|
أسرار فرقة الدونمه ودورها في المجتمع التركي الحديث (3-3)
عدنان حسين أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 10:22
المحور:
الادب والفن
خصّص الباحث جعفر هادي حسن الباب الثاني من كتابه لفرقة الدونمه وفروعها وأصولها وتعاليمها وأعيادها ودورها وتأثيرها على المجتمع التركي منذ نشوء هذه الفرقة وحتى الوقت الحاضر. تعني الدونمه المتحوّلين من دينهم أو المرتدين عنه وهي كلمة تركية أطلقها الأتراك المسلمون على أتباع شبتاي الذي تظاهروا بالإسلام كما تظاهر زعيمهم ومؤسس فرقتهم، كما تعني من وجهة نظر اليهود المنشقّين عن طائفة ما. أما الدونمه فيطلقون على أنفسهم صفة المُؤمنين أو المُصدّقين بشبتاي صبي. يقول الباحث جعفر هادي بأن الدونمه تعتبر واحدة من أغرب العقائد التي يصادفها الباحث في موضوع الفرق والأديان، ووجه الغرابة فيها أنّ أتباعها يتظاهرون بالإسلام ويلتزمون بالشعائر الإسلامية، لكنهم يؤمنون باليهودية ويمارسونها سرّاً. يفسِّر علماء الدونمه أن إظهار شبتاي للإسلام هو مقدمة لخلاص اليهود، ويسمون هذه المرحلة بـ "القلفّاه" التي تعني قشرة أو روح شرّيرة وخبيثة. ويشبههم الباحث بالمرانوس في إزدواجية العقيدة، لكن الفرق الوحيد بينهما أن المرانوس أُجبروا على اعتناق المسيحيّة، بينما لم يجبر الدونمه على ذلك، بل هم الذين اختاروا التظاهر بالإسلام على الرغم من مقتهم الشديد له. ولهذا السبب يرى الباحث جعفر هادي أن الناس لا يستطيعون أن يفرِّقوا بين الدونمه والملسمين، وكيف لهم أن يميزوا، كما يتساءل الباحث، وهم يؤدون الشعائر الإسلامية ويتسمّون بأسماء المسلمين؟ لم يستمر هذا الإلتباس طويلاً، ففي بداية القرن العشرين بدأت الدونمه تتكشف حينما حصل بعض الباحثين على كتبهم ومصادرهم الأساسية التي تضم عقائدهم وتعاليمهم التي كانت تمارس بسرية تامة في بيوت العبادة التي لا تختلف كثيراً عن بيوت الدونمه ومنازلهم الاعتيادية. ويخلص الباحث إلى القول بأن فرقة الدونمه لا تعني شيئاً من دون شبتاي فهو المسيح والمخلِّص والمُنتظر والمُؤمّل والمُنقذ وما إلى ذلك من ألقاب باذخة ومؤثرة.
