في التطور

مهدي فضلان

الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 21:25
المحور: الطب , والعلوم
    

إن نظرية تطور الأجناس الحيوانية ليست نظرية تقال هنا و هناك من أناس لا مستوى لهم أو لم يقوموا ببحوث في الطبيعيات و إنما هي نتاج أناس درسوا و بحثوا فتوصلوا إلا نتائج فقالوها،عند الحديث مع أناس عاميين عن التطور يقولون أن التطور هو" تلك النظرية التي تقول أن أصل الإنسان هو القرد"، و هذا دليل على أن كثيرا من من يحكمون على هذه النظرية هم الذين تنقص فيهم مقومات البحث العلمي كذلك نلاحظ أن الملحدين يعدون من أهم المناصرين لهذه النظرية، و هذا قد يعد عيب فيها لكن الحقيقة هي أنه يعد أمر إيجابي و ليس عيبا فنحن نرى الملحدين على أنهم أناس لا منطق لهم و لا يفكرون جيدا بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماما، فرغم رفض الواحد منا لتوجه أحدهم الفكري أو الديني فإن هذا لا يعني أن يخالفه في كل آرائه كما لا يتيح له أن يرميه بكل النعات، فخير طريقة لتقسي الحقائق هي البحث المنطقي و لنكون موضوعيين فالملحد يختلف عن المتدين بأنه صاحب منطق، فالملحد يقبل الأفكار التي يرى أنها توافق المنطق بينما يقبل المتدين الأفكار الواردة في كتابه المقدس أو على لسان أحد رجال دينه و لا يريد الخوض فيها فقط لأن رجلا يحمل قداسة ما قد قالها،و الحقيقة هي أن التطور هي نظرية جاء بها إنسان متدين في الأصل و ليس ملحد كما أنها لم تبنى على تصورات فقط كما يفعل من ينتقدها بل جاءت بعد سلسلة ملاحظات قام بها "داروين" و الأروع و ما يضيف على مصداقيتها هو أنه لم يقم بملاحظاته تلك لهدف ما بل كان فقط يسجلها كما يفعل أحدهم كي يسجل تصرفات الحيوانات أو أشكالها و من بعد جاءت تلك الفكرة وليدة الملاحظات فقط، فتوصل إلا أن الأنواع تتطور ووضع نظريته بانيا سلسلة تطورية فمجموعة من الأنواع أنتجت أخرى كالطيور و الزواحف و الأسماك على أن بعض الأنواع البسيطة هي أصل تلك الأنواع كما أن قوة نوع ما و قدرته على التلاؤم كانا عاملان مهمان جدا في وضع أولوية الأنواع في البقاء، أما قضية القرد فجاءت من بعد بعدما طرح التساؤل التالي: "ماذا عن الإنسان ما هو موقعه من هذه السلسلة التطورية هل تطور هو أيضا ؟"
أما فيما يخص الأديان فيمكننا الحفاظ عليها بنفي أن الإنسان جاء من القرد و اعلم الحديث يؤكد أن الإنسان ليس "إبن قرد" و هو ما يحافظ على الأديان التي تتعارض مع هذه الفكرة كالإسلام و المسيحي و اليهودي لكننا لا يمكننا أن نفعل شيئا أمام جواب العلم لنا في هذه القضية و هو أن الإنسان و إن لم يكن ابن قرد فهو قريبه أي أن الإنسان و القرد جاءا من نفس النوع، و الذي أتعجب له في الحقيقة هو رفض الناس لمثل هذه الأفكار رغم أنهم لا يرفضون أفكارا مثل:
-الإنسان مكون من خلايا حيوانية
-الإنسان من الفقاريات
-الإنسان ممن الثدييات
الإنسان من الرئيسيات
-الإنسان و الشامبانزي يتشابه حمضاهما النوويان الديبوزيان بنسبة 98.4 بالمئة
-الإنسان و قرد البونوبو حمضاهما النوويان الديبوزيان بنسبة 99 بالمئة

#مهدي_فضلان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات