. والقلق بالخوف .. أسى وحزن فيما لو وقع القدر وفارقنا هذا القائد ، وهو الذي ترك بصماته محفورة في كل نواحي حياتنا .. وامل ورجاء عميقين ، في أن تتغلب الحياة على الموت ، ويتعافى الزعيم ويعود سالما إلى شعبه ووطنه ، ليكمل مسيرة النضال والدم التي ابتدأها .. قلق على أوضاع القيادة التي لم تكن تعمل إلا تحت ظله ، ولم تعتد على العمل بدونه - كجامع وضابط وموحد ومقرر .. وخوف من إمكانية تفجر التناحر والصراعات بين أقطاب ومراكز نفوذ ، لطالما حلمت بالخلافة ، وتبدوا الآن مستعدة اكثر لفعل أي شيء للاستحواذ عليها .. ويزداد القلق اكثر فاكثر مع تضارب وغموض الأنباء الواردة من باريس ( الرئيس في غيبوبة .. الرئيس في حالة موت سريري من الدرجة الرابعة .. الرئيس في وضع مقلق وحرج للغاية .. سهى عرفات وحدها من يملك قرار طلب رفع الأجهزة الطبية عن الرئيس .. وو .الخ ) .. وتبدوا العملية وكأنها مدروسة ومخطط لها ، حيث مع مرور الساعات والأيام يتجرّع الشعب شيئا فشيئا نبأ الفاجعة ( الذي لا يتمنى سماعه أي فلسطيني ) ... وتزداد التكهنات والأقاويل ، بان تأخير إعلان نبأ الوفاة – هذا إذا ما كانت قد حصلت - ، هو تكتيك قررته القيادة الفلسطينية ، حتى تنتهي من إتمام ترتيبات الخلافة ، وكي لا يحصل فراغ قيادي ، يفتح الباب على مصراعيه أمام سباق محموم على كرسي الزعامة . انه وفي لحظة غياب الرئيس فان الحكمة تفترض بالقيادة الفلسطينية الممسكة بزمام الأمور ، أن تقوم وقبل رفع الستارة عن النبأ الفاجعة ، بترتيب صفوفها وتنظيم أمورها ، وبناء هيكل قيادي محكم قادر على مواجهة كل التطورات ، والتصدي لكل التحديات .. فالستارة يجب أن لا ترفع قبل تهيئة البيت الداخلي الفلسطيني ، وقبل تنظيم عملية انتقال القيادة بصورة صحيحة ومتفق عليها ، وهي مهمة لا تحتمل التأخير أو الإبطاء أبدا ، ومن الواجب أن تتوفر لإنجازها كل أسباب وعوامل النجاح ، وفي المقدمة منها : 1. أن تتفق أولا حركة فتح ( وخصوصا لجنتها المركزية ) بوصفها الحزب الحاكم على موقف واحد موحد ، يوقف صراعاتها الداخلية ، ويحدد خياراتها النهائية لشغل المناصب القيادية ، كما ويوضح أيضا رؤيتها لادوار وصلاحيات المؤسسات القيادية ، ولآليات اتخاذ القرارات الوطنية . 2. إشراك كافة القوى السياسية الفلسطينية في الحوارات والنقاشات الدائرة ، على اعتبار أن لهذه النقاشات بعد وطني عام ، وتمس آثارها مصير ومستقبل الكفاح الوطني برمته .. 3. التمسك الحازم بالمؤسسات القيادية الشرعية والعمل على تفعيلها واعطائها دورها القيادي الكامل على أن يتم الانطلاق منها كقاعدة للحوارات مع كافة الأطراف .. ويأتي في مقدمة هذه المؤسسات المجلس المركزي الفلسطيني وكذلك اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بوصفها المرجعية السياسية العليا لكافة الأطر والمؤسسات الوطنية الأخرى ، والتي من بينها السلطة الوطنية بمجلسيها التنفيذي والتشريعي . 4. مواصلة التحضيرات والاستعدادات لإجراء الانتخابات الفلسطينية الرئاسية والعامة بإقرار المجلس التشريعي لقانون الانتخابات الجديد واعلان موعد زمني محدد لاجرائها .. والاتفاق مسبقا على أن القبول بأي قيادة مستقبلية للشعب الفلسطيني مرهون فقط بكونها قيادة منتخبة من قبل الشعب الفلسطيني نفسه .. وكذلك التوجه إلى المجتمع الدولي بطلب تامين ظروف ملائمة للانتخابات ومنها سحب الجيش الإسرائيلي لقواته من كافة المناطق الفلسطينية والتوقف عن ممارسة السياسات الإرهابية الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني كسياسات القتل والاجتياح والاعتقال والإغلاق . 5. والى أن تجري الانتخابات يجب أن يتم التعامل مع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كهيئة مرجعية سياسية عليا على أن يتم إضافة مندوبين عن القوى السياسية الغير ممثلة حاليا داخل اللجنة ليكونوا أعضاء مراقبين ، وبذلك يمكن اعتبار هذه الهيئة هيئة قيادة جماعية مؤقتة ، إلى حين بروز هيئة قيادية منتخبة . 6. أن يقوم كلا من المجلس المركزي الفلسطيني والمجلس التشريعي الفلسطيني بوصفهما أعلى الهيئات التشريعية الفلسطينية - وعبر اجتماعين منفصلين لهما بإعطاء الشرعية المطلوبة للقيادة الجماعية المؤلفة من أعضاء اللجنة التنفيذية ومندوبي الفصائل الغير ممثلة في اللجنة التنفيذية وهم الذين سيضافوا إليها كأعضاء مراقبين . خالد منصور عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني مخيم الفارعة – نابلس – فلسطين 6/11/2004
#خالد_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غول الحواجز الاسرائيلية .. هل نقتله ..؟؟ ام يقتلنا ..؟؟
-
هذا في فلسطين وليس في ابي غريب
-
اطفال المخيم
-
وقفة مع الذّات الفلسطينية
-
السمات الخاصة بمجتمع اللاجئين الفلسطينيين
-
غياب الرئيس .. ؟؟ التحديات والاسئلة الصعبة
-
شركاء في المسؤولية
-
عفوا معالي الوزير
-
من قصص المعاناة الفلسطينية .. يوم في حياة موظف
-
زيتنا احمر
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|