من أصول الدونمه وتعاليمها يؤمن أتباع الدونمه بإله واحد وبمسيحه المخلِّص شبتاي صبي حفيد الملك داوود. ويجتمعون في السادس عشر من شهر كسلو ليناقشوا أسرار عقيدة مسيحهم. لا يجبرون أحداً على اعتناق العقيدة الإسلامية على الرغم من أنهم يتظاهرون بالإسلام على الدوام. يقرأون التوراة ومزامير داوود كل يوم بسرّية تامة، ومع ذلك فهم يطبِّقون التعاليم الإسلامية بحذافيرها أمام الناس حتى لا يثيروا شكوكهم. يصومون شهر رمضان، ويؤدون الفرائض الإسلامية المُتعارف عليها بما فيها الحج بغية التمويه على ممارسة طقوسهم اليهودية. لا يتزوجون من عائلة مسلمة، ولا يصادقون أحداً من المسلمين، ويمقتون نساءهم على وجه الخصوص. يختنون أولادهم، ويؤمنون ايماناً مطلقاً بأن شبتاي صبي جلَّ جلاله هو الذي سيجمع شتات إسرائيل من أطراف الأرض الأربعة، ويؤمنون بأن إله إسرائيل، إله الحق سيرسل من الأعلى هيكلاً مبنياً كما ذُكر في التوراة. ومن معتقداتهم الأخرى أن الكون قد خُلق من أجل الدونمه، وأن المسلمين مخلوقون من أجل حفظهم، تماماً مثل البيضة التي يحفظها قشرها. وهم يعتقدون أن البشر من غير اليهود هم قلفّاه، وأن أرواحهم مثل أجسادهم سوف تذهب إلى العالم السفلي. ومن هنا يمكننا أن نستشف أن الدونمه يمقتون الإسلام مقتاً شديداً، بل أنهم يزدرون الأديان الأخرى أيضاً ويعتبرونها مثل القشرة التي تحفظ البيضة، وأن أتباع الدونمه هم الوحيدون الذين تذهب أرواحهم إلى السماء، أما أرواح أتباع الأديان الأخرى فإنها تذهب إلى العالم السفلي! أشِرنا غير مرّة إلى أن الدونمه يبطنون اليهودية ويظهرون الإسلام وأنهم يؤدّون الفرائض الإسلامية كلها إلى الدرجة التي يصعب فيها تفريقهم عن المسلمين، ولكنهم يمارسون عباداتهم الحقيقية في معابدهم الخاصة في أحد بيوت الأثرياء غالباً وبنوع من السرية التامة. ولكي يصلّوا صلاة جماعية لابد من توفر عشرة أشخاص بالغين، وصلاتهم تشبه صلاة اليهود لكنهم "أي الدونمه" يبدلون العقائد الثلاثة عشر بعقيدتهم في شبتاي. لكل فرد من أفراد الدونمه اسمان، الأول يستعملونه بين المجتمع الذي يعيشون فيه، والثاني يستعملونه بين أفراد فرقتهم، ولا يتزوجون إلا فيما بينهم، ويعتقدون أن المرأة إذا تزوجت من غير الدونمه فإنها تذهب إلى النار. يتزوج أتباع الدونمه في يومي الاثنين والخميس ويكون زواجهم يهودياً، لكنهم يذهبون إلى قاضي المسلمين لإجراء العقد على وفق الطريقة الإسلامية. لا يعتبر أتباع الدونمه يوم السبت عطلة، ولهم يوم في السنة يعترفون فيه بذنوبهم. ولهم عدد من المقابر الخاصة في سالونيك وإستانبول، وهم يكتبون تاريخ ولادة الشخص المتوفي بالهجري ووفاته بالميلادي، ويضعون حجراً على القبر باعتباره تعويذة لطرد الشر. يدرسون المزامير والقبلاه ويهتمون كثيراً برسالة كتبها شبتاي تحت عنوان "سرّ العقيدة". لأتباع الدونمه كتب صلوات صغيرة حتى يسهل إخفاؤها وهي للمناسبة نفس الطريقة التي يتبعها المرانوس. للسمكة أهمية خاصة عندهم لذلك يضعون مجسّماً أو صورة لها في بيوتهم، وعند الزواج يرسمون صورة سمكة على عتبة الباب لتجتازها العروس على أمل الحصول على ذريّة كثيرة. وقد سبق لشبتاي أن لفّ سمكة كبيرة ووضعها في المهد، وكان يعتقد أن خلاص اليهود سوف يكون تحت رمز الحوت، أما المهد فهو يشير إلى النمو البطيء لخلاص اليهود عن ظهور المخلِّص. وهذه الفكرة موجودة في التقاليد اليهودية التي يكيّفها شبتاي غالباً لأغراضه الخاصة.
