أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - اكذوبة استحالة الخبز والشراب الى جسد ودم المسيح جوهرياً














المزيد.....

اكذوبة استحالة الخبز والشراب الى جسد ودم المسيح جوهرياً


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 13:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة
اشرت في مقدمة بحثي السابق (العلاقة الجدلية بين شيوعية الاحرار والتصوف، الى اكذوبة استحالة الخبز والشراب جوهرياً الى جسد ودم المسيح. وسأستعرض بشيء من الايجاز لهذا الموضوع، مبيناً الجذور الوثنية لهذا المعتقد والذي ليس له اصول في الانجيل. وللرجوع الى تفاصيل اكثر وجوانب لاهوتية اعمق يرجى مطالعة المصدر التالي:
-الفكر اللاهوتي في رسائل الرسول بولس. للدكتور القس فهيم عزيز، اصدار دار الثقافة/القاهرة.
الخبز والشراب في العشاء الاخير
(وبينماهم يأكلون، اخذ يسوع خبزاً وبارك وكسره وناول تلاميذه وقال: (خذوا كلوا، هذا هو جسدي).
واخذ كأساً وشكر وناولهم وقال: (اشربوا منها كلكم. هذا هو دمي، دم العهد الذي يسفك من اجل اناس كثيرين، لغفران الخطايا. اقول لكم: لا اشرب بعد اليوم من عصير الكرمة هذا، حتى يجيء يوم فيه اشربه معكم جديداً في ملكوت ابي) متى 26 /26-29
ان النص واضح جداً، فالخبز والشراب تشير بصورة رمزية لجسد ودم المسيح . ان تناولهما يعني الاتحاد بالمسيح بموته وقيامته وان يعيش المؤمنون بالمسيح هذا الموت وهذه القيامة بصورة مستمرة. اما عبارة (لا اشرب بعد اليوم من عصير الكرمة هذا، حتى يجيء يوم فيه اشربه معكم جديداً في ملكوت ابي)، فهو يشير الى اعتقاد عدد من الطوائف الى وجود الحكم الالفي حيث سيحكم المسيح الف سنة يتزاوج خلالها الناس ويتناسلون ويقيم المسيح ملكوته (مملكته) على الارض وبعد ذلك تأتي الدينونة (يوم الدين) وبالتالي يشير المسيح الى المؤمنين به بأنه سيجدد عهد الشراكة معهم والتي تشير اليها الخبز والشراب، بشراكة جديدة في الحكم الالفي.
يكتب الرسول بولس في رسالته الاولى الى كنسية كورنثوس (11/23-26): (فأنا من الرب تسلمتُ ما سلمته اليكم، وهو ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزاً وشكر وكسره وقال: (هذا هو جسدي، انه لأجلكم، اعلموا هذا لذكري).
وكذلك اخذ الكأس بعد العشاء وقال: (هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. كلما شربتم، فأعملوا هذا لذكري). فأنتم كلما اكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء).
ترد كلمة ذكر وذكري بالعبرية واليونانية، ليس كحدث حدث في الماضي وانتهى، بل كحدث لازال مستمراً الى اليوم وفي المستقبل ايضاً. ان المسيح الجليلي يدعو اتباعه الى الاتحاد معه عن طريق كسر الخبز وتناوله وتناول الشراب الذي يرمز لجسده ودمه رمزياً. (راجع موضوع جذور تحريم لحم الخنزير لدى العبرانيين وشعوب الشرق القديم). وبذلك يتحول المسيح الى طوطم بين الله وبين المؤمنين به حيث يتم الاتحاد به وفق مفهوم وحدة الوجود.
يكتب الرسول بولس في نفس الرسالة الاولى الى كنسية كورنتوس، الاصحاح العاشر، العدد السادس عشر (كأس البركة التي نباركها اليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره، اليس هو شركة جسد المسيح؟).
اذن الخبز والشراب ترمز الى الشركة بين المسيح وبين المؤمنين به والشركة هي علاقة متبادلة بين المسيح واتباعه. وهذا هو المعنى الذي يشير اليه الخبز والشراب (الجسد والدم) انه شراكة متبادلة بين المؤمنين وبين سيدهم المسيح. هذه الشراكة ستتجدد في الحكم الالفي بخبز وشراب جديدين اشارة الى تجديد عهد الشراكة (متى 26/26-29).
من اين جاءت اسطورة استحالة الخبز والشراب جوهرياً الى جسد ودم المسيح؟
انها جاءت بكل بساطة من الديانات الوثنية مثل ديانة ديونيسيوس. فعندما كانوا يحتفلون بعيد ديونيسيوس، كانوا يأتون بثور ويذبحونه ويأكلون لحمه ويشربون دمه على انغام الموسيقى الصاخبة معبرين رمزياً عن رغبتهم بالاتحاد بالاله القتيل (راجع مقالتنا حول جذور تحريم لحم الخنزير..).
وبما ان المسيحيين الاوائل كانوا مولعين بالفلسفة اليونانية، وبمبدأ القياس الارسطوطاليسي، لذا قاموا بعمل مقايسة بين لحم ودم الثور وبين الخبز والشراب وطلعوا علينا بفكرة استحالة الخبز والشراب جوهرياً الى جسد ودم المسيح. علماً ان الاستحالة تعني الصيرورة والصيرورة تعني الخلق والنص الانجيلي عند متى وعند الرسول بولس لا يشير الى خلق وانما الى علاقة شراكة متجددة باستمرار.
في الختام. القصد من استعراض هذه المواضيع ليس عرض سردية غيبية ودينية وانما نقد الفكر الديني باستعمال مناهج النقد الحديثة و باستعمال العقل النقدي وليس العقل النقلي. ختاماً اقول
(تعرفون الحق والحق يحرركم) يوحنا 8/32



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار وصدام وجهان لعملة واحدة
- موقف المسيحية من السلطة
- العلاقة الجدلية بين شيوعية الاحرار والتصوف
- ابليس .... اله اليهود وأعداء يسوع
- بين شيوعية الاحرار وشيوعية العبيد
- كشكول شيوعي
- المسيح ولد في الجليل لا في اليهودية
- الحزب الشيوعي العراقي والاقليات
- العلاقة الجدلية بين اوثان الشيوعيين واوثان المتدينيين
- هل كتب داود المزامير ؟
- جذور تحريم لحم الخنزير لدى العبرانيين وشعوب الشرق القديم
- أوثان الشيوعيين
- الحزب الشيوعي العراقي الى اين ؟!


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - اكذوبة استحالة الخبز والشراب الى جسد ودم المسيح جوهرياً