|
الحداد في حوار صحفي مع أسبوعية -الرهان- : الحديث عن العدل و الاحسان و اليسار الراديكالي جزء من استراتيجية إعلامية تضليلية
عبد الحميد حداد
الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 21:35
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
يعتقد "عبد الحميد حداد " ، ناشط في حركة 20 فبراير ، أن طريقة تغطية بعض وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة لاحتجاجات الحركة تكشف عن تواطؤ واضع لجزء من الجسم الصحفي مع حراس العهد القديم عبر الامعان في تضليل الراي العام وخلق صورة إعلامية ونفسية تحت الطلب. و أكد أن لحديث عن العدل و الاحسان و اليسار الراديكالي هو جزء من استراتيجية التضليل الاعلامي الذي تمارسه الدولة من خلال منابرها الاعلامية لخلق اللبس لدى المغاربة واضهار حركة 20 فبراير بمظهر الحركة السياسية التي تشتغل على اجندات سياية مبهمة.فيما يلي نص الحوار كاملا :
حاوره حميد مهداوي : أسبوعية الرهان .
كيف تقرؤون وتحللون الاسلوب الجديد الذي اتخذته الدولة تجاه الحركات السلمية في الشارع؟
اعتقد ان القمع هو الاساس في سلوك الدولة تجاه الحركات الاحتجاجية التي يعرفها الشارع المغربي والاستثناء هو العكس و ما اقدمت عليه الدولة في الاسابيع القليلة الماضية لا يشكل أسلوبا جديدا في التعامل مع هذه الحركات الا بالقياس الى سابقه و الذي لم يكن في اعتقادي سوى تكتيك امني مرحلي حاولت الدولة من خلاله تعزيز اطروحة الاستثاء المغربي و الظهور بمظهر الوضع المتقدم المطلوب اوربيا و امريكيا بالاضافة الى كونها ارادت اعطاء نفسها فرصة لقراءة تمظهرات الحركة الاحتجاجية واختبار قدراتها الميدانية والتنظيمية للوقوف على مختلف الثغرات التي ستسمح بضبط التطور العام لوثيرة الاحتجاجات في الاتجاه المرغوب فيه .فبعد فشل محاولات ضبط و احتواء الحركة عبر اغراء وتهديد نشطائها وربطها باجندات سياسية مناوئة (اسلامية متطرفة ويسارية راديكالية ) لم يعد من خيار لدى الدولة سوى الخروج عن قاعدة هذا التكتيك واعتماد استراتيجية الردع الميداني و التضليل الاعلامي وهي المسالة التي تعد في اعتقادي بداية السقوط في ممارسة الاخطاء الكبرى التي ستعجل باتساع قاعدة الرفض لكل المبادرات اللاحقة التي ستطرحها الدولة و المتعلقة اساسا بالاستحقاقات السياسية الدستورية .
هل هذا القمع موجه ضد العدل والإحسان وراديكاليو اليسار حسب الرواية الرسمية؟
لا اعتقد ذلك القمع موجه بالاساس ضد خركة 20 فبراير بماهي حركة مجتمعية حددت منذ البداية اهدافها بشكل واضح لخصتها قائمة المطالب 20 للحركة والتي يمكن تلخيصها في اليموقراطية و الحرية و العدالة الاجتماعية بالاضافة الى اسقاط الفساد ومحاسبة رموزه ومناهضة الاستبداد فالحديث عن العدل و الاحسان و اليسار الراديكالي هو جزء من استراتيجية التضليل الاعلامي الذي تمارسه الدولة من خلال منابرها الاعلامية لخلق اللبس لدى المغاربة واضهار حركة 20 فبراير بمظهر الحركة السياسية التي تشتغل على اجندات سياية مبهمة وغير واضحة وهو ما تعتقد الدولة انه سيسمح بالتاثير على منسوب التعاطف مع هذه الحركة لانها فهمت جيدا ان قوة هذه الاخيرة تكمن في تسويق نفسها كحركة مجتمعية تحمل مطالب سياسية واجتماعية واضحة تحضى بقبول شرائح وفئات واسعة من الشعب المغربي .هذا بالإضافة الى رغبة الدولة في الدفع بالتناقض الثانوي بين مكونات حركة 20 فبراير للبروز بغاية فرملة الانتشار التنظيمي و الميداني للحركة .
هل هو ضد الاحتجاجات بشكل عام بصرف النظر عن محركيها ما دام أفقها محاكمة رموز الفساد؟
كما قلت في البداية التاريخ المغربي حافل بمثل هده الأحداث وتاريخ الدولة كدلك حافل بأشكال تعاطيها مع هذه الأحداث ، وعلى مايبدو اعتقد ان صفحة الماضي لازالت لم تطوى بعد لان الأساليب التي استعملت مؤخرا في قمع بعض الاحتجاجات وصلت حد الاختطاف في سيارات خاصة و التنكيل بنشطاء الحركة بعد نقلهم نحو أماكن مهجورة وتركهم هناك ، وهذا تحول نوعي في منهجية القمع يستحق ان نقف امامه لنفهم حجم ما ستقدم الأجهزة السرية و العلنية للدولة في الأيام القادمة وقوة القائمين على تدبيره ، فرموز الفساد لازالو يتمتعون بقدرة كبيرة على المناورة .