فروع الدونمه يقسّم الباحث جعفر هادي حسن الدونمه إلى ثلاثة فروع انشقت عن بعضها وهم اليعقوبيون والإزميريون والقره قش. سُميَّ الفرع الأول باليعقوبيون نسبة إلى يعقوب قريدو الذي استقر في سالونيك منذ عام 1680 وتظاهر بالإسلام. أعلن يعقوب أنه الممثل الشرعي لشبتاي وسانده في إدعائه أبوه فيلوسوف، كما سانده الحاخام يوسف فلورنتين. يعمل الكثير من اليعقوبيين موظفين في أروقة الدولة، وهم مندمجون بالمجتمع التركي، ويجيدون الكلام باللغة التركية أفضل من الفرعين الآخرين، وهم أكبر فروع الدونمه عددا. أما الإزميريون فنسبتهم تعود إلى مدينة إزمير التي وُلِد فيها شبتاي صبي. أكثر أفراد هذا الفرع هم من المهندسين والمعلمين والمحامين، وهم أثرى من أتباع الفرعين الآخرين. كانوا حلاقين وصانعي طرابيش هاجر بعضهم إلى الأميركيتين في القرن التاسع عشر، لكنهم رجعوا إلى تركيا بعد سنوات. أما الفرع الثالث والأخير فهم القره قش الذين انشقوا عن الإزميريين " أو اليعقوبيين" عام 1690 م تزعم مصطفى جلبي هذا الفرع لفترة عشرين سنة، ثم رأسه من بعده بروخيا روسّو الذي أُطلق عليه فيما بعد عثمان بابا. إدَّعى بروخيا أنه الممثل الحقيقي لشبتاي، وفي عام 1761 م إدَّعى بأن روح شبتاي الإلهية قد حلّت فيه، وأخذ يحلِّل محرّمات الشريعة اليهودية مثل العلاقات الجنسية وزيجات الأقارب المحرَّمة، وإدَّعى بأن هذا الأمر يعجِّل بظهور المسيح المخلِّص. وقد عُثر على رسائل تؤكد على وجود علاقة جنسية قائمة بين المحارم ليس على أساس عاطفي، وإنما كواجب ديني. ثم خلّفه في رئاسة هذا الفرع درويش أفندي وهو نفسه الشاعر المعروف يهودا ليفي طوبا. يعتبر القره قش من فقراء الدونمه فجُلُّهم من العمّال والحاكة والإسكافيين وأصحاب الدكاكين والقصابين، وكل فرع من فروع الدونمه له عبادته ومقبرته الخاصة.
أعياد الدونمه توسّع الباحث جعفر هادي حسن في الحديث عن أعياد الدونمه الستة عشر وسنكتفي بالإشارة إلى بعضها، "عيد 14 سيوان" وهو عيد الثمار أو الزروع، "17 سيوان" وهو العيد الذي أعلن فيه شبتاي أنه المسيح المخلِّص، "21 سيوان" وهو اليوم الذي مسح فيه الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب شبتاي بالزيت المعطّر، "24 سيوان" وهو عيد تقديس شبتاي من قبل ناثان المتنبيء، "9 تموز" وهو اليوم الذي أُوحي فيه إلى شبتاي بأنه سيكون المسيح المخلِّص، "23 تموز" هو عيد الأنوار، "24 تموز" هو عيد تشريف زوجته سارة، "3 آب" وهو اليوم الذي انتصر فيه شبتاي على الحاخامين الذين ناقشهم في مصر، "9 آب" وهو اليوم الذي وُلد في شبتاي، "15 آب" وهو اليوم الذي أصبح فيه شبتاي في نظر الدونمه ملكا، "16 كسلو" وهو اليوم الذي نجا فيه شبتاي من الغرق. الملاحظ أن أغلب هذه الأعياد تحتفي بشبتاي وتركز على حوادث مستمدة من حياته الخاصة. وفي هذا السياق لابد لنا من التوقف عند الاحتفاء بليلة الحَمَل وما يتخللها من تبادل للزوجات. يحدث هذا الطقس الديني في ليلة 22 آذار التي تُسمّى بـ "ليلة الحَمَل" حيث يلتقي مجموعة من الأزواج والزوجات، ثم يصلون صلاة طويلة، وبعد نضج طعام الحَمَل يُوزع العشاء على الحاضرين، ثم تُطفأ الأنوار وتبدأ عملية تبادل الزوجات. ويذكر الدونمه أن الأولاد ليلة الحَمَل يكونون مميزين لأن شبتاي يحضر هذا الاتصال الجنسي. وجدير ذكره في هذا السياق أيضاً أن بروخيا قد حلّل العلاقة الجنسية الممنوعة مع المحارم.
