أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - إنها العاصفة














المزيد.....

إنها العاصفة


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"وليكن.... لا بدّ لي أن أرفض الموت". إنٌها العاصفة يا أخي...
ألكيل بمكيالين خطيئة تخلّف ضحايا، بيد أنّها تصبح جريمة عندما تمارسها الضحية ذاتها. أن يطلق نظام الرصاص على صدور مواطنيه العزَّل لهي جريمة نكراء، سيّان إن دوى الأزيز في أكتوبر أو أيار!
أن أناضل وأقاتل من أجل حقي في العيش بكرامة وعزة ولقمة عيش هو فريضة تكون منقوصة وزائفة إن لم أمارسها في حق إخوة لي يعيشون بذل وجوع.
حرية الإنسان نسبية، الإنسان فيها ثابت ومطلق.
حقي وواجبي أن أقاوم ظالمي. أن أتفهّم موقف ظالم يستبد بشعبه خيانة، تعظُم كلّما تستّر التبرير بعلم وطن أو بكلمة سماء!
كل شيء قابل "للتفلسف" إلّا حكمة أهملها إنسان وقدّمها ثور أحمر على باب كهفه حيث ما زال يربض أسد جائع.
كل صوت يحتمل التأويل إلٌا رجفة دم طفل وصرخته، تفرك عين الصباح وأنت تفرك عينك وتصر: إنّه صدى الملائكة لأن البعث قريب وآتٍ.
أحيانًا يسعف التبرير ويُحمَد إلٌا عندما يجيء غنج عاهرة على باب هيكل!
لا حجة ولا مبرر يشفع لكل من ما زال يتلكأ متأتئًا إزاء مشاهد الدم المسفوك في سوريا.
أسوأ المواقف هو ذاك الذي يجاهر دالقًا تعابير التأييد والتضامن مع نضالات الجموع السورية المسالمة من جهة ومردفًا خشيةًً من سقوط نظام الأسد وبعثه "الصامد" في وجه الإمبريالية والاستعمار والمرابط فيما يسمى حلف المقاومة والممانعة مع نظام القمع الإيراني.
تعويل هؤلاء على النظام الحاكم بإيفائه وتنفيذه لعملية إصلاح شاملة، تنصف الشعب وتداوي جراحه، فيها من التنكُّر لعبر التاريخ قسطٌ، ومن قصورٍ في فهم ما يجري أقساط.
القضية، بنظري، تتعدى أهمية هذه المواقف العاجزة ومدى تأثيرها المحتمل على مجريات الأحداث في سوريا أو أي قطر عربي آخر، فهي، لأسفي، تعكس واقع هذه الأحزاب وواقع أصحاب هذه المواقف المتأرجحة والمتجمّلة بمساحيق تواريخ صلاحيتها قد نفدت.
القضية أن ما بدأ في تونس، وتتالى في دول عربية أخرى كان كالزلزال. زلزال آدميّ تذبذب وما طفقت دوائره تتسع وتهدم ما كان قائمًا على كبت وقمع ونهب وفساد. شعوب أتخمت من سياط حكّامها، مستعمريها المباشرين المتنفذين والعابثين بكل قوانين الحياة الإنسانية. شعوب عافت تلك السياط التي جدلت من جلود أبنائها المقشوطة في دهاليز الأسر والتحقيق والتعذيب، صُمّغت ودُمغت بأختام حماية الأوطان وصمودها في وجه أعدائها الخارجيين وأعوان أعدائها من الداخل.
أين موطن التردد؟ وما الذي يستدعي الحيرة؟ القضية أبعد من عقيد قائد ثورة قضت على ملكية "سوسية" وأحلٌته نجمًا متألّقًا، في حلم ليل أمّة، بدأت بثوراتها الجارية اليوم، تصحو منه لتعيش واقعًا يضمن لها الحرية الحقيقية والكرامة.
القضية أبعد من نظام ادّعى أنه يحكم باسم الشعب، ومن أجله، ومارس موبقاته باسم "اشتراكية" ضمنت شراكة الفاسدين ونعيم فراشهم وأبقت الشوك ووخزه لجموع البؤساء والمعوزين. لماذا التردد؟ وماذا يرتجى من نظام تجنٌد سدنته في ذات صبح مظلم واغتصبوا دستورَ بلاد فورّثوا "فارسًا" كرابيج أب راحل وأشعلوا ليل أحلامهم ليطفئوا الجمر على هامات شعب أمسى يعيش الخوف والذل والمهانة.
أين الإعضال؟ وصوت الشعب أجرد إلٌا من بحة الألم وصهيل اليأس، يواجه بنادق وفوهات دبابات صدئت، استجلبت لتحرير جولان محتل وإذ بها تحاصر قرى ومدن الوطن المفتدى لتخليد وارث العرش المفدٌى!
يقول القائل: على رسلك! فماذا بعد سقوط النظام؟ وبعضهم يلوّح بأن عملاء أمريكا والغرب سيستولون على سورية وستحل الكارثة ويسقط حزام الأمن الممانع والمقاوم في الجبهة الشرقية. وآخرون يخيفوننا بأن الحركات الإسلامية الأصولية ستزحف على دار الحكم وتقيم إمارة الإسلام لتعيدنا دهورًا إلى تالد التاريخ وظلامه. تكثر الذرائع وبعضها يأسر أحرارًا يؤمنون بالدولة العصرية المدنية التي تكفل لأبنائها العيش بحرية وعدل ومساواة وبدون فساد. كل الاحتمالات واردة. قلنا أن الرياح عاتية وأنه الزلزال يدك ما هو قائم ومشيّد ويفتح أبواب السماء والأرض على جهات الريح والأمل.
إنٌه الزلزال لن يرحم من سيحني هامته للعاصفة. إنها ساعة الحق والموقف والعمل فإمّا أن تكون في طليعة البنّائين يشيّدون صروح المستقبل وإما أن تصبح ضحية تدوسها جنازير دبابات "الفاتحين" أو جنازير بولدوزرات الغاصبين المتربصين.
مواقف المترددين تشي بما يعانونه من قصور والكيل بمكيالين.
إنٌه زمن القلائد الكريمة الجديدة. زمن الإنسان العربي الحر الأبي، وما كان معقودًا خلاخيلَ على أكعاب دهاقنة أنظمة تغنّت بحريَّات شعوبها واستهانت الدوس عليها، أصبح جواهر هذا الزمن وجنى العواصف المنثور.
العاجز فقط سيضيع فرصة حصاد أكاليل اللؤلؤ ولن "يغني للفرح/ خلف أجفان العيون الخائفة/ منذ أن هبت، في بلادي، العاصفة/ وعدتني بنبيذ وبأقواس قزح".
إنّها العاصفة يا أخي، تعدنا بالنبيذ وبأقواس قزح، فانفض غبارَ الزمن وافتح صدرَك للفرح.

[email protected]



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريد طلابًا يحبون
- مجاز كروي
- -عاش البلد مات البلد-
- أنوماليا
- الرؤيا أم الرؤية؟..
- للبدايات فرحٌ
- صوت من الجبل
- قوتُكَ لا قاتُهُم
- أمر مبكياتك
- ميداننا في صفد
- لا رأيَ لحاقن


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - إنها العاصفة