اسماعيل موسى حميدي
الحوار المتمدن-العدد: 3394 - 2011 / 6 / 12 - 23:32
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تتعاظم فنون الفساد في بلادنا يوما بعد آخر تأخذ وسائل شتى لتتعاظم غاياتها بطرائق الدهاء والمكر بغد غياب الرقيب الحقيقي بشكله الفاعل والمثالي بسبب الشلل الذي لحق بمفاصل الدولة جميعها جراء آفة المحاصصة التي ابتليت بها البلاد، فبين فينة واخرى نسمع بان الوزارة او المؤسسة او الهيئة الفلانية قد تعرضت للحرق وبالطبع الامر ليس بالمفاجئ فالجمهور دائما هو المتفرج ،إذ اعتاد على القضية .. نعم ستأكل هناك النار كل الحطب وتتلف جميع الاوراق والملفات والمستندات والوثائق والمعاهدات التي ابرمت في المكان والتي اذا ما دققت فانها ستعرض المسؤول الكريم الى المساءلة القانونية والقضائية لذلك غالبا ما يرتأي اولئك بحرق المؤسسة برمتها وليحترق الخبر ويتحول الى دخان ويبقى المتهمون في مأمن وبالتالي لا مستند يثبت ولا وثيقة تتكلم وستقفل القضية ضد مجهول ..وهكذا هذه العملية الشيطانية الذكية جدا تتكرر على الدوام واذا ما حسبنا مؤسساتنا التي لم تحترق لحد الان فانها لا تتجاوز عدد اصابع اليد وربما هي الاخرى في طريقها للحرق ..يبدو ان المفسدين في هذه البلاد اقوياء جدا ولهم وسائلهم يلجؤون اليها عندما يحاصرهم القضاء وتتربصهم عيون الناس فالنار خير وسيلة عندهم لانها لن تبقي في المكان من اثر فهي التي تحرسهم عندما تحول الادلة الثبوتية ضدهم الى دخان وعلى المواطن الذي يريد ضمان حقه ان يطارد خيط الدخان اينما حل في الفضاء لعله يجد ضيعته..غالبا ما يؤكد سياسيونا بانه لايمكن بناء مؤسسات عصرية مثالية الا بتوفير رقابة صارمة لا تستثني احدا ويسري القانون على الكل وبوتيرة واحدة ويبقى القضاء بمعزل عن المؤثرات السياسية وتدخلات السياسيين .. المشكلة الكل يعرف ذلك ويتكلم ويحرص .. ولكن النتيجة هي ضياع المال العام في اروقة المفسدين،الذين هم نتاج كتل سياسية معروفة يعجز حتى رئيس الوزراء على محاسبتهم بسبب الحصانة والقوة التي يتمتعون بها من انتسابهم لتلك الكتل ... اذن المسؤولية ليست متعلقة بالحكومة فحسب انما المسؤولية تضامنية بين الشعب والحكومة ولا يمكن حرص اموال الدول والشعب اذا لم يكن كل مواطن حارسا امينا ورقيبا عارفا ضد المفسدين وتشخيصهم وحصرهم في زاوية القضاء والا لا يمكن للركب ان يدوم ولايمكن للقافلة ان تسير باتجاهها الصحيح اذا لم يفلح اهلها باختيار القبطان النزيه..
#اسماعيل_موسى_حميدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