الدونمه في تركيا الحديثة يعود بنا الباحث جعفر هادي حسن إلى عام 1923 م وهي الحقبة الزمنية التي أُجبر فيها بعض رعايا تركيا وبضمنهم الدونمه على مغادرة سالونيك، مركزهم الرئيس والهجرة إلى تركيا في عملية تبادل السكان المعروفة بين تركيا واليونان. وقد استقر أكثر الدونمه في إستانبول وأدرنة وأنقرة وإزمير، وقد قُدر عددهم بين "10" إلى "15" ألف نسَمة، ولكن الوثيقة السرية التي بعثها السفير البريطاني لوزارة الخارجية والمؤرخة في 29 مايو / مايس 1910 ذكرت أن عدد سكان سالونيك هو "140" ألف مواطن، "80" ألف منهم يهودي إسباني و "20" ألف من فرقة شبتاي "ليفي" أو اليهود الباطنيين الذين تظاهروا بالإسلام. يؤكد الباحث جعفر هادي بأن الدونمه قد لعبت دوراً مهماً في الحياة السياسية والاقتصادية في تركيا من خلال مشاركتهم الفعّالة في جمعية "الاتحاد والترّقي" التي قادت الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني في بداية القرن العشرين ولا يزال تأثيرها موجوداً حتى اليوم. ويرى الباحث أن هذا الدور قد بدأ حينما أسس عمانوئيل كراسّو، وهو محامٍ من سالونيك، محفلاً ماسونياً أسماه "مسدونيا ريزورتا" وأقنع رجال رجال تركيا الفتاة ضباطاً ومدنيين بالانتماء إلى الماسونية. وكان هدفه الرئيس هو سيطرة النفوذ اليهودي على الأوضاع الجديدة في تركيا، وقد تظاهر بمنحهم الأمن والأمان في محفله الماسوني المقام أصلاً في بيت أجنبي له حصانة ضد التفتيش والمراقبة. تكشف الوثيقة السرية التي ترجمها الباحث جعفر هادي عن الشخصيات اليهودية المعروفة التي لعبت دوراً مهماً في السياسة التركية الحديثة نذكر منهم عمانوئيل رفائيل سالم، وهو محامٍ مختص بالقانون الدولي، وأبراهام غلانته الذي أصبح عضواً في مجلس الأمة، وأستاذاً في جامعة إستانبول. ومن اليهود الاتحاديين يمكننا الإشارة إلى نسيم مصلياح الذي كان ممثلاً لمدينة إزمير في مجلس الأمة أيضا. أما الصحف التركية التي كان يدعمها اليهود فهي صحيفة "تركيا الفتاة" التي يرأس تحريرها فلاديمير جابتونسكي، الروسي الأصل والصهيوني المتشدّد المعروف. وصحيفة "شفق" التي تُموّل بأموال يهودية، وكانت تروِّج في حينه بأن مصر هي جزء من إسرائيل المستقبل. وصحيفة "طنين" التي يرأس تحريها حسين جاهد بك الذي كان مستشاراً للوزير محمد جاويد بك، وكان عضواً في مجلس الأمة. وصحيفة "رصد" التي يديرها من باريس مظلوم حقي وكانت المقالات والأعمدة المنشورة فيها تثير غضب السلطان. لعبت ساسة الدونمه دوراً بارزاً في الحياة السياسية التركية، فمحمد جاود بك الذي كان أبرز قادة الاتحاد والترقي قد أصبح وزيراً للمالية ثلاث مرّات، وكان حفيداً لبروخيا، مؤسسة فرقة القره قش، وقد أُتهم بقيادة المعارضة ومحاولة اغتيال كمال أتاتورك، وقد