هل تتوقعون استمرار هذا الوضع ؟ ام أن الأمر مجرد تكتيك مرحلي يسعى لبعث رسائل معينة منها أن الدولة لازالت سيدة الميدان؟
أتوقع أكثر من ذلك ، لسبب بسيط هو أن الأمر لايتعلق بحركة احتجاجية ذات مطالب فئوية محدودة يكفي توجيه رسائل لها هنا وهناك حتى تنكمش بقدر ما يتعلق الأمر بحركة مجتمعية تضم شرائح عريضة من الشعب المغربي وقواه الحية و الديمقراطية تطالب بإحداث تغيير نوعي في طبيعة اشتغال النظام السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي وهي المسالة التي تضعها مباشرة ضد مصالح طبقة سياسية واقتصادية وأمنية راكمت رأسمالا ماديا ورمزيا مهما ليست مستعدة للتنازل عليه كما راكمت تجربة عشرات السنوات في مجال الفساد و الاستبداد بالا ضافة إلى كونها تضعها ضد مصلحة نظام تقليدي مغلق باشر تاريخيا مهمة رعاية هذه المصالح . والتاريخ القريب لكيفية تعامل هذه الطبقات في أنظمتها (المحلية ) بتونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا و البحرين يعطينا صورة واضحة عن طبيعة هذه القوى وطبيعة مشاريعها .
ما قراءتكم لبعض المشاهد التي ظهرت مؤخرا كنزول بعض التجار للشارع احتجاجا على موصفوه بالأزمة التي سببتها احتجاجات 20 فبراير، ظهور شخص يحمل شاقور عبر الجرائد الإلكترونية يتوعد من خلاله شباب 20 فبراير بالتصفية، خروج سكان بعض الأحياء كما حصل بالبيضاء يطالبون المحتجين بعدم الاحتجاج بحيهم؟
ما اعرفه ومتأكد منه هو أن تجار مدينة الرباط و الذين نزل جزء قليل منهم للاحتجاج ضد حركة 20 فبراير بسبب ماتلحقه هذه الاحتجاجات من إضرار بتجارتهم هم الفئة الأكثر استفادة من هذه الاحتجاجات بالنظر لما تدره عليهم ا من أرباح صافية تقدر ب مليون درهم يوميا وهو الأمر الذي يجعلنا نطرح السؤال عن الذين يقفون وراءها ، اما بالنسبة لخروج التجار في بعض أحياء الدار البيضاء اعتقد ان له علاقة بلوبيات الفساد السياسي و الانتخابي التي اعلنت منذ البداية معارضتها لحركة 20 فبراير والتي تسخر كل الامكانات من اجل تحصين مواقعها بالحياء المهمشة وخروج هذه الفئة في هذا الوقت هو مؤشر على ارتباك واضح في سياسة تدبير التعامل مع الاحتجاجات هذا من جهة من جهة أخرى ظهور شخص يحمل شاقور مهددا نشطاء وناشطات حركة 20 فبراير بالتصفية هو جزء من الرسائل التي توجهها الدولة في شخص أجهزتها السرية الى عموم المتعاطفين مع الحركة لبث الرعب في نفوسه على افتراض انهم لم يخبروا أساليب البلطجة في تعامل الدولة مع اشكال الاحتجاج .
طريقة تغطية بعض وسائل الإعلام مؤخرا، محاولة اعتبار كل 20 فبراير عدل وإحسان لتبرير القمع؟
طريقة تغطية بعض وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة لاحتجاجات الحركة تكشف عن تواطؤ واضع لجزء من الجسم الصحفي مع حراس العهد القديم عبر الامعان في تضليل الراي العام وخلق صورة إعلامية ونفسية تحت الطلب تاهل هذا الراي العام لتقبل النتائج المدمرة لاي تدخل قمعي ضد نشطاء حركة 20 فبراير وعلى العموم يمكن تقسيم هذه التغطيات الى ثلاثة انواع من التغطيات :
- جزء يقود عملية التضليل الممنهج بشكل واضح ومكشوف (مثال جريدة الصباح- الاحداث-النهار )
- جزء اخر يمارس التغليط عبر عناوين تخلق اللبس لدى القارئ و المتتبع .
- جزء اخر يحاول الظهور بمظهر الموضوعي لكنه في النهاية يؤكد فرضية الهيمنة المزعومة على الحركة من طرف (العدل و الاحسان و اليسار الراديكالي )
كيف تنظرون الى مستقبل حركة 20 فبراير في ظل هذا التغير في طريقة تعامل الدولة مع احتجاجات الحركة ؟
اعتقد ان مستقبل الحركة يكمن في
- رفع اللبس عن مطالبها ومعالجة الاضرار التي الحقتها بها الحملات الاعلامية المضللة
- احترام التعاقدات بين مكوناتها واعادة بناء استراتيجية للتواصل تسمح بالتفاف شرائح واسعة حولها
- توسيع قاعدة انتشارها التنظيمي و الميداني ليشمل الاحياء الهامشية و القرى بما هي معقل للفساد ومشتل لاعادة انتاج رموزه وبنياته المؤسسية فمعركة اسقاط الفساد و الاستبداد لازالت في بدايتها
#عبد_الحميد_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السعودية.. مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في تصادم 20 مركبة والمرو
...
-
شاهد.. مروحية عسكرية تشتعل بعد هبوط اضطراري في كاليفورنيا
-
هل الطقوس التي نتشاركها سر العلاقات الدائمة؟
-
السعودية: حذرنا ألمانيا من المشتبه به في هجوم ماغديبورغ
-
مصر.. البرادعي يعلق على زيارة الوفد الأمريكي لسوريا
-
اعتراض ثلاث طائرات أوكرانية مسيرة فوق شبه جزيرة القرم
-
RT تعلن نتائج -جائزة خالد الخطيب- الدولية لعام 2024
-
الدفاع الصينية: الولايات المتحدة تشجع على الثورات الملونة وت
...
-
البابا بعد انتقادات وزير إسرائيلي: الغارات الجوية على غزة وح
...
-
-اشتكي لوالدك جو-.. مستخدمو منصة -إكس- يهاجمون زيلينسكي بعد
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|