السفير
الحوار المتمدن-العدد: 226 - 2002 / 8 / 21 - 04:53
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أمينة لوال كورامي، نيجيرية، 30 عاما. في كانون الأول 2001 وضعت ثالث أطفالها، لكنها كانت قد طُلقت من زوجها قبل أكثر من تسعة أشهر من ذلك التاريخ. حملت، إذاً، من خارج الزواج. زانية. ترجم حتى الموت.
أصدرت محكمة الاستئناف الإسلامية في ولاية كاتسينا شمالي نيجيريا أمس الحكم بالرجم حتى الموت بحق كورامي التي أثارت قضيتها منذ بدء محاكمتها في آذار الماضي سخط المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في نيجيريا حيث أثار تطبيق الشريعة الإسلامية في 12 ولاية شمالي البلاد جدلا قويا وصدامات بين مؤيدين ومدافعين منذ عام 1999، أدت إلى مقتل حوالى 3 آلاف شخص.
وقال رئيس المحكمة العليا للشريعة لأمينة <<إننا نؤيد حكم محكمة باكوري الشريعة التى أمرت برجمك حتى الموت.>> لكن تنفيذ الحكم سيؤجل الى حين تفطم كورامي طفلتها وسيلة ذات الثمانية أشهر. أما الرجل، والد الطفلة، الذي تعرفت اليه أمينة أمام المحكمة فبُرئ من القضية <<لعدم وجود الأدلة>>.
واعتمدت المحكمة في حكمها على اعتراف أمينة بممارسة الجنس من خارج الزواج، لكن محامي الدفاع أكد أن أمينة لم تفهم ما قيل لها في التحقيق لأن القضاة استخدموا تعبير <<الزنى>> الذي لم تفهمه أمينة بالعربية.
ظلت أمينة هادئة وهي تحمل طفلتها بين ذراعيها أثناء الجلسة لكنها سرعان ما انهارت منتحبة لدى سماعها الحكم، أما الحاضرون في قاعة المحكمة فرددوا آيات التكبير.
وسارعت هيئة الدفاع إلى إبعاد أمينة وطفلتها عن عيون الإعلام وقالت انها ستتقدم بالتماس إلى المحكمة العليا. واذا لم تنجح الدعوى فستكون أمينة أول امرأة نيجيرية ينفذ فيها حكم الإعدام رجما في كانون الثاني من العام 2004، بعد أن صدر حكم مماثل على امرأة أخرى من دون أن يتم تنفيذه حتى الآن لعجز المتهمة عن المثول أمام محكمة الاستئناف بسبب مرضها.
ويمكن أن يؤدي هذا الالتماس إلى خلق مواجهة مباشرة، للمرة الأولى، بين القوانين المحلية المستوحاة من الشريعة الإسلامية وبين القوانين الدستورية الفدرالية، علما بأن الرئيس النيجيري أولوسيغون أوباسانغو أمر باعتبار عقوبات الرجم وقطع العنق أو الأعضاء منافية للدستور.
(أب، أ ف ب، د ب أ)