أعدمه أتاتورك عام 1926 على الرغم من توسط عدد كبير من الماسونيين والتماسهم بعدم تنفيذ هذا القرار. أما طلعت بك الذي كان وزيراً للداخلية، وهو من أصل غجري من أدرنة، وجاود بك، وزير المالية فقد كانا يمثلان الماسونية في تركيا، وكان يحسب لهما حسابا حقيقياً وذلك لخطورة الأدوار المناطة بهما. ومن الشخصيات الدونمية الأخرى محمد قبانجس، رئيس بلدية سالونيك، ومصرفي كبير كان يموّل جمعية الاتحاد والترقي. ورمزي بك، أحد قواد الجيش وقد أصبح رئيساً لمساعدي السلطان محمد رشاد وأخوه الذي كان مسؤولاً عن السلطان عبد الحميد في سالونيك بعد خلعه. ثمة شخصيات بارزة أخرى من الدونمه مثل نزهت فائق ومصطفى عارف، وكان الأخير وزيراً للداخلية بعد الانقلاب، ومصلح الدين عادل الذي كان نائباً لوزير التربية. لم يقتصر دور الدونمه على الرجال حسب، وإنما امتد إلى النساء أيضاً، ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى خالدة أديب التي لعبت دوراً بارزاً في جمعية الاتحاد والترقي، وهي أديبة وكاتبة نشرت بعض الكتب والمقالات. كانت تنتقد السلطان عبد الحميد، وكان لها تأثير كبير على حسين جاهد بك ومصطفى كمال. يؤكد الباحث جعفر هادي حسن بأن كمال أتاتورك كان من الدونمه بحسب دائرة المعارف اليهودية، وهذا هو رأي الإسلاميين المعارضين، لكن الحكومة التركية تنكر ذلك. لم ينحسر دور الدونمه في النصف الثاني من القرن العشرين، فمن الشخصيات الدونمية البارزة التي لعبت دوراً مهماً في الحياة السياسية والثقافية أحمد أمين يلمان، رئيس تحرير صحيفة "وطن"، وعبدي أبكجي، رئيس تحرير صحيفة "مليّت" الذي أغتيل عام 1978م. يقدّم الباحث جعفر هادي بين ثنايا هذا الكتاب معلومات شيّقة ومثيرة من بينها أن رحشان آرال، زوجة رئيس وزراء تركيا الأسبق بولند أجويد هي من الدونمه، وكانت في حينه رئيسة لحزب الشعب الجمهوري، ثم أصبحت نائبة للرئيس بعد أن أصبح زوجها رئيساً له بعد إخلاء سبيله من السجن. ومن الدونمه من جهة الأم رئيسة وزراء تركيا في التسعينات تانسو تشيلر. وثمة شخصيات أخرى من الدونمه مثل أطلان أويمن، الصحفي المعروف الذي أسس وكالة "أنكا" وترأس لاحقاً حزب الشعب الجمهوري في تسعينات القرن المنصرم، وساهر طلعت عاكف، رئيس المحفل الماسوني الأكبر في تركيا حتى وفاته عام 1999 م. يشير الباحث جعفر هادي إلى عدد من العائلات الدونمية البارزة مثل عائلة دلبر وبزمن وأبكجي وكوينكو ودنجلري وقرقش، ويذكر أيضاً بأن الدونمه قد أسسوا جامعة "أُشك" عام 1996-1997. يورد الباحث في كتابه عدداً من الكتب المهمة التي صدرت عن الدونمه من بينها كتاب محمد شوكت إبجي، وهو إسلامي معروف "يهود أتراك أو شبتائيون؟" عام 2000 خلاصته أن عدّة آلاف من الدونمه يسيطرون على شؤون البلد. وكتاب "أفندي: السر الكبير للأتراك البيض" لصونر يلجن نُشر عام 2004 خلاصته أن الشبتائيين هم حقيقة دامغة بيننا، ولا يمكن أن يكتب تاريخ تركيا من دونهم. وقد طبع هذا الكتاب خمسين مرة لأن الإقبال عليه كان شديداً، وقد أتُهم بعدائه للسامية. يختم الباحث كتابه بالإشارة إلى أن عدد الشبتائيين كما ذكرته صحيفة الجوِيش كرونيكل في تسعينات القرن الماضي هو "44 " ألف مواطن، ولكن زورلو قدّرهم بأكثر من هذا العدد بكثير. على الرغم من أهمية فرقة الدونمه ودورها في مختلف مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والدينية في تركيا وغيرها من بلدان العالم إلا أن هذا الكتاب القيّم يكاد يتمحور في جزء كبير منه على شخصية شبتاي صبي التي شغلت العالم سنوات طوالا وأقنعت آلافاً مؤلفة من الناس بأنها المسيح المخلِّص الذي سوف ينقذ اليهود من المظالم التي يعانون منها، ويعيد للعالم المرتبك توازنه. وفي الختام لابد من الإشارة إلى سلاسة أسلوب الباحث جعفر هادي حسن وعذوبة لغته، وقدرته السرديّة في تصوير الوقائع والأحداث التي مرّ بها مؤسس هذه الفرقة من جهة، وأتباعه من جهة أخرى حتى ليشعر القاريء بأنه يقرأ نصاً سردياً إبداعياً متوهجاً أكثر منه مادة فكرية بحثية تُعنى بشؤون الفرق والأديان واليهودية.
#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدونمه بين اليهودية والإسلام . . . مسوّغات العقيدة المُزدوج
...
-
الدونمه بين اليهوديّة والإسلام (1-3)
-
(اسأل قلبك) للمخرج التركي يوسف كيرجنلي
-
مهرجان بغداد السينمائي الدولي مُلتقى لشاشات العالم
-
قبل رحيل الذكريات إلى الأبد (3-3)
-
السينما الطلابية في العراق. . محاولة لصياغة مشهد سينمائي مخت
...
-
(قبل رحيل الذكريات إلى الأبد) لفلاح حسن ومناف شاكر (1-3)
-
-فرقةُ القرّائين اليهود- للدكتور جعفر هادي حسن (الجزء الثاني
...
-
-فرقةُ القرّائين اليهود- للدكتور جعفر هادي حسن (الجزء الأول)
-
فيلم (كولا) ومضة تنويريّة تسحر المتلقي وتمَّس عاطفته الإنسان
...
-
الرحيل من بغداد وهاجس المطاردة الأبديّة
-
قراءة نقدية في ستة أفلام روائية ووثائقية وقصيرة في مهرجان ال
...
-
فيلم (إيران، الجنوب الغربي) للفرطوسي يرصد أكبر كارثة بيئية و
...
-
(وداعاً بابل) لعامر علوان . . الحجر يتكلّم والمدينة تتقمّص د
...
-
التغريب والصورة الافتراضية للدكتاتور في فيلم (المُغنّي) لقاس
...
-
حيّ الفزّاعات لحسن علي محمود وتعدد القراءات النقدية
-
تعدد الأصوات والأبنية السردية في رواية -قفلُ قلبي- لتحسين كر
...
-
تقنية فن التحرّيك في النص الشعري
-
تقنية السهل المُمتنع في رواية (الزهير) لباولو كويلو
-
قضايا وشخصيات يهودية للباحث جعفر هادي حسن
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|